يعد الفلورايد معدناً واسع الانتشار في الطبيعة، فهو موجودٌ بشكل طبيعي في الماء، والتربة، والهواء، وبعد أن أظهرت الدراسات أن وجود الفلورايد في شبكات المياه العامة يحول دون حدوث تسوس الأسنان عند الأطفال والبالغين بنسبة 25% على الأقل، تمت إضافته إلى معاجين الأسنان بتراكيز معينة خضعت للموافقة من قبل مؤسسة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وذلك للاستفادة من خصائصه التي تقوم على منع تسوس الأسنان، والحفاظ على طبقة المينا، وإبطاء فقدان المعادن منها.
على الرغم من وجود أدلة قوية تدعم فوائد الفلورايد العديدة للأسنان، إلا أن هناك بعض النقاشات حول سلامة استخدامه، حيث توصي جمعية الأسنان الأمريكية بضرورة الانتباه لطريقة الاستخدام الصحيحة لمعاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد من قبل كل من الأطفال والبالغين لتجنب المشاكل التي قد يُحدثها، كما يتم الآن تسويق معاجين الأسنان الخالية من الفلورايد باعتبارها طريقة أكثر أماناً وفعالية للحفاظ على صحة الأسنان.
اقرأ أيضاً: كيف تختار معجون أسنان مناسب؟
أنواع معاجين الأسنان
هناك العديد من أنواع المعاجين المختلفة في الأسواق، تحتوي جميعها على مجموعة من المواد التي تقلل تكوين الجير على الأسنان، وتُحسّن صحة اللثة، وتمنع التسوس، ولكن، اعتماداً على احتواء معاجين الأسنان على عنصر الفلورايد الفعال، فقد تم تقسيمها إلى نوعين رئيسيين، هما:
- معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد.
- معاجين الأسنان الخالية من الفلورايد.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الفلورايد هو العنصر الفعال الوحيد الذي يمنع ظهور علامات التسوس المبكر، وبذلك يمكننا القول أن فائدة معاجين الأسنان الخالية من الفلورايد لا تتعدّى سوا تنظيف الأسنان وجعلها أكثر انتعاشاً فقط، دون مساهمتها في الحماية من التسوس.
طريقة حدوث تسوس الأسنان
يحدث التسوس عند تكسير الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان، حيث يتم تغطية الأسنان باستمرار بطبقة رقيقة من البكتيريا تسمى البلاك (بالإنجليزية: Plaque)، وعندما يستهلك الشخص الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر، تصنع البكتيريا الموجودة في البلاك حمضاً يهاجم طبقة المينا الخارجية للسن، ومع مرور الوقت تتشكل ثقوب صغيرة وتجاويف داخل السن مما يؤدي إلى تدميره.
اقرأ أيضاً: الجير والبلاك صراع مستمر داخل الفم
مدى الحاجة إلى استخدام معاجين الأسنان لإزالة طبقة البلاك
في الحقيقة، ليس هناك حاجة لاستخدام معجون الأسنان لإزالة طبقة البلاك التي تساهم في حدوث التسوس، حيث يعتبر الأداء الميكانيكي لشعيرات فرشاة الأسنان وحده كافياً لإزالتها، ولكن، تكمن الحاجة لاستخدام معاجين الأسنان في معظم الأحيان لزيادة العناية بالأسنان واللثة، والحماية من حدوث التسوس أو الإصابة بالأمراض.
علاقة الفلورايد بالحماية من تسوس الأسنان
تحتوي أكثر من 95% من معاجين الأسنان على الفلورايد، فبالإضافة إلى أن الفلورايد يعطّل عمل البكتيريا الموجودة في البلاك، فإنه يعمل أيضاً على تقوية طبقة المينا، وذلك من خلال المساعدة على إعادة بناءها بعد مهاجمتها من قبل الحمض الذي صنعته البكتيريا، كما يساعد في تقليل عملية فَقْد المعادن منها، فاستخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد في المناطق التي بدأ فيها ظهور التجاويف بسبب فقد المعادن، يساعد على إعادة تمعدنها وبناءها من جديد.
للاستفادة من المعاجين التي تحتوي على الفلورايد ينبغي استخدامها مرتين يومياً على الأقل، وذلك بوضع كمية لا تتجاوز حبة البازيلاء على فرشاة الأسنان ومن ثم البدء بالتنظيف، مع ضرورة تجنّب البلع قدر الإمكان.
كمية الفلورايد الموجودة في معاجين الأسنان
على الرغم من أنه قد يصعب في بعض الأحيان تحديد موقع هذه المعلومات على أنبوب معجون الأسنان، إلا أنه يجب الإشارة إلى كمية الفلورايد الموجودة، فقد يتم الإشارة إليها كعنصر أساسي نشط، أو قد تظهر ضمن المكونات الأخرى للمعجون.
يتم التعبير عن محتوى الفلورايد كنسبة مئوية للحجم (% w/v) أو الوزن (% w/w)، ولكن، تعد الطريقة الأكثر مثالية للتعبير عن كمية الفلورايد في معجون الأسنان هي إلإشارة إلى الجزء من المليون (ppm F)، حيث تحتوي أغلب معاجين الأسنان على ما مقداره 1000-1500 جزء من المليون من الفلورايد، كما تتوفر معاجين تحتوي على كميات أكبر، ولكن لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبية.
أضرار استخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد
يؤدي الإفراط في استخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على كمية فلورايد عالية إلى ظهور تصبّغات على الاسنان، أو حتى إصابتها بالتسوس، كما أن بلع معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد سيؤدي إلى زيادة امتصاص الألومنيوم في الدماغ، وهي المادة الموجودة في معظم أدمغة مرضى الزهايمر، كما ربطت دراسات أخرى بين الفلورايد وكسور عظام الورك، بالإضافة إلى تلف الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى محدودية حركة المفاصل وحدوث تكلّس في الأربطة، وتجدر الإشارة إلى أن الفلورايد مرتبط بوفاة 10000 حالة سرطان سنوياً.
في حال بلع كميات كبيرة من معجون الأسنان، سيؤدي الفلورايد إلى تلف مينا الأسنان وتفلورها (بالإنجليزية: Dental fluorosis)، وظهور بقع بيضاء أو بنية قاتمة على الأسنان، ويعتمد خطر التلف الحاصل على كمية الفلورايد التي يبتلعها الشخص، وعلى مدى استمراره في ابتلاعها.
اقرأ أيضاً: تغير لون الأسنان: الأسباب والعلاج
استخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلورايد للأطفال
تتطور قدرة الطفل على البصق عند سن الثالثة، حيث توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال باستخدام كمية بحجم حبة البازيلاء من معجون الأسنان المحتوي على الفلورايد للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات، وعلى الرغم من أنه ينبغي تجنب استخدام هذه المعاجين في هذه المرحلة من العمر، إلا أنه من الآمن للطفل أن يبتلع هذه الكمية من معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد، كما تجدر الإشارة إلى أهمية إشراف الوالدين على عملية تنظيف الطفل لأسنانه، ومحاولة التأكد من بصقه للمعجون عند الانتهاءمن التنظيف.
اقرأ أيضاً: الوقاية من تسوس أسنان الأطفال
معاجين الأسنان التي تحتوي على نسبة عالية من الفلورايد
ينصح الأطباء باستخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على نسبة عالية من الفلورايد من قبل الأشخاص الذين يعانون من تسوس الأسنان الحاد، أو أولئك الذين لديهم خطر للإصابة بتسوس الأسنان، وفي حال استخدامها يُنصح بعدم مشاركتها مع أشخاص آخرين، واستخدامها وفقاً لتوجيهات الطبيب، وذلك لتجنب حدوث أي مشاكل مرتبطة بمستويات الفلورايد العالية.