منذ سنوات ارتبطت الأمراض الفيروسية المعدية الأماكن والمناطق التي تبدأ فيها، كما حدث في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو فيروس زيكا الذي سمي على اسم غابة في أوغندا، ولكن في عام 2015 قدمت منظمة الصحة العالمية مبادئ تتوجه فيها لوقف هذه الممارسات وبالتالي الحد من وصمة العار (بالانجليزية:Stigma) والآثار السلبية الموجهة لتلك المناطق أو سكانها، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروسات تصيب جميع البشر بغض النظر عن من هم أو من أين هم وأن الجميع في خطر. وتحدث وصمة العار عند ربط الأفراد بين الخطر وبين شخص أو مكان أو شيء محدد مثل مجموعة أقلية من السكان وهي أمر شائع بشكل خاص في تفشي الأمراض.
ولسوء الحظ، لقد تفاقمت مشكلة وصمة العار مع كل جائحة فيروسية تحدث في العالم كما هو الحال عند الإصابة بفيروس كورونا (بالانجليزية: Covid-19) حيث يميل الأشخاص في الاعتقاد بأن المصابين بكورونا (بالإنجليزية: Corona) قد ارتكبوا شيئاً خاطئاً حتى يصيبهم المرض ربما لم يغسلوا أيديهم لفترة كافية أو لمسوا وجههم كثيرًا أو لم يبتعدوا اجتماعياً بما فيه الكفاية وهو شعور مريح يجعل الأشخاص يعتقدون أنهم مسيطرون على المرض ومع ذلك قد يصيب المرض أي شخص مع قيامه بكل شيء بشكل صحيح وغسل اليدين لمدة 60 ثانية بدلاً من 20 وما زال يمكن أن يصاب بفيروس كورونا. ومن المهم التذكر أن الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي الذين لا يعيشون أو لم يكونوا مؤخرًا في منطقة الانتشار للفيروس أو لم يكونوا على اتصال بشخص حالة مؤكدة أو مشتبه بها ليس لهم علاقة في نشر المرض.
اقرأ أيضاً: آخر تطورات فيروس كورونا الجديد كوفيد-19
لماذا يتسبب فيروس كورونا في أحداث وصمة العار؟
يرتبط مستوى الوصمة الذي يحدثه فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على ثلاثة عوامل رئيسية:
من هم الأشخاص المعرضون لوصمة العار بسبب كورونا؟
يمكن أن يؤدي الخوف من المرض إلى وصمة اجتماعية تجاه الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء، أو يمكن أن تحدث بعد خروج الشخص من الحجر الصحي على الرغم من أنه لم يعد يشكل خطر في نشر فيروس كورونا، وهنالك بعض المجموعات التي تتأثر أكثر من غيرها بوصمة العار والوصمة الاجتماعية المرتبطة بفيروس كورونا:
- الأشخاص من أصل آسيوي.
- الأشخاص الذين قاموا بالسفر.
- المتخصصين في الرعاية الصحية والعاملين في الطوارئ.
اقرأ أيضاً: وقاية موظفي الرعاية الصحية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
ما أثر وصمة العار على الأشخاص؟
تخلق الوصمة حالة من الخوف أو الغضب تجاه الآخرين، حيث تتعرض المجموعات الموصومة إلى:
- تجنب أو رفض اجتماعي.
- الحرمان من الرعاية الصحية والتعليم والسكن والعمل.
- العنف الجسدي.
- تؤثر على الصحة العاطفية والعقلية.
- تدفع الأشخاص المصابين لإخفاء المرض لتجنب التميز مما يؤدي لنشر المرض.
كيفية مكافحة وصمة العار الناتجة عن فيروس كورونا
يمكن للمسؤولين عن الصحة العامة المساعدة في السيطرة وتقليل وصمة العار التي تحدث بسبب الكورونا وذلك عن طريق:
- الحفاظ على خصوصية وسرية المرضى المصابين والذين قد يكونون جزءًا من تحقيقات التقصي الوبائي.
- رفع مستوى الوعي بما يخص فيروس كورونا دون زيادة مستوى الخوف منه.
- المشاركة بمعلومات دقيقة عن كيفية انتشار الفيروس.
- التحدث حول السلوكيات السلبية وخصوصاً التصريحات والتعبيرات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الحذر من الصور التي تتم مشاركتها بحيث انها لا تدعم الصور والسلوكيات النمطية.
- الاختلاط مع المجموعات الموصومة شخصياً وعبر القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.
- شكر العاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص الذين قاموا بالسفر لمناطق تفشي الوباء للمساعدة في تقديم خدمة للجميع عن طريق التأكد من أن هذا المرض لا ينتشر أكثر.
- الدعم الاجتماعي للأشخاص الذين عادوا من الصين أو للأشخاص القلقون بشأن الأصدقاء أو الأقارب في المناطق التي ينتشر فيها الوباء.
- التأكيد على دور الصحافة الأخلاقية مثل التقارير التي ركزت بشكل مفرط على المرضى المسؤولين عن وجود ونشر فيروس كورونا، كما ركزت بعض وسائل الإعلام على مصدر فيروس كورونا محاولة تحديد المريض رقم صفر في كل بلد.
- تعزيز أهمية الوقاية وإجراءات إنقاذ الحياة والفحص المبكر والعلاج.
- التقليل من المفاهيم الخاطئة والشائعات والمعلومات المضللة والتي يمكن أن تزيد من الوصم والتمييز وتعيق الاستجابة.
اقرأ أيضاً: متى يشتبه بإصابة الشخص بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟