قيادة السيارة بشكل سليم مرحلة مهمة في عملية نقل المريض أو الجريح، فقيادة سيارة الإسعاف بسرعة جنونية وتعريض عدة أشخاص للخطر بسبب هذه السرعة لمجرد توفير بعض الدقائق في نقل المصاب أمر على غاية من الخطورة، وكثيرون من سائقي السيارات يظنون أن السرعة هي الغاية الأكثر أهمية في نقل المصاب وهذا ليس صحيحاً. والصحيح أنمهمة الإسعاف تعطي أحسن النتائج عند تطبيق قواعد السير الواقية والتي تتلخص بهذه الكلمات (استعمل المنطق السليم).
تأهيل سائق سيارة الإسعاف
ليس كل سائق سيارة مؤهلاً لقيادة سيارة الإسعاف حيث يجب أن يحقق شروط سائق سيارة الإسعاف، ولهذا يجب امتحان الشخص جيداً قبل إسناد مهمة قيادة سيارة الإسعاف إليه، كما يجب الإجابة عن الأسئلة التالية بدقة:
- هل حالة السائق الصحية تسمح بهذا العمل؟ ذلك أن الأطباء وعمال الطوارئ يعرفون كم من حادث سير كان سببه عاهة صحية في السائق.
- هل تسمح حالة السائق النفسية بهذا العمل؟ ويجب التوقف عند هذا لسؤال ملياً إذ أن نفسية الإنسان تتغير عند جلوسه خلف مقود السيارة.
- كيف تكون ردود فعل السائق في حالة الطوارئ؟ وهل يعرف ماذا يعمل وكيف يتصرف في اللحظة الحرجة؟
مع أن أفضلية المرور لسيارة الإسعاف دائماً، إلا أن قانون السير يركز على مسؤوليات السائق أيضاً، ويجب أن ننسى الفكرة القديمة القائلة بحصانة سائق الإسعاف عن مخالفات السير وأن في استطاعته أن يصل إلى هدفه دون توقف (أفضلية المرور) ودون أن يقف عند الضوء الأحمر وإشارات التوقف الأخرى، كما في استطاعته أن يتابع خط سيره في الطريق، فكل هذه الامتيازات تساعده للوصول إلى هدفه بسرعة، ولكن يجب عدم إساءة استعمال هذه الامتيازات.
اقرأ أيضاً: سيارة الإسعاف
قيادة سيارة الإسعاف بشكل سليم
قيادة سيارة الإسعاف بشكل سليم تتطلب تدريباً وحكمة في هذا المجال. ومن الضروري أن يلم سائق الإسعاف بخصائص سيارته في التماوج والتوقف، حيث يجب على السائق أن يعرف كيف تتفاعل سيارته مع مقود السيارة ومع الفرامل، كما أن عليه أن يضع يده على المقود باستمرار عند القيادة، وأن يضع حزام الأمان باستمرار، وأن يتأكد من أن مساعده يضع الحزام أيضاً.
وعلى السائق أن ينتبه إلى الأحوال الجوية والأوضاع التي يسير فيها؛ فمن الضروري مثلاً أن يعير إشارات الجليد والأحوال الجوية الأخرى التي قد تشكل خطراً في السير قدراً من اهتمامه. وإذا كان خارجاً من المستشفى وعائداً إليه فيجب أن يراعي السرعة ويضبطها مع الأحوال التي يسير فيها. كما أن عليه أن يتبع الطرق المعهودة، وفي حالات الكوارث يجب تنظيم حركة سيارات الإسعاف على أن تسير هذه السيارات في طرق مخططة سابقاً. أما إذا أدت حركة السير المزدحمة إلى إعاقة سيارة الإسعاف فعلى السائق الاتصال بمركز الاتصال.
على السائق أن يلاحظ حركة السير فمثلاً إذا كان على طريق حددت السرعة القصوى فيها 75 ميلاً بالساعة، وكانت حركة السير بعد حادث ما على هذه الطريق قد تسارعت إلى 70 ميلاً بالساعة فمن المنطق أن يسير بالسرعة القصوى (70 ميلاً بالساعة).
يجب على سيارة الإسعاف السير على الخط الأيسر (الخط السريع) في معظم الأحيان على الطرق متعددة الخطوط، إذ أن هذا الخط يوفر أقل عرقلة لسائق الإسعاف ولحركة السير على الخطوط الأخرى في الطريق، وعلى سائق الإسعاف أن يسوق بحذر وانتباه، وأن لا يعتمد على حدسه في توقع حركات السيارات الأخرى، بل عليه أن يلاحظ الإشارات المرئية فقط، وحتى حينئذ عليه أن يكون على استعداد لاستعمال الفرامل أو أي حركة أخرى تنقذ الموقف إذا كان قد فهم الإشارة فهماً خاطئاً.
اقرأ أيضاً: مبادئ الإسعاف الأولي
اختيار أفضلية المرور
قليل من حالات الطوارئ تستدعي نقلاً سريعاً، وفي هذه الحالات يمكن استعمال امتياز أفضلية المرور، وتختلف أنظمة المرور بين كل بلد وآخر فبعضها يسمح بمرور سيارة الإسعاف عن الضوء الأحمر بعد أن تكون قد توقفت، والبعض الآخر يسمح لها بالمرور دونما توقف، وهذه ممارسة خطرة جداً.
استعمال زمور الإسعاف
في بعض الأماكن تمر سيارات الإسعاف في الأماكن المدنية وفي الأماكن التي يوجد فيها شرطة سير، يساعد زمور الإسعاف في تنبيهه عند تقاطع الطرق لإعطاء أفضل طريق لسيارة الإسعاف، كما أن استعمال اللاسلكي لتنبيه رجال الشرطة عند تقاطع الطرق لفتح ممر لسيارة الإسعاف في الطرق الضيقة والجسور يوفر الكثير من الوقت.
يجب التقليل من الاستعمال العشوائي لصفارات الإنذار، حيث يتعذر على شخص داخل سيارة مقفلة يسير بسرعة 50 ميل/ ساعة ويستعمل الراديو داخل سيارته أن يسمع صفارات الإنذار حتى تكون قد اقتربت سيارة الاسعاف منه مسافة 50 – 60 قدم، وإذا كان الراديو عالياً فإنه لن يسمع أبداً.
التخطيط الدقيق لحفظ الوقت
إذا خطط السائق لسيره تخطيطاً واضحاً ونفذ عمله تنفيذاً مرتباً فإن ذلك يوفر كثيراً من الوقت ويعود بفائدة أكبر من تلك التي يمكن أن تنتج من التسرع وعدم الدقة في اختيار الطريق المثلى للسير وسؤال رجال شرطة المرور عما يلزم.
إرشادات للسير بسلام
تساعد الإرشادات الآتية عامل الإسعاف في عملية الإسعاف:
- عند السماع عن حادث معين وعن مكانه اختر أقصر الطرق إلى ذلك المكان. حاول أن تعرف مدى خطورة الحادث أو المرض حتى تقرر استعمال أو عدم استعمال الأضواء وصفارات الإنذار أو عدم استعمالها.
- حاول الابتعاد عن زحمة السير، اعرف الطرق الأخرى لأي مكان خلال أوقات الازدحام حين الاقتراب من مكان الحادث، انتبه للمشاة لأن الفضوليين نادراً ما يتحركون من الطريق، وقف في مكان أمين.
- أثناء نقل المريض إلى المستشفى يجب السير بسرعة معتدلة، إلا في حالات الضرورة القصوى، اذهب باتجاه السير وقلل من استعمال صفارة الإنذار، إن المريض سيعالج من قبل عامل الإسعاف حتى الوصول إلى المستشفى.
- إذا كان من الضروري استعمال صفارة الإنذار خاصة عند الاقتراب من ضوء الإشارة وإشارات الوقوف، فخفف السرعة لدرجة تمكنك من الوقوف في أي وقت شئت.
- يجب عدم الاعتقاد أن الضوء الأحمر وصفارة الإنذار بإمكانها أن تسهل مرور سيارة الإسعاف في منطقة مكتظة تذكر ذلك الشخص الذي يغلق نافذة السيارة ويدير الراديو بصوت عال بينما المسافرون يتبادلون الأحاديث. أنه لا يهتم بسيارة الإسعاف ولا يستطيع سماعها كما أنه ليست لديه فكرة أن هناك شيئا قد يطرأ خلال عشرة أميال.
استعمال السرعة المتهورة
إن الهدف والمهمة الأساسية لعامل الإسعاف في سيارة الإسعاف أن يعطي إسعافات طارئة وأن ينقل المصاب من مكان الإصابة إلى المستشفى أو أن ينقل مريضاً للعناية الطبية بالمستشفى، وأن قيادة سيارة الإسعاف بسرعة متهورة تزيد على الحد القانوني ليس له مكان في عرف الإسعافات الطارئة. وإن من الممكن أن تذهب أرواح أخرى بحادث ينتج عن السرعة المتهورة أكثر مما يمكن إنقاذه حين تطبق أنظمة الإسعافات الطارئة والنقل بسلام إلى المستشفى.
لقد اهتمت مجموعات أطباء وآخرون غيرهم بالمشكلات التي تخلقها سيارة الإسعاف المسرعة وفي دراسة حديثة لـ 2500 حالة إسعاف، فقد استنتج أن السرعة في نقل المصاب الجريح لم تكن ضرورية في 98% من الحالات وبالإضافة إلى ذلك لن يكون هناك أي فرق بالنتيجة في 2455 من الحالات فيما لو تم نقل المصابين حسب أنظمة السير. إن استعمال السرعة والضوء وصفارة الإنذار حسب الأنظمة ينقذ حياة معظم المصابين.
إن الكثيرين من مصابي الحوادث يقولون أن أكثر الأشياء خوفاً لهم ليس الحادث بذاته بل خلال نقلهم للمستشفى بسيارة إسعاف. ذلك أن الأشخاص داخل سيارة إسعاف تسير بسرعة متناهية وتستعمل الضوء للإنذار يعتقدون أن إصابتهم أخطر بكثير مما هي.
ويؤدي الذعر البادي على المتفرجين أو عمال الإسعاف غير المحترفين يؤدي إلى الاعتقاد بأن السرعة في نقل المصاب إلى المستشفى هي من أخطر الأمور. ويجب أن يتذكر عامل الإسعاف أنه كمحترف مدرب للمراقبة والعناية بالمصاب في مسرح الأحداث ومن ثم نقله إلى المستشفى. أن يستعمل الحكمة بقيادة السيارة التي يكتسبها بخبرته ومن الحاجة بمساعدة البوليس واستعمال حقوق الطرق المعطاة لسيارات الإسعاف للوصول لمكانه بسلام وبالسرعة الممكنة.
اقرأ أيضاً: طرق نقل المريض والجريح
أنواع الحوادث في قيادة سيارات الإسعاف
يفترض سائق سيارة الإسعاف في كثير من الأحيان أن اهتمام غيره من السائقين والناس يدفعهم إلى القيام بالعمل الصحيح أثناء اقتراب سيارة إسعاف منهم أو خلفهم. فيأخذون يمين الطريق، أو أقرب ما يمكن لذلك. لكن ذلك لا يحدث عادة، بل إن بعضهم يقف فجأة أمام سيارة الإسعاف حيث أنه إذا لم يتم السيطرة على القيادة بشكل تام فإن حادثاً خطيراً سيحدث.
حوادث التقاطع هي عادة أكثر الأنواع خطورة، حيث أن هناك مخاطر كثيرة عند تقاطع الطرق، ولذا يجب على سائق سيارة الإسعاف أن يكون حذراً. وإذا كان قد دعي لحادث طارئ فإن عليه أن يقف فوراً عند أية إشارة ضوئية تواجهه، وعليه أن ينتبه لغيره من السائقين الذين يظهرون أمامه فجأة.
قد يفضل المريض نقله إلى المستشفى على كرسي ذي عجلات عن سيارة الإسعاف.
إن السواقة عبر تقاطع الطرق حين تكون الرؤية غير واضحة مع عدم الوقوف للاطمئنان من خلو الطريق تشكل خطورة تعادل خطورة السواقة بعينين معصوبتين. ليس فقط لأنه من الممكن الاصطدام بمركبة أخرى بل لأن هناك احتمال الاصطدام بواحد من المشاة قد يكون خارجاً من خلف باص أو مركبة نقل.
اقرأ أيضاً: طائرة الهليكوبتر في الإسعاف المستعجل
الوقوف الآمن لسيارات الإسعاف
إن الوقوف الصحيح لسيارات الإسعاف ضروري لضمان حرية السير بشكل جيد، لا توقف سيارة الإسعاف قرب الحادث لأن ذلك قد يعيق حركة السير ولكن قف أمام الحادث أو خلفه على جانب الطريق لإفساح المجال أمام السيارات الأخرى للمرور.
قف قرب الحادث بحسب ما تتطلب حالة الطوارئ هناك. وإذا كان بالإمكان أن تقيم مكان الحادث خلال تقدمك هناك، وحاول أن تقرر في أي مكان يمكن إعطاء إسعافات طارئة، وأين يجب أن تقف لإنزال الآلات ولنقل المصابين. وعند الضرورة فإنه من الممكن تحريك سيارة الإسعاف لإغلاق الطريق على السيارات القادمة حتى يمكن نقل المصاب بأمان وبسرعة. وإذا لزم ذلك فيجب أن يتم بسرعة كي لا تغلق الطريق وقتاً طويلاً، وإذا لزم إيقاف السير على الطريق المتعددة لأي سبب فيجب أن تحاول أن توقف خط سير واحد كل مرة لا أكثر.
تنظيم السير في حالات الطوارئ
إن المسؤولية الأولى لعامل الإسعاف في مكان الحادث هي أن يهتم بالمصابين، وحين يتم الاعتناء بالمرضى وتتم السيطرة على حالة الطوارئ، فعلى عامل الإسعاف أن يعير اهتمامه لتنظيم السير. وعليه إذا تأخر وصول رجال التوجيه إلى مكان الحادث أن يأخذ المهمة على عاتقه.
وذلك لأن تنظيم حركة السير مهمة صعبة حتى في الأحوال العادية. وفي الأحوال المتوافرة فيها الحركة في مكان وقوع الحوادث فإن مراقبة السير تسبب مصاعب أخرى إضافية. إن السواقين المارة غالباً ما يمرون ولا يعيرون اهتماماً لأي حادث أمامهم، ولكن بعضهم يكونون ذوي فضول زائد فيقفون حيناً أو يترجلون من عرباتهم لاستطلاع الأمر، فتنجم مشكلات إضافية عدا عن تلك التي سببها الحادث.
يجب وضع إشارات تحذير على مسافة مناسبة من الحادث بأسرع ما يمكن لتحذير السيارات القادمة من الجانبين، ويجب إبعاد المشاة إلى مكان آمن، وأن يتم تحويل السير لطرق غير مقفلة، وقد يكون هناك حاجة لمساعدة من قبل شركات الدافعات والقوى وغيرها من الوكالات لفتح الطرق المغلقة كالشجر الهاوي والخطوط الكهربائية المقطوعة والعربات المنقلبة.
وعلى عامل الإسعاف أن ينظم السير لفترة وجيزة حتى وصول رجل الشرطة. ويذكر أن الهدف الرئيسي من تنظيم السير هو تحذير السواقين القادمين، ولتتابع المركبات سيرها بانتظام.
اقرأ أيضاً: هل تعرف متى تتصل بالاسعاف ؟!؟!
مركبة الإسعاف الآمنة
إن عامل الإسعاف الذي يقود سيارة الإسعاف مسؤول عن صيانة مركبته، وأن أهم مسؤولياته أن يتأكد من أن سيارته آمنة وجاهزة للاستعمال. ويجب أن يتم فحص بوجي للمركبة من النواحي التالية:
- إجراء فحص يومي للعجلات، والفرامل، والبطاريات، ونظام التهوية، وأدوات الإنذار، والموتور.
- استعمال أحسن أنواع العجلات التي يصعب ثقبها، ويجب فحصها يومياً من أي ضرر غير عادي، كما يجب التأكد يومياً من وحدات نفخ العجلات في حالة الطوارئ.
- التأكد من سلامة إقفال الأبواب وفتحها يومياً.
- التأكد من التهوية، والتبريد والتسخين، وهذا يشمل التأكد من خزانات الماء والمروحة أيضاً.
- التأكد من سلامة وسائل الاتصال يومياً فهي هامة للغاية في معظم سيارات الإسعاف.
- عدم ترك السيارة خالية من الوقود أو أن يتركها ممتلئة بأقل من نصف سعة الخزان.
- التأكد يومياً من وجود لائحة الموجودات في سيارات الإسعاف، والتدقيق المفصل بهذه اللائحة بما يتعلق بمعدات الإسعاف والأوكسجين.
ثم إن تنظيف السيارة وتطهيرها من الداخل يجب أن يتم بعد كل مهمة، ويجب غسل السيارة من الخارج كلما دعت الحاجة، ويجب مسح الدم والاستفراغ وغيره من الأوساخ أولاً بأول من السيارة، وإزالة الزجاج المكسور وإعادة تركيب آخر جديد دون تأخر.
من الضروري التويه على أهمية فحص زيت السيارة والفلتر والعجلات كل ألف ميل، وعلى السائق فحص السيارة من الاسفل وخلوها من أي عطل، خاصة مشاكل جهاز قذف الدخان.
الإسعاف المتخصص- بيروت 1976