قد ترغب بعض النساء في تأجيل الإنجاب لأسباب اجتماعية أو صحية، وربما لأنها لم تلتقِ بشريك حياتها بعد، ونظرًا لتراجع نسبة الخصوبة مع التقدم في العمر ظهرت تقنيات حديثة منها تجميد البويضات تساعد في الاحتفاظ بالبويضات فترة طويلة وعدم ضياع حلم الأمومة. [1]
تعرف في هذا المقال على آلية تجميد البويضات، وفوائدها وأضرارها، وكذلك مدى نجاح الحمل باستخدام البويضات المجمدة.
ما هو تجميد البويضات؟
تجميد البويضات (بالانجليزية: Oocyte Cryopreservation or Egg Freezing) هي عملية يتم خلالها استخراج بويضات من المبيض خلال سن الخصوبة وتجميدها للحفاظ عليها، ومن ثم إذابتها مرة أخرى عند الحاجة إلى الإنجاب في المستقبل. [2]
فوائد تجميد البويضات
يتيح حفظ البويضات فرصة الإنجاب للمرأة في أي وقت حتى بعد انقطاع الطمثويمكن اللجوء إلى تجميد البويضات لغير المتزوجات أو المتزوجات. [3]
تعد الحالات التالية أكثر فئة قد تحتاج إلى تجميد البويضات: [4]
- حالات السرطان التي تستدعي الخضوع للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض أو أخذ علاج كيميائي، وهو ما قد يؤثر على الخصوبة.
- الأمراض أو الجراحات التي قد تسبب تلف المبيضين.
- وجود طفرات جينية تستدعي استئصال المبيضين.
- زيادة احتمالية الإصابة بفشل المبيض المبكر نتيجة اعتلالات كروموسومية مثل متلازمة تيرنر، أو وجود تاريخ عائلي لحدوث انقطاع الطمث المبكر.
- الرغبة في تأخير الإنجاب.
اقرأ أيضًا: تحديات تؤثر على نسبة نجاح اطفال الانابيب بعد الاربعين
التحضيرات قبل عملية تجميد البويضات
يبدأ الطبيب إجراءات تجميد البويضات بمعرفة التاريخ الطبي ومدى انتظام الدورة الشهرية، ثم يجري بعض الفحوصات، منها: [1][4][5]
- تحاليل دم لمعرفة مستوى الهرمونات والكشف عن مخزون البويضات.
- التصوير بالموجات فوق الصوتيةعلى منطقة الحوض.
- اختبارات الكشف عن الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي B وC.
تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بأحد الأمراض المعدية لا يحول دون تجميد البويضات، ولكن يستدعي الأمر حفظها في أماكن منفصلة لتجنب تلوث العينات الأخرى. [6]
يقوم الطبيب بعد ذلك بتحفيز المبيض لإنتاج عدد أكبر من البويضات وذلك عن طريق استعمال بعض الأدوية الهرمونية، وتشمل: [5][7]
- حبوب منع الحمل: قد توصف حبوب منع الحمل مدة أسبوعين أو شهر تقريبًا قبل أخذ منشطات التبويض لتثبيط الهرمونات الطبيعية وتعزيز فعالية هرمونات التنشيط، ولكن يمكن الاستغناء عنها في حالات الضرورة.
- محفزات التبويض: تساعد هذه الأدوية على زيادة إنتاج البويضات وتسريع نموها وتطورها، وقد توصف عادة مدة 10 إلى 12 يومًا.
تجرى عدة فحوصات كاختبارات الدم والفحص بالموجات فوق الصوتية أثناء أخذ محفزات التبويض لمعرفة مدى الاستجابة للعلاج ومتابعة نمو الجريبات التي تحمل البويضات. [5][7]
خطوات عملية تجميد البويضات
يجري الطبيب بعد التأكد من نضج البويضات عملية سحب البويضات من المبيض ومن ثم تجميدها، وذلك من خلال الخطوات الآتية: [5][7]
عادة ما تستغرق هذه العملية من 10 إلى 20 دقيقة تقريبًا، ويتراوح عدد البويضات المستخرجة من النساء في أوائل الثلاثينيات من العمر حوالي 15 إلى 20 بويضة، ويقل هذا العدد مع التقدم في العمر. [1][7]
كيفية تجميد البويضات
يتم تجميد البويضات عن طريق استعمال سائل تجميد (بالانجليزية: Cryoprotectant) يضاف إلى البويضات للحفاظ عليها، ثم تجميدها عن طريق ما يعرف بعملية التزجيج (بالانجليزية: Vitrification) وتنطوي على إجراء تبريد سريع جدًا للبويضات في النيتروجين السائل. [4]
يتم حفظ البويضات في درجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، وقد تصل مدة تجميد البويضات إلى عقود دون أن يؤثر ذلك على جودة البويضات. [8][9]
عند رغبة المرأة واستعدادها للحمل توضع البويضات المجمدة في سائل تدفئة كي تذوب، ثم يتم فحصها وتقييمها للقيام بعمليةالحقن المجهري (بالانجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection). [1]
اقرأ أيضًا: الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
ما مدى نجاح الحمل باستعمال البويضات المجمدة؟
تعتمد فرصة نجاح الحمل باستخدام البويضات المجمدة على عدة عوامل، منها: [1][5]
- عمر المرأة عند تجميد البويضات، وكذلك في وقت الحقن المجهري.
- عدد البويضات المجمدة، حيث يتيح زيادة العدد فرصة أكبر لنجاح الحقن المجهري.
- صحة الرحم والصحة العامة للأم.
- جودة المركز الذي يتم فيه تجميد البويضات وإذابتها.
- مدى جودة الحيوانات المنوية.
ينبغي معرفة أن تجميد البويضات لا يضمن حدوث حمل، كما تقل فرصة الحمل مع تقدم عمر المرأة عند حفظ البويضات. [5]
اقرأ أيضاً:كل ما تريد أن تعرفه عن الإخصاب الاصطناعي (IVF)
الآثار الجانبية المصاحبة لعملية تجميد البويضات
قد تعاني بعض النساء من أعراض جانبية خفيفة مرتبطة باستعمال الأدوية الهرمونية، وتشمل: [2]
- غثيان.
- هبات ساخنة.
- صداع.
- تقلبات المزاج.
يمكن أن تحدث بعض الأعراض الجانبية أيضًا بعد عملية تجميع البويضات، ومنها: [2][5]
- الشعور بانتفاخ البطن.
- ألم أو تقلصات.
- تبقيع (نزيف مهبلي خفيف).
ما هي أضرار تجميد البويضات؟
تعتبر تقنية تجميد البويضات تقنيةعالية الأمان ولا ترتبط بزيادة خطر العيوب الخلقية أو مضاعفات الحمل، ويوجد العديد من الأطفال الذين ولدوا باستخدام هذه التقنية. [3]
نادرًا ما قد تؤدي عملية تجميد البويضات إلى الإصابة ببعض المضاعفات، مثل: [1][4]
- متلازمة فرط تحفيز المبيض: هي حالة نادرة تنجم عنتحفيز التبويض وتنطوي على تضخم المبايض وتراكم السوائل في الحوض، وقد تكون خطيرة في بعض الحالات.
- العدوى أو النزيف: قد تصاب بعض الحالات بعدوى أو نزيف أثناء تجميع البويضات.
الإجراءات القانونية لعمليات تجميد البويضات
تتطلب عملية تجميد البويضات اتخاذ بعض القرارات والإجراءات القانونية قبل البدء بالعملية، حيث تشمل هذه الإجراءات ما يلي: [10]
- تحديد المدة الزمنية المرغوبة لحفظ البويضات.
- طبيعة الإجراءات التي يجب اتخاذها في حال وفاة المرأة، أو عدم قدرتها صحيًا أو عقليًا على اتخاذ قرار.
- تحديد الهدف من تجميد البويضات سواء باقتصاره على استخدامها للإنجاب، أم السماح باستعمالها أيضًا في مجال الأبحاث والدراسات، وذلك مع إمكانية التراجع عن القرار في أي وقت.
اقرأ أيضاً:علاج العقم بالخلايا الجذعية
نصيحة الطبي
تعد تقنية تجميد البويضات وسيلة للاحتفاظ بحلم الأمومة وعدم ضياعه عند تقدم العمر أو الإصابة بأمراض قد تؤثر على الخصوبة، ويفضل عند الرغبة في الاحتفاظ بالبويضات القيام بهذه العملية في عمر مبكر قدر الإمكان لتحسين فرصة الحمل فيما بعد.