غالباً ما يُكون الأطفال رابطة غريبة وقوية بينهم وبين الببرونة أو الرَضاعة، ويتعلق بها بعضهم لدرجة عدم تركهم لها أو تقبل تناول أي طعام آخر، ولكنها ليست بعادة جيدة، إذ تتسبب ملازمة قنينة الرضاعة للأطفال بعد عمر معين ولوقت طويل بالعديد من المشاكل، وعندها يجب على الأم أن تتصرف وتبدأ بتعويد طفلها على شرب الحليب أو السوائل من كوب مخصص للأطفال يسمى بكوب الارتشاف، والذي يعتبر تمهيداً للطفل لشربه من الكوب العادي.
اقرأ أيضاً: عندما يبدأ الطفل باستخدام الكوب
الوقت الأمثل لتعويد الطفل على الكوب
بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فيمكن لمعظم الأطفال البدء بالشرب من كوب الارتشاف ما بين عمر (6-9) شهور، ويفضل التوقف عن الشرب من الرضاعة تماماً بعمر 12 شهراً، بينما يوصي معظم أطباء الأطفال بفطام الطفل عن شرب الحليب من الرضاعة بعمر (12-18) شهراً، ووفق مراحل تطور الطفل ونموه، فيمكن للطفل الشرب من الكوب بمجرد قدرته على الجلوس على الكرسي المرتفع المخصص لتناول الطعام، و تناوله للأغذية الصلبة، ومن الجدير بالذكر
أن تخلي الطفل عن الرضاعة وكسر الرابط بينهما يصبح أصعب كلما زادت مدة استعماله لها، الأمر الذي يستدعي تعويده على الشرب من الكوب في أقرب وقت ممكن.
أما في حالة الرضاعة الطبيعيةفيفضل الانتقال مباشرة إلى الكوب دون اللجوء إلى استخدام قنينة الرضاعة أولاً، ويمكن ذلك عند بلوغ الطفل عمر السنة، أو الوقت الذي ترينه مناسباً لفطام طفلك.
أهمية تعويد الطفل على الكوب
على الرغم من أهمية قنينة الرضاعة سابقاً في تغذية الطفل وتهدئته، إلا أنه لا ينصح بإطالة استخدامها بعد عمر معين، ومن الضروري حينها تعويد الطفل على الشرب من الكوب، للأسباب الآتية:
- زيادة خطر الإصابة بتسوس الأسنان، يحتوي الحليب على سكر اللاكتوز، وبالطبع يحتوي العصير الذي قد تقدمه الأمهات لأطفالهن في القنينة على السكر أيضاً، ويساهم شرب الحليب والعصير من الرضَاعة في بقاء الحمض والسكر فترة أطول على الأسنان، مما يتسبب بتسوسها، وخصوصاً عند ترك القنينة في فم الطفل وهو نائم.
- زيادة خطر الإصابة بالسمنة، إذ تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين ما يزالون يشربون من الرضَاعة بعمر السنتين، أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عند بلوغهم عمر السادسة، وربما يعود ذلك إلى شربهم الكثير من الحليب بالإضافة إلى الأغذية الصلبة، مما يمد جسمهم بسعرات حرارية زائدة عن حاجتهم.
- التأثير على شكل الفك والابتسامة، إذ غالباً ما يؤثر مص الرضَاعة المتواصل على موقع الأسنان الدائمة، وتطور عضلات الوجه والحنك، مما قد يسبب بما يعرف بتراكب العضة (بالإنجليزية: Overbite) أو تقدم الفك العلوي لاحقاً، والذي يحتاج إلى تقويم أسنان لعلاجه.
- زيادة خطر الإصابة بالتهابات الأذن، وخصوصاً إن كان الطفل يحب شرب الحليب وهو مستلقٍ، إذ سيبقى جزء من الحليب في الجزء الخلفي من الحلق، حيث ستنمو بكتيريا هناك تتسبب بالتهاب الأذن.
طريقة تعويد الطفل على الكوب
يمكن تعويد الطفل على الشرب من الكوب باتباع ما يأتي:
- اختاري الكوب المناسب، فيجب على الأم اختيار الكوب المناسب لطفلها والذي سيسهل مرحلة تعود الطفل عليه، إذ يجب أن يكون الكوب متيناً، ويمنع انسكاب الحليب منه، وموزوناً بحيث لا ينقلب، وسهل الإمساك فغالباً ما يحب الأطفال الأكواب ذات المقابض ليسهل إمساكهم له، ومن المهم الحرص على اختيار الأكواب الخالية من مادة البيسفينول أ (بالإنجليزية: BPA).
- املئي الكوب بما يحب طفلك، يمكن أن يبدأ الطفل بالاعتياد على الشرب من كوب الارتشاف، إن كان يحتوي على ما هو معتاد عليه ويحبه كالحليب الطبيعي أو الصناعي أو العصير، أما في حال رفضه لها أيضاً فيمكن تجربة ملء الكوب بماء أو عصير فاكهة مخفف، كما يمكن إغراء الطفل بالشرب من الكوب، بتخصيص قنينة الرضاعة للماء فقط، و كوب الارتشاف للحليب والعصير، مما سيدفع الطفل لاختيار الكوب دائماً.
- تحلي بالصبر، يجب التحلي بالصبر والتروي عند تعويد الطفل على الشرب من الكوب، فهو أمر جديد عليه سيحتاج بعض الوقت لتعلمه والتعرف إليه، فيمكنك في البداية إعطاؤه الكوب فارغاً ليكتشفه ويحمله بيديه ويلعب به حتى يعتاد عليه، ثم يمكن بعد ذلك وضع الكوب على فم الطفل وإنزال بعض القطرات منه في فمه، وحتى أنه باستطاعتك إن لم يقدر الطفل على تعلم الشرب منه، إمساكه بنفسك والتظاهر بالشرب، لتشجيعه على ذلك، ويجب أن تدعيه يمسك الكوب في حال حاول أخذه من يدك، حتى ولو لم يكن يعرف كيفية استعماله، وسيبدأ عندها بالاعتماد على نفسه والشرب وحده.
للمزيد: ماذا تعرف عن البيسفينول أ