يفضل البعض الجو الحار ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف للقيام بالأنشطة المتنوعة، ولكن يمكن لهذه الحرارة المرتفعة أن يكون لها تأثير سيء على صحة جسم الإنسان. تشكل الحرارة التي تكون أعلى من معدلاتها خطورة على الأشخاص خصوصاً إذا كانت مصحوبة بارتفاع في الرطوبة. خلال هذا الطقس، قد يصعب على الجسم التكيف مع الحرارة لأن ارتفاع حرارة الجسم يكون أسرع من قدرة الجسم على التخلص من الحرارة.
كلما زادت درجات الحرارة، تزداد حدوث الإصابات المتعلقة بالحر مثل مغص الحر (بالإنجليزية: Heat Cramps)، وإغماء الحرارة (بالإنجليزية: Heat Syncope)، والإنهاك الحراري (بالإنجليزية: Heat Exhaustion)، وضربة الشمس.
يمكن الوقاية من إصابات الشمس من خلال بعض الإجراءات، ومع ذلك، تتسبب الحرارة بحدوث 688 وفاة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى 3,300 دخول إلى غرفة الطوارئ. وقد تبين أن 28% من الأشخاص الذين شُخصوا بالإصابة بضربات الشمس في غرفة الطوارئ قد توفوا خلال السنة التالية، أما آخرين فقد خسروا وظيفة أحد الأعضاء في أجسامهم.
فسيولوجية استجابة الجسم للحر
تنتج ضربة الشمس بعد التعرض الطويل لأشعة الشمس وفي الغالب يصاحب ذلك الانقطاع عن شرب الماء خلال هذه المدة مما يسبب الجفاف وحدوث خلل في النظام المسؤول عن التحكم بحرارة الجسم.يتعامل الجسم مع درجات الحرارة المرتفعة من خلال عملية التعرق. إذا تعرض الجسم للحرارة لفترة طويلة، وكانت نسبة الرطوبة 60 ٪ أو أكثر، يتعذر تبخر العرق عن جسم الإنسان، مما يعوق قدرة الجسم على التعرق وتبريد نفسه، فلا يستطيع التكيف مع الحرارة العالية، عندها تبدأ أعراض الإنهاك الحراري بالظهور. بعد ذلك تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع ويتأثر الدماغ بذلك مسبباً حدوث أعراض ضربة الشمس.
إذا زاد مؤشر الحرارة (وهو مؤشر يجمع بين درجة الحرارة والرطوبة النسبية) عن 90 درجة عندها يكون الشخص في خطر، مع العلم أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يزيد من مؤشر الحرارة بمقدار 15 درجة.
الإنهاك الحراري وضربة الشمس
تشمل مضاعفات الإنهاك الحراري الشعور بالدوخة، والصداع، والإغماء. يمكن علاج ذلك من خلال الراحة، والانتقال إلى بيئة باردة، وشرب كميات كافية من الماء المحتوي على المعادن والعناصر المختلفة لتعويض ما فقده الجسم. قد يتطور الإنهاك الحراري إذا لم يتم معالجته إلى حدوث ضربة شمس.
تعتبر ضربة الشمس نوع من أنواع السكتات الدماغية، وهي حالة طبية طارئة، ومن أشد إصابات الحرارة خطورة، وتستدعي الذهاب إلى الطوارئ وإجراء الإسعافات الأولية فوراً.
ومن أعراض ضربة الشمس حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة سيليسيوس، وأحياناً فقدان الوعي أو الغيبوبة. تتسبب ضربة الشمس بأضرار بالغة على الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وقد تؤدي في النهاية إلى الوفاة. اقرأ أيضاً: ضربة الشمس إحدى مشاكل الصيف الشائعة
أعراض ضربة الشمس
تشمل أعراض ضربة الشمس ما يلي:
- الارتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم (>40 درجة سيليسيوس). اقرأ أيضاً: ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية
- الصداع.
- الدوخة.
- التعرق القليل رغم الحرارة.
- البشرة الحمراء الساخنة والجافة.
- الضعف في العضلات.
- الاستفراغ والغثيان.
- النبض السريع.
- التنفس السريع.
- التغييرات السلوكية وفقدان التركيز.
- التشنجات أو نوبات الصرع.
- الغيبوبة.
الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر بضربات الشمس
يتضمن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس ما يلي:
- كبار السن بعمر أكبر من 65 سنة الذين يعيشون في شقق أو منازل تفتقر إلى تكييف الهواء.
- صغار السن بعمر أقل من 4 سنوات.
- أي شخص ليس لديه إمكانية الوصول إلى أجهزة تكييف الهواء.
- أي شخص لديه أحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والرئة، والكلى، والسمنة، ونقص الوزن، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والأمراض العقلية، وسمات الخلايا المنجلية (بالإنجليزية: Sickle Cell Trait), وإدمان الكحول، وحروق الشمس وأي ظروف تسبب الحمى.
- بعض الرياضيين الشباب.
- بعض الأشخاص الذين يأخذون الأدوية المدرّة للبول (بالإنجليزية: Diuretics) أو أدوية حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers)، أو أدوية مضادات الهستامين (بالإنجليزية: Anti-Histamine)، أو حبوب الحمية (بالإنجليزية: Diet Pills)، أو المهدئات (بالإنجليزية: Sedatives)، أو المنشطات (بالإنجليزية: Stimulants)، أو أدوية مضادات الصرع (بالإنجليزية: Anticonvulsants)، أو أدوية ضغط الدم والقلب مثل مضيقات الأوعية (بالإنجليزية: Vasoconstrictors)، أو أدوية الأمراض النفسية مثل مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) ومضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، أو الأدوية الغير القانونية مثل الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) والميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine).
- أي شخص لا يشرب كمية كافية من الماء.
الإسعافات الأولية الخاصّة بحدوث ضربة الشمس
عند الاشتباه بإصابة أحدهم بضربة الشمس ينصح بما يلي:
- الاتصال برقم الطوارئ الخاص بالبلد (مثلاً 911)، أو أخذ المصاب إلى المستشفى.
- الانتقال بالمصاب إلى مكان أكثر برودة أو إلى الظل وتخفيف الملابس عنه.
- القيام بترطيب بشرة المصاب بالماء.
- القيام بوضع مكعبات الثلج على إبط المصاب، وفخذه، وعنقه، وظهره. لأن هذه المناطق غنية بالأوعية الدموية القريبة من الجلد، ويفيد تبريدها في التقليل من درجة حرارة الجسم. لا يمكن استخدام الثلج إذا كان المصاب أكبر سناً، أو كان طفلاً، أو للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، أو أي شخص تعرض لضربة الشمس ليس أثناء ممارسة الرياضة، لأن القيام بذلك يمكن أن يكون خطيرًا.
- الاتصال بغرفة الطوارئ في المستشفى للحصول على تعليمات إضافية.إذا تأخر قدوم الإسعاف.
اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع ضربة الشمس
الوقاية من ضربات الشمس
تتضمن بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة بضربة الشمس:
- ارتدِاء الملابس الخفيفة، وفاتحة اللون، والفضفاضة، بالإضافة إلى قبعة واسعة الحواف.
- استخدم واقي الشمس مع عامل حماية من الشمس (SPF) يبلغ 30 أو أكثر.
- شرب سوائل إضافية لمنع الجفاف، يوصى عمومًا بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء، أو العصائر يوميًا. السوائل الرياضية ممكن أن تكون مفيدة خلال موجات الحر أيضاً. يجب استشارة الطبيب قبل زيادة تناول السوائل إذا كان المصاب يعاني من الصرع، أو أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، أو لدى المصاب مشكلة احتباس السوائل.
- اتخاذ احتياطات إضافية عند أداء التمارين الرياضية أو العمل في الهواء الطلق. ينصح بشرب السوائل قبل التمرين بساعتين، وأثناء التمرين، وبعد التمرين حتى لو كان الشخص لا يشعر بالعطش.
- إعادة جدولة أو إلغاء النشاطات الخارجية وتحويل موعدها إلى الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.
- مراقبة لون البول، إذا كان البول داكناً، فذلك علامة من علامات الجفاف ويجب التأكد من شرب كمية كافية من السوائل للحفاظ على لون البول فاتحاً.
- قياس الوزن قبل وبعد النشاط البدني؛ يمكن أن تساعد مراقبة فقدان الماء المفقود على تحديد كمية السوائل التي يحتاجها الجسم للشرب.
- تجنب السوائل التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، لأن شربها يجعل الجسم يفقد المزيد من السوائل.
- إغلاق الستائر خلال الفترة الأكثر حرارة من اليوم وفتح النوافذ ليلاً.