البروبيوتيك هي بكتيريا وفطريات نافعة أو مساعدة، تكون هذه البكتيريا موجودة عادة في الجسم وتساعده على التخلص من البكتيريا السيئة وأثارها مما يشكل توازناً داخل الجسم، وتتواجد البكتيريا النافعة في أجزاء عدة من جسم الإنسان، وعادة ما يستخدمها الأطباء عادة لعلاج أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي، وقد بدأوا حديثاً استخدامها في علاج أمراض أخرى من ضمنها أمراض اللثة والفم، حيث أظهرت الدراسات نتائج واعدة وإيجابية للبروبيوتيك على صحة الفم والأسنان واللثة.
أمراض الفم التي قد تعالجها البروبيوتيك
قد تستطيع البروبيتوتيك الحفاظ على صحة الفم من خلال التخفيف من أعراض أمراص الفم التالية والوقاية منها:
- أمراض اللثة والتهاباتها: وهو انتفاخ اللثة واحمرارها وقد يؤدي إلى حدوث نزيف أحيانا خاصة عند استخدام فرشاة الأسنان، وقد تتطور الحالة إلى التهاب بالأسنان وسقوطها إذا لم تعالج، وهي ناتجة عن التهابات بكتيرية أو أثار جانبية لبعض الأدوية وخاصة الكيميائية. وقد لاحظ بعض الباحثين نتائج إيجابية في التخفيف من أعراض التهاب اللثة عند استخدام البروبيوتيك مدة أسبوعين.
- تسوس الأسنان:أثبتت دراسات أن استخدام البروبيوتيك أدى إلى تقليل الإصابة بتسوس الأسنان.
- رائحة الفم الكريهة: الرائحة الكريهة في الفم لها عدة أسباب من أهمها البكتيريا الضارة في الفم والجهاز الهضمي، والارتداد المريئي، وأمراض المريء الأخرى، ومن الممكن أن تساهم البروبيوتيك بحسب بعض الدراسات في تخفيف الرائحة السيئ، وفي الواقع بدأ استخدامها في صناعة بعض منتجات غسول الفم حيث أن استخدام هذه المستحضرات المحتوية على البروبيوتيك أدى إلى تقليل رائحة الفم الكريهة.
- سرطانات الفم: هناك دراسات واعدة وجدت أن استخدام البروبيوتيك قد يقي الإنسان من سرطانات الفم المختلفة.
اقرأ أيضاً: ازالة رائحة الفم الكريهة طبيعيا
آلية عمل البروبيوتيك في الحفاظ على صحة الفم
يوجد في الفم عادة نوعين من البكتيريا؛ البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة، حيث تقوم النافعة بتثبيط عمل الضارة وبهذا يحدث نوع من التوازن داخل الفم فلا تشكلان خطراً على صحة الأسنان واللثة، لكن زيادة البكتيريا الضارة أو نقصان النافعة أو تثبيط عملها نتيجة تناول المضادات الحيوية، قد يؤدي إلى حدوث الالتهابات والأمراض الفموية التي قد تصل إلى التهابات اللثة والأسنان، مما يزيد من حساسية الأسنان وقد يؤدي إلى سقوطها أو تسوسها.
وهنا يمكن تناول البروبيوتيك لإعادة خلق التوازن داخل الفم والجهاز الهضمي من خلال البكتيريا النافعة إلى جسم الإنسان مرة أخرى، حيث ينصح بالبدء باستخدامها في اليوم الثاني من استعمال المضادات الحيوية، كما لا ينصح باستخدامها لفترة طويلة بشكل مستمر إذ تفقد فائدتها.
كيفية استخدام البروبيوتيك للحفاظ على صحة الفم
في الواقع اختلفت الآراء حول عدد مرات الاستخدام، ويمكننا القول أنها تتراوح ما بين مرة إلى أربع مرات يومياً، ويكون البروبيوتيك المخصص لصحة الفم واللثة على شكل أقراص قابلة للمضغ أو علكة، ولا ينصح باستخدامها لمدة طويلة.
هل يوجد آثار جانبية لاستخدام البروبيوتيك؟
لا ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة باستخدام البروبيوتيك؛ حيث قد يؤدي استخدامها إلى حدوث التهابات لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض؛ مثل مرض نقص المناعة المكتسبة، كذلك لا ينصح باستخدامه من قبل الأطفال والحوامل وكبار السن دون استشارة الطبيب المختص، كذلك لا ينصح باستعمالها من الأشخاص الذين يعانون من أمراض متعلقة بالصمامات القلبية، أو حساسية من الخميرة (بالإنجليزية: yeast allergy)، كذلك قد تسبب التهابات وتسمم في الدم لدى استخدامها من قبل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأمعاء القصيرة أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) أو الذين يعانون من انسدادات معوية تحتاج إلى تدخل جراحي.
جدير بالذكر أنه حتى اللحظة لم تجز هيئة الدواء والغذاء الأمريكية استخدام البروبيوتيك كدواء، وأن مستحضرات البروبيوتيك ما زالت تصنع وتباع على أنها مكملات غذائية ولا تحتاج إلى وصفة طبية، لكن لا ينصح باستخدامها دون استشارة الطبيب وتحت إرشاداته فيما يتعلق بالجرعة، وعدد مرات الاستخدام اليومية، و مدة الاستخدام، ونوع البكتيريا.
يعتبر استخدام البروبيوتيك لعلاج أمراض الفم واللثة والوقاية منها واعداً لكن لا يمكن الجزم مطلقاً بفائدتها، ولذلك يجب دائماً استشارة الطبيب حول استخدامها من عدمه ومدة الاستخدام وكيفيته.
للمزيد: علاقة صحة الاسنان واللثة بأمراض القلب
المصادر الغذائية للحصول على البروبيوتيك
يمكن للإنسان الحصول على البكتيريا والفطريات النافعة الموجودة في مكملات البروبيوتيك من خلال تناول بعض الأغذية أيضاً، ومن وأهما:
- اللبن والحليب المدعم والأجبان المدعمة بالبروبيوتيك، هناك بعض المصانع والشركات التي تقوم بتدعيم منتجاتها بهذه البكتيريا النافعة.
- المخللات غير المبسترة بأنواعها؛ وخاصة مخلل الملفوف، حيث تؤدي عملية البسترة إلى قتل هذه البكتيريا النافعة.
- حساء الميسو (بالانجليزية: miso soup): وهي وجبة يابانية شهيرة تقدم على الإفطار تتكون بشكل رئيسي من عجينة فول الصويا المخمرة.
- الكفير: (بالانجليزية: Kefir) يعد حليب الكفير مصدر غني بالبكتيريا والفطريات النافعة.
- خبز سوورد ( بالانجليزية: Sourdough Bread)، وهو نوع من الخبز المخمر الذي تشتهر به مدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن هناك مجموعة من الأغذية التي تساعد البكتيريا النافعة في الجسم على أداء وظائفها ومنها:
- الموز.
- الثوم.
- البصل.
- العسل.
- جذور الهندباء.
اقرأ أيضاً: أمراض اللثة والأنسجة الداعمة وكيفية علاجها