يعتبر سرطان البروستاتا من أنواع السرطان الشائعة، والتي تنمو وتكبر بشكل بطيء، وفي كثير من الحالات، لا يعتبره العاملون في القطاع الصحي أنه مهم من الناحية الطبية أو السريرية، لأنه لا يؤثر كثيراََ على عمر المريض أو وضعه الصحي بشكل عام. [1]
يوجد العديد من الفحوصات التشخيصية لسرطان البروستاتا، ولكن من أكثر أدوات التشخيص شيوعاً هي فحوصات المستقيم الرقمية واختبارات الدم لمستضد البروستاتا النوعي (PSA).
في الآونة الأخيرة، تتوفر طرق أخرى لاختبار سرطان البروستاتا، ويتطلع البعض إلى اعتماد فحص البول للكشف عن سرطان البروستاتا. [1]
فحص البول في الكشف عن سرطان البروستاتا
يعتبر فحص البول من الاختبارات التي من الممكن أن يتم اعتمادها في الكشف عنسرطان البروستاتا في المستقبل، ويمكنه أن يساعد في التنبؤ بخطورة وعدوانية الخلايا السرطانية من خلال عدة عوامل وخطوات يستفيد منها الأطباء، وهي: [1] [3]
- ينتقل السائل من البروستاتا عبر مجرى البول في البداية، فإنه يحمل معه الخلايا السرطانيةوالحمض النووي الريبوزي (RNA).
- تظهر هذه المعلومات الجينية والخلوية في البول، حينها يمكن للأطباء استخدامها لاكتشاف أدلة حول وجود سرطان البروستاتا.
- تسمى هذه الاختبارات باختبارات مخاطر البروستاتا في البول (بالإنجليزية: Prostate urine risk or PUR tests)، وقد وجد أنها يمكن أن تساعد في التنبؤ بما إذا كان سرطان البروستاتا سيصبح خبيثاً وقابلاً للانتقال إلى أماكن أخرى من الجسم أم لا.
- يقيس اختبار البول نشاط جين يسمى PCA3، ويعتبر PCA3 جين نشط في جميع خلايا البروستاتا ولكنه نشط جداً في خلايا سرطان البروستاتا.
في الوقت الحالي، يتوفر اختبار PCA3 فقط في عدد قليل من المستشفيات والعيادات الخاصة، حيث ما زال المختصين بحاجة إلى مزيد من البحث حول مدى نجاحه.
قد يتسائل البعض "هل يمكن استخدام فحص الحمل المنزلي للكشف عن سرطان البروستاتا" لكن ثبت أن هرمون موجه الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin) غير موجود بكمية كافية عند مرضى سرطان البروستات لإعطاء نتيجة إيجابية في حال إجراء فحص الحمل المنزلي عندما يجريه الذكور؛ هذا يعني بالتالي أن فحص الحمل لا يستطيع أن يكشف عن وجود سرطان في البروستاتا.
آراء حول فحص مخاطر البروستاتا في البول
تختلف آراء المختصين حول استخدام فحص البول للكشف عن سرطان البروستاتا كالتالي: [2]
- كان الباحثون في دراسات سابقة يقومون بعمل فحص المستقيم الرقمي قبل أن يجمع الباحثون عينة بول للقيام باختبار مخاطر البروستاتا في البول ويقوم الطبيب بالضغط بشدة على أحد جانبي البروستاتا، وذلك يشجع المواد الخلوية والوراثية على الانتقال من البروستاتا إلى عينة البول.
- لا تحظى فحوصات المستقيم الرقمية بقبول كبير لأنها تتطلب الذهاب إلى عيادة الطبيب، وعندها أراد الباحثون من جامعة إيست أنجليا في المملكة المتحدة تحديد ما إذا كان من الممكن تخطي هذا الإجراء أم لا مع الاستمرار في الحصول على نتائج اختبار مخاطر البروستاتا في البول بشكل دقيق.
- وجد حديثاً إمكانية عمل "نسخة منزلية من اختبار مخاطر البروستاتا في البول، حيث يسمح الاختبار في المنزل للمشاركين بأخذ عينة بول في المنزل وإرسالها بالبريد إلى المختبر، وتعتبر هذه خطوة مثالية، لأنها تعني أن الشخص يمكنه التقاط أول عملية تبول في اليوم.
- يعتقد بعض الباحثون أن البروستاتا تقوم بعملية الإفراز بشكل مستمر، لذلك فإن عملية جمع البول من أول تبول للرجال في اليوم يعني أن مستويات المؤشرات الحيوية من البروستاتا أعلى بكثير وتكون قابلة للكشف بدقة عند الفحص.
اقرأ أيضاََ:علاقة الكولستيرول بسرطان البروستاتا
سلبيات فحص البول للكشف عن سرطان البروستاتا
عندما يوضع الرجل في فئة المراقبة النشطة، فقد يتطلب الأمر متابعة كبيرة، حيث يمكن أن تتضمن المراقبة النشطة إجراء اختبار دم لمستضد البروستاتا النوعي كل ثلاثة أشهر، ثم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو خزعة كل عامين وهذه إحدى سلبيات فحص البول لكشف عن سرطان البروستاتا. [1]
لاحظ الباحثون أن حوالي 50 في المئة من الرجال الذين يشاركون في المراقبة الفعالة ينتهي بهم الأمر بمعالجة السرطان، حتى لو لم يتطلب العلاج. [2]
للمزيد:إجراء فحوص للبروستاتا في منتصف العمر قد يضر
مستقبل فحص البول في تشخيص سرطان البروستاتا
أكد باحثون مختصون أنه يمكن التنبؤ بحاجة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا والذين يخضعون بالفعل للمراقبة النشطة إلى العلاج أم لا من خلال استخدام فحص مخاطر البروستاتا في البول. [2]
لكن بين المختصون أنه ليس من الواضح ما إن كان هذا الاختبار يتمتع بحساسية أو خصوصية أفضل من الاختبارات الموجودة حالياً في السوق، حيث يتطلب ذلك التحقق من صحة مجموعة مستقلة من المرضى قبل أن يمكن استخدامه سريرياً. [2]
ومن المؤكد أن "اختبار مخاطر البروستاتا في البول" لديه فرصة لتغييرالمنظور الطبي لسرطان البروستاتا ولعلاجه، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان يساهم في تحسن كبير. [2]
اقرأ أيضاََ: الكشف عن أنزيم مرتبط بسرطان البروستات