يعتبر الميلاتونين، المسمى بهرمون النوم، من الهرمونات التي تنظم دورة الليل والنهار، ودورة الاستيقاظ والنوم في الجسم. فعند حلول الليل، يتحفز الجسم تلقائياً لإفراز الميلاتونين، الأمر الذي يساعد على الخلود إلى النوم. في المقابل، التعرض للضوء والأشعة يقلل من إفراز الميلاتونين ويضع الجسم في حالة من اليقظة. [3]
يستخدم الأشخاص عادة الميلاتونين بشكل أكثر شيوعاً لعلاج الأرق وتحسين النوم في حالات مختلفة، مثل اضطراب النوم المرتبط بالسفر بالطائرة. ويستخدم أيضاً لعلاج الاكتئاب، والألم المزمن، والخرف، والعديد من الحالات الأخرى، ولكن لا توجد أدلة علمية جيدة تدعم معظم هذه الاستخدامات. [3]
يعتبر الميلاتونين آمناً للاستخدام القصير الأمد على عكس العديد من أدوية النوم الأخرى، وذلك نظراً لكونه لا يسبب اعتماد الشخص عليه نتيجة لانخفاض فعاليته مع الاستخدام المتكرر، فضلاً عن تسببه بالصداع كما هو حال أدوية النوم الأخرى. [2]
الآثار الجانبية للميلاتونين
يعتبر الميلاتونين آمناً عند تناوله عن طريق الفم لمعظم البالغين، وعند الاستخدام القصير الأمد. وممكن أن يكون آمناً عند استخدامه بشكل الطويل الأمد، إذ أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية استخدامه لمدة تصل إلى عامين. ولكن الميلاتونين، مثل أي مكمل غذائي آخر، قد يتسبب ببعض الآثار الجانبية فيما يلي ذكر لبعضها.
من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للميلاتونين: [1] [2]
- الصداع
- الدوار
- الغثيان
- النعاس خلال النهار
- جفاف الفم
- الحكة
قد تتضمن الآثار الجانبية الأقل شيوعًا للميلاتونين: [1]
- الكوابيس
- التعرق الليلي
- الاكتئاب
- آلام في المعدة
- آلام في الذراعين أو الساقين
- الإسهال
- الإمساك
- فقدان الشهية
- عدم السيطرة على التبول ليلاً
- الدوخة وزيادة خطر الوقوع
- الارتباك
- تقلبات المزاج
نظراً لأن الميلاتونين يمكن أن يسبب النعاس، فمن المهم تجنب قيادة السيارة أو استخدام الآلات خلال خمس ساعات من تناوله.
اقرأ أيضاً: ما هو معدل النوم الطبيعي؟
الآثار الجانبية الخطيرة للميلاتونين
من الآثار الجانبية الأكثر خطورة للميلاتونين ما يلي: [2]
- تغيرات في الرؤية، مثل الرؤية الضبابية.
- الشعور بالدوخة أو فقدت الوعي.
- الشعور بالارتباك أو الدوخة.
- النزيف، أو التورم، أو وجود دم في البول.
حساسية الميلاتونين
في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب الميلاتونين برد فعل تحسسي خطير، من أعراض حساسية الميلاتونين ما يلي: [2]
- تورم الشفاه، أو الفم، أو الحلق، أو اللسان.
- التنفس بسرعة أو صعوبة التنفس.
- ضيق الحلق أو صعوبة البلع.
- تغير لون الشفتين، أو اللسان، أو الجلد إلى اللون الأزرق أو الرمادي.
- الشعور بالارتباك، أو النعاس، أو الدوار.
- فقدان الوعي.
- ظهور طفح جلدي مصحوب بالحكة، أو البثور، أو تقشر الجلد.
تدل هذه العلامات على رد فعل تحسسي خطير، لذلك يجب التوجه إلى أقرب مركز طوارئ في حال ظهور أي منها.
محاذير استخدام الميلاتونين
يجب توخي الحذر عند استخدام الميلاتونين في الحالات التالية: [3]
- اضطرابات تميع الدم: قد يزيد الميلاتونين من تميع الدم في بعض الحالات، لذلك ينصح بتجنب استخدامه لدى الأشخاص المصابين بأمراض تميع الدم.
- الاكتئاب: قد يزيد الميلاتونين من أعراض الاكتئاب لدى البعض، وقد يحسنها لدى البعض الآخر، لذلك ينصح باستشارة الطبيب المختص قبل تناوله.
- ارتفاع ضغط الدم: قد يرفع الميلاتونين من ضغط الدم بدى بعض الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط، إلى جانب أدوية الضغط الأخرى.
اقرأ أيضاً: ما هي نظافة النوم؟
الميلاتونين والحمل
يعتبر الميلاتونين غير آمن عند تناوله بانتظام عن طريق الفم أو بجرعات عالية للنساء اللواتي يرغبن بالحمل، وذلك نظراً لأنه يحمل تأثيرات مشابهة لوسائل منع الحمل، مما يمنع من ثبوت الحمل.
أما أثناء الحمل، فلا يوجد ما يكفي من الدراسات والأبحاث التي تثبت إمكانية وأمان استخدامه خلال فترة الحمل، لذلك ينصح بتجنب استخدامه، أو استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص قبل تناوله. [3]
الميلاتونين والرضاعة الطبيعية
لا يوجد ما يكفي من الدراسات السريرية التي تثبت إمكانية استخدام الميلاتونين أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، لذلك ينصح بتجنب استخدام، واستشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص قبل تناوله. [3]
الميلاتونين والأطفال
يعتبر الميلاتونين آمناً للاستخدام عند تناوله عن طريق الفم لفترات قصيرة، وجرعات قليلة، إذ يمكن تحمله عند تناوله بجرعات تصل إلى 3 ملليغرام يومياً لدى الأطفال، و5 ملليغرام يومياً لدى المراهقين. [3]
ولكن نظراً لوجود بعض الدراسات التي تشير إلى تداخل الميلاتونين وتعارضه مع نمو الجسم وتطوره، فينصح باستخدامه فقط عند وجود حالة طبية تستدعي ذلك. كما أنه لا يوجد بعد ما يكفي من الأدلة العلمية التي تثبت أمان وإمكانية استخدامه لفترات طويلة. [3]
اقرأ أيضاً: نصائح للتغلب على مشاكل النوم
التفاعلات الدوائية للميلاتونين
يمكن أن تتفاعل مكملات الميلاتونين مع بعض أنواع الأدوية، بما في ذلك: [1] [3]
- الأدوية التي تبطئ تخثر الدم: إذ يبطئ الميلاتونين كذلك من تخثر الدم ويزيد من تميعه، الأمر الذي قد يتسبب بالإصابة بالنزيف أو الكدمات عند تناولهما معاً.
- أدوية منع الحمل: والتي تزيد من إفراز الميلاتونين في الجسم وتزيد من آثاره الجانبية.
- أدوية ضغط الدم: يقلل الميلاتونين من ضغط الدم، الأمر الذي قد يتسبب بهبوط الضغط في حال جمع الميلاتونين مع أدوية ارتفاع الضغط.
- أدوية السكري: إذ يقلل الميلاتونين من سكر الدم، الأمر الذي قد يسبب هبوط السكر في حال تناول الميلاتونين مع أدوية السكري.
- مثبطات المناعة: حيث يزيد الميلاتونين من نشاط الجهاز المناعي ويتعارض مع عمل الأدوية المثبطة للمناعة.
- الأدوية التي يكسرها الكبد: إذ يزيد الميلاتونين من نشاط إنزيمات الكبد، الأمر الذي يسرع تكسير وإخراج بعض الأدوية من الجسم، وبالتالي يقلل من فعاليتها.
قبل تناول مكملات الميلاتونين، من المهم مناقشة إمكانية استخدامه أولاً مع الطبيب أو الصيدلاني المختص، خاصة إذا كان الشخص يعاني من أي حالات صحية أو إذا كان يتناول أي أدوية أخرى. إذ تحتوي مكملاتالميلاتونين التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية على كميات متباينة من الميلاتونين، لذلك يقرر الطبيب ما إذا كان الميلاتونين مناسباً للشخص. [1]
من المهم التفكير في الميلاتونين، مثل أي مكمل آخر، على أنه ليس االعلاج الأول أو الوحيد الذي يمكن استخدامه لحل مشكلة صحية مثل الأرق، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار النظام الغذائي، وممارسة الرياضة اليومية، والتأمل اليومي، والحفاظ على عادات النوم. [1]