هرمون الإستروجين هو مركب ستيرويدي يرتبط بشكل أكبر بالنساء، لكن الرجال أيضا ينتجون كميات صغيرة منه، وانخفاض إنتاجه قد يؤدي إلى حدوث العديد من الأعراض والمشاكل الصحية.

يستخدم هرمون الإستروجين في بعض وسائل منع الحمل عن طريق الفم، وعلاج اضطرابات أخرى في نظام الغدد الصماء.

أما نقص الإستروجين فهو انخفاض في مستوى هرمون الإستروجين دون المستويات الطبيعيّة، وهو أمر طبيعي يحدث عند النساء مع تقدم العمر، لكنّه قد يكون مُرتبطاً بمسبب مرضي عند النساء الأصغر عمراً.

أسباب نقص هرمون الإستروجين

يبدأ مستوى إنتاج هرمون الإستروجين عند النساء بالانخفاض بعد سن الأربعين وذلك لاقترابهن من سن اليأس، وتسمى هذه المرحلة بفترة ما حول سن اليأس (perimenopause)؛ إذ يبدأ فيها هرمون الإستروجين بالتناقص تدريجياً إلى أن تتوقف المبايض عن إفرازه.

يتم إنتاج هرمون الإستروجين في المبايض، لذا فإنّ أي إصابة تؤثر على المبايض قد تؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين. ومن الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى نقص هرمون الإستروجين ما يلي:

يكون الجسم في حالة نقص الإستروجين الجيني غير قادر على إنتاج هرمون الإستروجين، وذلك من خلال نقص إفراز إنزيم الأروماتيز الذي يعرف أيضاً بمخلق هرمون الإستروجين، إذ يؤدي نقص إنزيم الأروماتيز إلى عدم مقدرة الجسم على تحويل هرمون الأندروجين إلى هرمون الإستروجين.

  • متلازمة حساسية الإستروجين (Estrogen insensitivity syndrome)

تعتبر متلازمة حساسية الإستروجين من الإضطرابات الجينية التي تؤدي إلى نقص هرمون الإستروجين وتتضمن خلل في مستقبلات الإستروجين، ممّا يجعل الإستروجين غير فعّال حيوياً.

  • حقن الميدروكسي بروجستيرون أسيتات (Depot medroxyprogesterone acetate)

تعتبر حقن أسيتات ميدروكسي بروجستيرون من وسائل منع الحمل، والتي تسبب نقصاً في هرمون الإستروجين، ممّا يؤدي إلى جفاف المهبل وعسر الجماع.

عوامل خطر الإصابة بنقص الإستروجين

أعراض ومضاعفات نقص هرمون الإستروجين

تتضمن أعراض نقص هرمون الإستروجين ما يلي:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية

يعتبر الإستروجين أحد الهرمونات الرئيسية المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهريّة، لذلك قد يؤدي حدوث اختلالات في هرمون الإستروجين إلى اضطرابات دورة الطمث.

  • العقم

عملية انخفاض مستويات الإستروجين قد تؤدي إلى منع حدوث التبويض ممّا يقلل من احتمال حدوث الحمل وبالتالي حدوث العقم.

  • ألم الجماع

يقوم الإستروجين بالترطيب المهبلي ممّا يسهل عملية الإيلاج أثناء الجماع، لذا فإنّ انخفاض هرمون الإستروجين يؤدي إلى حدوث جفاف المهبل ممّا قد يسبب عسر الجماع.

  • التهابات المسالك البولية

يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين إلى ترقق أغشية الإحليل ممّا يُسبب التهاب المسالك البولية.

  • أمراض العظام

يحفز هرمون الإستروجين عملية تكون المطرس العظمي، كما يُحفز عملية النمو خلال مرحلة المراهقة، لذلك قد يؤدي نقص هرمون الإستروجين عند النساء الصغيرات في العمر إلى حدوث اعتلال في تكون الكتلة العظمية ونقصان في كثافتها وزيادة خطر الإصابة بالكسور. يرتبط نقص الإستروجين عند النساء الكبيرات في العمر بالإصابة بمرض هشاشة العظام.

  • الاضطرابات النفسية

تشمل الاضرابات النفسية الاكتئاب والتوتر وتقلب المزاج والمشاكل الجنسية، إذ يحافظ هرمون الإستروجين على سلامة الجهاز العصبي؛ وذلك من خلال المحافظة على التركيب البنائي والوظيفي للأعصاب على عدة مستويات. لذلك، فإن حدوث نقص في مستويات الإستروجين ويقلل من قدرة الدماغ على الحفاظ على الاتصال بين التشابكات العصبية ممّا يؤدي إلى تدهور القدرة الإدراكية.

  • زيادة الوزن

يعتبر الإستروجين من الهرمونات التي تلعب دوراً في التحكم بالوزن ومقدار الدهون التي يخزنها الجسم وأماكن تخزينها، وبالتالي يساهم نخفاض مستويات الإستروجين تساهم في زيادة الوزن. كما أنّ الوضع الطبيعي في تخزين الدهون عند النساء يكون في منطقة الأرداف والفخذين، لكن التغير في مستويات الإستروجين يرتبط بزيادة تخزين الدهون في منطقة البطن. يمكن الحد من زيادة الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي صحي والقيام بممارسة التمارين بشكل منتظم.

تشخيص نقص هرمون الإستروجين

يتم تشخيص نقص الإستروجين من خلال عمل فحص جسدي أولاً وأخذ التاريخ الطبي ومعاينة الأعراض والعلامات الظاهرة وإجراء الفحوصات أحياناً، وذلك كما يلي:

  • التشخيص بناءاً على الأعراض فقط، لكن بعض الأعراض قد تتشابه مع بعض الأمراض الأخرى مثل مشاكل الغدة الدرقية، لذلك يطلب الطبيب عمل فحص دم للتحقق من نسب الهرمونات.
  • فحص الدماغ أو فحص للحمض النووي (DNA) لمعاينة أي اعتلالات في جهاز الغدد الصماء.

علاج نقص هرمون الإستروجين

قد لا يحتاج نقص الإستروجين إلى علاج، لكن في حال كانت الأعراض مزعجة ومعيقة لحياة المريض يمكن اللجوء إلى العلاجات المتوفرة والتي يتم تجديدها بناءاً على مسببات الحالة والأعراض الموجودة، وتتضمن ما يلي:

العلاج الهرموني التعويضي

  • يصف الأطباء بشكل متكرر العلاج الهرموني التعويضي لحالات نقص الإستروجين.
  • يوجد أنواع مختلفة من العلاج الهرموني التعويضي، وفي بعض الأحيان يتم استخدام مزيج من العلاج الهرموني يحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون، يعتبر هذا المزيج الهرموني فعالاً في موازنة مستويات الإستروجين عند النساء اللاتي يعانين من أعراض نقص الإستروجين، أو النساء اللاتي يقتربن من سن اليأس.
  • يمكن استعمال العلاج الهرموني التعويضي فموياً أو موضعياً أو مهبلياً أو عن طريق كريات صغيرة تزرع تحت الجلد، وفي بعض الأحيان باستخدام الحقن، وتختلف الجرعة بناءاً على الحالة، لكن غالباً ما يتم البدء بأقل جرعة ممكنة.
  • لا يناسب العلاج الهرموني التعويضي النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي للإصابة بالجلطات أو النوبات القلبية أو ارتفاع ضغط الدم، وذلك لكونه قد يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم وسرطان الثدي.

العلاج بالإستروجين

  • تُوصف جرعة عالية من الإستروجين للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25- 50 سنة واللاتي يعانين من نقص الإستروجين، وذلك للتقليل من خطر تطور مضاعفات نقص الإستروجين.
  • يعتمد مقدار الجرعة على حدة الأعراض وطريقة الاستخدام، إذ يتوفر العلاج بالإستروجين بالأشكال التالية:
  • الإستروجين الفموي.
  • الإستروجين تحت الجلد.
  • الإستروجين الموضعي.
  • الإستروجين المهبلي.
    • ينصح بالعلاج طويل الأمد بالإستروجين فقط للنساء اللاتي يقتربن من سن اليأس أو اللاتي أجرين عملية استئصال الرحم، أمّا باقي الحالات فينصح به فقط لمدة سنة أو سنتين، وذلك لكون العلاج بالإستروجين يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

    العلاج الطبيعي

    لا يوجد العديد من الأدلة العلمية التي تثبت فاعلية الطرق الطبيعية في رفع مستويات الإستروجين، لكن بعض الطرق والتغييرات في نمط الحياة قد تساعد في ذلك، ويشمل العلاج الطبيعي ما يلي:

    • الحفاظ على الوزن الصحي، إذ أنّ النحافة الشديدة تسبب انخفاض مستويات الإستروجين.
    • ممارسة التمارين الرياضية باعتدال، إذ أنّ الممارسة الشديدة والعنيفة للتمارين قد تسبب انخفاض في إنتاج الإستروجين.
    • تناول الأطعمة التي تحتوي على الإستروجين النباتي (phytoestrogens)، إذ أن هذه الأطعمة تمتلك خصائص مشابهة لهرمون الإستروجين وتعمل على زيادة مستوى الإستروجين، ومن الأطعمة المحتوية على الإستروجين النباتي ما يلي:
  • الخضروات، مثل البروكلي والفاصوليا الخضراء والقرع والثوم.
  • الحبوب والبذور، مثل بذور الكتان والسمسم.
  • البقوليات والمكسرات، مثل فول الصويا، والفستق الحلبي والكاشو والكستناء والبندق.
  • الأعشاب، مثل النعناع وعرق السوس والبرسيم أو النفل الأحمر والجنكو.