رصد أطباء ومتخصصون عديدون مجموعة من الممارسات اليومية السلبية التي يقوم بها الكثير من الأفراد دون دراية، وتتسبب في إلحاق الكثير من الأضرار على صحتهم وعافيتهم وسلامة أدائهم، سواء كان ذلك على المدى القريب أو البعيد. وبعض هذه العادات تؤدي إلى تعب الجسم وهلاك الصحة.
وقد سجل بعض الحالات نتيجة هذه الأنماط الخطأ تلفاً في خلايا المخ، كما أن هناك كثيراً من العادات السيئة في طريقة تناول الأطعمة والمشروبات، وطرق تحضيرها، تشمل الكثير من الممارسات اليومية التي تكون مصدر إرهاق وألم وأذى لا يعرف الإنسان مصدرها، مثل أخطاء في طرق النوم والأكل ونوعياته وترتيباته، وطريقة الجلوس، وارتداء بعض الملابس والأحذية، وغيرها الكثير من المعلومات الجديدة التي غيرت موازين الحقائق السابقة.
وهناك دراسات عديدة تدعم هذه الأدلة، وتبين مدى تأثيرها في الجسم والصحة العامة. ووصل الأمر إلى أن الأطباء يفسرون أن الاختلاط بالناس والحديث والتفاهم معهم، له تأثيرات إيجابية جداً في الإنسان، أما قلة الحديث وندرة الكلام مع الآخرين، تسبب حالة من الضرر النفسي، يصاحبها ضرر على أجهزة الجسم. الحوار الفكري الراقي مع الناس يساعد على رقي وحيوية خلايا المخ، وبالتالي يفيد في ارتفاع مستويات التفكير، و انتعاش الذاكرة ووصولها للمستوى الجيد، يتبعها حالة صحية إيجابية، تجنب الإنسان العديد من الأمراض الخطيرة.
ظاهرة الوشم
ظهر الوشم بين الشباب بصورة واسعة، وأصبح من الموضة أحياناً، وتعددت أشكاله وطرق وضعه على الأجسام، وظهرت تقاليع كثيرة في احتلاله مواقع متنوعة من الجسد. وبالطبع لم يلتفت الشباب إلى ما قد يسببه هذا الوشم من أضرار على طبقة الجلد التي يلتصق عليها وعلى الصحة العامة ككل. ويقول الخبراء والمتخصصون من الأطباء إن الوشم عبارة عن رسوم مختلفة يتم نقشها على الجلد، وتستخدم مواد كثيرة لعمل ذلك، وهذه المواد المستعملة تحتوي على مواد كيميائية ملونة. وطبعاً تسبب هذه المواد أضراراً بالغة على الصحة، وكانوا في الماضي يستعملون "الرماد" في دق الوشم، حيث تستخدم ابرة مصممة لهذا الغرض، ويقوم الشخص بوخز الجلد لإدخال الصبغة إلى طبقات الجلد الداخلية العميقة، وهذه الطريقة القديمة كانت تؤدي إلى نقل الكثير من الأمراض، وذكر أحد التقارير أنه تم تسجيل لانتقال مرض "الايدز" عبر هذه الطريقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أكد العديد من الأطباء أن بعض هذه المواد التي يستعملها أصحاب هذه المهنة، تسبب السرطان في المكان الذي توضع فيه على الجلد، ولا يتوقف الضرر عند دق الوشم فقط، ولكن ينتقل أيضا عند محاولة إزالته والتخلص منه، حيث يوضح الخبراء المتخصصون أن أضرار إزالة الوشم تعتمد على حجم الوشم نفسه، والعمق الذي وصل إليه دخل الجلد، الوشم الصغير السطحي يترك ندبات صغيرة بسيطة تزول مع الزمن أو تترك آثاراً بسيطة، وذلك يعتمد على حرفية من يقوم بإزالته والطريقة التي تتم بها إزالته، وقد يضطر الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء عملية ترقيع للجلد لمعالجة المنطقة التي تزال منها الوشم، وفي حالة كان الوشم يحتل مناطق واسعة وعميقة، وتترك أثراً كبيراً بعد إزالتها، وينصح الأطباء إذا لزم الأمر بوضع الوشم فلا بد من استخدام مواد طبيعية، ليس فيها مواد كيميائية، ومعرفة مدى تأثير هذه المواد على الأجسام، والأفضل الابتعاد عن هذه العادة لحين ابتكار طرق أخرى أكثر أمناً على الصحة.
مضار الجلوس أمام التلفزيون والكمبيوتر
يقول الأطباء إن أحد هذه السلبيات هي قضاء وقت طويل أمام التلفزيون أو أمام الفيس بوك، فهذا السلوك، أو التعود يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير، خصوصاً لدى النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن أمام شاشة التليفزيون وأمام جهاز الكمبيوتر على الفيس بوك لساعات طويلة. وكلما زاد الوقت أمام هاتين الوسيلتين، قلة الحركة، وانعدام النشاط البدني للجسم، وزادت احتمالات الإصابة بداء السكري من الدرجة الثانية. وقد أجريت دراسة واسعة على عشرة آلاف فرد، وأثبتت أن الذين يجلسون أمام شاشات الكمبيوتر أو التليفزيون أكثر من ثلاث ساعات يومياً، يكون ذلك أحد الأسباب في الإفراط في تناول الطعام والتهام كميات أكبر من الغذاء، وغير ذلك من الإفراط من تناول المشروبات الغازية، التي ثبت أنها تؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم، وتوفر احتمالات كبيرة للإصابة بمرض السكري. وكثير من الأسر تستسهل وتطلب وجبات "الدليفري" السريعة للمكوث أمام الشاشة، وهذه الوجبات الخفيفة مضرة تحتوي على دهون كبيرة، بالإضافة إلى أنها تساعد على قضاء وقت أطول لمشاهدة التليفزيون والجلوس أمام النت لساعات، فهي تساعد على استمرار هذه العادة السيئة.
وينصح الأطباء بتقليل هذه العادة، خصوصاً أن الشباب صغير السن والأجيال الناشئة، تظل أمام أجهزة الكمبيوتر والنت والتابلت بالساعات الطويلة، تنفصل فيها عن الواقع، وتصاب فيها بأمراض السمنة والتخمة، والانعزال، وعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة، ويتخلون عن الجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة، ويبحثون عن طريقة أخرى للتخلص من هذه العادة، مثل اكتشاف مواهب لهم و لأطفالهم، وتبادل الزيارات مع الأصدقاء والأقارب، وإخراج الأطفال من الفضاء الإلكتروني إلى الفضاء الطبيعي الواقعي. ويؤكد الأطباء أن خطورة هذه العادة تكمن في أنها تؤدي إلى فقدان الذاكرة بسرعة شديدة، و يشددون على التوقف عن هذه العادة واستبدالها بنشاط صحي يمكنهم من حرق الدهون والسعرات الحرارية الزائدة، للحفاظ على اللياقة، وتقليل احتمالات الإصابة بداء السكري، والوقوع في مشاكل صحية أخرى، وبذلك يحافظ الإنسان على علاقات اجتماعية مفيدة، وتحسين مزاجه ونفسيته وتصفية ذهنه وزيادة الثقة بنفسه، وينعكس ذلك على صحته العامة وأدائه اليومي.
خطورة تناول السكريات على الصحة
الكثير من الأشخاص لا يعرفون خطورة تناول السكريات على الصحة العامة، وينصح الأطباء بعدم الإفراط في تناول السكريات عموماً والأطفال خصوصاً، حيث يؤدي تناول الكميات الكبيرة من السكريات إلى إعاقة امتصاص الدماغ للبروتينات والغذاء، وبالتالي حدوث مشاكل صحية للأطفال، ولابد للأمهات أن يكبح جماح الأطفال في موضوع تناول السكريات، حيث يقبل الكثير منهم ويلح في طلب المواد التي تحتوي على السكريات، مما يكون له أثر سيء على تغذية الدماغ، ونمو المخ. ويوصي الأطباء أيضاً بالبطء في الأكل حتى يُمضغ جيداً، لأن المضغ الجيد يساعد على إفرازات هرمونية تسهل الهضم، و تشعر الإنسان بالشبع عبر إرسال إشارات من المخ إلى الجسم.
كما يقول الأطباء إن شرب الماء بكثرة أثناء تناول الوجبات والأطعمة، يعمل على تقليل كثافة العصارات الهضمية، وبالتالي تصبح أقل مقدرة على هضم الأطعمة، ويصاب الشخص بثقل في معدته، وتطول عملية الهضم لوقت أكبر، ومجهود أكثر. وأيضاً يوضح الأطباء أن شرب الماء وتناول الغذاء أثناء الوقوف، يحدث مشاكل كبيرة في الجهاز الهضمي.
مضار الأظافر الطويلة
أظفار الإنسان تحمل تقريراً عن الحالة الصحية لصاحبها، وكثير من الأشخاص يتركون أظفارهم طويلة، خصوصاً للبنات والسيدات، لإضافة لمسة جمالية إلى أيديهن. ورغم محاولات العناية بهذه الأظفار والبقاء عليها نظيفة وجميلة، إلا أن هذه الأظفار الطويلة، طبقاً لأحدث التقارير الطبية، تكون أحد أسباب حدوث الموت البطيء، والسبب أنها تكون بيئة ملائمة ومنعشة لنمو بكتيريا "إي كولاي"، التي تصيب بالتسمم الغذائي. وينصح الخبراء العاملون في مجالات الصحة والتجميل توخي الحذر من هذه البكتيريا وانتشارها الواسع، حيث يصاب كثيرون منهم بهذا النوع من التسمم الغذائي.
وطبقاً لآخر تقرير صادر عن علماء الأوبئة يوضح أن 93 في المئة من البكتيريا في أيدي الإنسان موجودة تحت الأظفار. وبالرغم من سعي الكثير إلى المحافظة على نظافة أظفارهم، إلا أن ذلك لا يحد من انتقال العدوى، حتى ولو تم غسلها مرات عديدة و تنظيفها بفرشاة خاصة، لأن كميات البكتيريا المُعدية الموجودة كبيرة جداً، مقارنة بأصحاب الأظفار القصيرة. وفي هذا الصدد يشير الأطباء إلى خطورة هذه الأظفار عند الأطفال التي غالباً ما تصيبهم بالتسمم الغذائي، نتيجة اللعب الكثير، وامتلاء أظفارهم بالعديد من البكتريا والميكروبات، وعلى الأم أن تقلم أظافر أطفالها أولاً بأول ولا تتركهم عرضة للبكتيريا.
عادة التدخين السيئة
التدخين هذه العادة السيئة التي طالما يتم التحذير منها مراراً وتكراراً من قبل الأطباء والمتخصصون لما تسببه من أمراض، ونعلم جميعاً أن التدخين من العادات المنتشرة بين شبابنا رجالاً ونساء، وأصبحت على رأس قائمة السلوكيات العادية المألوفة والمعتادة، ونهايتها الموت بلا شك. قائمة أضرار هذه العادة السيئة طويلة جداً، تكاد لا تحصى، والمخاطرة الصحية المدمرة كبيرة جداً، ولا يتصورها المدخن نفسه، ويؤكد الأطباء بداية أن التدخين يسبب انكماش خلايا المخ، وأيضاً يقود إلى مرض الزهايمر.
وأثبتت دراسة حديثة أن التدخين أكثر ضرراً مما كان معروفاً ومتوقعاً، وتضيف أن التدخين مسؤول عن وفاة 490 ألف أمريكي سنوياً. ووجدت الدراسة أن المشاكل والمخاطر الصحية تختفي وتتراجع مع التوقف عن التدخين، وتزداد الخطورة كلما دخن الشخص عدداً أكبر من السجائر. ورصد الأطباء والخبراء المتخصصون حتى الآن ارتباط 21 مرضاً مختلفاً بعادة التدخين، وعلى رأسها مرض السكري، وسبعة أنواع من أمراض الأوعية الدموية، و 13 نوعاً من السرطان. كما توقع العديد من الدراسات موت الأشخاص المدخنين بوتيرة أسرع من الأفراد الذين لا يفضلون التدخين.
مخاطر تناول البيض النيء
ويقول الأطباء إن البيض النيء "غير المطهو"، يحتوي على بكتيريا السالمونيلا Salmonella وهي المادة في حد ذاتها غير سامة، ولكن في حالة ما إذا انتقلت إلى الجسم ودخلت الدم تكون مضرة، وقد تقود الشخص إلى الوفاة ببطء. ويضيف الأطباء أن البياض الموجود داخل البيضة يتكون من بروتين الألبومين، وهذا البروتين يحتوي على أحماض أمينية أساسية وضرورية لتغذية الجسم، ولا يستفيد منه الجسم في حالة تم تناوله من دون طهي، لأن بياض البيض مادة صعبة الهضم جداً، والسبب احتواء البياض على مواد مثبطة تعرقل عملية امتصاص الكثير من الأحماض الأمينية، وهذه هي المشكلة الأساسية التي تحدث إذا أكلت نيئة. أما عملية طهي البيض، كما يؤكد الخبراء، تقضي على هذه المواد المثبطة ويصبح البيض وجبة غذائية مفيدة ومهمة وسهلة الهضم.
أخطار فرقعة الأصابع
يشير الأطباء إلى أن هناك دراسة حديثة قام بها فريق من الخبراء المتخصصين، حول أخطار فرقعة الأصابع على الصحة العامة، وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تعودوا على عادة فرقعة الأصابع يكونون أكثر عرضة للإصابة بأضرار كبيرة في مفاصل وأربطة الأصابع، ويفسرون حدوث الصوت المرتفع لفرقعة، على أنه نتيجة انخفاض حاد في الضغط خلال كبسولة المفصل، تتسبب في تكوين فقاعة من السائل حول المفصل، هي التي تسبب هذا الصوت. وتؤكد الدراسة أنه على المدى الطويل في استمرار هذه العادة، فإن فرقعة الأصابع تسبب في خلل مزمن في المفصل، ويصبح الفرد غير قادر على تحريك أصابعه كالمعتاد.