غالباً ما يتجاهل البعض تناول وجبة الإفطار متحججاً بأنه قد استيقظ متأخراً، ولا يملك الوقت الكافي لإعداد الطعام، أو بأن شهيته تكون قليلة فترة الصباح، فيلجؤون لشرب بعض المشروبات كالقهوة وغيرها، ولكن لإهمال وجبة الإفطار العديد من المضار على جسم الإنسان، وخصوصاً الأطفال الذين يرتادون المدرسة ويحتاجون مختلف العناصر الغذائية للتركيز، وتحقيق أكبر استفادة من الدوس، فلوجبة الإفطار العديد من الفوائد الصحية كإعطاء الجسم الطاقة لكامل اليوم.
أهمية وجبة الفطور
تتميّز وجبة الفطور بأنّها من أهم الوجبات الأساسية التي يتناولها الأطفال والراشدين، على حدٍ سواء لما لها من فوائد صحية كثيرة، وهي:
- إمداد الجسم بالطاقة
فهي بمثابة الوقود اللازم لممارسة النشاط سواء البدني أو العقلي، وتكتسب وجبة الإفطار أهمية خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين، إذ إنهم يمرون بمرحلة النمو على المستويين الجسدي والإدراكي.
- التحكم في الوزن وتجنب الشعور بالجوع الشديد
فهي المصدر الوحيد الذي يؤمّن للدماغ حاجته من السكر، والنشويات المركّبة بطيئة الامتصاص ما يمدّ طفلك بالطاقة طيلة النهار ويساعده في نشاطاته الجسدية وفروضه المدرسية، كما لها دور في تطوير القدرات التعليمية والأداء الذهني عند الأطفال.
وقد تعدّدت الدراسات في هذا الموضوع، حيث أكدت دراسة طبية تشيكية على أهمية تناول الأطفال وجبة الفطور بانتظام، فقد وجدت أن ذلك يجعلهم أكثر قدرة على التركيز في المدرسة، إضافة إلى أنه يقوي تماسك الأسرة اجتماعياً، خاصة عندما يتحدث أفراد الأسرة أثناء تناولهم الفطور حول المهام المطلوبة من كل واحد منهم.
- تحسين التحصيل العلمي
فقد أظهرت الدراسات؛ أن التحصيل العلمي للأطفال الذين يتناولون وجبة الفطور أفضل بكثير من الذين لا يتناولون وجبة الفطور.
اقرأ أيضاً: أساسيات تحضير علبة طعام صحية لأطفال المدارس
على ماذا يجب أن تحتوي وجبة الفطور؟
لتكون وجبة الفطور صحية، يجب أن تحتوي على العديد من العاناصر الغذائية المفيدة. نذكر أهمها فيما يلي.
النشويات
يتميّز الفطور بأنّه وجبة غنية بالنشويات المركّبة وبطيئة الامتصاص، لإمداد جسم طفلك بالطاقة لمزاولة نشاطه الحركي والذهني في المدرسة وطيلة فترة النهار، ويفضل اختيار أنواع مفيدة من النشويات كالخبز العربي، والتوست، ويفضل اختيار الخبز الأسمر، أو خبز الشوفان وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الأليافالتي تساهم بالشعور بالشبع.
الخضروات
من المهم تشجيع الطفل على تناول الخضروات، فمعظم الأطفال يحتاجون 3 حصص من الخضار يومياً لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف، والماء، والفيتامينات كما أنها تعطي شعور بالشبع عند الطفل، ويمكن تخصيص حصة واحدة من هذه الحصص لوضعها في حقيبة الطعام، فميكن وضع الخيار، والخس، والفلفل الحلو، والجزر ويمكن تقطيعها إلى قطع صغيرة لكي يتشجع الطفل على تناولها بسهولة.
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الفواكه
يجب تعليم الطفل تناول الفواكه بجانب وجبة الفطور، إذ يحتاج إلى حصتين من الفواكه لما تحتويه من فيتامينات ضرورية لبناء الجسم، ويمكن أن تقدم الأم للطفل حبة تفاح، أو إيجاص، أو نصف حبة رمان متوسطة الحجم، بالإضافة إلى الفواكه المجففة.
الألبان
من المهم إدخال حليب خالي الدسم، أو مشتقاته كالألبان، والأجبان، واللبنة إلى وجبة الفطور، كما من المفضل تشجيع الطفل على تناول الفول أو الحمص.
اقرأ أيضاً: 8 نصائح صحية في موسم العودة إلى المدرسة
الدهون
يجب اختيار الدهون المفيدة والتي تعود بالنفع على صحة الطفل، كزيت الزيتون، والزيتون، والمكسرات، وبزر الكتان.
ما هي الأطعمة غير المرغوب في تناولها أثناء وجبة الفطور؟
- المارتاديلا أو لحم اللانشون، وذلك لاحتواءها على نسبة عالية من الدهون والأملاح التي من شأنها أن تسبب أضرار لجسم الطفل.
- عصائر مصنعة تحتوي على كميات كبيرة من السكر، فمن الصحيّ هذه العصائر بالحليب، أو كوكتيل الفواكه، أو المشروبات الساخنة، كما يجب أن يتعلم الطفل شرب الماء يومياً.
- المشروبات الغازية، لما تحتويه على نسبة عالية من الكافيين الذي يتسبب في إدرار الكالسيوم في البول مؤدياً إلى الإصابة بهشاشة العظام.
- الشيبس، والسكاكر، والحلويات المصنعة، والدونات، والشوكولاتة فهذه الأطعمة تعتبر من الأغذية المضرة جداً بصحة الطفل، لاحتوائها على نسبة عالية من السكر، والدهون، والأملاح، والسعرات الحرارية التي لا تعود بأي فائدة غذائية للطفل، لذلك من المفضل أن يتم استبدالها بالبوشار، أو الذرة، أو الخبز المحمص بنكهة البابريكا، أو الشوكولاتة الداكنة.
بعض النصائح لتشجيع الطفل على تناول وجبة الفطور
- يلعب الأهل دوراً في تشجيع وترغيب أطفالهم في تناول وجبة الفطور، حيث لا يجب أن يترك الأمر لهم لأن الأطفال لا يحبذون الأكل بعد الاستيقاظ مباشرة.
- كما من المفضل أن تكون وجبة الفطور في أوقات محددة، وأن يخصص لها وقت كاف،
- ولا يجب إجبار الأطفال على الإسراع في تناول الطعام بحجة الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد، لأن ذلك سيعيق الطفل من الحصول على المكونات والعناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها في الدراسة.
- بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري أن يتناول الأهل أو أحد الأبوين على الأقل الفطور مع أطفالهم، وأن يتحدثوا خلال الوجبة عن مشاريعهم اليومية، وكذلك محاولة فهم ما يعانيه أطفالهم من مشاكل في فترة الدراسة ومساعدتهم على حلها، فهذه هي الطريقة المثلى في جعل الأطفال يتشوقون لوجبة الفطور ويشعرون خلالها بالأمان. فالأطفال من أهم الفئات العمرية التي يجب التركيز عليها لتناول وجبة الفطور خاصة أنها تزيد من القدرة على التعلم والعمل، حيث أنها تزيد من الانتباه، والإنتاجية، والتعلم، والذاكرة.