هل يعاني طفلك من تأخر في النمو والتطور أم لا؟

ينمو الأطفال و يتطورون بسرعة مختلفة ويعد نطاق النمو والتطور الطبيعيين واسع جداﹰ، وعادةً لا يكون التأخير الطفيف المؤقت سبباﹰ للقلق، ولكن التأخير المستمر أو التأخيرات المتعددة في الوصول إلى معالم التطور الخاصة بسن معين يمكن أن يكون علامة على أنه قد تكون هناك مشاكل فيها.

ويسمى التأخير في الوصول إلى معالم التطور البدني واللغوي والفكري والمهارات الحركية التأخر النمائي (بالانجليزية: Developmental Delay).

وقد يكون تأخر النمو ناتجاﹰ عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الوراثة، ومشاكل الحمل، والولادة المبكرة ولا يكون السبب معروف دائماﹰ.

في حال كنت تشكين أن طفلك يعاني من تأخر في النمو فقومي بالتحدث مع طبيب الأطفال حيث يساعد التدخل المبكر في تقدم طفلك وتطوره بشكل ملحوظ.

سنتحدث في هذا المقال عن العلامات الحمراء التي تشير إلى وجود تأخر في النمو والتطور لدى الطفل.

ما هي تأخيرات النمو لدى الأطفال؟

هناك العديد من أنواع التأخيرات في النمو لدى الرضع والأطفال الصغار التي قد تحدث منفردة أو مجتمعة، وتتضمن هذه التأخيرات مشاكل في:

اللغة أو الكلام.
المهارات الحركية.
المهارات الاجتماعية والعاطفية.
مهارات التفكير المعرفي.
الرؤية.

تأخر اللغة والكلام لدى الأطفال

تعد مشاكل اللغة والكلام النوع الأكثر شيوعاﹰ من تأخر النمو والتطور لدى الأطفال.

ويعد أكثر وقت نشط لتعلم الكلام واللغة هو السنوات الثلاث الأولى من العمر، حيث ينمو الدماغ وينضج.

وتتطور لغة الطفل على النحو التالي:

من 2 إلى 4 أشهر: يبدأ في الابتسام والضحك.
6 أشهر: يبدأ في الثرثرة.
12 شهراﹰ: يبدأ في ربط الكلمات بشكل صحيح (فقد ينظر إلى الكرة عندما يسأل أين الكرة؟).
15 شهراﹰ: يكون لدى الطفل حوالي 4 إلى 6 كلمات في مفرداته.
18 شهراﹰ: يعرف الطفل أجزاء الجسم الأساسية ويمكن أن يشير إليها أو يسميها.
24 شهراﹰ: يتحدث 50 كلمة على الأقل وبعض العبارات المكونة من كلمتين.
3 سنوات: يمكنه التحدث في جمل مختصرة.

يختلف تأخر الكلام واللغة عن بعضهما وقد يكون من الصعب التفريق بينهما، حيث يشير الكلام إلى التعبير اللفظي، بما في ذلك طريقة تشكيل الكلمات. أما اللغة فهي نظام أوسع للتعبير عن المعلومات وتلقيها، مثل القدرة على فهم الإيماءات.

يحدث التأخر في الكلام عندما لا يقول الأطفال الكلمات المتوقعة لأعمارهم.
ويحدث تأخر اللغة عندما يواجه الأطفال صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون أو لا يمكنهم التعبير عن أفكارهم الخاصة.

يمكن أن يتسبب ضعف السمع في تأخير الكلام واللغة، لذلك يقوم الطبيب عادةً باجراء اختبار السمع أثناء التشخيص، وغالباﹰ ما تتم إحالة الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام واللغة إلى أخصائي أمراض النطق واللغة.

للمزيد: الجوانب الخفية لاضطرابات اللغة النمائية

تأخر المهارات الحركية لدى الأطفال

قد تكون تأخيرات تطور المهارات الحركية مرتبطة بمشاكل المهارات الحركية الكبرى مثل الزحف أو المشي أو القفز أو صعود الدرج أو رمي الكرة، أو المهارات الحركية الدقيقة مثل استخدام الأصابع لحمل الملعقة أو استخدام قلم التلوين.

وتتطور المهارات الحركية للطفل على النحو التالي:

3 أشهر: يمكن للطفل رفع رأسه.
6 أشهر: يبدأ في التدحرج والجلوس بالدعم.
9 أشهر: يجلس بدون مساعدة ويبدأ في الزحف.
15 شهر: يبدأ بالمشي.

يمكن أن تعني بعض العلامات التالية أن طفلك يعاني من تأخيرات في تطور بعض الوظائف الحركية:

مرونة الجذع والأطراف.
تصلب الذراعين والساقين.
حركة محدودة في الذراعين والساقين.
عدم القدرة على الجلوس بدون دعم بعمر 9 أشهر.
هيمنة ردود الفعل اللاإرادية على الحركات الإرادية.
عدم القدرة على الوقوف عند بلوغ عمر السنة.

ضع في اعتبارك أن بعض الأطفال الصغار ليس لديهم تأخيرات في النمو ولكن ليس لديهم فرصة كافية لممارسة مهاراتهم الحركية لأنه يتم حملهم طوال اليوم.

تأخر النمو الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال

قد يواجه الأطفال مشاكل في التفاعل مع البالغين أو الأطفال الآخرين، وعادة ما تظهر هذه المشاكل قبل المرحلة الدراسية.

ويحدث التطور في المهارات العاطفية والاجتماعية على النحو التالي:

قبل الشهرين: قد يبدأ في الابتسام.
2 إلى 4 شهور: يبدأ بالضحك.
6 أشهر: قد يبتسم في المرآة.
9 أشهر: قد تظهر علامات القلق عند رؤية شخص غريب.
12 شهر: يشير إلى الأشياء التي يريدها.
18 إلى 24 شهر: يتواصل بالعين ويلعب مع طفل آخر دون تفاعل (اللعب الموازي).
24 شهر وما بعده: يلعب مع أطفال آخرين ويتفاعل معهم أحياناﹰ.

لكن ضع في عين الاعتبار أنه إذا تم إبقاء الطفل في المنزل ولم يتعرض كثيراﹰ لأطفال آخرين، فقد لا يتفاعل كثيراﹰ عندما يدخل الحضانات أو رياض الأطفال أي إنه لا يفتقر إلى المهارات الاجتماعية بل لم يتعلم كيفية التفاعل مع الأطفال.
وفي بعض الحالات، قد لا يتواصل الطفل بشكل جيد لأنه يعاني من تأخر في الكلام ولا يمكنه التواصل بشكل فعال.

للمزيد: مفاهيم خاطئة وأمراض تشخص خطأً على أنها توحد

تأخر النمو المعرفي لدى الأطفال

قد تكون مشاكل التفكير أو التأخير المعرفي نتيجة لسبب أو أكثر من الأسباب التالية:

العيوب الجينية.
مشاكل طبية كبيرة قبل الولادة.
التعرض لشيء ضار في البيئة ، مثل المواد السامة.
الإهمال.

وتتضمن العلامات الدالة على التأخر المعرفي:

عند بلوغ الطفل عامه الأول:

لا يبحث عن الأشياء التي تم اخفاؤها أثناء مشاهدته.
لا يستخدم إيماءات مثل التلويح.
لا يشير إلى الكائنات أو الصور.

قبل بلوغ الطفل عامين:

لا يعرف وظيفة الأشياء الشائعة، مثل فرشاة الشعر أو الهاتف أو الملعقة.
لا يتبع تعليمات بسيطة.
لا يقلد الأفعال أو الكلمات.

التأخر في تطور الرؤية عند الأطفال

عادة ما تكون رؤية الوليد ضبابية حتى سن 6 أشهر ثم تتحسن عندما يبدأ الطفل في تنسيق البصر في كلتا العينين. ومع ذلك، في بعض الأحيان لا يحدث هذا أو تظهر مشاكل أخرى في الرؤية.

تتضمن العلامات التحذيرية لمشاكل الرؤية:

قبل 3 أشهر:

لا يتبع الطفل الأجسام المتحركة بعينيه.
لا يلاحظ الطفل اليدين بحلول سن شهرين.
يعاني من صعوبة في تحريك عين واحدة أو كلتا العينين في جميع الاتجاهات.
يعاني من حول العيون معظم الوقت.

في غضون 6 أشهر:

لديه حول في عين أو كلتا العينين طوال الوقت.
يعاني من تمزق مستمر أو تصريف في العين.
لا يتبع الأشياء القريبة أو الأشياء البعيدة بكلتا العينين.

إذا لاحظ طبيب طفلك أي مشاكل، فقد يحيل طفلك إلى طبيب عيون لمزيد من التقييم.

تذكري دائماﹰ أن نطاق التطور الطبيعي لدى الأطفال واسع جداﹰ. ومعظم حالات التأخر في النمو عند الأطفال ليست خطيرة وفي النهاية يلحق الأطفال بأقرانهم. حتى الأطفال الذين يعانون من تأخيرات خطيرة يمكنهم إجراء تحسينات كبيرة عندما يبدأ العلاج في أبكر وقت ممكن. إذا كانت لديك أي شكوك حول نمو وتطور طفلك، فتحدثي إلى طبيبه، وتأكدي من الالتزام بالجدول الزمني المقترح لزيارات الأطفال حيث سيتم تقييم نمو طفلك خلالها.