تعد الفيروسات والبكتيريا والطفيليات هي المصادر للعديد من حالات التسمم الغذائي، وذلك نتيجة التعامل غير الصحيح مع الطعام. بعض البكتيريا ليست ضارة لأغلب البالغين الأصحاء لأن الجهاز المناعي في الجسم يتمكن من محاربتها والقضاء عليها، ولكن تبدأ المشكلة عندما تتكاثر وتنتشر بكتيريا معينة ولا يتمكن الجسم من مقاومتها، لتصيب بالتسمم الغذائي والعديد من الأطعمة الأخرى.

تعرف على أبرز الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام.

السالمونيلا

يطلق اسم السالمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella) على مجموعة من البكتيريا التي تسبب عدوى السالمونيلا، وتعتبر من أكثر الأسباب البكتيريا شيوعاً لمشاكل الجهاز الهضمي والمعدة، إذ تسبب الإسهال والألم الشديد في البطن، وتكون أكثر شدة لدى النساء الحوامل والأطفال الصغار وكذلك كبار السن، وخاصةً عند المعاناة من ضعف المناعة، حيث أن بكتيريا السالمونيلا يمكن أن تعيش في الأمعاء، وتنتشر بسهولة في حالة عدم اتباع سبل النظافة الصحيحة وأساليب الطهي الصحي.

مصادر الإصابة بالسالمونيلا

يمكن أن تحدث الإصابة بالسالمونيلا نتيجة تناول البيض النيء والذي لم يتم طهيه جيداً، وكذلك الحليب غير المبستر، بالإضافة إلى تناول اللحوم والدواجن غير المطهوة جيداً، كما أن تناول الخضروات والفواكه النيئة وهي ملوثة ودون طهيها جيداً يمكن أن يسبب الإصابة بالسالمونيلا، وهناك وسيلة أخرى لنقل العدوى، وهي الإتصال بالحيوانات المصابة.

طرق الوقاية من الإصابة بالسالمونيلا

وللوقاية من هذه المشكلة، ينصح بطهي الطعام جيداً قبل تناوله للتخلص من البكتيريا،إذ يساهم الطهو الكامل في قتلها، كما يجب غسل الخضروات والفواكه النيئة جيداً قبل تقشيرها أو تقطيعها أو تناولها. وينصح بتجنب منتجات الألبان غير المبستر، وكذلك البيض النيء،

كما يجب القيام بغسل اليدين باستمرار بطريقة صحيحة، وخاصةً بعد التعامل مع اللحوم النيئة أثناء تقطيعها وطهيها، وأخيراً ينبغي تنظيف أسطح المطبخ والأدوات المستخدمة في تقطيع الطعام وطهيه.

الإشريكية القولونية

الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli O157:H7) هي مجموعة كبيرة من البكتيريا، وعلى الرغم من أن أغلب سلالاتها غير ضارة، ولكن بعضها يمكن أن يسبب المرض الشديد مثل التهاب القولون النزفي، وترتبط أحد سلالاتها بالتسمم الغذائي، وهي سلالة E. Coli O157:H7، والتي يمكن أن تسبب أعراض شديدة بالمعدة.

مصادر الإصابة بالإشريكية القولونية

يؤدي تناول اللحم المفروم دون طهيه جيداً لاحتمالية الإصابة بالإشريكية القولونية، وكذلك منتجات الألبان غير المبستر.

طرق الوقاية من الإصابة بالإشريكية القولونية

ينبغي القيام بغسل اليدين جيداً وطهي اللحوم جيداً، وخاصةً اللحم المفروم، بالإضافة إلى الدواجن، كما يجب تجنب منتجات الألبان أو العصائر غير المبسترة، والاهتمام بنظافة الأسطح المختلفة في المطبخ وأدوات التقطيع والطهي، وأيضاً يجب عدم ابتلاع الماء أثناء نزول المسبح لأنها يمكن تؤدي إلى الإصابة بالإشريكية القولونية.

المطثية الحاطمة

المطثية الحاطمة (بالإنجليزية: Clostridium perfringens) هي عدوى ناتجة عن بكتيريا، وتسبب مشكلات صحية بالجهاز الهضمي مثل الإسهال والتهاب القولون وآلام البطن الشديدة، وتزداد فرص الإصابة بها لدى الرضّع والأطفال الصغار وكبار السن، وذلك نتيجة ضعف المناعة لديهم وعدم قدرتها على مقاومة العدوى.

مصادر الإصابة بعدوى المطثية الحاطمة

تحدث عدوى المطثية الحاطمة بسبب تناول الأطعمة الملوثة بهذه البكتيريا، إذ تقوم بإنتاج كمية كبيرة من السموم التي تؤدي إلى حدوث تقلصات شديدة في البطن وإسهال، ويمكن أن تنمو هذه البكتيريا في كثير من الأطعمة في حال تركها بدرجة حرارة الغرفة، وخاصةً اللحوم المصنعة، كما أن عدم طهي الطعام أو إعادة تسخينه يسبب تكاثر البكتيريا بشكل كبير.

طرق الوقاية من عدوى المطثية الحاطمة

يجب القيام بطهو الطعام جيداً لتزيد عن 140 درجة فهرنهايت أو الإحتفاظ به مجمداً في درجة حرارة أقل من 40 درجة فهرنهايت، وعدم تركه في درجات الحرارة الطبيعية، وفي حالة إعادة تسخين بقايا الطعام، فيكون هذا بدرجة حرارة لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت أو أعلى،

كما يجب التخلص من أي أطعمة تم تركها في درجة حرارة الغرفة العادية لأكثر من ساعتين، أما إذا كانت بدرجة حرارة 90 أو أكثر دفئاً، فيجب التخلص منها بعد ساعة واحدة من تركها خارج المبرد.

التوكسوبلازما

التوكسوبلازما (بالإنجليزية: Toxoplasma) هي عدوى طفيلية تسبب مشاكل صحية خطيرة وخاصةً لدى الرضّع والحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وتكون أعراضها مشابهة للأنفلونزا مثل تورم الغدد اللمفاوية وآلام العضلات، وقد تستمر الآلام لشهور، كما يمكن أن تسبب مشاكل في الرؤية واحمرار العين بمرور الوقت.

مصادر الإصابة بعدوى التوكسوبلازما

تعد اللحوم الملوثة وغير المطهية جيداً من الأسباب الرئيسية للإصابة بعدوى التوكسوبلازما، وكذلك استخدام أواني طهي أو ألواح تقطيع غير نظيفة، بالإضافة إلى ملامسة براز القطط أو شرب ماء ملوث.

طرق الوقاية من عدوى التوكسوبلازما

ينبغي القيام بطهي الطعام جيداً، وكذلك تجميد اللحوم بشكل صحيح، وغسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها، وتجنب تناول منتجات الألبان غير المبسترة، كما يجب تنظيف ألواح التقطيع وأدوات المطبخ، والاهتمام بغسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وينصح بارتداء قفازات عند تنظيف صندوق فضلات القطط.

اقرأ أيضاً: حقائق عن التسمم الغذائي

داء العطيفة

داء العطيفة (بالإنجليزية: Campylobacter) هي عدوى ناتجة عن بكتيريا العطيفة، وتعتبر أحد الأسباب الشائعة للإصابة بالإسهال، وهي من أنواع العدوى التي تزداد فرص الإصابة بها خلال موسم الصيف، كما أنها أكثر شيوعاً لدى الرضّع والأطفال الصغار.

مصادر الإصابة بداء العطيفة

تتسبب الدواجن واللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً في الإصابة بالعطيفة، ويمكن أن يساعد تجميد الطعام في تقليل عدد بكتيريا العطيفة، ولكنه لن يقضي عليها تماماً. كذلك يؤدي تناول منتجات الألبان غير المبستر والماء الملوث إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعطيفة.

طرق الوقاية من داء العطيفة

يجب القيام بطهي اللحوم والدواجن جيداً قبل تناولها، ومنع التلوث المتبادل الذي ينتج عن استخدام ألواح التقطيع أثناء إعداد الأطعمة النيئة والمطبوخة، كذلك ينبغي عدم شرب الحليب غير المبستر أو الماء الملوث، ويستلزم غسل اليدين جيداً بشكل متكرر، وغسل الخضروات والفواكه النيئة جيداً قبل تقشيرها وتقطيعها وتناولها.

الليستريا المستوحدة

يطلق عليها أيضاً اسم " داء الليستريات" (بالإنجليزية: Listeria monocytogenes)، وهي عدوى شديدة الخطورة تؤثر على مجموعة من الأشخاص أكثر من غيرهم، وهم: الأطفال الصغار، النساء الحوامل، وكبار السن، كما تزداد فرص الإصابة بها في حالة المعاناة من ضعف الجهاز المناعي، ويمكن أن تنمو الليستريا في درجات حرارة الثلّاجة على عكس أنواع البكتيريا الأخرى.

مصادر الليستريا المستوحدة

يمكن أن تنتقل الليستريا المستوحدة عن طريق الأطعمة المبردة الجاهزة للأكل مثل اللحوم الباردة والنقانق والحليب غير المبستر، بالإضافة إلى اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطهوة جيداً.

اقرأ أيضاً: اللحوم المصنعة بين الفوائد والأضرار

طرق الوقاية من الليستريا المستوحدة

لتقليل مخاطر الإصابة بالليستريا، ينبغي طهي كافة أنواع الأطعمة جيداً، وإعادة تسخين الأطعمة المطبوخة مسبقاً في درجة حرارة 165 فهرنهايت، كما يجب غسل الخضروات والفواكه جيداً قبل التقشير والتقطيع والأكل، ويستلزم فصل اللحوم والدواجن غير المطبوخة عن الأطعمة المطبوخة حتى لا تنقل العدوى إليها.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب غسل اليدين جيداً، وتخزين الطعام في درجة الحرارة المناسبة له، مع الحرص على تنظيف الثلّاجة والمطبخ باستمرار، وكذلك الأدوات المستخدمة في الطهي.

اقرأ أيضاً: أهمية غسل الخضار والفواكه قبل تناولها

المكورات العنقودية الذهبية

عادةً ما تتواجد المكورات العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus) على الجلد والحنجرة والأنف لدى الأشخاص الأصحاء وكذلك لدى الحيوانات، وفي هذه الحالة لا تسبب المرض، أما في حالة انتقالها إلى المنتجات الغذائية، فسوف تتكاثر وتقوم بإنتاج سموم ضارة، وتسبب الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وتشنجات المعدة.

وتزداد فرص الإصابة بها لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية وأمراض الرئة والاكزيما.

مصادر الإصابة بالبكتيريا العنقودية الذهبية

هناك عدة مصادر للبكتيريا العنقودية الذهبية مثل منتجات الألبان غير المبستر واللحوم المصنعة، بالإضافة إلى منتجات المخابز مثل المعجنات والفطائر الغنية بالكريمة والشوكولاتة والأطعمة الجاهزة بشكل عام.

طرق الوقاية من البكتيريا العنقودية الذهبية

لتقليل مخاطر الإصابة بالبكتيريا العنقودية الذهبية، يجب حفظ الطعام في درجة الحرارة المناسبة له، والحرص على تنظيف المطبخ باستمرار، كما ينبغي غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، وتجنب اعداد الطعام أو تقديمه في حالة الإصابة بعدوى في الأنف أو العين، وكذلك في حالة وجود التهابات جلدية في اليدين أو جروح.

عدوى نوروفيروس

نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus) هي عدوى فيروسية تسبب التسمم الغذائي، وتكون على هيئة أعراض مشابهة لأنفلونزا المعدة مثل تقلصات المعدة والإسهال والغثيان والقيء، وتنتشر هذه العدوى عند الاتصال مع شخص مصاب، وكذلك تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بهذا الفيروس، ويمكن لأي شخص أن يصاب بها، ولكن تزداد مخاطر الإصابة بها لدى الأطفال وكبار السن.

مصادر عدوى نوروفيروس

يمكن أن تحدث الإصابة بعدوى نوروفيروس نتيجة تناول بعض الأطعمة الجاهزة مثل المحار والفواكه والخضروات والمخبوزات المعدة مسبقاً، كما أنها تنتقل عن طريق الأشخاص في حالة الإصابة بها.

طرق الوقاية من عدوى نوروفيروس

ينصح بتجنب إعداد أو تقديم الطعام أثناء المرض، كما يجب التأكد من غسل اليدين جيداً بالماء والصابون ولمدة 20 ثانية، والحفاظ على نظافة الأطعمة والأواني المستخدمة وكذلك ألواح التقطيع والسكاكين وأسطح المطبخ والأدوات المختلفة، وينبغي القيام بغسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها.