انتشر في الآونة الأخيرة تعاطي المخدرات لا سيما بين المراهقين والشباب لذا أصبحت التوعية بطرق الوقاية من المخدرات ومخاطرها أمرًا ضروريًا لتجنب الوقوع في براثن الإدمان وما يعقبه من مخاطر صحية تضر بالفرد، والأسرة، بل والمجتمع بأسره، فالوقاية خير من العلاج. [1]
يتناول هذا المقال كيفية الوقاية من المخدرات، ودور الآباء في حماية أبنائهم وتوعيتهم بأضرار المخدرات ومخاطرها.
طرق الوقاية من المخدرات
تتعدد الأسباب وعوامل الخطر التي قد تدفع الشخص إلى تعاطي المخدرات، فمنها الاضطرابات النفسية، والضغوط الحياتية، وربما يكون الفضول هو الدافع، وغير ذلك، ويعد تجنب هذه العوامل قدر المستطاع واتباع النصائح التالية أفضل طريقة للوقاية من المخدرات. [2]
نذكر فيما يلي طرق الوقاية من تعاطي المخدرات:
زيادة الوعي بمخاطر المخدرات
تعد أول خطوة في الوقاية من المخدرات هي الإطلاع والتثقيف عن الآثار السلبية للمخدرات ومخاطر إدمانها على الصحة النفسية والجسدية وعلى سلوك الفرد وعلاقته بأسرته والمجتمع. [3]
كذلك يعد دور الأسرة والمدرسة هامًا في توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر تعاطي المخدرات في سن مبكرة؛ لتجنب الوقوع في فخالإدمان مع انتشار المخدرات بين هذه الفئة وسهولة الحصول عليها نسبيًا. [4]
اقرأ أيضًا: أنواع المخدرات وتأثيرها
تعلم طرق صحية للتعامل مع الضغوط النفسية
تشمل طرق الوقاية من المخدرات تعلم الفرد أساليب ومهارات صحية للترويح عن نفسه والتخفيف من الضغوط النفسية وأعباء الحياة، إذ أن الشباب قد يلجأون لتعاطي المخدرات لاعتقادهم بأنها وسيلة تساعدهم على نسيان مشاكلهم والشعور بالراحة المؤقتة، فما يلبثوا أن يقعوا في دائرة الإدمان التي تزيد الأمر سوءًا بمرور الوقت. [2]
يمكن اتباع بعض الطرق الصحية للتخفيف من الضغط النفسي، والقلق، وكذلك الاكتئاب، مثل: [2]
- المشي أو الجري في الهواء الطلق.
- التحدث مع الأصدقاء المقربين أو استشارة معالج نفسي.
- ممارسة الهوايات المفضلة من الكتابة، أو الرسم، أو العزف.
- الفضفضة والترويح عن النفس بكتابة ما يجول في الخاطر والتعبير عن المشاعر.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق.
- الصلاة وأداء العبادات.
الحفاظ على حياة صحية
يعد الحفاظ على حياة صحية من سبل الوقاية من تعاطي المخدرات، فأحداث الحياة المرهقة تؤثر على الصحة البدنية والنفسية، ولكن يساهم الاعتناء بالنفس في تخفيف هذه الأعباء، مثل: [2]
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تخصيص وقت للاسترخاء.
اقرأ أيضًا: أسباب تعاطي المخدرات والإدمان
علاج الاضطرابات النفسية
يساهم علاج الاضطرابات النفسية في الوقاية من المخدرات، حيث أن الأمراض النفسية، مثل القلقوالاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة قد تزيد من خطر تعاطي المخدرات أو شرب الكحول في محاولة للتخفيف من أعراضها، ولكن على العكس فهي تزيد الأعراض سوءًا، بل وتعرض المريض للمزيد من المخاطر الصحية. لذلك ينبغي الحرص على مراجعة الطبيب في حالة الإصابة بأي اضطراب نفسي، إذ يتيح العلاج تعلم أساليب للتغلب على الأعراض بطريقة صحية، وهو ما يساهم في تحسين جودة الحياة والوقاية من إدمان المخدرات. [5]
شغل أوقات الفراغ
يعد الحرص على شغل أوقات الفراغ بأنشطة مفيدة لا سيما لدى المراهقين والشباب في التغلب على الملل الذي يولد الرغبة في البحث عن شيء جديد لإلهاء النفس، وهو ما قد يوقعهم في قبضة الإدمان.
يفيد قضاء أوقات الفراغ في ممارسة هواية محببة، أو المشاركة في الأعمال التطوعية، أو النشاطات الاجتماعية الهادفة، في التغلب على الشعور بالإحباط والملل وهو أحد طرق الوقاية من إدمان المخدرات. [2]
اقرأ أيضًا: تأثير المخدرات على الجهاز العصبي
الحرص على التواصل مع الأهل والأصدقاء
تحتاج النفس البشرية بطبيعتها إلى التواصل مع الآخرين، ويعد إقامة علاقات صحية جزءًا هامًا للحفاظ على الصحة النفسية والوقاية من المخدرات، فدعم الأهل والأصدقاء لا يقتصر على أوقات الأزمات، بل إن التواصل المستمر معهم يمنح شعورًا بالراحة ويخفف الأعباء. [2]
الابتعاد عن أصدقاء السوء والمدمنين
إن اختيار أصدقاء صالحين والابتعاد عن رفقاء السوء أحد أهم طرق الوقاية من خطر المخدرات، فكما يقال الصاحب ساحب، فرفقاء السوء ومن يتعاطون المخدرات يدفعون من حولهم لتجربتها وربما يمارسون أساليب ضغط على الفرد للوقوع في دوامة التعاطي والإدمان مثلهم. [5]
يوصى باتباع النصائح التالية خاصة المراهقين والشباب لمقاومة ضغوط رفقاء السوء: [6]
- اختيار أصدقاء أسوياء لا يسعون إلى أفكار التعاطي والإدمان؛ مما يمنح الدعم للفرد.
- التعود على الرفض عند التعرض لأي ضغط أو محاولات إلحاح للانخراط في سلوكيات خاطئة، أو اختلاق الأعذار والانسحاب.
- التصرف بإيجابية من خلال توعية المتعاطين بأضرار المخدرات ومخاطرها على الصحة ومساعدتهم للخضوع للعلاج.
- طلب المساعدة من الأهل أو المختصين عند عدم استطاعة الشخص مجابهة الضغوط من حوله.
اقرأ أيضًا: طرق علاج الإدمان على المخدرات
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان
تعد الأسرة أحد ركائز الوقاية من المخدرات، ويشمل دور الآباء لحماية أبنائهم من الوقوع في براثن الإدمان ما يلي: [7] [8]
- توعية الأبناء منذ الصغر بمخاطر المخدرات.
- إعطاء تعليمات واضحة بعدم تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
- توفير جو أسري هادئ ومصادقة الأبناء، وعدم إهمالهم أو الإساءة إليهم.
- الاستماع للطفل وإتاحة الفرصة له للتعبير عن مشاعره وأفكاره.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتشجيعه دائمًا.
- مراقبة الطفل أو المراهق باستمرار لملاحظة أي علامة من علامات تعاطي المخدرات.
- التعرف على أصدقائهم ومراقبة تصرفاتهم، وتحديد وقت معين الأصدقاء.
للمزيد: وقاية المراهقين من الإدمان
نصيحة الطبي
تعد المخدرات آفة عصرنا الحديث فهي تفتك بالفرد بتأثيراتها الخطيرة على الصحة النفسية والبدنية وعلى سلوكياته؛ لذا فإن اتباع طرق الوقاية من المخدرات أفضل وسيلة لتجنب الوقوع في فخ التعاطي والإدمان.