يصنف فيتامين د ضمن مجموعة الفيتامينات الذائبة في الدهون التي تحتاجها أجسامنا بشكل كبير لدورها في عمليات بناء الكتلة العظمية والحفاظ على قوتها، كما يقوم بتعزيز جهاز المناعة والوقاية من الإصابة ببعض أنواع السرطان.

انتشر نقص فيتامين د في الآونة الأخيرة بشكل كبير في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث يرتبط نقص فيتامين د في العديد من الآثار السلبية المتعلقة في صحة العظام، والعضلات، كما تؤثر سلباً على الصحة النفسية. هنالك عدة تساؤلات تدور حول تأثير استخدام واقي الشمس وفيتامين د، إضافة للأسئلة التي تتمحور حول هل من الممكن أن يسبب واقي الشمس نقصاً في فيتامين د وهذا ماسنقوم بتوضيحه ضمن هذا المقال.

العوامل التي تؤثر على الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس

يساهم التعرض لأشعة الشمس بالحصول على بعض احتياجات الجسم من فيتامين د، يتم تحول مركب الديهيروكوليسترول (بالإنجليزية: Dehydrocholestrol-7) بمجرد التعرض للأشعة البنفسجية من نوع ب إلى المركب الأولي لفيتامين د (بالإنجليزية: Previtamin D3) الذي يتحول بدوره إلى المركب النشط من فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) داخل الجسم، حيث تؤثر العوامل التالية على مدى حصول الجسم على فيتامين د من أشعة الشمس:

  • اختلاف الموسم، تختلف شدة أشعة الشمس باختلاف الموسم إذ يؤثر وجود الغيوم والضباب على مدى انتشار أشعة الشمس وبالتالي يكون له تأثير على كمية فيتامين د التي يحصلها الجسم من أشعة الشمس.
  • وقت التعرض للشمس خلال اليوم: يفضل أن يتم التعرض للشمس ما بين الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 3 عصراً لمدة 5 - 30 دقيقة مرتين أسبوعياً على الأقل. يساهم تعرض الوجه، واليدين، والساقين، والظهر للحصول على فيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس.
  • محتوى الجلد من الميلانين؛ حيث أن البشرة الداكنة يمكنها امتصاص كميات أقل من فيتامين د بمجرد التعرض لأشعة الشمس.
  • نوع واقي الشمس المستخدم، يساهم نوع واقي الشمس في مدى قدرة الجسم على امتصاص الجسم لفيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس.

للمزيد: أين يوجد فيتامين د؟

أهمية واقي الشمس لحماية البشرة

تنصح الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بأخذ الحيطة عند التعرض لأشعة الشمس وذلك باستخدام واقي الشمس المناسب بانتظام لما له دور في الوقاية من الإصابة بمشاكل البشرة المختلفة كما له دور في الوقاية من الإصابة بسرطان الجلد وظهور علامات تقدم السن في وقت مبكر. حيث يساهم اختيار واقي الشمس المناسب في الحصول على كميات كافية من فيتامين د والوقاية من أشعة الشمس الضارة في آن واحد بحيث لا يتسبب في الإصابة بنقص فيتامين د.

مبدأ عمل درجة حماية واقي الشمس

تعرف درجة الحماية فيالواقي الشمسي(الإنجليزية:SPF Sun Protection Factor) بقدرة واقي الشمس على وقاية البشرة من التعرض للتلف والأمراض عند التعرض للأشعة الفوق بنفسجية من نوع ب الصادرة ضمن أشعة الشمس. تساهم واقيات الشمس ذات درجة الحماية 15 على سبيل المثال في وقاية البشرة من أضرار الشمس المتلخصة في الأشعة الفوق بنفسجية من نوع ب بما يقارب خمس ساعات تقريباً. لذلك ينصح بوضع واقي الشمس قبل التعرض للشمس بما يقارب نصف ساعة وتجديده كل ساعتين تقريباً أو بعد التعرق أو السباحة.

للمزيد: هل تعرف كيف تختار واقي الشمس المناسب؟

دراسات حول علاقة واقي الشمس وفيتامين د

يتبلور دور واقيات الشمس في وقاية البشرة من أضرار الأشعة الفوق بنفسجية الصادرة ضمن أشعة الشمس، إذ تبين الدراسات التالية مدى تأثير واقي الشمس على امتصاص فيتامين د من أشعة الشمس:

تشير دراسة أجريت عام 2017 في بلجيكا على عينة مكونة من 72 شخص بينهم رجال ونساء يبلغ متوسط أعمارهم 23 عاماً إلى أن وضع واقي الشمس ذو درجة الحماية 50 يقلل من امتصاص فيتامين د بعد التعرض للأشعة الفوق بنفسجسية من نوع ب، كما لوحظ أن مستويات فيتامين د في الجسم لم تتأثر بشكل ملحوظ وهذا الأمر يفسر أن هنالك مصادر داخلية تنتج فيتامين د داخل الجسم.

كما أظهرت دراسة أخرى أجريت عام 2016 في النرويج أن وضع كمية قليلة ما يقارب 0.8-1 مليجرام لكل سنتيميتر مربع من واقي الشمس ذو معامل الحماية 30 لا يمنع امتصاص فيتامين د من أشعة الشمس وهذا يعني أن هنالك جزء من الأشعة الفوق بنفسجية تصل إلى الجلد.

كما أظهرت دراسة أجريت عام 2020 في مؤسسة سرطان الجلد أن الإستخدام الصحيح لواقي الشمس باختلاف عامل الحماية يسمح بوصول 2-7% من الأشعة الفوق بنفسجية من نوع ب للجلد، النسبة الكافية لتصنيع فيتامين د.

وفقاً لما نشر على موقع جامعة هارفارد الطبي فإن الاستخدام الصحيح لواقيات الشمس بحيث يستخدم بكميات معتدلة لا يؤثر بشكل كبير على امتصاص فيتامين د من اشعة الشمس وفي نفس الوقت يمرر كميات غير ضارة من الأشعة الفوف بنفسجية مما يساهم في الوقاية من الإصابة بأمراض الجلد أو ظهور علامات تقدم السن.