يعاني الكثير من الناس خلال فترة معينة من حياتهم بعدم الرغبة في إقامة علاقة جنسية مع شريكه، ويعد هذا الأمر طبيعيأً بين الشريكين نتيجةً لما يواجه الشريكان من ظروف ومشاكل في حياتهم، لكن استمرار هذه الحالة لفترةٍ طويلةٍ يستوجب مراجعة الأخصائيين لمعرفة السبب وراء عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية مع الشريك. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هناك دوراً واضحاً للاسترخاء والتأمل في تحسين الأداء الجنسي. نعرض خلال هذا المقال أهم الأسباب وراء ضعف الرغبة الجنسية وأهمية الاسترخاء والتأمل في تحسين الأداء الجنسي.

ضعف الأداء الجنسي

يتمثل ضعف الاداء الجنسي بعدم الرغبة في اقامة علاقة جنسية، وينتاب هذا الشعور أحد الشريكين أو كلاهما من وقتٍ لآخر، لكن استمرار هذه الحالة لفترة طويلة قد يكون نتيجةً لأمراض جسدية أو نفسية.

أسباب ضعف الرغبة الجنسية

من الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسيه مع شريكه:

  • مشاكل في العلاقة بين الشريكين، ومن أسباب المشاكل بين الشريكين:
    • طول مدة العلاقة بين الشريكين مما يتسبب في اعتياد كل منهما على وجود الآخر وضعف الانجذاب بينهما كما كان في بداية العلاقة.
    • كثرة المشاكل والخلافات، والذي غالباً ما يكون نتيجة قلة التواصل الجيد والفعال بينهما.
    • ضعف الثقة بين الشريكين.
  • مشاكل في العلاقة الجنسية، إذ تتسبب إحدى الحالات الصحية التالية بإحداث مشاكل وصعوبة في ممارسة العلاقة الجنسية:
  • القلق، والتعب، والارهاق، حيث يسبب الشعور بالقلق والإرهاق بشكلٍ مستمرٍ أثراً سلبياً عل سعادة الشخص وراحته الأمر الذي ينعكس سلباً أيضاً على الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية.
  • الاكتئاب، يتمثل الاكتئاب بالشعور بعدم السعادة والراحة بشكلٍ مرضٍ لفترة طويلة، والشعور باليأس وفقدان الأمل وما لذلك من تأثيٌر سلبيٌ على كافة نواحي الحياة ومنها العلاقة الجنسية. وفي بعض حالات الاكتئاب يلجأ الطبيب لوصف أدوية مضادة للاكتئاب بالإضافة إلى العلاج النفسي. تجدر الإشارة إلى أن أنّ ضعف الرغبة الجنسية هي إحدى الآثار الجانبية لمثل هذه الادوية.
  • التقدم في العمر والوصول لسن اليأس، ليس بالضرورة أن يكون التقدم في العمر سواءً عند الرجال أو النساء مصحوباً بضعف في الرغبة الجنسية، ولكن يمكن أن يحدث هذا في كثير من الحالات.

يرافق التقدم في العمر عدة أمور يكون لها أثر كبير على الرغبة الجنسية، ومنها ما يلي:

  • فترة الحمل، وبعد الولادة، وأثناء فترة الرضاعة.

ينتاب المرأة الشعور بعدم الرغبة في إقامة علاقة جنسية خلال هذه المراحل ولذلك لعدة أسباب، من أهمها ما يلي:

    • تغيرات في معدلات الهرمونات لدى المرأة.
    • تغيرات في شكل الجسم.
    • التعب والإرهاق.
    • الألم أثناء العلاقة الجنسية، الذي ينشأ بسبب آثار عمليات الولادة.
    • تغيّر أولويات المرأة، إذ تصبح رعايتها لطفلها والاهتمام به في الدرجة الاولى من اهتماماتها.
  • المشاكل الصحية، تشكل المشاكل الصحية أثرا كبيراً على الرغبة الجنسية وذلك لما لهذه الامراض من اثار جسدية ونفسية بالإضافة للآثار الجانبية المصاحبة للأدوية الموصوفة لعلاج هذه المشاكل الصحية.

يصاحب الضعف في الرغبة الجنسية عددٌ من الحالات الصحية، ومنها ما يلي:

    • أمراض القلب.
    • السكري.
    • كسل في الغدة الدرقية.
    • السرطان.
    • استئصال الرحم أو المبايض.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي يكون لها تأثير على الرغبة الجنسية بسبب آثارها الجانبية.

تأثر مثل هذه الانواع من الادوية على الرغبة في إقامة علاقة جنسية:

    • أدوية الضغط.
    • أدوية الاكتئاب.
    • أدوية الصرع.
    • أدوية لمعالجة أمراض وسرطان البروستات.
    • وسائل منع الحمل.
  • شرب الكحول، حيث يؤثر شرب الكحول سلباً على الرغبة الجنسية.

للمزيد: الحمل وتأثيره على العلاقة الجنسية بين الزوجين

اقرأ المزيد: هرمون التستوستيرون والانتصاب

فائدة الاسترخاء والتأمل على العلاقة الجنسية

تكمن أهمية الاسترخاء والتأمل في تحسين الأداء الجنسي من خلال النقاط التالية:

  • التقليل من التوتر، يؤثر التوتر المزمن سلباً على معدلات هرمون التستسرون (بالإنجليزية: Testosterone) الذي له دور أساسي في العلاقة الجنسية.
  • تحسين التركيز، إذ يساعد التأمل والاسترخاء على رفع مستوى التركيز.
  • تعزيز الوعي الذاتي، إذ يساعد الاسترخاء والتأمل الشخص على التركيز على حاضره وعدم التفكير بالماضي أو المستقبل ويساعد الشخص على التعامل مع الأفكار السلبية بطريقة إيجابية لتخطيها.
  • التقليل من الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي، حيث يساعد التأمل والاسترخاء على ضبط معدلات الاوكسجين، وضغط الدم، ونبضات القلب ضمن معدلاتها الطبيعية ويحافظ على توازن كهرباء الدماغ مما يساعد على تهدئة الجسم.
  • المساعدة على التخلص من الاكتئاب.
  • إمداد الجسم بالطاقة والراحة، يمد الاسترخاء والتأمل الجسم بالطاقة اللازمة له بشكلٍ قد يفوق ما يمنحه النوم للجسم.
  • زيادة الثقة في النفس، يتجنب الشخص ضعيف الثقة بنفسه مواجهة ضعفه والعمل على التخلص منه. فبما أن الاسترخاء والتأمل يعززان الثقة في النفس، يستطيع الشخص مواجهة ضعفه الذي يمكن أن يكون ضعف في القدرة الجنسية.
  • زيادة النشوة أثناء العلاقة الجنسية، يساعد الاسترخاء والتأمل على الاستمتاع أثناء ممارسة العلاقة بين الشريكين.

للمزيد: الجماع والاستجابات الجنسية

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن اضطراب الإرجاز؟


نصائح للاستفادة من التأمل والاسترخاء في تحسين الأداء الجنسي

تستغرق عملية التأمل والاسترخاء بضع دقائق إذ يمكن من خلالها تخيل ممارسة العلاقة مع الشريك الآخر بطريقة جيدة، والتفكير بالأفكار الإيجابية فقط التي من الممكن ان تحسن العلاقة الجنسية بينهما بالاضافة إلى أخد شهيق وزفير من منطقة البطن. يمكن ممارسة التأمل أو الاسترخاء خلال المشي أو ممارسة الرياضة على الاجهزة الرياضية.

الاختلاف في أثر الاسترخاء والتأمل على الأداء الجنسي بين الرجال والنساء

تتأثر النشوة الجنسية عند النساء بشكلٍ كبيرٍ بالنواحي العاطفية والنواحي العقلية، إذ أنّ المشاكل والصعوبات التي تمر بها المرأة في حياتها يمكن أن تسبب ضعفاً في تركيزها أثناء ممارستها العلاقة الجنسية، لذا يعد الاسترخاء والتأمل أساسيان في تحسين الأداء الجنسي عند النساء. وفي المقابل لا يعتقد بعض الرجال بأن الاسترخاء والتأمل يساعدان في تحسين الأداء الجنسي ويعتبرونه مضيعة للوقت ولا فائدة له، والسبب في ذلك يكمن بأن الرجال لديهم القدرة على التركيز وعدم التشتت أكثر من النساء.