تبلغ رجة حرارة الجسم الطبيعية لدى الإنسان ما يعادل37 درجة مئوية، لكن عندما ترتفع درجة الحرارة عن هذا المعدل، لتصل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، تسمى هذه الحالة بالحمى أو السخونة الداخلية.[1]

عادة ما تنتج السخونة الداخلية عن الإصابة بعدوى ميكروبية، مثل الالتهاب البكتيري أو الفيروسي، وتعد من الآليات الدفاعية لدى الجسم لمحاربة الميكروبات، وقد لا تكون السخونة الداخلية خطيرة في معظم الحالات، إلا أن درجة الخطورة قد تعتمد على العمر والتاريخ المرضي للمصاب.[1]

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أسباب السخونة الداخلية، وأعراضها، وأهم طرق العلاج، وكذلك كيف يمكن الوقاية من أنواع العدوى التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة.

أنواع السخونة الداخلية

يمكن تقسيم السخونة الداخلية إلى عدة أنواع، تعتمد على شدة، ومدة، واستمرارية الإصابة بالسخونة، كالتالي:

تشمل أنواع السخونة الداخلية حسب شدة الارتفاع في درجة الحرارة ما يلي:[1]

  • سخونة منخفضة الشدة، وتكون درجة الحرارة بين 38.1-39.
  • سخونة متوسطة الشدة، وتكون درجة الحرارة بين 39.1-40.
  • سخونة شديدة، وتكون درجة الحرارة بين 40.1-41.1.
  • فرط السخونة، وتكون درجة الحرارة أكثر من 41.1.

تشمل أنواع السخونة الداخلية حسب مدة الإصابة ما يلي:[1]

  • سخونة حادة، تستمر لمدة أسبوع على الأكثر.
  • سخونة شبه حادة، تستمر لمدة أسبوعين.
  • سخونة مزمنة، تستمر لأكثر من أسبوعين.

تشمل أنواع السخونة حسب استمرارية الإصابة ما يلي:[1]

  • سخونة مستمرة، حيث لا يحدث تغير في درجة الحرارة أكثر من درجة واحدة مئوية خلال 24 ساعة.
  • سخونة متقطعة، حيث لا يستمر الارتفاع في درجة الحرارة على مدار اليوم، بل في ساعات محددة.
  • سخونة مترددة، يستمر فيها ارتفاع درجة الحرارة على مدار اليوم ولك من تغيرات قد تصل لدرجتين مئويتين.

أعراض السخونة الداخلية

تعد السخونة الداخلية عرضاً لا مرضاً، إلا أن بعض الأعراض قد ترافقها، حيث تنظم درجة حرارة الجسم منطقة تحت المهاد في الدماغ، وينتج عن هذا التنظيم إرسال إشارات للجسم لرفع درجة الحرارة عند الإصابة بعدوى، مما ينتج عنه الأعراض التالية:[2]

  • الإحساس بالبرودة.
  • تعرق.
  • احمرار الوجه.
  • ضعف عام.
  • قشعريرة أو رجفة.
  • صداع.
  • الانفعال.
  • فقدان الشهية.
  • الجفاف.

أسباب السخونة الداخلية

عادةً ما تكون السخونة الداخلية عرضًا لأمراض أخرى، لا مرضاً بحد ذاتها، وقد تكون من آليات الجسم لمحاربة المرض أو الكائنات المسببة له. وتشمل أكثر الأسباب شيوعاً للسخونة الداخلية كلًا من:[1][3]

  • الإصابةبعدوى ميكروبية، مثل عدوى البكتيريا والفيروسات، التي تتضمن الإنفلونزا، والأمراض المعدية، والالتهابات المختلفة، مثل التهاب السحايا والرئة.
  • تضرر أنسجة الجسم بسبب الجراحة، أو النزيف، أو تحلل الدم، أو ما شابه.
  • الإصابة ببعض الالتهابات، مثل التهاب المفاصل والتهاب الجلد.
  • الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثلالذئبة الحممية.
  • الإصابة بالسرطان وأمراض الدم، مثل تجلط أو تخثر الدم.
  • حدوث أعراض جانبية لبعض المطاعيم.
  • حدوث أعراض جانبية لبعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية، أو المهدئات، أو مضادات التشنجات، أو تعاطي المخدرات.

تشخيص السخونة الداخلية

قد يعتمد تشخيص السخونة الداخلية على الأعراض، وقياس درجة الحرارة، لكن تحديد السبب الرئيسي أو العدوى المسببة للحمى يحتاج إلى المزيد من الاختبارات للتأكد من التشخيص الصحيح، وتشمل أهم تلك الفحوصات ما يلي:[2]

  • فحوصات الدم.
  • فحوصات البول.
  • اختبارات التصوير.

علاج السخونة الداخلية

هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها للتمكن من علاج السخونة الداخلية أو تجنب المضاعفات الناتجة عنها، وأهمها:[1][2]

  • الإكثار من شرب السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • وضع كمادة ماء فاتر على الجبهة.
  • الاستحمام بمياه معتدلة الحرارة مائلة للبرودة.
  • تناول دواء خافض لدرجة الحرارة، مثل الباراسيتامول أو الأسبرين. يجب تجنب إعطاء الأسبرين للأشخاص الأقل من 18 سنة.
  • أخذ قسط من الراحة.
  • أخذ الأطفال الأقل عمراً من 3 سنوات إلى الطبيب عند ارتفاع درجة الحرارة.
  • الذهاب إلى الطبيب عن وجود الأعراض التالية بالتزامن مع السخونة الداخلية: تصلب العنق، أو هذيان، أو تشوش ذهني، أو صداع شديد، أو ألم في الصدر وكحة شديدة.

الوقاية من السخونة الداخلية:

يحتاج التمكن من الوقاية من السخونة الداخلية اتباع الخطوات المعتادة لتقليل خطر الإصابة بعدوى، وتشمل تلك الطرق ما يلي:[1]

  • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
  • عدم لمس الوجه بأيدي غير مغسولة.
  • تنظيف وتطهير الأسطح بانتظام.
  • السعال والعطس في منديل ورقي، ثم التخلص من المنديل وغسل اليدين.
  • تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين ليسوا على ما يرام

السخونة الداخلية لدى الأطفال

ينبغي اللجوء إلى طبيب الأطفال في حال ارتفاع درجة حرارة طفلك، وذلك لأن السخونة الداخلية قد تشكل خطراً على دماغ الطفل، وقد تؤدي لحدوث تشنجات، وخصوصاً في الحالات التالية:[1]

  • مرافقة السخونة الداخلية لأعراض أخرى، مثل البكاء، والانزعاج، والكحة، وألم الحلق أو الأذن، والقيء أو الإسهال.
  • ارتفاع درجة الحرارة ل38 درجة مئوية أو أكثر عند قياسها شرجياً لدى الرضع بعمر أقل من 3 شهور.
  • ارتفاع درجة الحرارة ل40 درجة مئوية لدى الأطفال في أي عمر.
  • استمرار ارتفاع درجة الحرارة ليومين كاملين لدى الأطفال أقل من سنتين، أو ثلاثة أيام لدى أقرانهم الأكثر من سنتين.

نصيحة من الطبي
قد تكون السخونة الداخلية علامة على حالة بسيطة أو خطيرة، لذلك ينبهي الانتباه جيدًا عند الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، واستشارة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي وراء العدوى واختيار العلاج المناسب، كذلك يجب عدم استخدام أي نوع من المضادات الحيوية قبل استشارة الطبيب، فليس بالضرورة أن تعالج السخونة الداخلية بالمضاد الحيوي.