فيروس غرب النيل (بالانجليزية: West Nile virus): هو الفيروس المسؤول عن تطور ما يعرف بحمى غرب النيل، وهو مرض فيروسي ينتقل عن طريق لسعات الحشرات (البعوض)، وينتشر غالباً في المناطق النائية حيث يصيب البشر، والطيور، والخيول، وغيرها من الثدييات، وتعتبر الطيور المضيف الطبيعي للفيروس، إذ ينتقل الفيروس من الطيور المصابة به إلى الحشرات التي تقوم بلسع هذه الطيور.
يعتبر فيروس غرب النيل أحد أكثر أسباب الأمراض المنقولة بالحشرات انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أنّ ما يقارب 80% من الأشخاص الذين يصابون به لا تظهر لديهم أي أعراض، إلا أنّ 20- 30% من المصابين تتطور لديهم بعض الأعراض مثل الصداع، وآلام العضلات، وطفح جلدي، وأعراض في الجهاز الهضمي، بينما يتطور عند 1% من المصابين أعراض شديدة خطيرة، مثل التهاب السحايا (بالانجليزية: Meningitis)، والتهاب الدماغ، والتهاب النخاع (بالانجليزية: Myelitis).
اقرأ أيضاً: التهاب الدماغ و السحايا الفيروسي
تأثير الطقس على فيروس غرب النيل
يمتلك الطقس تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على فيروس غرب النيل، حيث يؤثر على مقدرة البعوض بأن يصاب بالفيروس، ومقدرة البعوض على الحفاظ على الفيروس ونقله، وعلى مدى توفر البعوض وتكاثره، وعلى قدرة الفيروس على التكاثر داخل البعوض.
تتضمن عوامل الطقس التي تؤثر على فيروس غرب النيل ما يلي:
تأثير درجات الحرارة على فيروس غرب النيل
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة في أعداد الحشرات الناقلة للفيروس، وزيادة في عدد مرات قيام البعوض بمص الدم، وتقليل فترة حضانة الفيروس اللازمة ليصبح البعوض ناقلاً للمرض، وزيادة سرعة تطور الفيروس داخل البعوض، وزيادة كفاءة انتقال الفيروس من البعوض إلى الطيور.
تشير الدراسات المخبرية إلى أنّ فيروس غرب النيل قادر على التكاثر في نطاق واسع من درجات الحرارة، من 14- 45 درجة حرارة مئوية، إلا أنّ هذا التكاثر يكون أسرع في درجات الحرارة الأعلى، مع وجود ارتباط بين زيادة الحرارة وزيادة شدة المرض عند البشر.
يؤثر ارتفاع درجات الحرارة أيضاً بشكل غير مباشر على فيروس غرب النيل عن طريق تغيُّر مواعيد هجرة الطيور إلى مواطن تكاثرها الأصلية بشكل أبكر من المعتاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في مواعيد أبكر خلال العام، وهي أحد آثار الاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يؤثر على أوقات ظهور المرض في المناطق القريبة من مواطن تكاثر الطيور، أو في المناطق التي تقع على طريق هجرة هذه الطيور.
تأثير الهطول على فيروس غرب النيل
يؤدي زيادة معدلات الهطول (الأمطار، والثلوج، وغيرها) عن مستواها بشكل عام إلى زيادة أعداد البعوض الحامل لفيروس غرب النيل، وزيادة خطر إصابة البشر بالمرض في الأشهر التي تلي هذه الزيادة في الهطول.
ختلف تأثير معدلات الهطول على فيروس غرب النيل مع اختلاف نوع البعوض الحامل للفيروس، واختلاف الظروف، حيث أنّ زيادة معدلات هطول الأمطار يزيد من مساحات المسطحات المائية الثابتة (المياه غير الجارية)، مما يزيد من قدرة بعض أنواع يرقات البعوض على التطور، بينما قد تؤدي زيادة معدلات الهطول في حالات أخرى إلى التقليل من المغذيات المتوفرة ليرقات البعوض، مما يؤدي إلى التقليل من نموها وتطورها، كما قد تؤدي هذه الزيادة إلى جرف القنوات والحفر التي تنمو فيها بعض أنواع يرقات البعوض.
قد يؤدي نقصان معدلات الهطول إلى زيادة أعداد بعض أنواع البعوض الناقل لفيروس غرب النيل، والذي يحدث نتيجة جفاف الأراضي الرطبة، مما يقلل من التفاعلات الطبيعية الغذائية، وهي العملية التي يتم فيها تناقص أعداد البعوض نتيجة تعرضها للالتهام من قبل الحيوانات الأخرى التي تعيش في هذه الأراضي.
يؤدي الجفاف إلى زيادة حدوث الاتصال بين البعوض والطيور التي تتجمع على مناطق تواجد الماء المتوفرة، مما يزيد من انتشار وتكاثر فيروس غرب النيل، كما أنّه في حالات الجفاف تزيد المواد العضوية الموجودة في المياه الثابتة اللازمة لنمو البعوض، كما تشير الدراسات البيئية إلى زيادة تفشي فيروس غرب النيل في السنوات التي تلي حالات الجفاف.
تأثير الرطوبة على فيروس غرب النيل
تشير بعض التقارير إلى وجود زيادة في أعداد الأشخاص الذين يحضرون إلى المستشفيات نتيجة الإصابة بفيروس غرب النيل مع زيادة الرطوبة النسبية، إلا أنّ البيانات المتوفرة حول تأثير الرطوبة على فيروس غرب النيل محدودة، مما يجعل درجة الحرارة مؤشراً أفضل على احتمالية زيادة نسب الإصابة بفيروس غرب النيل.
تأثير الرياح على فيروس غرب النيل
قد تؤدي الرياح إلى زيادة انتشار فيروس غرب النيل عن طريق تأثيرها على البعوض الحامل للفيروس، إذ أنّ الرياح تعتبر أحد الوسائل التي ينتقل بواسطتها بعض أنواع البعوض، حيث أنّ أحد أنواع البعوض يستعمل الرياح للهجرة، كما أنّ العواصف تعتبر أحد آليات انتشار البعوض والفيروسات التي تحملها.
قد تؤثر الرياح أيضاً على هجرة الطيور، حيث أنّ العواصف تؤدي إلى تغيير مواعيد وجهات هجرة الطيور، المضيف الأساسي لفيروس غرب النيل.
بشكل عام، يمكن تلخيص تأثير تغيرات الطقس على فيروس غرب النيل كما يلي:
- فصول الشتاء الأكثر دفئاً، والفصول التي لا يحدث فيها حالات التجمد، وبدء فصول الربيع بشكل أبكر من المعتاد تؤثر على هجرة الطيور، ومقدرة الطيور الصغيرة على النجاة، مما يؤثر أيضاً على تكاثر وانتشار فيروس غرب النيل، حيث أنّ الطيور هي المضيف الطبيعي لهذا الفيروس.
- رتفاع درجات الحرارة، وتغيُّر معدلات الهطول، وزيادة أحداث الطقس الشديدة (مثل العواصف، والجفاف) تؤدي إلى التأثير على أعداد وانتشار البعوض الحامل لفيروس غرب النيل، ونسب تكاثر البعوض والفيروس.
- لا يعتبر البشر حلقة أساسية في عملية انتقال وانتشار فيروس غرب النيل، إلا أنّهم يمكن أن يعانوا من مضاعفات خطيرة جراء الإصابة بهذا الفيروس. قد تؤدي تغيرات الطقس إلى التأثير على مدى إصابة البشر بفيروس غرب النيل، حيث أنّ التغيرات السلوكية المتزامنة مع تغيرات الطقس قد تؤدي إلى زيادة تعرض البشر إلى البعوض الحامل لفيروس غرب النيل وزيادة حالات الإصابة به، لذلك يوصى باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب البعوض، مثل استعمال طاردات الحشرات، وارتداء الملابس الطويلة، وغيرها.
اقرأ أيضاً: البعوض.. هل يعشق قرص بعض الناس دون غيرهم؟
يعتمد مدى تأثير تغيرات الطقس على انتشار فيروس غرب النيل على بعض العوامل، حيث تختلف هذه التأثيرات باختلاف المناطق، وعلى مدى حدة تغيرات الطقس الحاصلة في تلك المناطق، والتي تكون في أغلب الحالات ناتجة عن الاحتباس الحراري الذي يعاني منه كوكبنا.