متلازمة شوغرن هي أحد الاضطرابات المناعية التي تؤثر على الأنسجة المفرزة للسوائل مثل الغدد اللعابية والدمعية، مما يسبب جفافًا ملحوظًا في الفم والعينين، ويتنوع علاج متلازمة شوغرن ليشمل استخدام بعض التدابير الدوائية وغير الدوائية، للسيطرة على المرض. لذا يجب المتابعة الدورية مع الأطباء المختصين لضمان استخدام الأدوية المناسبة والحصول على الإرشادات الصحيحة.

سنتناول في هذا المقال أهم العلاجات المستخدمة في علاج متلازمة شوغرن.



علاج متلازمة شوغرن

يعتمد علاج متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren s syndrome) على مدى قوة وشدة الأعراض، فقد يعاني بعض الأشخاص من جفاف الفم والعينين بينما يعاني آخرون من أعراض أكثر حدة مثل صعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة، والإرهاق، وألم المفاصل، وفي حالات نادرة قد تؤثر على الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية مثل الرئتين والكليتين.

يستهدف علاج متلازمة شوغرن التعامل مع الأعراض ومضاعفات الحالة، حيث تعالج بعض من هذه الأعراض باستخدام الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية وقد تتطلب أعراض أخرى أدوية بوصفة طبية وإجراءات علاجية بسيطة.[1][2][3]

العلاجات الدوائية

تستخدم الكثير من الأدوية لعلاج الأعراض المرتبطة بمتلازمة شوغرن وتشمل تلك الأدوية الدموع الاصطناعية، ومحفزات إفراز الدموع واللعاب، ومسكنات الألم، والأدوية المثبطة للمناعة، والأدوية المضادة للالتهابات. [1][2][3]

الدموع الاصطناعية

تُستخدم الدموع الاصطناعية كأحد العوامل المساعدة في علاج جفاف العين أحد أشهر الأعراض المرتبطة بمتلازمة شوغرن. تتوفر الدموع الاصطناعية في صورة قطرات بتركيزات مختلفة وغالبًا ما تُستخدم من 2-4 مرات يوميًا، ومن الأمثلة المعروفة قطرات السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine Ophthalmic) وقد يستمر العلاج لعدة أسابيع حتى تبدأ أعراض الجفاف فى الزوال. [1][2][3]
يجب الانتباه أنه في حالة استعمال العدسات اللاصقة، قد يوصي الطبيب باستخدام الدموع الصناعية المصممة خصيصًا للعدسات اللاصقة، لأنها تعمل على ترطيب العينين وتمنع جفاف العدسات في آن واحد. [3]

محفزات إفراز الدموع واللعاب

تساعد الأدوية المحفزة على إفراز الدموع واللعاب أو ما يعرف بمحفزات الكولين (بالإنجليزية: Cholinergic Agonists) في تحسين إفرازات الغدد اللعابية والدمعية، وتعمل تلك الأدوية عبر محاكاة عمل الناقل العصبي أستيل كولين وهو نوع من النواقل العصبي يستخدمه الجهاز العصبي الودي (أحد أجزاء الجهاز العصبي الذاتي المسؤول عن تنظيم استجابة الجسم في حالات الطوارئ أو التوتر) كناقل أساسي للسيطرة على وظائف الأعضاء والغدد أثناء الراحة بما في ذلك عمليات الهضم، وإفراز الدموع، واللعاب، وعمليات الإخراج. [3][4]

لعلاج أعراض متلازمة شوغرن غالبًا ما تستخدم أدوية هيدروكلوريد بيلوكاربين (بالإنجليزية: Pilocarpine Hydrochloride) أو سيفيميلين (بالإنجليزية: Cevimeline) كمنبهات للكولين. يتم تناول كلا الدوائين عن طريق الفم ثلاث مرات في اليوم، ويبدأ المريض في الشعور ببعض الراحة بعد حوالي أسبوعين، لكن يجب على الأشخاص الذين يعانون من الجلوكوما (حالة طبية تصيب العين وقد تسبب تلف العصب البصري) التحدث مع طبيب العيون قبل تناول دواء سيفيميلين. [3]

ارجو ان يتم توضيح مكان التعرف على الاجسام الغريبة في الجسم . هل تنتقل الى الغدد اللمفاوية ؟ ام هناك وسيط بينهما ؟ و شكرا .

مسكنات الألم

يصف الطبيب أحيانًا الأدوية المسكنة للألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-Steroidal Anti Inflammatory Drugs) لتخفيف الآلام المرتبطة بمتلازمة شوغرن. تشمل هذه الأدوية الإيبوبروفين (بالإنجليزية:Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية:Naproxen) المتاحة دون وصفة طبية. وغالبًا ما تكون هذه الأدوية أكثر فعالية عند استخدامها بالتزامن مع أدوية أخرى لعلاج متلازمة شوغرن مثل الأدوية المثبطة للمناعة. [3][5]
يجب التنويه بضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام مسكنات الألم لفترة طويلة لأن تناول جرعات كبيرة من هذه الأدوية باستمرار، يزيد احتمالية الإصابة بحرقة المعدة، والنزيف المعوي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، وأمراض القلب. [3][5]

في حالة الآلام المزمنة والشديدة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام دواء مضاد للتشنجات مثل بريجابالين (بالإنجليزية: Pregabalin) الذي يساعد في السيطرة على الألم المنتشر، لكن استخدام هذا النوع من الأدوية مرتبط بحالات الإدمان، لذا لا يتم تناولها إلا تحت الإشراف الطبي المتخصص، كما يجب الانتباه الشديد للجرعات الموصوفة. [3][6]

الأدوية المثبطة للمناعة

تعمل الأدوية المثبطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressive Medications) على تقليل نشاط جهاز المناعة وبالتالي تقليل الآلام والالتهابات، ومن أهم الأمثلة على الأدوية المستخدمة في هذه الحالة: [1][3][7][8]

  • دواء هيدروكسي كلوروكين

يعتبر دواء هيدروكسي كلوروكين (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine) أحد أهم الأمثلة للأدوية المستخدمة في حالة الإصابة بمتلازمة شوغرن، تم تطوير هذا الدواء في الأصل لعلاج الملاريا، ولكنه الآن يُصنف كدواء معدل للأمراض الروماتيزمية (بالإنجليزية: Disease-Modifying Antirheumatic Drug) أو DMARD، مما يعني أنه يعالج المرض الأساسي بدلاً من أعراضه فقط، وقد يستغرق الأمر حتى 12 أسبوع لملاحظة تأثير هذا الدواء كما يمكن أن يستخدم الهيدروكسي كلوروكين مع النساء الحوامل المصابين بمتلازمة شوغرن.
قد يتسبب دواء الهيدروكس كلوروكين ببعض الآثار الجانبية مثل ألم المعدة، والصداع، والحكة، وفقدان الشهية، وفي حالات نادرة قد يتراكم في شبكية العين (نسيج في الجزء الخلفي من العين يساعد في تكوين الصور لمعلاجتها بواسطة الدماغ) محدثًا بعض التغيرات في الرؤية، لذا يوصي بإجراء اختبار الرؤية كل 6 إلى 12 شهرًا للتأكد من تأثير الدواء على العين. [1][3][7]

  • الميثوتركسيت

يستخدم دواء الميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate) كبديل للهيدروكسي كلوروكين في حالة بقاء آلام المفاصل نتيجة غياب الاستجابة للدواء. لكن على الرغم من فعالية الميثوتركسيت إلا أنه قد يترك بعض الآثار الجانبية مثل فقدان الشهية، والإسهال وألم المعدة، والصداع، والشعور بالتعب أو النعاس، كما أنه غير آمن للحوامل على عكس الهيدروكسي كلوروكين. [3][8]

  • سيكلوفوسفاميد، ريتوكسيماب،أزاثيوبرين

تستخدم أدوية سيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide)، أو ريتوكسيماب (بالإنجليزية: Rituximab) أو أزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine) في حالة امتداد تأثير متلازمة شوغرن إلى أعضاء رئيسية بالجسم مثل الرئتين أو الدماغ أو الكلى لكن هذه الأنواع من الأدوية معروفة بتعدد آثارها الجانبية لذا لا يتم استخدامها إلا تحت إشراف طبي متخصص. [3]

  • الأدوية المضادة للالتهابات

تستخدم بعض الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأدوية الكورتيكوستيرويدية (بالإنجليزية: Corticosteroids)، المعروفة بالستيرويدات على تقليل الالتهابات عن طريق تثبيط الاستجابة المناعية وغالبًا ما تستخدم لعلاج النوبات الحادة والمفاجئة من آلام المفاصل والطفح الجلدي. من أمثلة الستيرويدات بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) أو ميثيل بريدنيزولون (بالإنجليزية: Methylprednisolone). تعطي هذه الأدوية فعالية كبيرة تجاه الأعراض، وغالبًا لا تتسبب بأعراض جانبية خطيرة إذا تم استخدامها لفترة قصيرة وبجرعات صغيرة، ومن أشهر أعراضها زيادة الشهية، وتغيرات في المزاج وصعوبة النوم، رغم ذلك يجب تناولها بحذر تحت إشراف طبي متخصص. [1][2][3][9]

علاجات أخرى

قد يلجأ الطبيب لوصف الأدوية الأخرى لعلاج بعض الأعراض المرتبطة بمتلازمة شوغرن مثل: [1][3]

  • علاجات مضادة للفطريات: تستخدم لعلاج داء المبيضات الفموي (القلاع الفموي) المصاحب الإصابة بمتلازمة شوغرن والذي قد يسبب آفات بيضاء في الفم واللسان.
  • المزلقات المهبلية: تستعمل للتخفيف من الجفاف المهبلي المتزامن مع الإصابة بمتلازمة شوغرن، و يمكن استخدام مرطبات مهبلية متاحة دون وصفة طبية وللنساء بعد سن اليأس، يمكن استخدام الاستروجين على شكل قرص، أو كريم، أو حلقة مهبلية.
  • السد النقطي أو سد القناة الدمعية: في حال فشل العلاجات التحفظية، يمكن غلق القنوات الدمعية بسدادات صغيرة لتقليل تصريف الدموع، مما يساعد في إبقاء العين رطبة.
  • مصل العين الذاتي: في حالات الجفاف الشديد للعين، يمكن تصنيع قطرات للعين من مصل دم الشخص نفسه.

علاجات غير دوائية ونصائح منزلية

نظرًا لأن الأدوية التقليدية المستخدمة في علاج متلازمة شوغرن غالبًا ما تكون مصحوبة ببعض الآثار الجانبية، يمكن اتباع بعض العلاجات الطبيعية والإرشادات الطبية التي قد تساهم بشكل كبير في تخفيف أعراض المرض، حيث تعتبر العلاجات المنزلية والغير دوائية وسيلة فعالة للسيطرة على أعراض متلازمة شوغرن إلى جانب العلاجات الدوائية الموصوفة، ومن أبرزها: [1][2][10]

  • تحسين جودة النوم: أخذ قسط كافي من النوم يوميًا يساعد في تحسين جودة النوم، مما يقلل من الالتهابات المرتبطة بتطور المرض.
  • الإبتعاد عن التوتر: الإبتعاد عن مسببات التوتر قدر الإمكان، وممارسة الرياضة يسهم في التخفيف من أعراض المرض وتحسين الصحة العامة.
  • اتباع نظام غذائي ملائم: الابتعاد عن الأطعمة المسببة للالتهابات كالسكر والدهون، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 مثل السلمون أو زيت السمك حيث تساعد أوميغا-3 الموجودة بزيت السمك على الوقاية من الالتهابات إلى جانب التقليل من جفاف العين.
  • الإكثار من شرب الماء: يجب شرب كميات كافية من الماء بشكل يومي لتجنب جفاف الفم المصاحب للحالة، كما ينبغي الابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات المساعدة على جفاف الفم خاصة تلك المحتوية على الكافيين.
  • الإبتعاد عن التدخين: يساعد التدخين في تسريع تبخر اللعاب وهو ما يسبب الجفاف لذا يجب الإقلاع عن التدخين والحفاظ على نظافة الفم والأسنان.

ما هي متلازمة شوغرن؟

تعرف متلازمة شوغرن على أنها نوع من أنواع اضطرابات المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة ظنًا منه أنها تمثل تهديدًا محتملًا أو أنها تشكل خطرًا لصحة وسلامة الجسم. في حالة متلازمة شوغرن يختص الجهاز المناعي بمهاجمة الغدد الدمعية والغدد اللعابية مما يؤدي إلى جفاف العين والفم أو حدوث بعض المضاعفات منها التهاب الأنسجة الضامة والمفاصل والعضلات أو ما يعرف بالحالات الروماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة. [1]

تشيع الحالة في النساء أكثر من الرجال حيث تشكل نسبة النساء حوالي 90% من مجمل الحالات وتعرف متلازمة شوغرن بنوعين رئيسين: [1]

  • النوع الأولي: يحدث عندما تظهر متلازمة شوغرن بمفردها دون وجود حالات أخرى.
  • النوع الثانوي: يحدث عندما تظهر متلازمة شوغرن مع حالات روماتيزمية أخرى.

نصيحة الطبي

على الرغم من عدم توافر علاج متخصص لمتلازمة شوغرن إلا أنه توجد العديد من الأدوية المناسبة لعلاج الأعراض، لذا يجب المتابعة الطبية الدورية مع الأخصائيين ومشاركة أي تغيرات في الأعراض معهم بانتظام. يمكنك الآن الاستفادة من خدمات الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي للتحدث مع أحد المختصين بعلاج متلازمة شوغرن.