تلعب الأعشاب دورًا هامًا في حياتنا، سواء عند استخدامها في أغراض الطبخ أو الأغراض الطبية، وتعد عشبة ذيل الحصان من الأعشاب التي لها العديد من الاستخدامات الطبية منذ القدم، حيث تم استخدامها تقليديًا لعلاج الجروح، وتعزيز صحة الجلد، والشعر، والعظام، وعلاج العديد من الحالات الصحية الأخرى.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أبرز فوائد عشبة ذيل الحصان، وكيف يمكن استخدامها، وأهم محاذير استعمالها.

ما هي عشبة ذيل الحصان؟

عشبة ذيل الحصان (بالإنجليزية:Equisetum Arvense) هي عشبة معمرة تنمو في شمال أوروبا، وأمريكا الشمالية، والوسطى، وكذلك في الأماكن الرطبة الأخرى ذات المناخ المعتدل، لها جذع طويل كثيف التشعب ينمو من الربيع إلى الخريف.[1]

يحتوي النبات على العديد من المركبات المفيدة التي تمنحه العديد من التأثيرات المعززة للصحة، وتتضمن أبرز تلك المكونات مضادات الأكسدة، وهي جزيئات تحمي الجسم من تأثير الجذور الحرة التي يمكن أن تسبب تلفًا للخلايا، كذلك يحتوي على السيليكا، وهي عبارة عن مركب يتكون من السيليكون والأكسجين، ويعد هو المكون المسؤول عن الفوائد المحتملة لذيل الحصان للبشرة، والأظافر، والشعر، والعظام.[1]

يتم استهلاك ذيل الحصان في الغالب على شكل شاي، يصنع عن طريق نقع الأعشاب المجففة في الماء الساخن، كما أنه متوفر في شكل كبسولات.[1]

فوائد عشبة ذيل الحصان

تتعدد فوائد واستخدامات عشبة ذيل الحصان للصحة العامة، لكن يجدر بالذكر أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد تلك الفوائد، تتضمن تلك الفوائد ما يلي:

فوائد عشبة ذيل الحصان للعظام

يوجد نوعان من الخلايا التي تتحكم في نمو وتشكل العظام، أحدهما تسمى بانيات العظام وهي المسؤولة عن بناء وتشكل العظام، والأخرى تسمى ناقضات العظام وهي المسؤولة عن هدم العظام.[1]

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن جرعة يومية من 55 ملغ من مستخلص ذيل الحصان لكل رطل أو ما يعادل 120 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الجسم أدت إلى تحسين كثافة العظام بشكل ملحوظ، مقارنة بمجموعة التحكم، حيث يثبط مستخلص عشبة ذيل الحصان الخلايا الآكلة للعظام ويحفز بانيات العظام، يشير ذلك إلى أن تلك العشبة مفيدة لأمراض العظام المختلفة، مثل هشاشة العظام.[1]

يرجع تأثير عشبة ذيل الحصان على العظام إلى محتواها العالي من السيليكا، حيث يصل إلى 25٪ من وزن العشبة الجافة، ولا يوجد نبات آخر يحتوي على نسبة عالية من تركيز هذا المعدن.[1]

تعمل السيليكا على تحسين تكوين، وكثافة، واتساق أنسجة العظام والغضاريف، وذلك من خلال تعزيز تخليق الكولاجين، وتحسين امتصاص واستخدام الكالسيوم.[1]

فوائد عشبة ذيل الحصان للالتهاب

أظهرت تجربة عشوائية مضبوطة شملت 60 شخصًا مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن المجموعة التجريبية التي استخدمت مزيج ذيل الحصان بالإضافة إلى ميثوتريكسات وديكلوفيناك الصوديوم كانت متفوقة على المجموعة الضابطة التي استخدمت ميثوتريكسات مع ديكلوفيناك صوديوم فقط، وهذا يعني أن لها تأثير مضاد للالتهاب.[2]

فوائد عشبة ذيل الحصان لضغط الدم

أجريت تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية على 58 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى، وأثبتت أن عشبة ذيل الحصان لها تأثير مدر للبول، مما يساعد على خفض معدلات ضغط الدم.[2]

فوائد عشبة ذيل الحصان لمرضى السكري

أظهرت دراسة أجريت على الفئران المصابة بداء السكري أن مستخلص ذيل الحصان كان له تأثير مفيد على نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا التأثير، كذلك لا يوجد دراسة سريرية أجريت على البشر حول تأثير ذيل الحصان على نسبة السكر في الدم.

فوائد عشبة ذيل الحصان للجروح

أظهرت دراسة واحدة لمدة 10 أيام أجريت على 108 نساء بعد الولادة أن استخدام مرهم يحتوي على 3٪ من مستخلص ذيل الحصان يعزز التئام جرح الولادة، ويساعد على تخفيف الألم، كذلك يمكن استخدام مستخلص ذيل الحصان في طلاء الأظافر لعلاج صدفية الأظافر.[1]

فوائد عشبة ذيل الحصان للشعر

تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في عشبة ذيل الحصان على تقليل الالتهابات الدقيقة وشيخوخة ألياف الشعر التي تسببها الجذور الحرة، كذلك يؤدي المحتوى العالي للعشبة من السيليكون في ألياف الشعر إلى انخفاض معدل تساقط الشعر، وزيادة لمعانه.[1]

أثبتت دراسة استمرت لمدة 3 أشهر على النساء اللواتي يعانين من ترقق الشعر، أن تناول كبسولتين يوميًا تحتويان على مستخلص ذيل الحصان المجفف ومكونات أخرى يؤدي إلى نمو الشعر وقوته مقارنة بمجموعة التحكم. ووجدت دراسة أخرى أجريت عام 2015 تبحث في تأثيرات خلطات مختلفة تحتوي على السيليكا المشتقة من ذيل الحصان نتائج مماثلة.[1]

فوائد أخرى لعشبة ذيل الحصان

يمكن استخدام عشبة ذيل الحصان لأغراض صحية أخرى، تشمل ما يلي:[3]

  • حصوات الكلى والمثانة.
  • التهابات المسالك البولية.
  • سلس البول.
  • فقدان الوزن.
  • النقرس.
  • الدورة الشهرية الغزيرة.
  • احتباس السوائل.

محاذير استخدام عشبة ذيل الحصان

قد تسبب عشبة ذيل الحصان بعض الآثار الجانبية، تشمل ما يلي:[2]

  • زيادة التبول: أظهرت تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية على 36 متطوعًا من الذكور الأصحاء أن مستخلص عشبة ذيل الحصان ينتج عنه تأثير مدر للبول مماثل مماثل لهيدروكلوروثيازايد.
  • نقص فيتامين ب 1: نظرًا لأن مستخلص ذيل الحصان يحتوي على الثيامينايز، وهو إنزيم يعمل على تكسير الثيامين، فإن تناوله لفترة طويلة قد يزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين ب 1.

قد تحدث آثار جانبية أخرى أكثر خطورة عند تناول كميات كبيرة من عشبة ذيل الحصان، أو عند تناول ذيل الحصان مع بعض الأدوية الموصوفة، مثل خفقان القلب، وينبغي طلب العناية الطبية الفورية في تلك الحالة.[2]