قد يشاع ما يسمى بالدم الحمضي أو القلوي، فما هو الدم الحمضي (ارتفاع حموضة الدم)؟ وما هو الدم القلوي؟ يؤدي الدم الحمضي إلى عدم توازن الجسم وبدوره إلى عدم توازن الأعضاء فيزيولوجياً، ومن ثم الى العديد من الأمراض أخطرها طبعاً مرض السرطان، وذلك لأن السرطان لا يمكنه التكون أو التطور في وسط قلوي وإنما يتكون في الأوساط الحمضية فقط.

تحدث القلوية والحمضية في الجسم في وقت آن واحد، وتقاس هذا الحموضة أو القلوية على مقياس ال PH من 0 حتى 14، إذ يعتبر فيه 7 محايد، أي أقل من 7 هو الحمضية، وأعلى من 7 قلوية. يكون الجسد بأفضل حالاته مع القلوية العالية أكثر من الحموضة. هناك عوامل كثيرة تعمل على زيادة الحمضية في الجسم وحين يحدث ذلك لا بد من تزويد الجسم بالقلويات للتخلص من المستويات الزائدة من الحمض داخل الجسم. فقد تؤدي زيادة الحامضية الى مشاكل صحية بعضها طفيف والآخر خطير جداً.

للمزيد:الاضطرابات الحمضية والقلوية

ما هي نسبة حموضة الجسم؟

قد تحدد نسبة حموضة الدم حالتك الصحية، ففي الواقع من الضروري أن يستعيد الجسم توازنه عندما يكون حمضياً جداً، وذلك خوفاً من تعزيز ظهور الأمراض الخطيرة، ولكن كيف يمكن موازنة نسبة الحموضة؟

لكل قسم في الجسم ولكل عضو نسبة حموضة خاصة به أي Ph معين، كالتالي:

  • نسبة حموضة البشرة هي 5.5.
  • نسبة حموضة الجهاز الهضمي تتفاوت بين 1.5 و7.
  • تتفاوت نسبة حموضة اللعاب بين 6.5 و 7.4.
  • نسبة PH الدم تتراوح ما بين 7.35-7.45؛ حيث أن الدم إذا انخفضت حموضته، أي أن ال PH الخاص به انخفض كثيراً نتيجة تغذيتنا غير الصحية فإن الجسم يفقد توازنه و يبدأ بالتدهور البطيء.

عوامل تؤثر على حموضة الدم

من أجل السيطرة على نسبة حموضة الجسم يجب الانتباه إلى النظام الغذائي المتناول، كالتالي:

  • الإفراط في استهلاك بعض الأطعمة كاللحوم والمأكولات المصنعة وغير الطازجة التي تحتوي على المواد الحافظة والاصباغ، والقهوة، والكحول، وغيرها قد يزيد من حموضة الدم.
  • تناول الخضار والفاكهة والتغذية النباتية وحدها تجعل الجسم قلويّاُ، وهذه التغذية قد توازن الجسم داخلياً، لهذا السبب ينصح بأن تكون نسبة الاغذية النباتية والخضراوات والفواكة بنسبة 80% من النظام الغذائي اليومي كنظام قلوي و20% من الطعام له تأثير حمضي. تعد هذه النسبة الموجودة والمستهلكة لدينا في أيامنا هذه هي النسبة العكسية أي أننا نستهلك تغذية حمضية بنسبة 80% و20% قلوية لهذا نرى بأن نسبة الأمراض تتزايد كل الوقت.
  • هناك عوامل غير التغذية كالتوتر، والتلوّث، والنقص في الحركة الجسدية التي بدورها قد تؤثر سلبياً على نسبة حموضة الجسم.

ما هي الاضطرابات الناجمة عن اختلال توازن حموضة الدم؟

لكن لماذا من الضروري المحافظة على التوازن الجيد والمناسب لنسبة الحموضة؟ عندما يضطرب التوازن الحمضي أو القلوي تتأثر السوائل والأنسجة في الجسم، وبالتالي لا يعمل جهاز المناعة بشكل صحيح وقد يضعف، وعندما يكون الجسم حمضياً جداً تظهر الأعراض التالية:

  • الإرهاق.
  • ارتفاع الضغط.
  • مشاكل البشرة.
  • الاضطرابات الهضمية.
  • السكري.
  • السرطان.

إن أهم الأسباب الرئيسية للسرطان مرتبطة بفرط حموضة الجسم، فعندما يكون الجسم حامضاً جداً تفتقر الخلايا إلى الأكسجين، والخلايا السرطانية لا هوائية أي أنها لا يمكنها أن تعيش في مكان غني بالأكسجين، بمعنى آخر وبشرح مبسط أكثر أي أنه عندما تكون الخلايا حمضية والدم حمضي يقل وجود الأكسجين، الأمر الذي يخلق مناخاً مثالياً لتكاثر الخلايا السرطانية، حيث أن كل الخلايا الطبيعية بحاجة إلى الأكسجين لكي تتنفس، ولكن الخلايا السرطانية يمكنها أن تعيش من دون أكسجين، فحرمان خلية من نسبة 35% من الأكسجين الذي تحتاج إليه خلال 48 ساعة قد يحولها إلى خلية سرطانية بسرعة.

الخلايا السرطانية يمكنها أن تزدهر في مكان نسبة حموضته دون 6 حتى 6.5، بحسب الإحصائيات 85% من مرضى السرطان يعانون من حموضة الدم بنسبة عالية، لذلك للحفاظ على جسدنا من الأمراض علينا أن تتجنب ارتفاع الحموضة في الدم وأن نعمل على زيادة قلوية الدم.

الدم الحامضي قد يشكل بيئة مثالية التي يمكنها أن تعزّز تكاثر البكتيريا وتسبّب عدّة مشاكل صحية مثل:

  • السكري.
  • هشاشة العظام.
  • السمنة.
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
  • المشاكل الجلدية وانواع مختلفة من الحساسية.

نتائج علاج حامضية الدم

الموضوع ليس نظرية طبية، الموضوع حقيقة طبية كاملة بحيث أن اتباع إرشادات واستهلاك البرامج الغذائية والتوجيهات السلوكية لاستهلاك الخضراوات والفواكه والحبوب والابتعاد عن اللحوم المنتوجات المصنعة لوحظ تغييرات إيجابية بصحة الجسم مثل:

  • توازن ضغط الدم.
  • توازن السكر.
  • المشاكل الجلدية اختفت.
  • الالتهابات بالجسم تعافت تماماً.
  • لم تعد أعراض الحساسية بارزة وخفت الاعراض بشكل ملحوظ.
  • انخفاض الوزن عدة كيلوغرامات.

كل ذلك بفضل إعادة قلوية الدم إلى طبيعتها عن طريق التغذية. من الضروري تصليح حامضية الدم وإعادة نسبة قلوية الدم بالجسم كما ذكرت أعلاه بالإكثار من تناول الكثير من الخضراوات لأنها غنية بالمعادن التي تجعل الجسم قلوياً (الفاكهة بدورها تحتوي على كميّة أقل من المعادن ولكن كميّة أكبر من الفيتامينات).

أطعمة قلوية يجب الإكثار منها

فيما يلي بعض الأطعمة القلوية المعروفة، ويفضل أن تكون على لائحة الطعام اليومية أو أن تصبح من السلع الأساسية عند القيام بالتسوق:

الخضروات والفواكه

وتشمل كلاً مما يلي: الخرشوف (الأرضي الشوكي)، والملفوف، والجزر، والفجل، والجرجير، والسبانخ، والورقيات الخضراء عامةً، واللفت، والثوم، والخس، والهليون، والبصل، والبازلاء، والثوم، والكرفس، والكرنب، والخيار، والليمون، والأفوكادو، والجريب فروت، والبطيخ، والخوخ، والتفاح، والموز، والتوت، والشمام، والعنب، والخوخ.

البذور والمكسرات والحبوب

وتشمل: اليقطين، والسمسم، وعباد الشمس، واللوز، والكتان، والعدس.

المشروبات

وتشمل: المياه والعصائر النباتية غير المحلاة، وحليب الصويا ، وحليب اللوز، وشاي الأعشاب من المشروبات مرتفعة القلوية مثل الشاي الأخضر، وشاي بينشيه، وشاي الهندباء، وشاي الجينسينج.

المكملات الغذائية

ينصح باستهلاك المغنيسيومحبة واحدة فقط باليوم قبل النوم طبعاً، حيث سيعمل المغنيسيوم على تحويل حامضية الدم إلى القلوية وبهذا نحافظ على أجسامنا ونتجنّب حدوث خلل وعدم توازن في أنسجة جسمنا.