يساهم فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) في الحفاظ على توازن جهاز المناعة، خلال موسم الرشح والانفلونزا بشكل خاص، إذ يوجد مستقبلات لفيتامين دال وإنزيمات نشطة على أسطح خلايا الدم البيضاء، ومع أن الدور الذي يلعبه فيتامين د في الحفاظ على صحة جهاز المناعة معقد، لكن مما لا شك فيه أن المستويات المنخفضة من فيتامين د تزيد من سوء أمراض المناعة الذاتية.
ارتبطت مستويات فيتامين د المنخفضة بالعدوى المتكررة، ففي عام 2009 حذر المعهد الوطني للصحة من ارتباط المستويات المنخفضة من فيتامين د مع الإصابات المتكررة بالرشح والانفلونزا.
ومن المعروف أنّ فيتامين د الذي يتم إنتاجه في الجسم بعد التعرض لأشعة الشمس، له فوائد صحية على العظام ومستويات الكالسيوم في الجسم، وفوائد أخرى، لكن ما نود تسليط الضوء عليه هو أثره على الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة، إذ تم التوصل إلى أن فيتامين د يساهم في التحكم بردة فعل جهاز المناعة عند الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض التصلب اللويحي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis).
تلعب الخلايا التائية (بالإنجليزية: T cells) عند الأشخاص الأصحاء دوراً هاماً في محاربة العدوى، لكن عند الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، فإنّ الخلايا التائية تبدأ بمهاجمة أنسجة الجسم نفسها.
ومن الشائع أن تصاب بعض الفئات بنقص فيتامين د، مثل فئة كبار السن، وبما أن فيتامين د يلعب دوراً هاماً في تنظيم المناعة الطبيعية (بالإنجليزية: Innate immunity) والمناعة المُكتسبة (بالإنجليزية: Adaptive immunity)، فإن انخفاض مستويات فيتامين دال يرتبط ببعض الأمراض المعدية، وأمراض المناعة الذاتية، ومع التقدم في العمر فإن جهاز المناعة تتراجع كفاءته ويضعف.
لذا يوصى بإعطاء مكملات فيتامين د لكبار السن بعد استشارة الطبيب، كأحد الاستراتيجيات لتحسين صحة الجهاز المناعي.
اقرأ أيضاً: المشاكل والمخاطر الناتجة عن نقص فيتامين د
وفي هذا الصدد نشير إلى أحد الدراسات التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية سنة 2010 تفيد أن لمكملات فيتامين د الغذائية دور في تقليل الإصابة بالانفلونزا عند تناولها في فصل الشتاء، خاصة عند الأطفال بعمر المدرسة.
وما زال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات للتأكد حول فعالية فيتامين د في منع أو مكافحة الاضطرابات الالتهابية، وأمراض الأعصاب التنكسية (بالإنجليزية: Degenerative Disorders)، واضطرابات عمليات الأيض أو الاستقلاب (بالإنجليزية: Metabolic Disorders)، وذلك لمعرفة تقديم الإرشادات الصحيحة حول تناول هذا الجزيء المُثير للاهتمام بشكل صحيح.