يعد لقاح الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza Vaccine or Flu Vaccine) أفضل وسيلة للوقاية من الإنفلونزا الموسمية والحد من خطر مضاعفات الإصابة بها، وهو لقاح سنوي يوصي به مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكبر، ما لم يوجد مانع طبي.
يعرف لقاح الإنفلونزا أيضاً باسم لقاح الإنفلونزا الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Flu Vaccine)، إذ يتم تصنيع لقاح إنفلونزا جديد لكل موسم من كل عام، وذلك نتيجة تغير سلالات الإنفلونزا الشائع انتشارها باستمرار.
يبدأ تصنيع لقاح الإنفلونزا قبل بدء موسم الإنفلونزا بالاعتماد على الدراسات والأبحاث حول سلالات الإنفلونزا المحتمل أن تكون أكثر شيوعاً خلال الموسم المقبل. وتتوفر معظم لقاحات الإنفلونزا على شكل حقن تعطى بالذراع، لكن هناك بعض الأنواع المتوفرة على شكل بخاخ أنف. [1][2]
تعرف في هذا المقال على أنواع لقاح الإنفلونزا، وآلية عمله، وفوائده وآثاره الجانبية المحتملة. بالإضافة إلى الإجابة على العديد من التساؤلات حول لقاح الإنفلونزا الموسمي.
آلية عمل لقاح الإنفلونزا
تحتوي لقاحات الإنفلونزا على أجزاء ضعيفة أو غير حية من أنواع فيروسات الإنفلونزا المحتمل شيوعها في موسم الإنفلونزا المقبل. وتعمل هذه الفيروسات الضعيفة أو غير النشطة في اللقاح كمستضدات تحفز الاستجابة المناعية داخل الجسم عند تلقي اللقاح، ونتيجةً لهذه الاستجابة المناعية تتكون الأجسام المضادة في الجسم.
يستغرق تكون الأجسام المضادة لبناء مناعة في الجسم ضد الإنفلونزا ما يقارب أسبوعين. ويقتصر مفعول لقاح الانفلونزا في الوقاية على سلالات محددة من فيروسات الإنفلونزا دون غيرها، وتختلف هذه السلالات من عام لآخر. [3][4]
يمكن أن تكون لقاحات الإنفلونزا ثلاثية أو رباعية. تسمى اللقاحات ثلاثية التكافؤ بلقاحات الإنفلونزا التقليدية، ويقدم هذا النوع من اللقاحات الحماية من ثلاثة أنواع من فيروسات الإنفلونزا الشائعة، وهي: [3]
- فيروس (A (H1N1.
- فيروس (A (H3N2.
- أحد فيروسات الإنفلونزا من سلالة B.
أما لقاحات الإنفلونزا الرباعية والتي تسمى أيضاً اللقاحات رباعية التكافؤ، فإنها تقدم الحماية من الفيروسات الثلاثة التي يحمي منها لقاح الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ، بالإضافة إلى نوع إضافي من فيروسات الإنفلونزا B.
أنواع لقاح الإنفلونزا
يصنع مطعوم الإنفلونزا بأشكال وأنماط مختلفة ليلبي احتياجات فئات مختلفة من الناس. وفيما يلي الأشكال والأنواع المختلفة التي تتوفر من مطعوم الإنفلونزا: [5]
- حقنة الإنفلونزا (بالإنجليزية: Flu Shot): تعد حقنة الإنفلونزا عبارة عن لقاح غير نشط أو ما يعرف أيضاً باسم اللقاح المعطل (بالإنجليزية: Inactivated Vaccine)، والذي يصنع من شكل ميت من الفيروسات. يمكن أن يتلقى الأشخاص من عمر 6 أشهر أو أكبر.
- لقاح الجرعة العالية (بالإنجليزية: Fluzone High-Dose): تم تطوير هذا النوع من اللقاحات المعطلة للأشخاص الذين يبلع عمرهم 65 عام أو أكبر، ويعود السبب في ذلك أن هذا النوع من لقاح الإنفلونزا يحتوي على كمية كبيرة من المستضد والذي يساعد الجسم على تكوين المناعة، وبالتالي تقديم وقاية أفضل خاصة لأصحاب المناعة الضعيفة، مثل كبار السن.
- اللقاحات الخالية من البيض: يناسب هذا النوع الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة من البيض.
- لقاح الرذاذ الأنفي: يتم إنتاج هذا اللقاح على شكل بخاخ أنفي، ويصنع من فيروسات إنفلونزا حية ولكن ضعيفة، أي لا تسبب المرض. يناسب هذا اللقاح الأشخاص الأصحاء والنساء غير الحوامل من سن 2-49 عام.
فوائد لقاح الإنفلونزا
هناك العديد من الفوائد التي تعود على الأفراد من الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمي كل عام، وتشمل: [1][6]
- الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا: يمنع لقاح الإنفلونزا ملايين الإصابات ذات الصلة بالإنفلونزا كل عام، وخاصة خلال المواسم التي تكون فيها فيروسات لقاح الإنفلونزا مشابهة لفيروسات الإنفلونزا المنتشرة. يقدر أن اللقاح يقلل من حاجة الفرد إلى زيارة الطبيب بسبب الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 40 – 60 في المائة.
- الحد من المضاعفات المرضية الناتجة عن الإنفلونزا: يقلل تطعيم الإنفلونزا من خطر دخول المستشفى المرتبط بالمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا، وخاصة لبعض الفئات، مثل الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- حماية النساء أثناء الحمل وبعده من الإنفلونزا: يساعد لقاح الإنفلونزا على توفير الوقاية للنساء أثناء الحمل وبعده. كما ويقلل من خطر العدوى التنفسية الحادة المرتبطة بالإنفلونزا عند النساء الحوامل.
- تقليل نسب الوفاة المرتبطة بالإنفلونزا عند الأطفال: يحد اللقاح بشكل كبير من خطر وفاة الطفل بسبب الإنفلونزا، والحد من شدة المرض في حال الإصابة بها.
- حماية الفرد والمجتمع: يقدم مطعوم الإنفلونزا وقاية للفرد من الإصابة بالإنفلونزا، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على حماية كل من حول هذا الشخص الذي تلقى المطعوم، بما في ذلك الفئات الذين هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض الإنفلونزا، مثل الرضع، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض صحية مزمنة.
لقاح الإنفلونزا للأطفال
قد يحتاج الأطفال إلى أخذ مطعوم الإنفلونزا على جرعتين، لذا يجب بدء إعطائه لهم في وقت مبكر حتى يتسنى الفصل مدة شهر بين الجرعتين على الأقل. والأطفال الذين يحتاجون إلى جرعتين من مطعوم الإنفلونزا هم: [7][8]
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 8 سنوات، والذين لم يتم تطعيمهم ضد الإنفلونزا من قبل، أو الذين ليس لهم تاريخ تطعيم مؤكد.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 8 سنوات والذين لم يتلقوا جرعتين على الأقل من لقاح الأنفلونزا الموسمي (ثلاثي أو رباعي التكافؤ).
أما الأطفال الذين يحتاجون إلى جرعة واحدة فقط هم:
- الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 8 سنوات والذين قد تلقوا جرعتين على الأقل من لقاح الأنفلونزا الموسمي (ثلاثي أو رباعي التكافؤ).
- الأطفال من سن 9 سنوات فما فوق.
للمزيد: لقاح الإنفلونزا الموسمية للأطفال
لقاح الإنفلونزا للحامل
يجب على النساء الحوامل الحصول على لقاح الأنفلونزا الحقنة وليس لقاح أنفلونزا رذاذ الأنف. ويعد مطعوم الإنفلونزا من الأمور الهامة جداً خلال فترة الحمل، وذلك لأن النساء الحوامل أكثر عرضةً للإصابة بتعب شديد في حال الإصابة بالإنفلونزا، وأكثر عرضةً لمضاعفات شديدة قد تؤدي إلى دخول المستشفى، ويعود السبب في ذلك لأن بعض التغييرات تحدث في الجهاز المناعي والقلب والرئتين أثناء فترة الحمل وتستمر حتى أسبوعين بعد الولادة.
كذلك فإن إصابة المرأة الحامل بالإنفلونزا قد يكون ضار بالجنين، حيث أن أحد أعراض الإنفلونزا الشائعة هي الحمى، والتي قد تسبب عيوب في الأنبوب العصبي ومشاكل أخرى لدى الجنين.
يجدر الذكر أيضاً أن لقاح الإنفلونزا للحامل لا يقتصر على توفير الوقاية لها، بل يوفر أيضاً الوقاية للجنين خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، حيث تقوم الأم بتمرير الأجسام المضادة إلى الجنين أثناء الحمل. [8]
اقرأ أيضاً: نزلات البرد والإنفلونزا خلال الحمل
مخاطر لقاح الإنفلونزا
هناك بعض الآثار الجانبية والاعراض التي قد تظهر بعد أخذ مطعوم الإنفلونزا، مثل: [5][6]
- ألم أو احمرار أو تورم في موقع الحقن.
- صداع خفيف.
- حمى خفيفة.
- آلام في العضلات.
في حالات نادرة، قد يحدث لدى الشخص رد فعل تحسسي تجاه أحد مكونات اللقاح، والذي قد تظهر أعراضه في غضون دقائق أو ساعات بعد تلقي اللقاح. يجب طلب الرعاية الطبية على الفور عند ملاحظة أعراض حدوث رد فعل تحسسي بعد لقاح الإنفلونزا، مثل:
- صعوبة التنفس.
- التورم حول العينين أو الشفتين.
- تسارع ضربات القلب.
- الدوخة.
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
أيضاً، يوجد حالة نادرة جداً قد يسببها تطعيم الإنفلونزا، وهي متلازمة غيلان باريه، والتي يبدأ فيها الجهاز المناعي بمهاجمة الأعصاب المحيطية. [6]
أفضل وقت لأخذ لقاح الإنفلونزا
يعد أفضل وقت لأخذ مطعوم الإنفلونزا في وقت مبكر من فصل الخريف، وذلك قبل بدء موسم الإنفلونزا وقبل بداية انتشار فيروسات الإنفلونزا، لأن الجسم يستغرق ما يقارب أسبوعين من بعد التطعيم لتطوير أجسام مضادة ضد الفيروسات.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض بأن يحصل الأفراد على لقاح الإنفلونزا بحلول نهاية شهر أكتوبر. ولكن وبالرغم من هذه التوصيات إلا أنه يمكن الحصول على التطعيم طوال موسم الإنفلونزا.
ومن التوصيات الأخرى حول الوقت المناسب لأخذ لقاح الإنفلونزا ما يلي: [3]
- يجب تجنب أخذ مطعوم الإنفلونزا في وقت مبكر أكثر من اللازم. على سبيل المثال في شهر يوليو أو أغسطس، إذ قد ينتج عن ذلك انخفاض فعالية الحماية التي يقدمها المطعوم ضد الإنفلونزا في وقت لاحق من موسم الإنفلونزا، وخاصة لدى كبار السن.
- يجب على الأطفال الذين يحتاجون إلى أخذ مطعوم الإنفلونزا على جرعتين منفصلتين أن يبدؤا بأخذ اللقاح في وقت مبكر، حتى يتسنى الفصل بين الجرعتين على الأقل 4 أسابيع.
- يجب مراعاة عدم أخذ مطعوم الإنفلونزا أثناء المرض الشديد، بل الانتظار حتى يتم التحسن أو الشفاء قبل أخذ اللقاح.
أسئلة شائعة حول لقاح الإنفلونزا
يوجد العديد من التساؤلات حول مطعوم الإنفلونزا الموسمي. فيما يلي بعض من هذه التساؤلات وإجابتها:
- من هي الفئات التي يوصى لها أخذ لقاح الإنفلونزا؟
يوصى جميع الأشخاص من عمر 6 أشهر فما فوق بأخذ مطعوم الإنفلونزا كل عام، وخاصة الفئات المعرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا الخطيرة، مثل: [3][5]
- الأشخاص الذين يبلغون 50 عاماً أو أكبر.
- الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة معينة، مثل الربو، أو مرض السكري، أو أمراض القلب.
- النساء الحوامل.
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.
- من هي الفئات التي لا يوصى لها أخذ لقاح الإنفلونزا؟
لا يوصى أخذ مطعوم الإنفلونزا من قبل الفئات التالية: [3][6]
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
- الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة من لقاح الإنفلونزا أو من أحد مكونات اللقاح. قد يشمل ذلك البيض، أو الجيلاتين، أو أي من المكونات الأخرى التي يتضمنها اللقاح.
- الأشخاص المصابين بمتلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barre Syndrome).