يمكن أن يؤدي انقطاع الطمث إلى زيادة خطر إصابة المرأة بهشاشة العظام، ويعزي السبب الرئيسي لذلك هو انخفاض هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث، حيث يمكن أن يسبب هذا الانخفاض فقدان العظام.
سنتحدث في هذا المقال عن العلاقة بين هشاشة العظام وانقطاع الطمث، وتأثير انقطاع الطمث على كثافة العظام، وكيفية الوقاية.
ما هي هشاشة العظام؟
تسبب هشاشة العظام حالة من ترقق وضعف العظام مما يزيد من احتمالية التعرض للكسور، ويمكن أن تصيب هذه الحالة جميع الأشخاص بغض النظر عن جنسهم، ولكن تعد النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام وخصوصًا بعد سن الخمسين.[1]
يلعب انخفاض كثافة العظام دورًا رئيسياً في تفاقم المشكلة لدى النساء، وذلك كون بنية عظامهن أصغر وأرق، مما يجعل فقدان العظام يحدث بشكل أسرع مقارنة مع الرجال.
كذلك يتسبب انقطاع الطمث أيضًا في فقدان سريع لكثافة العظام، إذ يمكن للنساء فقدان ما يصل إلى 20٪ من كثافة العظام خلال 5 إلى 7 سنوات بعد انقطاع الطمث، مما يزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.[1]
اقرأ أيضًا: أدوية علاج هشاشة العظام
وتعرف هشاشة العظام أيضًا بالمرض الصامت؛ لأنه يحدث في البداية دون أي أعراض، وهذا يجعل من الصعب على الأشخاص التعرف عليه وتشخيصه مبكرًا، فقد يكتشفون أنهم مصابون بهذا المرض عندما تضعف عظامهم إلى درجة تجعلها سهلة الكسر أو الانهيار عندما يتعرضون لإجهاد مفاجئ، أو سقوط، أو قد يشعرون بآلام حادة في الظهر، أو تغيرات في وضعية العمود الفقري، مثل الانحناء، الذي بدوره يشكل خطرًا على صحتهم وحياتهم.[3]
اقرأ أيضًا: أسئلة شائعة عن هشاشة العظام
ما هو انقطاع الطمث؟
يشير انقطاع الطمث إلى نهاية الدورات الشهرية لدى المرأة، ويتم تشخيصه بعد انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا، وتحدث هذه العملية بصورة طبيعية في معظم الأحيان خلال الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر.[1]
يحدث انقطاع الطمث عندما يتوقف المبيضان عن إنتاج الهرمونات الأنثوية، مثل البروجسترون، والاستروجين الذي يلعب دورًا هامًا في صحة العظام، حيث يؤدي نقص إنتاج هذا الهرمون إلى فقدان كتلة العظام وتراجع كثافتها على المدى الطويل، مما يزيد من خطر الكسور وتطور هشاشة العظام.[1]
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ المرأة على صحتها في سن اليأس
العلاقة بين هشاشة العظام وانقطاع الطمث
يرجع زيادة احتمالية إصابة المرأة بمرض هشاشة العظام عند انقطاع الطمث إلى تأثير الهرمونات وخاصة هرمون الاإستروجين، الذي يلعب دورًا هامًا في حماية العظام، وعند دخول المرأة في مرحلة انقطاع الطمث تنخفض مستويات هذا الهرمون بشكل كبير، مما يزيد من خطر فقدان كثافة العظام وتدهورها، كما ذكرت مؤسسة هشاشة العظام الوطنية.[2]
لذلك قد يكون هناك صلة مباشرة بين انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في فترة ما قبل انقطاع الطمث وتطور هشاشة العظام خلال فترة ما بعد الانقطاع، فقد يؤدي انقطاع الطمث المبكر قبل سن 45، أو المرور بفترات طويلة من توقف الدورة الشهرية، أو ندرتها إلى فقدان كتلة العظام وضعفها.[3]
لكن قد يكون انخفاض هرمون الاستروجين ليس عامل الخطر الوحيد لحدوث هشاشة العظام، إذ تعد هشاشة العظام مرضًا يتأثر بالعديد من العوامل الأخرى، وتشمل ما يلي:[3]
- العرق: حيث تكون النساء القوقازيات والآسيويات أكثر عرضة للإصابة به.
- بنية العظام ووزن الجسم: يمكن أن تتعرض النساء النحيفات والسمينات لخطر أكبر للإصابة بهشاشة العظام.
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هشاشة العظام، فقد يزيد من خطر الإصابة به.
- التاريخ السابق للكسور: إذا كنت قد تعرضت لكسر سابق في العظام، فقد تكون عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
- بعض الأدوية: مثل الستيرويدات التي تستخدم طويلًا، إذ يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به.
- بعض الحالات الطبية: مثل السرطان والسكتة الدماغية، التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
اقرأ أيضًا: أخطاء تزيد احتمال الإصابة بهشاشة العظام
نصائح للوقاية من هشاشة العظامبعد انقطاع الطمث
توجد العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها للوقاية من هشاشة العظام، وخاصةً مع بلوغ مرحلة انقطاع الطمث عند المرأة، لذا قد يساعد اتباع النصائح التالية على الحفاظ على قوة العظام، والعضلات، وتقليل فقدان الكثافة العظمية أو التعرض للكسور:
- ممارسة التمارين الرياضية : تعد التمارين الرياضية وسيلة فعالة لتقوية العظام والعضلات، والحد من فقدان الكثافة العظمية، ويمكن أن تكون تمارين حمل الوزن مفيدة للمرأة عند القيام بها لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع وفقًا لما ذكرته مؤسسة هشاشة العظام الوطنية، كذلك يمكن تضمين التمارين الأخرى، مثل المشي بشكل منتظم في روتين التمارين اليومي.
- اتباع نظام غذائي صحي للعظام: ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، وخاصةً بعد انقطاع الطمث، إذ يوصي بتناول 1200 مجم من الكالسيوم يوميًا، وتشمل المصادر الغنية بالكالسيوم: الحليب، ومنتجات الألبان الأخرى، والأسماك المعلبة بالعظام، مثل السلمون والسردين، والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة.
- الكشف الدوري للتحقق من صحة العظام: بمجرد وصول المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث، يوصي بزيارة الطبيب المختص بانتظام لتقييم صحة العظام وخطر الإصابة بالكسور، وفي حال الإصابة بمرض هشاشة العظام، فيجب اتباع خطة العلاج التي يصفها الطبيب، وقد يشمل العلاج أدوية تسمى البايفوسفونيت التي تعمل على تحسين قوة العظام وتقليل التعرض للكسور.
- العلاج بالإستروجين: يعمل هرمون الإستروجين، على تعزيز صحة العظام ومنع فقدانها، ولذلك يمكن استخدام الإستروجين كعلاج للوقاية من هشاشة العظام، إذ يساعد على إبطاء فقدان الكتلة العظمية وتحسين امتصاص الكالسيوم في الجسم، ولكن قد يسبب الاستخدام المفرط للإستروجين خطورة محتملة، لذلك يوصى به فقط للنساء اللاتي يعانين من خطر الإصابة بالهشاشة العظمية أو أعراض الانقطاع الطمث الشديدة، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.