يعرف صداع العين (بالإنجليزية: Eye Headache) بأنه ألم خلف أو حول العين، وهو ألم شائع يمكن أن تتراوح شدته من خفيف إلى شديد جداً، وقد يصيب عين واحدة أو العينتين.
يمكن أن تسبب العديد من الحالات الصحية ألماً أو صداعاً في العين، مثل إجهاد العين والصداع النصفي. وكثيراً ما يتزامن صداع العين مع صداع الرأس أو الجبهة. وتساعد معرفة السبب في علاج صداع العين والوقاية منه.
يتناول هذا المقال أسباب صداع العين، وطرق علاجه والوقاية منه. بالإضافة إلى بعض المشكلات الصحية التي قد تسبب صداع الرأس مع العين.
أسباب صداع العين
فيما يلي أسباب صداع العين الأكثر شيوعاً والأعراض المرافقة لألم العين التي قد يعاني منها المريض:
الشقيقة
تعرف الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine) أيضاً باسم الصداع النصفي، وهو صداع أشد وأسوأ من ألم الصداع العادي، ويمكن أن يسبب الشعور بضغط أو ألم خلف عين واحدة أو العينتين لمدة ساعات أو أيام.
أحياناً، يسبق الصداع النصفي ما يعرف باسم الهالة (بالإنجليزية: Aura)، والتي تشتمل على اضطرابات بصرية مؤقتة، مثل ومضات من الضوء أو نقاط رؤية سوداء.
كذلك، يعتبر الصداع النصفي أيضاً من أسباب صداع الرأس مع العين، حيث قد يصيب الرأس في جانب واحد أو في كلا الجانبين. كما يمكن أن يسبب العديد من الأعراض الأخرى إلى جانب صداع وألم العين، ومنها:
- زيادة الحساسية للضوء أو الصوت.
- الشعور بالإعياء أو الدوخة.
- التقيؤ والغثيان.
- تغيرات في المزاج.
- ضعف البصر.
الصداع العنقودي
يعد الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache) أحد أسباب صداع العين التي قد تسبب ألماً شديداً حول العين، وغالباً ما يصيب عين واحدة فقط، مثل صداع العين اليسرى أو صداع العين اليمنى.
يمكن أن يظهر الصداع العنقودي على هيئة هجمات شديدة من الألم تستمر من 30-60 دقيقة، ويعتبر الرجال أكثر عرضةً للإصابة به.
من أعراض صداع العين الناتج عن الصداع العنقودي إلى جانب ألم العين ما يلي:
- تدميع العين.
- احمرار العين وتورمها.
- احتقان واحمرار في الوجه.
الصداع التوتري
يعد صداع التوتر (بالإنجليزية: Tension Headache) أحد أسباب كل من صداع الرأس وصداع العين، وهو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعاً.
يصيب الصداع التوتري الرجال والنساء، لكنه أكثر شيوعاً لدى النساء، ويمكن أن تحدث نوبات الصداع التوتري في أي وقت، وقد تستمر لمدة دقائق أو ساعات أو أيام. ومن أعراضه:
- الشعور بالشد أو الضغط حول الجبهة.
- ألم في فروة الرأس.
- ألم خلف العين.
- ألم في الرقبة والكتفين.
اقرأ أيضاً: 8 أسئلة مهمة حول الصداع التوتري
التهاب الجيوب الأنفية
يمكن أن يسبب التهاب أو احتقان الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis) ضغط أو ألم يشبه الصداع خلف كلتا العينتين أو خلف عين واحدة، وهو من أسباب صداع الرأس مع العين أيضاً، وغالباً ما يشمل الشعور بالألم أو الضغط منطقة الجبهة، وخلف العين، والخدين.
في معظم الحالات، تشمل أعراض صداع العين الناتج عن احتقان والتهاب الجيوب الأنفية ما يلي:
- انسداد الأنف.
- ألم في الأسنان، وخاصة الأسنان العلوية.
- الشعور بالإعياء.
- زيادة سوء الألم عند الاستلقاء.
إجهاد العين
يمكن أن ينتج إجهاد العين (بالإنجليزية: Eye Strain) عن التحديق مطولاً دون راحة في شاشة التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر، أو القيادة لفترات طويلة. مما يؤدي إلى التحفيز المفرط للدماغ، والشعور بألم أو عدم الراحة في أحد العينتين أو كلتاهما.
كذلك، يمكن أن تؤدي مشاكل الرؤية وضعف البصر غير المعالجة إلى إجهاد العين، وبالتالي صداع العين. وقد يصاحب صداع العين الناتج عن إجهاد العينين بعض الأعراض، مثل:
- حكة في العين.
- حرقة في العين.
- تشوش الرؤية.
- زيادة إفراز دموع العينين.
- آلام الكتف والظهر.
أسباب صداع الرأس مع العين
تسبب العديد من المشاكل الصحية السابق ذكرها صداع الرأس مع العين، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والشقيقة. ومن أسباب صداع الرأس مع العين الأخرى ما يلي:
- التهاب الصلبة (بالإنجليزية: Scleritis)، وهو التهاب الجزء الأبيض النسيجي من العين، وتعد أسبابه غير واضحة، ولكن قد يحدث بسبب بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة. ومن أعراضه، حساسية العين الشديدة للعين، والألم الحاد، وتشوش الرؤية، ويرافق ذلك أحياناً ألم في الرأس أو الوجه أو الفك.
- شلل الوجه النصفي، والذي يعرف أيضاً باسم شلل بيل (بالإنجليزية: Bell s Palsy)، هو ضعف في عضلات الوجه أو شللها، قد يبدأ فجأة، ويسبب الألم في جانب واحد من الوجه أو الرأس. ومن أعراضه فقدان الإحساس بالوجه، وعدم القدرة على إغلاق العين، والصداع.
للمزيد: صداع مقدمة الرأس
محفزات الإصابة بصداع العين
يمكن للعديد من المحفزات أن تزيد من خطر الإصابة بصداع العين أو بأحد مسبباته، مثل الشقيقة، وصداع التوتر، وإجهاد العين، وتشمل:
- تغيرات الطقس.
- قلة النوم.
- الأضواء القوية.
- الضوضاء.
- الإجهاد والضغط المستمر.
- بعض الروائح.
- اضطراب مستويات الهرمونات.
- تناول أنواع معينة من الأطعمة، مثل الأطعمة الغنية بجلوتومات أحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium Glutamate) المعروف باسم الملح الصيني، والشوكولاتة، والمشروبات الكحولية.
- الجلوس والنوم بوضعيات خطأ.
- مشكلات عضلات الرقبة، والكتفين، والفك.
- الجفاف أو قلة شرب الماء.
- عدم اتباع نظام غذائي متزن.
- التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر لفترات طويلة.
اقرأ أيضاً: العلاقة بين الصداع والأسنان
علاج صداع العين
ينصح دائماً بتجنب محفزات صداع العين للوقاية منه، لكن في حال الإصابة فإنه يجب علاج المسبب. ويمكن أن تساعد بعض أدوية المسكنات أو الأعشاب الطبيعية في علاج أو تخفيف الأعراض والصداع.
- أدوية لعلاج صداع العين
تساعد بعض مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية في علاج صداع العين، مثل ديكلوفيناك الصوديوم، والإيبوبروفين. لكن يوصى باستشارة الطبيب أولاً، وتجنب التناول المفرط للمسكنات، حيث قد يسبب ذلك الإصابة بالصداع.
لكن من المهم أيضاً علاج أسباب صداع العين باستشارة الطبيب، ومن علاجات بعض المسببات:
- العلاج النصفي: قد تساعد أدوية التريبتان في تخفيف الأعراض خلال ساعتين، ومن الأدوية التي قد تستخدم في علاج الشقيقة، حاصرات بيتا ومضادات الاكتئاب.
- الصداع العنقودي: يمكن أن تساعد أدوية التريبتان، مثل ناراتريبتان، أو حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل فيراباميل، والكورتيزونات، مثل بريدنيزولون في الوقاية ومنع هجمات الصداع.
- التهاب الجيوب الأنفية: قد يتم استخدام المضادات الحيوية للتخلص من العدوى البكتيرية في حال وجودها، بالإضافة إلى مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض.
- أعشاب لعلاج صداع العين
يساعد استخدام بعض الأعشاب في السيطرة على أعراض صداع العينين، وخاصة الناتج عن الشقيقة، ومنها:
- الزنجبيل.
- الكركم، إذ قد يعادل مفعوله بعض الأدوية المسكنة، مثل الإيبوبروفين عند شربه بكميات معينة.
- الأقحوان.
- النعناع.
- الكافيين.
- زيت اللافندر.
يجدر الإشارة إلى أهمية استشارة مقدم الرعاية الصحي قبل استخدام الأعشاب الطبية، وذلك لتجنب التداخلات بين بعض الأدوية والحالات المرضية مع بعض الأعشاب.
للمزيد: علاج الصداع النصفي بالأعشاب
تمارين لتخفيف صداع العين
قد يساعد أداء بعض التمارين على التخلص من الصداع في العين، ومنها:
- اليوغا وجلسات التنفس العميق، حيث يفيدان في حالات الصداع التوتري.
- أخذ راحة من استخدام الحاسوب والأجهزة اللوحية كل 20 دقيقة، والنظر لشيء على بعد حوالي 18 متراً أو ما يعادل 20 ياردة لمدة 20 دقيقة.
- التركيز على إصبع السبابة من على بعد بضع سنتيمترات عن العينين، ثم تحريك الإصبع ببطء بعيداً عن الوجه مع استمرار النظر إليه، ثم النظر بعيداً لوهلة، وتقريب الإصبع إلى العينين مجدداً ببطء مع النظر بتركيز عليه.
- النظر إلى إصبع الإبهام من على بعد 3 أمتار لمدة 15 ثانية، ثم النظر لشيء آخر على نفس البعد لنفس المدة، وتكرير العملية 5 مرات.
للمزيد: التدليك لعلاج الصداع
أيضاً، يمكن أن تساعد الإرشادات التالية في الوقاية من صداع العين ومسبباته:
- استنشاق الهواء النقي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تجنب بعض الأطعمة، مثل الكافيين.
- الاسترخاء وتجنب محفزات التوتر.