ربما يكون من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن الوالدين بمجرد اكتشاف إصابة طفلهما بالتوحد كيف أتعامل مع طفل التوحد؟ يعرف اضطراب طيف التوحد بأنه اضطراب عصبي نمائي يؤثر على سلوكيات الطفل، وقدرته على التعلم، وطريقة تواصله مع الآخرين؛ لذا يلزم معرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد للتمكن من التواصل مع الطفل ومساعدته على تعلم القيام بمهام الحياة الأساسية. [1] [2]
تعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع مرضى التوحد، وما الأسلوب الأمثل للتعامل معهم عند القيام بسلوكيات سلبية، وكيف نعزز السلوكيات الإيجابية ونساعد الطفل على العيش حياة جيدة.
كيفية التعامل مع طفل التوحد
يعد دور الوالدين في التعامل مع طفل التوحد أحد ركائز العلاج نظرًا لأن الطفل يقضي معظم الوقت معهم؛ لذا فإن تأهيل الوالدين لكيفية التعامل مع طفل التوحد يساهم في العلاج بجانب الرعاية الطبية والعلاج النفسي، وهناك أشياء بسيطة في معاملة الطفل قد تحدث فرقًا كبيرًا في تحسن حالته. [3] [4]
تشمل أساليب التعامل مع الطفل التوحدي ما يلي:
فهم سلوكيات طفل التوحد
عادة ما يتم تأديب أو عقاب الأطفال الطبيعيين عند ارتكابهم أخطاء أو التصرف بطريقة غير لائقة، ولكن يختلف الأمر مع الطفل المصاب بالتوحد، حيث أنه لا يستطيع التحكم في بعض سلوكياته، ومن هذه السلوكيات: [5]
- الصراخ أو الصياح.
- ضرب الرأس.
- عض اليدين والأصابع.
- رفرفة اليدين أو تأرجحهما.
- الاعتداء على الآخرين بالعض، أو الركل، أو البصق.
- عدم التواصل البصري مع الآخرين.
يساعد في معرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد فهم ما وراء هذه السلوكيات وأنها لا تستدعي معاقبته، بل تدفع للتعاطف معه ومحاولة إدراك أسبابها، حيث عادة ما تنبع هذه السلوكيات من محاولة الطفل التعبير عن احتياجاته ورغباته أو محاولة فهم المجتمع، فعلى سبيل المثال يلجأ الطفل إلى سلوك رفرفة اليدين كوسيلة للتحفيز الذاتي أو تشجيع نفسه؛ لذا يجب على الوالدين محاولة فهم الدافع وراء هذه السلوكيات، ومعرفة محفزاتها لتجنبها قدر المستطاع، وعدم معاقبة الطفل عليها، بالإضافة إلى تجاهل السلوكيات غير الضارة. [5]
التركيز على الإيجابيات
يحتاج الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد إلى التعزيز الإيجابيلتشجيعهم على السلوكيات الجيدة، وهذا يعني أن كيفية التعامل مع الطفل التوحدي في هذه النقطة لا تختلف عن باقي الأطفال، فمدح الطفل عند القيام بسلوك إيجابي أو مكافأته يحفزه على الاستمرار في القيام بهذا السلوك الجيد. [4]
تعليم الطفل أساليب لتهدئة غضبه
يعد الدخول في نوبات انهيار سمة شائعة عند الأطفال، وفي حالات التوحد قد يصعب تهدئة الطفل بسهولة؛ لذا يجب على الوالدين تعلم كيفية التعامل مع طفل التوحد العنيد أثناء نوبات الانهيار، وما هي الطرق المتاحة لتهدئته. [5]
تختلف هذه الأساليب من طفل لآخر فقد يكون العناق بشدة أحد وسائل تهدئته، كما يمكن تعليم الطفل تقنيات تساعده على تهدئة نفسه، مثل تعلم أخذ شهيق ببطء وإخراج الزفير من الأنف ببطء مع إغلاق العينين وتخيل أشياء تبعث على السعادة كقطته التي يحبها أو المنتزه الذي يفضله. [5]
اقرأ أيضًا: أعراض التوحد عند الأطفال
الالتزام بروتين محدد
عادة ما يفضل الأطفال المصابون بالتوحد اتباع روتين محدد، حيث يساعدهم ذلك على الشعور بالراحة والاستقرار، لذا يستلزم التعامل مع طفل التوحد إعداد روتين يومي للطفل مع تحديد أوقات ثابتة لتناول الطعام، والعلاج، والنوم. وينبغي تجنب حدوث تغير في هذا الروتين قدر الإمكان، وإذا اقتضى الأمر تغيير لابد منه، فيجب تهيئة الطفل مسبقًا لذلك. [2]
توفير منطقة آمنة للطفل في المنزل
يفضل تخصيص منطقة في المنزل لطفل التوحد تشعره بالأمان يستطيع فيها الاسترخاء من حين لآخر، ويمكن تحديد هذه المنطقة بعلامات يميزها الطفل، مثل وضع شرائط ملونة على حدودها، كما تتضمن طريقة التعامل مع طفل التوحد الحرص على تأمين بيئة الطفل بشكل عام؛ لاسيما إذا كان معرضًا لنوبات الغضب أو سلوكيات إيذاء نفسه. [2]
اصطحاب الطفل عند الخروج من المنزل
عادة ما يفضل الوالدين عدم اصطحاب طفلهم التوحدي عند الخروج من المنزل تجنبًا لسلوكياته غير المتوقعة، ولكن يعد اصطحاب طفل التوحد أثناء أداء المهام خارج المنزل مثل التسوق عاملًا مساعدًا في اعتياد الطفل على العالم الخارجي. [4]
اقرأ أيضًا: أنواع التوحد الرئيسية
الانتباه إلى تعبيرات طفل التوحد غير اللفظية
قد يعبر طفل التوحد عن مشاعره أو رغباته من خلال القيام بإشارات غير لفظية؛ لذا يحتاج الوالدين عند التعامل مع طفل التوحد التركيز ومحاولة فهم كل ما يصدره الطفل من أصوات، أو إيماءات، أو تعبيرات الوجه، فقد يساعد ذلك في معرفة ما يريده الطفل. [2]
الانتباه للمثيرات الحسية
يعاني بعض أطفال التوحد من حساسية شديدة تجاه الضوء أو الصوت، أو اللمس، وغيرها، بينما يعاني آخرون من حساسية أقل من الطبيعي للمنبهات الحسية، ومن هذا المنطلق ينبغي على الوالدين تحديد المحفزات التي تثير السلوكيات السلبية لدى أطفالهم، من أصوات، وروائح، وحركات، ومعرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد لتهدئته عند التعرض لهذه المثيرات. [2]
اقرأ أيضًا: علاج التوحد السلوكي والدوائي