يقول جيمس دويغان، مؤلف كتاب عن الحمية الغذائية ومدرب عارضات أزياء ونجمات شهيرات: "يمكن من خلال التغذية السيئة وعدم توازن الهرمونات والقلق والسموم تحديد مواقع تخزين الشحوم والدهون في الجسم. وكثيراً ما يسألني الناس، لماذا يزداد وزني في معدتي أو رجلي؟ وأنا بدوري أطرح سلسلة من الأسئلة المتعلقة بنمط الحياة والنظام الغذائي لكي أحدد الكيفية التي يزداد بها الوزن في هذه المناطق ".
معروف ان الوزن لا يسير بنسق واحد في كل منطقة من مناطق الجسم. فبعض النساء يتسمن بالبدانة في وجوههن وأفخاذهن ومعداتهن أو أذرعهن، وهذه البدانة تنجم في الغالب من عوامل جينية، ولكن توجد عوامل معينة تتعلق بنمط الحياة تحدد أماكن تراكم الشحوم والوزن الزائد.
ويقول الخبير جيمس: "إن القول بعدم إمكانية تخفيف أو إزالة الشحوم والوزن الزائد من أماكن معينة في الجسم غير صحيح بالمرة. إذ يمكنك تحسين مقدرة جسمك على تقليص الشحوم من منطقة مستهدفة باتباع حمية غذائية سليمة وتدريبات رياضية مناسبة وصحيحة".
وهنا نعرض آراء وإرشادات خبراء تتعلق بمواقع إطلاق وتحفيز الدهون والشحوم في الجسم، وما الذي يمكن عمله للحصول على جسم مثالي:
دهون المعدة:
تقول خبيرة التغذية فيكي إدغسون: "ان دهون وسمنة المعدة لها علاقة بمستويات القلق، فعندما نكون قلقين تفرز غدد الأدرينالين الكورتيزول، وهذا يجعل الجسم يلقي أو يراكم الشحوم حول المعدة".
ومؤخراً اكتشفت دراسة أجرتها جامعة ييل بالولايات المتحدة أن النساء الرشيقات تزداد أرجحية إصابتهن بسمنة البطن إذا كن يتعرضن للإصابة بالقلق بصورة منتظمة.
وتقول البروفيسورة إليسا إيبيل المحاضرة في جامعة ييل: "اكتشفنا أن النساء اللائي يتسمن بمعدة بدينة يتسمن أيضاً بمستويات عالية من القلق الحياتي والأمزجة السيئة، وتعرضهن المتعاظم للقلق قد يفسر حركية وفاعلية الكورتيزول التي تسود وسطهن. وبالمقابل، قد يسهم تعرضهن للكورتيزول في مراكمة شحوم المعدة". وهذا مرده لاتسام شحوم المعدة بزيادة مستقبلات الكورتيزول بالمقارنة مع تواجد الشحوم في باقي مناطق الجسم.
وتقول فيكي إدغسون: "لهذه الأسباب يخزن الناس القلقين، بمن فيهم الأمهات المشغولات، الشحوم حول بطونهم، وهم يعتقدون أن هذه الشحوم تنجم من إفراطهم في الأكل، وهذا ليس صحيحاً، هذه الشحوم تعزى للقلق".
العلاج :
تتمثل الأنباء الجيدة في هذا الصدد في عدم اضطرارك لممارسة التدريبات الرياضية بجهاز الركض لعدة ساعات، للتخلص من ترهل معدتك.
وفي الحقيقة يقول خبير التغذية جاسون كام: "إن هذا آخر ما ينبغي أن تفعليه أو تفعله، فالتدريبات الرياضية القلبية الكثيفة- مثل الركض- يمكنها أن تؤدي لزيادة الكورتيزول، ولذلك يجب أن يتضمن نظامك الرياضي ممارسة بعض تدريبات رفع الأثقال، واليوغا أو ال"بايلتس" للإسهام في جعل معدتك مستوية ومستقيمة".
ويضيف: "ان دهون البطن يمكن أن تنجم من اختلال توازن بكتيريا المعدة. وينبغي عليك تجنب الأطعمة التي تغذي بكتيريا المعدة مثل السكر والحبوب، كالخبز والباستا، وحاول/ أو حاولي تجنب الفواكه الحمضية أيضاً، لأنها تسبب انتفاخاً في بعض الأحيان".
ويضيف ان الحلويات والقهوة والكحول والملح والأطعمة السريعة تنهك وتجهد نظامك الغذائي، ولذلك فالأفضل تفاديها أيضاً.
اما الأطعمة التي تحفظ توازن الكورتيزول، وبالتالي يمكنها العمل على استقامة المعدة فتشمل البروتينات قليلة الدهن مثل السمك والدجاج والخضروات الخضراء والبطاطس الحلوة والشمندر الأحمر والزيتون والأفوكادو. ويوصي "كام" أيضاً بتناول نوعية جيدة من زيت السمك أو زيت أوميغا لأنها تبطئ امتصاص السكر في المعدة.
ويوجد متمم آخر يسهم في معالجة سمنة البطن يتمثل في تناول قطرات من عرق السوس في الصباح.
ويقول "كام": "إن مثل هذه المتممات تمنح متناولها طاقة مماثلة للطاقة التي تمنحها لك القهوة".
كبر حجم الفخذ:
يقول الخبير جيمس دويغان: "ثقل، تورم أو كبر حجم الأفخاذ يمكن أن ينجم من عدم الحصول على راحة كافية، أو من المشي في الليل أو عدم الحصول على نوم عميق كاف. والنوم العميق يعرف اختصاراً بـ"ريم" REM RAPID EYE MOVEMENT وهي تعتبر أعمق فترة في النوم".
العلاج :
يقول دويغان: "لا يوجد مقدار صحيح ومحدد من النوم، بيد أن غالبية الناس يفترض أن يحرصوا على أن لا تقل ساعات نومهم عن 7-9 ساعات يومياً. ولكي تحسن نوعية راحتك، حاول تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على كاربوهيدرات وسكر قبل ثلاث ساعات من ذهابك للنوم لأنها يمكن أن تزيد كثيراً من استثارة أجهزتك العصبية والهضمية.
كذلك يسهم الكافيين الذي يتواجد في الشاي والقهوة والشوكولاتة في إرباك النوم
ويرى دويغان أن الإكثار من شرب السوائل قبل النوم -حتى لو كانت سوائل غير ضارة مثل الماء- تسبب بدورها إرباكاً للنوم لأن امتلاء المثانة سيجعلك تستيقظ في الليل.
ونقص فيتامين (بي) يمكن أن يؤثر سلباً في النوم، ولذلك اكثر من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (بي)، مثل الأسماك ولحوم الأبقار، والبيض، المكسرات والزبادي.
ويدعو دويغان إلى تجنب الأجهزة التي تبعث وميضاً لأنها تعتبر مربكة للأعصاب. ولذلك ينصح بتجنب استخدام الآي باد ، و الآي فون ، والكمبيوترات المحمولة، والتلفزيون، وأجهزة القراءة الآلية كيندل قبل النوم.
ويقول دويغان: "إن هذه الأجهزة تثير الدماغ بطريقة يمكن أن تربك النوم. وبدلاً من استخدامها، يستحسن أخذ دش أو قراءة كتاب".
الانتفاخ الناجم من استخدام حمالة الصدر
يقول الخبير جيسون كام: "تختزن نساء كُثر شحوماً زائدة حول لوحة أكتافهن، وهذا قد يكون بسبب عدم مقدرة الجسم على معالجة الكاربوهيدرات، والمؤشر على حدوث ذلك، هو تراكم الشحوم حول منطقة حمالة الصدر".
العـــلاج :
ينصح "كام" الذين يعانون من تراكم الشحوم في المناطق الخلفية من أجسادهم، بإقصاء الحبوب والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المصفية، مثل الأرز والمعكرونة، من نظامهم الغذائي لكي يروا ما إذا كان ذلك سيسهم في تقليل الشحوم.
ويقول: " أنصحهن بإضافة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات غير المصفية، مثل الأرز الخشن، والحنطة السوداء". وينصح كام بعدم هجر الخضروات لأنها غنية بالألياف وتتميز بقلة الكربوهيدرات. كما ينصح بممارسة تمرينات شديدة الكثافة لتقليل الدهون في هذه المنطقة لأن تدريبات الظهر التقليدية لن تحقق الفائدة المرجوة.
سمنة الكتفين
يقول جيسون كام: "إن هذه المشكلة تنجم في الغالب من وجود سموم في جهازك الهضمي، وفي الآونة الأخيرة أجريت دراسة حول الـ"PBA بيسفينول إيه"، وهي سميات توجد في المنتجات الحياتية اليومية التي من أمثلتها القوارير أو الزجاجات البلاستيكية".
ويوضح ان هذه المنتجات تدخل السموم إلى الجسم، والشحوم الزائدة تعتبر من الآثار الجانبية لهذه السموم. ومن خلال البحث اتضح أن إبعادها من الجسم فترة ثلاثة أيام أدى لتقليل مادة "بيسيفينول" إيه بنسبة %77. ولذلك "لا تقم مطلقاً بتسخين الشوربة في وعاء بلاستيكي واسع لتقليل الكميات التي تشربها من قوارير المياه البلاستيكية".
العلاج :
ينصح كام بممارسة تمرينات رياضية خاصة بالمنطقة العليا من الذراعين، والأجدى من ذلك، ممارسة تدريبات تطهر الجسم من السموم.
ويقول: "يوغا بيكرام، وهي نوع من أنواع اليوغا يمارس في غرفة درجة حرارتها 40 درجة مئوية، يمكنها الإسهام بقوة في إزالة الشحوم من منطقة أعلى الذراعين لأن زيادة درجة حرارة الجسم تساعد على منع تراكم السموم فيه وبالتالي تقل سمنة الكتفين".
ويسهم مسح أو تنظيف الجسم بالفرشاة في تحسين إنسياب الدورة الدموية، الذي يسهم بدوره في الحصول على مظهر جيد للجزء العلوي من الذراعين.
تراكم الشحوم واللفائف اللحمية حول منطقة الخصر
يقول دويغان: "هذا النمط من السمنة قد ينجم أيضاً من القلق، تماماً مثل سمنة البطن، ولذلك يجب الحرص على تخصيص 15 دقيقة للاسترخاء".
ويقول الخبراء: "إن الأطعمة الغنية بمضادات السموم كالتوت، والخضروات فاتحة اللون والشاي الأخضر أو الأبيض تسهم في ضبط توازن مستويات سكر الدم، وبالتالي تقليل تراكم الدهون. وهنالك عدد من المتممات الغذائية التي يمكن أن تسهم في تقليص لفائف الشحوم والدهون المحيطة بالخصر".
ولضبط مستويات سكر الدم ينصح الخبراء بتناول أطعمة تحتوي على مادة الكروم. ويسهم الزنك في جعل الأنسولين مرتبطاً بمستقبلات في الخلايا، ولذلك ينصحك الخبراء بأخذ متممات الزنك، أو تناول الأطعمة الغنية بالزنك، التي تشمل لحوم العجول "البيف"، وبذور القرع.
ويقول دويغان: "إن الشحوم المحيطة بالخصر تتسم بالعناد ولا تستجيب بسهولة للتدريبات الرياضية التي تستهدف إزالتها، لكنها على أية حال تستجيب بصورة جيدة لتمرينات مثل "يوغا بيكرام"، لأن الدهون العنيدة سامة والسموم تحرر بالتعرق".
العلاج :
يقول باولو لاي، وهو خبير مساج وتدليك: "تدليك الوجه يمكن أن يزيل أو يخفف انتفاخه ويصقل عضلاته بحيث يبدو أكثر تناسقاً، وشباباً. لذا أبدأ بتدليك وجهك من أنفك، وأمض نحو الخارج حتى تصل للأذنين. وعلى إثر هذا التدليك الأولي يتحسن دوران وتصريف السائل اللمفاوي، وبذلك يتقلص الانتفاخ. في الخطوة التالية ادلك بأصبعك الأصغر حول تجاويف عينك حتى تصل لعظام وجنتك. ثم قم بتدليك زوايا فمك نحو الأعلى حتى تصل لعظام وجنتك. واستخدم كذلك زيت وجه، بحيث تتمكن أصابعك من الإنزلاق على بشرتك. واستخدم كذلك زيت يتميز بتركيز عال لمضادات سموم البشرة".
بدانة الأفخاذ
يقول جيمس دويغان: "أن يكون لديك أفخاذ كبيرة ومؤخرة كروية- مع خصر رشيق وبطن مستوية- يعني أن لديك هيئة كمثرى كلاسيكية وهذا الشكل تكون أسبابه في الغالب جينية وراثية. ومن النادر أن يتسبب النظام الغذائي في تشكله".
والأمر الجيد المتعلق بهذا الشكل هو اكتشاف الأبحاث أن حمل وزن زائد خلف المؤخرة والأفخاذ، أفضل صحياً من حمله حول ظهرك، أو خصرك أو معدتك، وهذا النوع من الدهون يتموضع بقرب القلب وأعضاء أخرى.
مؤخراً أظهر بحث أجرته جامعة أوكسفورد بروكس، أن النساء اللائي يتسمن بهيئة الكمثرى تقل أرجحية تعرضهن لأمراض القلب وسكري النمط 2، مقارنة بالنساء اللائي يتميزن بهيئة التفاحة، اللائي يراكمن الدهون حول المنطقة الوسطى من أجسادهن.
العلاج :
يقول جايسون كام: "إذا أردنا إحداث فرق في هذه المنطقة من الجسم ينبغي أن نتجنب منتجات الصويا مثل حليب الصويا، وزبادي الصويا والأطعمة المصنعة المشابهة كالخبز والوجبات الجاهزة التي تحتوي على الصويا".
وفيما يتعلق بأنواع الرياضة المناسبة ينصح "كام" بممارسة رياضات الـ"سكويتينغ" squats وlunges، لأنها تزيد معدل ضربات وخفقان القلب، وبالتالي تحرق السعرات الحرارية. ويوصي أيضاً باستخدام المتممات التي تسهم في تقليل الدهون في المؤخرة والوركين.
دهون البطن عند الرجال تضعف عظامهم
وجدت دراسة جديدة أن الرجال الذين يعانون الدهون في منطقة البطن لا يعرضون قلوبهم للخطر، فحسب، بل يعرّضون عظامهم أيضاً للضعف.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في جامعة "هارفرد للطب" وجدوا أن الرجال الذين يعانون الدهون في منطقة البطن هم أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام، وهو مرض عادة ما يصيب النساء المسنات.
وذكروا أن هذه الحالة تجعل العظام أكثر عرضة للكسر مع انخفاض كثافتها.
قالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة، مريم بريديلا: "إن أغلب الدراسات حول ترقق العظام، ركّزت على النساء. وكان يعتقد أن الرجال محميون نسبياً ضد خسارة العظام، وخصوصاُ منهم السمناء".
وقد قيّم العلماء 35 رجلاً سميناً معدّل أعمارهم 34 عاماً، ومعدل مؤشر كتلة أجسامهم يساوي 36.5.
وقسّم الرجال إلى مجموعتين: الأولى من لديهم دهون تحت الجلد ومنتشرة في كامل الجسم، والثانية من دهون داخلية تقع تحت النسيج العضلي في تجويف البطن.
وقالت بريديلا: "ما فاجأنا أكثر شيء هو أن الرجال الذين يعانون الدهون الحشوية لديهم عظام أضعف بشكل ملحوظ مقارنة بالمجموعة الأخرى".
وكانت دراسة أمريكية قد توصلت إلى أن الأشخاص الذين تتكوّن لديهم الدهون في منطقة البطن هم أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري مقارنة بمن تنتشر عندهم الدهون في كامل الجسم.
وقال الباحثون في جامعة "تكساس" إن هذه الدراسة كانت الأكبر من نوعها في تقييم الأمريكيين السمينين من مختلف الأعراق عبر استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وبالأشعة السينية المضاعفة لتحديد مكان تخزين الدهون في الجسم.
وقال الباحث جيمس دو ليموس: "إن المهم بالنسبة للإصابة بالسكري عند السمينين، ليس كمية الدهون الموجودة لديهم بل مكان تواجدها".
وأضاف أن فهم الاختلافات البيولوجية بين دهون البطن، والدهون تحت الجلد، قد يساعد الأطباء على مكافحة وباء السمنة بشكل أكثر فعالية.
وقد شملت الدراسة 732 راشداً سميناً، يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن الثلاثين، وهم في عمر يتراوح بين 30 و65 عاماً، ولا يعانون السكري أو أمراض القلب.
ووجد العلماء، بعد متابعة هؤلاء الأشخاص لمدة 7 سنوات، أن %11 منهم أصيبوا بالسكري قبل سنوات من ظهور الأعراض عليهم.