تعد مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض من الاضطرابات الصحية الشائعة بين النساء، وعادة ما تكون النساء المصابات بتكيس المبايض تعانين أيضًا من مقاومة الإنسولين، مما يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين الحالتين، لذا يجب فهم هذه العلاقة جيدًا للتمكن من التعامل معهما بشكل صحيح.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن العلاقة بين مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض، بالإضافة إلى بعض الإرشادات الهامة التي يمكن اتباعها للسيطرة على الحالتين.
ما هي مقاومة الإنسولين ؟
يتضمن دور الإنسولين الأساسي تنظيم مستويات السكر في الدم، وذلك عن طريق إدخال السكر من الدم إلى الخلايا، لكي تستهلكه في إنتاج الطاقة والقيام بوظائفها الحيوية، تحدث مقاومة الإنسولين عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الإنسولين بهذا الشكل الفعال على الرغم من إنتاج كمية كافية من الإنسولين، وذلك نتيجة مقاومة الخلايا لفعل الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي.
يستجيب الجسم لذلك من خلال انتاج كمية إضافية من الإنسولين مما يؤدي إلى فرط الإنسولين، وإذا لم يتم التعامل مع مقاومة الإنسولين بشكل صحيح، واتباع نمط حياة صحي فقد تتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني.[1]
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن سكر الدم
العلاقة بين مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض
قد تكون مقاومة الإنسولين هي أحد عوامل خطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الإنسولين إلى حدوث التهابات، ومضاعفات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض
كذلك يمكن أن تؤثر مقاومة الإنسولين التي ترتبط بالسمنة عند النساء على وظيفة منطقة تحت المهاد والغدة النخامية بالدماغ، مما يزيد من إنتاج الهرمونات الأندروجينية التي تسبب متلازمة تكيس المبايض.[2]
اقرأ أيضًا: أسباب تكيسات المبايض
أعراض مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض
قد تتشابه أعراض مقاومة الإنسولين عند النساء المصابة بمتلازمة تكيس المبايض والنساء اللاتي لا يعانين من التكيس، لذلك يجب على النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أن يكونوا على دراية بتلك الأعراض بسبب الارتباط الوثيق بين الحالتين، وقد تشمل الأعراض ما يلي:[1][2]
- تصبغات داكنة، وزيادة سماكة الجلد، التي تظهر عادة في ثنايا الجلد حول الرقبة، والفخذ، والإبط.
- الجوع المفرط، حيث يزداد شعور الفرد بالجوع بسبب ارتفاع مستويات الإنسولين في الجسم.
- زيادة الوزن وصعوبة فقدانه، حيث يساعد الإنسولين على تخزين الجلوكوز في الكبد والعضلات لتزويد الجسم بالطاقة، ولكن الجلوكوز الزائد يتم تخزينه على شكل دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
قد يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وأمراض التمثيل الغذائي الأخرى خلال مرحلة ما قبل السكري أو مرحلة الإصابة بمقاومة الإنسولين، وتستمر هذه المرحلة لفترة تتراوح بين 10 إلى 12 عامًا، حيث يفقد الجسم حساسيته المثلى للإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة بعد تناول الطعام، وتتضمن الأعراض الشائعة في هذه المرحلة انخفاض الطاقة، والشعور بالعطش، وكثرة التبول.
اقرأ أيضًا: أعراض تكيس المبايض
تشخيص مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض
ينصح بإجراء فحص دوري للنساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض للكشف عن مقاومة الإنسولين، والتعرف عليها في المراحل المبكرة، حتى يمكن البدء في العلاج بشكل سريع، وقد تشمل الاختبارات المستخدمة للكشف عن مقاومة الإنسولين ما يلي:[3]
- اختبار مستوى الإنسولين أثناء الصيام، ويعد هذا الاختبار أكثر دقة في تحديد مقاومة الإنسولين مقارنة بالاختبار الصائم لمستوى الجلوكوز في الدم.
- اختبار تحمل الجلوكوز الهيموغلوبين (بالإنجليزية: HbA1C) الذي يعطي نتيجة متوسطة لمستويات الجلوكوز في الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة.
قد يطلب الطبيب المختص أيضًا إجراء المزيد من الاختبارات إذا تطلب الأمر، للتمكن من التشخيص الصحيح وتحديد العلاج المناسب.
اقرأ أيضًا: مضاعفات إصابة المرأة بمرض السكري
علاج مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض
لا يوجد علاج محدد بشكل عام لمتلازمة تكيس المبايض، حيث لا يمكن الشفاء منها بشكل كامل، لكن يمكن أن تساعد بعض العلاجات جنبًا إلى جنب مع نمط الحياة الصحي على تحسين الحالة، والوقاية من تطورها إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتشمل أهم العلاجات والعادات الصحية ما يلي:[1]
- دواء ميتفورمين: يمكن أن يصف الطبيب دواء ميتفورمين لمساعدة المرضى على تحسين حساسية خلايا أجسامهم للأنسولين، حيث ينتمي ميتفورمين إلى مجموعة الأدوية المحفزة لحساسية الخلايا للإنسولين، مما يساعد على تحسين مستويات الجلوكوز في الدم وخفض مستويات الأندروجين، كذلك يمكن أن يساعد ذلك على تنظيم عملية الإباضة.
- مكملات ميو-اينوزيتول:تحتوي بعض الأطعمة، مثل الذرة، والفاصوليا، والفواكه، والمكسرات، على مركب يسمى الإينوزيتول، يمكن أن يساعد هذا المركب على تحسين مستوى الإباضة وخفض مستويات الإنسولين، وتحسين مقاومة الجسم للأنسولين في حالات متلازمة تكيس المبايض.
- اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي على تحسين مقاومة الإنسولين، وذلك من خلال الاعتماد على كميات كبيرة من الخضروات، والفواكه، والدهون الصحية التي توفر العديد من الفوائد الصحية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة تكيس المبيض.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض، ويمكن أن يحسن أيضًا من مقاومة الإنسولين.
- فقدان الوزن: يمكن أن يساعد فقدان الوزن على تحسين مقاومة الإنسولين وتخفيف الأعراض المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض.
- تحديد النسل الهرموني: يمكن استخدام وسائل منع الحمل لتحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل حب الشباب ونمو الشعر الزائد، ولكنها قد لا تؤثر على مقاومة الإنسولين .
- الإنسولين: يمكن وصف الإنسولين للمساعدة على التحكم في الحالات الأكثر شدة لمقاومة الإنسولين وتكيس المبايض.
اقرأ أيضًا: نصائح تساهم في الوقاية من مرض السكري
نصيحة من الطبي
ينبغي على النساء اللاتي تعاني من مقاومة الإنسولين وتكيس المبايض طلب المشورة الطبية من أجل الحصول على العلاج المناسب، كذلك سيقدم الطبيب النصائح والتغييرات اللازمة في نمط الحياة لمنع تطور الحالة إلى داء السكري من النوع الثاني.