يأتي موسم الشتاء حاملاً معه العديد من التأثيرات الصحية على الجسم على مختلف الجوانب، منها تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية، فما هي أبرز المخاطر الصحية في موسم الشتاء؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

مخاطر الشتاء على الجسم

تتمثل مخاطر الشتاء على الجسم في:

  • النوبة القلبية والسكتة الدماغية: قد يتسبب انخفاض درجة حرارة الجسم في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يحدث تضيق الأوعية الدموية بسبب برودة الطقس، وهذا ما يزيد فرص التعرض للنوبات القلبية، وعندما تصبح الشرايين ضيقة، فإنها تقلل تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من جهد القلب في أداء وظائفه.

أيضاً تؤثر درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء على ضغط الدم، حيث أن الحفاظ على درجة حرارة الجسم يتطلب تضيق الأوعية الدموية، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم، ونتيجة لذلك، تتمدد الأنسجة التي تشكل جدران الشرايين، وقد تصاب بالتلف، ويمكن أن يؤدي تراكم اللويحات في المناطق المتضررة إلى التمزق، ويؤدي إلى جلطات دموية تزيد خطر حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

  • نقص فيتامين د: تحفز أشعة الشمس إنتاج فيتامين د في الجلد، إذ إن تعريض الجسم إلى أشعة الشمس الصباحية لبضع دقائق يومياً يمكن أن يضمن الحفاظ على مستوياته في الجسم، وهو ما يسهل تحقيقه في موسم الصيف، أما خلال الشتاء، فتنخفض فرص التعرض لأشعة الشمس، وقد تنخفض معها مستويات فيتامين د في الجسم.

ويؤدي نقص فيتامين د إلى صعوبة امتصاص الكالسيوم في الجسم، وبالتالي زيادة خطر ضعف العظام وإصابتها بالهشاشة، وخاصةً مع تقدم العمر، كما أن نقص فيتامين د قد يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية.

  • مشاكل الرئة: في موسم الشتاء، يكون الهواء البارد جافاً وخالياً من الرطوبة، وهو ما يزيد من فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والأنفلونزا، كما أن الفيروسات تنتشر بشكل كبير عن طريق الهواء، ويشكل هذا خطراً أكبر على الأشخاص المصابين بالربو، والتهاب الشعب الهوائية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن ، إذ يتسبب الهواء البارد في ضيق المسالك الهوائية، وبالتالي يصبح التنفس أكثر صعوبة.
  • آلام التهاب المفاصل: يزيد الشتاء من الشعور بآلام التهابات المفاصل نتيجة الطقس البارد والجاف، وهذا ما يفسر شعور كثير من الأشخاص بآلام الركبة ومختلف مفاصل الجسم وصعوبة تحريكها بشكل طبيعي خلال الشتاء أكثر من موسم الصيف، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل المفاصل والعظام، ويزداد الألم مع قلة الحركة والنشاط البدني خلال الشتاء.
  • زيادة الوزن: على الرغم من أن حرق الدهون يكون أسهل في موسم الشتاء نتيجة تحفيز الدهون البنية، ولكن يميل كثير من الأشخاص لتناول المزيد من الأطعمة خلال اليوم في هذا الموسم البارد، ومع زيادة كمية الطعام وقلة الحركة، سوف يزداد الوزن بصورة كبيرة في هذا الموسم.
  • قضمة الصقيع (بالإنجليزية: Frostbite): كلما كان الطقس بارداً، كلما زادت فرص الإصابة بقضمة الصقيع، وفي حالة الإصابة بها، يبدأ الماء في أنسجة الجلد الرخوة في التجمد، وعادةً ما يحدث هذا في أصابع اليدين، والأنف، والقدمين، والوجه، وبالتالي ينخفض الشعور بها تدريجياً، وقد يفقد الشخص المصاب هذا الشعور بشكل تام، ويجب على أي شخص يعاني من هذا الشعور مع ألم وتغير في لون الجلد أن يتوجه إلى الطبيب على الفور.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Carbon Monoxide Poisoning): يعتبر التسمم بأول أكسيد الكربون من المخاطر الصحية التي يمكن أن تحدث في فصل الشتاء، وذلك لأن المدافئ والمواقد يمكن أن تزيد من التعرض لأول أكسيد الكربون، ويمكن للغاز عديم الرائحة واللون أن يهدد الحياة، وتشمل أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون الدوخة، والغثيان، وضيق التنفس.

مخاطر الشتاء على الصحة النفسية

يرتبط موسم الشتاء لدى كثير من الأشخاص بالكآبة والميل إلى الحزن، وكذلك يميل كثير من الأشخاص إلى الكسل والخمول في الشتاء، وهو ما يقود إلى تغيرات في الحالة النفسية قد تصل في نهاية الأمر إلى الإصابة بإكتئاب الشتاء، وقد يرجع هذا إلى قلة الضوء وانخفاض عدد ساعات النهار، وزيادة أوقات الظلام خلال اليوم.

مخاطر الشتاء على الجلد

يعد جفاف الجلد من المشكلات الشائعة في موسم الشتاء، وذلك لأن الهواء البارد يكون جافاً وخالي من الرطوبة، وهو ما يؤثر على رطوبة الجلد، لتصبح خشنة ومعرضة للتشقق، وقد تصل إلى حدوث خدوش بالجلد لدى بعض الأشخاص، ومع استخدام الماء الساخن في الاستحمام، يصبح الأمر أكثر تعقيداً، لأن الماء الساخن يزيد من الجفاف.

اقرأ أيضا: تشقق القدم في الشتاء: الوقاية والعلاج

طرق الوقاية من مخاطر الشتاء الصحية

تساعد بعض الطرق في الوقاية من مخاطر الشتاء الصحية، وتشمل:

  • تناول السوائل الدافئة واتباع نظام غذائي صحي: يحتوي على الأطعمة الهامة للجسم مثل الخضروات والفواكه، والبروتين، والحبوب الكاملة، مما يضمن الحفاظ على أعضاء الجسم ووظائفها، وكذلك دعم الجهاز المناعي لمقاومة العدوى والأمراض.

أيضاً ينصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د في الشتاء مثل الأسماك الدهنية، وصفار البيض، والحليب المدعم، وعصير البرتقال.

  • ممارسة الرياضة بانتظام: هناك العديد من فوائد الرياضة في الشتاء، ومنها تعزيز الشعور بالدفء، وتقليل فرص الإصابة بآلام العظام والمفاصل وتيبسها، وكذلك الحفاظ على الوزن من الزيادة، كما أن الرياضة ضرورية لمختلف أعضاء الجسم وأهمها القلب، وأخيراً تساهم الرياضة في تقليل الشعور بالتوتر الذي يسبب الكآبة في الشتاء.

يمكن تخفيف نوبة كآبة الشتاء بممارسة المشي صباحاً في الهواء الطلق، فهكذا يمكن الجمع بين التعرض إلى أشعة الشمس الصباحية وممارسة الرياضة.

  • غسل اليدين باستمرار: وذلك للوقاية من الإصابة بعدوى فيروسية ناتجة عن ملامسة أسطح تحتوي على الفيروسات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي بقدر الإمكان.
  • تدفئة الأطراف: من الأمور الهامة لتفادي عضة الصقيع والشعور بالبرودة الشديدة، وكذلك الحفاظ على مستويات ضغط الدم في الشتاء، وينصح بالبقاء داخل المنزل إذا كان الطقس شديد البرودة، وفي حالة الاضطرار إلى مغادرة المنزل، فيجب ارتداء ملابس ثقيلة وتغطية اليدين والأذنين، والرقبة جيداً، وينبغي التنفس من الأنف لتصفية الهواء وتدفئته وترطيبه قبل وصوله إلى الرئتين.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم الداخلي والخارجي: وذلك من خلال شرب الماء باستمرار على مدار اليوم، وكذلك وضع الكريم المرطب على البشرة لوقايتها من الجفاف والتشقق.
  • تجنب الإستحمام لفترة طويلة خلال الشتاء، وتجنب استخدام الماء الساخن، واستبداله بماء دافىء أو فاتر للإحتفاظ برطوبة الجلد ومنع تشققه.
  • الحصول على لقاح الأنفلونزا: يساعد لقاح الأنفلونزا الموسمية في تقليل فرص الإصابة بالأنفلونزا في موسم الشتاء، وكذلك لقاح فيروس كورونا المستجد لتقليل مخاطره ومضاعفاته المحتملة على الجسم.
  • التأكد من أن جميع السخانات والمدافئ المنزلية تعمل بكفاءة: وذلك لتفادي حدوث التسمم بأول أكسيد الكربون.

اقرأ أيضاً: طرق تقوية المناعة في الشتاء