يعد تعاطي المخدرات من أخطر الآفات التي نعاني منها في عصرنا الحالي فقد انتشرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، وأثرت على صحة الفرد النفسية والبدنية وغيّرت من طريقة تفكيره وسلوكياته، ولم تقتصر أضرار المخدرات على الفرد، بل امتدت لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي، والعنف، والجريمة. [1] [2]
تعرف في هذا المقال على أضرار تعاطي المخدرات وإدمانها على الفرد، والأسرة، والمجتمع.
أضرار المخدرات النفسية
يؤدي تعاطي المخدرات إلى حدوث تغيرات في كيمياء المخ وهو ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للفرد، بل ويغير طريقة تفكيره. [1]
تشمل أضرار المخدرات النفسية الإصابة بالعديد من المشاكل والاضطرابات، منها: [1]
- القلق والأرق: قد ينتج عن تعاطي المخدرات اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ ما يؤدي إلى توليد الشعور بالقلق والإصابة بالأرق.
- الاكتئاب: تسبب التغيرات التي تحدث في كيمياء المخ أيضًا الإصابة بالاكتئاب، أو تفاقم أعراض الاكتئاب لدى المصابين به، كما أن تعاطي المخدرات قد يتسبب في الشعور بالذنب والعار.
- تقلبات المزاج: تعزى حدوث التقلبات المزاجية لدى المتعاطي إلى الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات بجانب التغير في كيمياء المخ.
- تغير الشخصية: تتضمن أضرار تعاطي المخدرات على المدى البعيد حدوث تغيرات دائمة في طبيعة شخصية الفرد وتصرفاته، حيث تؤثر الرغبة المستمرة في تعاطي المخدرات، والتغيرات التي تحدث في الدماغ وما يصاحبها من اكتئاب وقلق على طريقة تصرف الشخص في حياته اليومية.
- الذهان: يعد من أضرار المخدرات على العقل الإصابة بأعراض ذهانية، كالهلاوس مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، أو الأوهام وهي الإيمان بمعتقدات وأفكار لا تمت للواقع بصلة.
- الانتحار: قد يؤدي تعاطي المخدرات في نهاية المطاف إلى الانتحار لما يسببه من مشاكل نفسية.
أضرار المخدرات على الجهاز العصبي
يعد المخ والجهاز العصبي أكثر أجهزة الجسم المتضررة من تعاطي المخدرات، فتأثير المخدرات على نظام المكافأة في المخ يتسبب في الرغبة الملحة في تعاطي المخدر؛ مما يؤدي إلى الإدمان. [1] [3]
علاوة على ذلك، تشمل أضرار المخدرات على وظائف المخ ما يلي: [1] [3] [4]
- حدوث مشاكل في الذاكرة، مثل صعوبة تكوين ذكريات جديدة أو استعادة الذكريات القديمة.
- عدم القدرة على التفكير بوضوح.
- ضعف القدرة على التعلم.
- صعوبة الحكم على الأشياء واتخاذ قرارات صائبة.
- تلف خلايا المخ.
- ضمور المخ.
- النوبات.
- السكتة الدماغية.
للمزيد: تأثير المخدرات على الجهاز العصبي
أضرار المخدرات على الجسم
لا تقتصر أضرار إدمان المخدراتعلى مشاكل الصحة النفسية والعصبية فتأثيرها يمتد ليشمل كل عضو من أعضاء الجسم، حيث أنها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة، وربما يصل الأمر إلى الوفاة. [5]
تختلف أضرار المخدرات الصحية من شخص لآخر بناء على نوع المخدر وطريقة تعاطيه، وشدة الإدمان ومدته، وكلك صحة الفرد العامة. [1]
تشمل الأضرار الشائعة للمخدرات على المدى البعيد ما يلي: [1] [5] [6]
- غثيان وقيء.
- إمساك شديد مزمن.
- قلة الشهية وفقدان الوزن.
- الفشل الكلوي، أو تليف الكبد أو فشله.
- ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب، مثل النوبات القلبية أو السكتة القلبية.
- أمراض الرئة.
- الإصابة بالسرطان.
- مشاكل الأوعية الدموية.
- اختلال توازن الهرمونات.
- تسوس الأسنان.
- تلف الجلد.
- الضعف الجنسي والعقم.
- التعرض لحوادث أو إصابات خطيرة.
قد يؤدي تعاطي جرعة زائدة من المخدر أو خلط عدة مواد معًا إلى الغيبوبة وربما الوفاة. [6]
اقرأ أيضًا: أسباب تعاطي المخدرات والإدمان
أضرار المخدرات على الحمل
يشكل تعاطي المخدرات خطرًا جسيمًا على الحمل، حيث تعبر هذه المواد إلى الجنين عن طريق المشيمة؛ مما قد يؤدي إلى العديد من المخاطر الصحية على الطفل. [1]
تشمل أضرار المخدرات على الجنين والطفل بعد ولادته ما يلي: [1] [7]
- العيوب الخلقية.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- تأخر في تطور الطفل.
- نوبات الصرع.
- صعوبة النوم.
كذلك قد يؤدي تعاطي الأم للمخدرات أثناء فترة الحمل إلى ظهور أعراض الانسحاب على الطفل بعد ولادته، وهي حالة يطلق عليها اسممتلازمة الامتناع الوليدي. [1]
اقرأ أيضًا: أنواع المخدرات وتأثيرها
أضرار المخدرات على الفرد
لا تقتصر أضرار المخدرات على الصحة النفسية والبدنية للفرد، بل إنها تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة فتؤثر سلبًا على سلوك الشخص وعلاقته بمن حوله، علاوة على استنزافه ماديًا ومعنويًا وراء إشباع رغبة التعاطي الجامحة. [2]
تشمل مخاطر تعاطي المخدرات والإدمان على الفرد ما يلي: [2] [6]
- العزلة والشعور بالوحدة: يميل المدمن إلى إبعاد المحبين من حوله، فيجد نفسه وحيدًا لا ناصح له؛ مما يزيد من انغماسه في تعاطي المخدرات وتفاقم الشعور بالاكتئاب، ويفتقد الدعم عند الحاجة إليه.
- انخفاض التحصيل الدراسي: تتضمن أضرار المخدرات للأطفال والمراهقين تدني المستوى التعليمي، إذ ينخرط الطفل أو المراهق في تعاطي المخدرات متجاهلًا ما عليه من التزامات، فيتغيب عن المدرسة، ويسيطر عليه السلوك العنيف مع زملائه، وربما يصل الأمر إلى متاجرته بالمخدرات في المدرسة.
- فقدان الوظيفة: يمكن أن يتسبب تعاطي المخدرات في تدني مستوى الشخص في العمل وانخفاض إنتاجيته، وإهمال مظهره وتتغير سلوكياته، وقد يفقد وظيفته.
- المشاكل المالية: عادة ما يوقع الإدمان صاحبه في صعوبات مالية لكثرة إنفاقه على التعاطي، وقد ينتهي به الحال إلى الفقر والتشرد.
- توتر العلاقات الاجتماعية: يعد من أبرز أضرار المخدرات الاجتماعية تدهور علاقة الشخص بمن حوله بسبب تقلباته المزاجية وتغير سلوكياته، حيث يصبح أنانيًَا وعنيفًا لا يأبه بمن حوله ولا يلتزم بمسؤولياته، فالتعاطي أصبح أول اهتماماته وأولوياته، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى خسارة المقربين منه.
- خرق القانون: قد تؤدي حيازة المخدرات إلى تعرض متعاطيها للسجن، علاوة على أن تعاطي المخدرات قد يزيد من العنف وارتكاب الجرائم، وربما يلجأ الشخص إلى ذلك سعيًا وراء الحصول على المال.
أضرار المخدرات على الأسرة
يؤثر تعاطي المخدرات على الأسرة بأكملها من النواحي النفسية، والمادية، والاجتماعية، وتشمل هذه الأضرار ما يلي: [8]
- الإهمال وسوء المعاملة والعنف المنزلي خاصة عند إدمان أحد الآباء على المخدرات.
- الصعوبات المالية والإفلاس والفقر.
- شعور أفراد الأسرة بالخجل أو الإحراج من سلوك المدمن؛ مما يؤدي إلى العزلة وتجنب الأصدقاء.
- فقدان الترابط والاستقرار الأسري.
- زيادة حالات الطلاق والتفكك الأسري.
اقرأ أيضًا: كل ما تود معرفته عن جهاز تحليل المخدرات المنزلي
أضرار المخدرات على المجتمع
إن أضرار المخدرات لا تنحصر في تأثيرها السلبي على صحة الفرد ومحيطه الصغير من أسرته وأصدقائه فحسب، بل تطال المجتمع بأسره في مختلف الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية. [9]
تتضمن أضرار تعاطي المخدرات على المجتمع ما يلي: [9]
- وقوع الحوادث والإصابات وربما الوفاة نتيجة القيادة تحت تأثير المخدر.
- السرقة والتعدي على ممتلكات الآخرين.
- العنف وانتهاك حقوق الآخرين، وربما يصل الأمر إلى الاغتصاب أو القتل.
- زيادة البطالة والتشرد ما يزيد من الأعباء على المجتمع والدولة.
- انتشار الفساد في المجتمع بسبب تجارة المخدرات.
اقرأ ايضًا: وقاية المراهقين من الإدمان
نصيحة الطبي
تتعدد أضرار المخدرات على صحة الفرد النفسية والبدنية، والأسرة والمجتمع بأكمله، لذا يجب علينا زيادة الوعي بمخاطر هذه الآفة وانتشارها بين شباب مجتمعنا، وتوعية المدمنين بأهمية الخضوع للعلاج وإعانتهم على ذلك.