يهدف علاج جفاف العين إلى الحفاظ على رطوبة العينين، ولتحقيق ذلك فإنه لا بد من اختيار النهج العلاجي المناسب بالاعتماد على السبب الأساسي للجفاف.

يوجد العديد من الخيارات المتاحة لعلاج جفاف العين، منها استخدام بعض قطرات العين التي لا تحتاج وصفة طبية، ومنها ما يشتمل على وصف بعض الأدوية الموضعية أو الفموية التي تحتاج وصفة طبية، ومنها ما قد يتطلب القيام بإجراء طبي موضعي جراحي أو غير جراحي.

يتناول هذا المقال طرق علاج جفاف العين المختلفة.

خيارات علاج جفاف العين

في بعض الحالات، قد يكون جفاف العين ناتجاً عن وجود حالة صحية كامنة أو نتيجة تناول بعض الأدوية، لذا يحتاج المريض أولاً إلى علاج المسبب أو استشارة الطبيب حول تناول دواء بديل لا يسبب جفاف العين كأثر جانبي.

لكن، في الحالات الأخرى، فإن الخيارات العلاجية تقوم على أحد طرق الحفاظ على ترطيب العينين التالية:

  • الاستفادة القصوى من الدموع الطبيعية.
  • تقليل تصريف أو تبخر الدموع.
  • استخدام الدموع الاصطناعية.

يمكن أن يتم اتباع واحد أو أكثر من الأساليب العلاجية، وفيما يلي توضيح أبرز خيارات علاج جفاف العين:

قطرات ترطيب العين بدون وصفة طبية

تتوفر بعض قطرات العين بدون وصفة طبية، وتعمل كبديل عن الدموع، وهناك نوعين منها، وهما:

  • قطرات ترطيب العين بدون مواد حافظة، ويمكن استخدامها كلمات استدعت الحاجة، وذلك لعدم احتوائها على مواد حافظة قد تسبب تهيج العين وحساسيتها.
  • قطرات ترطيب العين تحتوي على مواد حافظة، وغالباً ما يكون عدد المرات الأقصى لاستخدمها يومياً أربع مرات فقط.

تساعد قطرات الدموع الاصطناعية على ترطيب العين في حالات جفاف العين الخفيفة والمتوسطة، ويمكن أن يقي استخدمها قبل القيام ببعض الأنشطة، مثل استخدام الحاسوب من تفاقم أعراض جفاف العين.

أيضاً، يتوفر أشكال صيدلانية أخرى لترطيب العين، مثل المرهم، والكريم، والجل، والتي يوصى عادةً باستخدامها ليلاً قبل النوم مباشرة، إذ تسبب قليلاً من تشوش أو ضبابية الرؤية.

للمزيد: قطرة مرطبة للعين

قطرات العين بوصفة طبية

يمكن أن يتطلب علاج جفاف العين استخدام بعض قطرات العين التي تحتوي على مواد فعالة تتطلب وصفة طبية، مثل:

  • قطرات عين تحتوي على المادة الفعالة السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، وهو دواء مثبط للمناعة يستخدم في حالات علاج جفاف العين المزمن على وجه الخصوص، يقلل من التهاب سطح العين أو القرنية ويعمل على زيادة إنتاج الدموع. لكن يجب تجنب استخدامه في حال وجود عدوى في العين أو في حال وجود تاريخ بالإصابة بعدوى الهربس في العين.
  • قطرات عين تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو الستيرويدات القشرية، حيث تساعد في تقليل التهاب العين أو الجفن وتخفيف أعراض جفاف العين الشديد. تستخدم هذه القطرات لفترات قصيرة نسبياً.
  • مرهم أو قطرات عين تحتوي على مضادات حيوية، حيث بالإضافة إلى أهمية علاج الالتهاب المسبب للجفاف في بعض الحالات، فإن بعض المضادات الحيوية تعمل على تحفيز إنتاج الدهون في الغدد حول العين، الأمر الذي يعزز من فعالية علاج جفاف العين. أحياناً، قد يتم اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم، مثل التتراسيكلين(بالإنجليزية: Tetracycline).
  • الأدوية الكولينية (بالإنجليزية: Cholinergic Drugs)، مثل بيلوكاربين وسيفيميلين، حيث تعمل على زيادة إنتاج الدموع، وتتوفر على شكل قطرات للعيون أو جل أو حبوب فموية. لكن ليس من الشائع استخدامها بسبب آثارها الجانبية.
  • قطرات مصل الدم الذاتية، وهي قطرات للعين تصنع من مصل الدم والبلازما الخاصة بالشخص، حيث يتم معالجة وخلطه بمحلول ملحي معقم، ويتم اللجوء إلى هذه القطرات لعلاج جفاف العين الشديد الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى.

وضع حشوات في العين

تتوفر بعض الأدوية على شكل حبات أرز شفافة صغيرة يمكن إدخالها ووضعها بين الجفن السفلي ومقلة العين، تعمل كقطرات الدموع الاصطناعية، ولكنها تذوب ببطء في العين لتوفر ترطيباً اصطناعياً على مدار اليوم.

تحتوي حشوات العين هذه غالباً على مادة هيدروكسي بروبيل السيليلوز (بالإنجليزية: Hydroxypropyl cellulose).

إغلاق القنوات الدمعية

يمكن أن يلجأ الطبيب في بعض حالات علاج جفاف العين المزمن إلى سد القنوات الدمعية بشكل جزئي أو كلي، وذلك بهدف الاحتفاظ بالدموع في العين لفترة أطول قبل أن تتبخر.

غالباً ما يتم استخدام سدادات دمعية مصنوعة من السيليكون وقابلة للإزالة. ويتم هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي. لكن يجدر الإشارة إلى أن استخدام السدادات الدمعية قد يؤدي إلى التهاب العين أو تفاقمه، ولهذا فإن استخدامها يكون بعد تقييم الطبيب للفوائد مقابل الآثار الجانبية المحتملة.

اقرأ أيضاً: أسباب جفاف العين

التدخل الجراحي

هناك إجراءات جراحية مختلفة قد يتم اللجوء لها لعلاج جفاف العين الشديد أو المزمن، ومن هذه الإجراءات:

  • علاج مشاكل عدم إطباق الجفن، وذلك من قبل أخصائي في جراحة تجميل العين، حيث أن عدم إطباق الجفون بشكل كامل وصحيح يسبب تبخر الدموع بسرعة كبيرة.
  • تقليص أنسجة منطقة تصريف الدموع، وذلك عن طريق الكي الحراري.
  • زرع الغدد اللعابية في جانب العين، حيث يتم استئصال بعض الغدد اللعابية من الشفة السفلية وزرعها في جانب العين بحيث يصبح اللعاب بديلاً عن الدموع. ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء الجراحي في الحالات الشديدة جداً من جفاف العين والتي لا تستجيب لأي من العلاجات الأخرى.

إجراءات طبية أخرى

يمكن أن يتطلب علاج جفاف العين غير المستجيب لقطرات العيون والأدوية المختلفة إلى إجراءات طبية معينة، مثل:

  • العلاج بالضوء النبضي الحراري: تستخدم هذه التقنية في حالات وجود خلل وظيفي أو انسداد في غدد الميبوميان الدهنية في العين، حيث يتم استخدام الحرارة والضغط النبضي لتليين وتسييل المادة المتصلبة الشبيهة بالزيت المتحجر وفتح الغدد المسدودة. يساعد فتح غدد الميبوميان المسدودة على عودة إنتاجها للزيوت الصحية في العين، حيث تعمل هذه الزيوت على منع وتأخير تبخر الدموع.
  • العدسات اللاصقة الصلبة العلاجية: تتوفر عدسات لاصقة خاصة تساعد على حبس الرطوبة في العين، وقد يتم اللجوء إليها لعلاج جفاف العين الشديد.