أن الخبراء يرون أن تخلخل العظام، أي ما يعرف بالعامية باسم هشاشة العظام، مرض قابل للوقاية ببشكل عال، وأن السلوكات الوقائية يجب أن تبدأ في سن مبكرة. فالحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د) في مرحلتي الطفولة والمراهقة يقلل، وبشكل كبير، من احتمالية الإصابة بالمرض المذكور عند الكبر. وحتى البالغين أيضا بإمكانهم ذلك. فاتباع حمية غذائية صحية تحتوي على كميات كافية من العنصرين المذكورين فضلا عن اتباع عادات صحية، منها ممارسة الرياضة وتجنب التدخين، يقلل من احتمالية الإصابة به.
أما عن مقدار الكالسيوم الذي ينصح بالحصول عليه، فهو يختلف من شخص لآخر، ذلك بأنه يعتمد، بشكل عام، على سن ذلك الشخص. فعلى المراهقين الحصول على 1300 مل غرام من الكالسيوم في اليوم الواحد. أما البالغين، فعليهم الحصول على 1000 مل غرام يوميا حتى سن الخمسين، أما بعد الخمسين، فعليهم .الحصول على 1200 ميليغرام يوميا.
ويذكر أن من لا يحصل على الكميات المطلوبة من الكالسيوم عليه النقاش مع الطبيب أو اختصاصي التغذية حول إمكانية تغيير النمط الغذائي أو الحصول على جرعات تكميلية (حبوب) من الكالسيوم.
وعلى الرغم مما للكالسيوم من أهمية، إلا أنه يجب عدم الاعتقاد بأن زيادته عن المقدار المطلوب تتناسب طرديا مع زيادة فوائده، فقد وجدت دراسات عديدة أن النساء اللائي يأخذن الكثير من مكملات الكالسيوم كانت لديهن احتمالية عالية لتشكل الحصى الكلوية. لذلك، فتجدر الإشارة إلى أن أعلى مقدار مسموح به من الكالسيوم هو 2500 مل غرام في اليوم الواحد. أما الزيادة عن ذلك، فتزداد معها احتمالية الإصابة بتشكل الحصى في الكلى، فضلا عن أمراض أخرى.
وينصح قدر الإمكان بالحصول على المقدار المطلوب من الكالسيوم عبر الغذاء وليس عبر المكملات، وخصوصا من منتجات الألبان لما تحتويه من كميات من الكالسيوم في الحصة الواحدة. فعلى سبيل المثال، فإن كوبا من الحليب حجمه نحو 250 مل ليتر قد يصل ما يحتويه من الكالسيوم إلى 300 مل غرام. فضلا عن ذلك، فإن الطعام بشكل عام يحتوي على الكثير من المواد الغذائية التي تساعد الجسم على الاستفادة من الكالسيوم.
اما عن فيتامين (د)، فيجب على من تتراوح أعمارهم ما بين عام واحد إلى 70 عاما الحصول على 600 وحدة دولية يوميا منه. أما من تزيد أعمارهم عن ذلك، فعليهم الحصول على 800 وحدة دولية يوميا. كما ويختلف الحال بين النساء والرجال في مراحل عمرية معينة، كما ويختلف لدى الحوامل والمرضعات.
ويذكر أن الحصول على الكثير من هذا الفيتامين يعد أمرا صعبا، ذلك بأن الجرعة السامة هي 50000 وحدة دولية فأكثر في يوم واحد، ما يجعل الحصول عليها لا يتم إلا عبر أخذ جرعات تكميلية عالية بشكل متكرر. ويشار إلى أن أعراض ذلك تتضمن الغثيان والتقيؤ وتكرار التبول، فضلا عن المشاكل الكلوية.
وتتساءل بعض السيدات عن السبب وراء إصابتهن بانخفاض في كثافة العظام بالرغم من أنهن لم يدخلن بعد في مرحلة ما بعد انقطاع الحيض. أما الإجابة، فهي أن هناك أسبابا عديدة تؤدي إلى ذلك غير انقطاع الحيض. فعلى الرغم من أن انخفاض مستويات الإستروجين في تلك المرحلة يزيد، وبشكل كبير، من احتمالية الإصابة بتخلخل العظام، إلا أن هناك أسبابا أخرى، منها العامل الجيني واضطرابات الطعام والإصابة بأمراض معينة والحصول على علاجات مضرة للعظام، علاوة على وجود نقص في الكالسيوم أو فيتامين (د). ويؤكد على ذلك إصابة بعض الرجال بتخلخل العظام على الرغم من أنهم لا يمروا بالمرحلة المذكورة.
أما عن علاج تخلخل العظام، فهناك العديد من الأدوية له،لكن ليس كل الأدوية تنفع كل المصابين، إذ يعتمد اختيار الدواء المناسب للمصاب على عوامل فردية عديدة، منها الصحة العامة للمصاب وسنه ودرجة تأثر عظامه من المرض المذكور. لذلك، فقد يحتاج الطبيب إلى تجربة أكثر من دواء حتى يصل إلى ما يناسب للمصاب.
وقد يستغرب البعض عندما يعلمون أن الأطفال أيضا قد يصابون بمرض تخلخل العظام، فهو قد يصيبهم بالفعل، لكن في حالات نادرة، وعادة ما ينجم عن إصابة الطفل بمرض آخر، كالربو والتليف الكيسي، واللذين يعالجان عبر الاستخدام طويل الأمد للستيرويدات القشريةcorticosteroids، وهي مجموعة دوائية معروفة بتأثيرها السلبي على العظام. كما وأن هناك أدوية أخرى تتعارض مع امتصاص الجسم للكالسيوم وفيتامين (د)، ما يؤدي إلى إضعاف العظام.
أما عن العلاج، فهو يعتمد بشكل أساسي على علاج المرض المتسبب فضلا عن استبدال الأدوية المؤذية.
وتجدر الإشارة إلى أن تخلخل العظام قد يصيب الأطفال من دون سبب في حالات قليلة، إلا أنه في هذه الحالات يزول بعد عامين إلى أربعة أعوام.
وإن كان الطفل مصابا بتخلخل العظام أم غير مصاب به، فإن حصوله على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د) يعد أمرا شديد الأهمية لعظام صحية. فحتى وإن كانت عظام الطفل صحية من دون حصوله على العنصرين المذكورين بشكل كاف، فإن عدم حصوله عليهما يزيد من احتمالية الإصابة بتخلخل العظام مع الوقت. ويجدر التنبيه هنا إلى أنه إن كان الطفل لا يحصل على كميات كافية من العنصرين المذكورين، فيجب عرضه على الطبيب وعدم إعطائه أي علاج تكميلي من دون الرجوع إلى الطبيب.