يشعر العديد من الأفراد بالدوخة والإرهاق العام قبل الإفطار في شهر رمضان نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم، بينما قد يعاني البعض من الدوخة بعد الإفطار، وقد يُعزى ذلك لأسباب مختلفة. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب الدوخة بعد الإفطار، وكيفية التعامل معها بطرق فعالة وصحية، كما سنلقي نظرة على الأعراض المصاحبة لها.
لا يعد الشعور بالدوخة بعد الإفطار في رمضان ظاهرة نادرة، بل هو أمر شائع قد يحدث نتيجة استجابة طبيعية من الجسم لبعض التغيرات المؤقتة في مستوى السكر أو ضغط الدم خلال أيام الصيام. ولكن في حال تكرر الشعور بالدوخة بعد الإفطار، يجب على الشخص مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وخاصة إذا كان يعاني من حالة طبية مثل مرض السكري. [1]
أسباب الدوخة بعد الإفطار في رمضان
تتعدد الأسباب المؤدية إلى الشعور بالدوخة بعد تناول الإفطار في رمضان، وفيما يلي شرح مبسط لتلك الأسباب: [1][2][3]
- انخفاض ضغط الدم بعد الأكل (بالإنجليزية: Postprandial Hypotension): قد يعاني بعض الأشخاص من انخفاض ضغط الدم الانقباضي حتى يصل إلى 20 مل زئبقي بعد ساعتين من تناول الطعام وهذا ما يعرف بانخفاض ضغط الدم بعد الأكل.
- نقص السكر التفاعلي: يصاب به عادة مرضى السكري أو حالة ما قبل مرض السكري وذلك لقيام أجسامهم بإفراز الإنسولين بمستويات عالية. ولا يقتصر نقص السكر التفاعلي على هذه الفئة فقط، فقد يصاب به أيضاً هؤلاء الذين يعانون من نقص معين في بعض الإنزيمات الهاضمة، كذلك الخاضعين لعمليات المعدة سابقاً.
- تناول أدوية السكري: قد يؤدي تناول أدوية السكري قبل تناول وجبة الإفطار إلى انخفاض مستوى سكر الدم بعد تناول الطعام، لذا يُنصح مرضى السكر الذين يشكون من الدوخة بعد الإفطار بمراجعة الطبيب المختص لتعديل الخطة الغذائية والدوائية الخاصة بهم.
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension): يُعرف كما يشير الإسم إلى انخفاض ضغط الدم عند تغير وضعية الجسم بشكل مفاجئ من الجلوس إلى الوقوف أو كما يعرف بشكل شائع بفورة الرأس. ومن أسباب حدوثه فقر الدم، أو الحمل، أو الجفاف، أو العدوى والحرارة، أو أمراض القلب والشرايين.
- حساسية الطعام: تعد أحد الأعراض التي يمكن أن تصاحب أعراض حساسية الطعام كالشعور بالخدران والحكة في الفم أو آلام البطن. ويجب التنويه هُنا بضرورة التوجه إلى الطوارئ في حال ظهور أعراض الحساسية المفرطة (بالإنجليزية: anaphylaxis).
للمزيد: أسباب الدوخة بعد الإفطار في رمضان
أعراض الدوخة بعد الإفطار في رمضان
يمكن أن يصاحب الشعور بالدوخة عدة أعراض، منها: [4]
- الشعور بخفة الرأس أو الإغماء.
- الشعور بالدوار.
- الشعور بعدم ثبات وضعية الجسم.
- فقدان التوازن.
- الشعور بالطفو على الأرض.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الإغماء
هل الصيام يخفض من نسبة السكر التراكمي؟ فقد كان السكر التراكمي لدي آخر مرة قبل رمضان 8.1 وأخبرني الطبيب أنني يجب أن اخفض، فهل يمكن أن يساعدني الصيام على خفض السكر التراكمي
تشخيص الدوخة بعد الإفطار في رمضان
عند الشعور بالدوخة بعد الإفطار بشكل متكرر، ينصح بمراجعة الطبيب المختص للقيام بالفحوصات التشخيصية اللازمة كفحص مستوى السكر الدم وضغط الدم قبل وبعد تناول الطعام بالإضافة إلى عدة فحوصات أخرى لحساسية الطعام اعتماداً على الأعراض المصاحبة والتاريخ الطبي والعائلي المرضي، وفيما يلي شرح مختصر لهذه الفحوصات التشخيصية: [3]
- فحص تحمل السكر التداخلي (بالإنجليزية: Mixed-meal tolerance test): في هذا الفحص، يتم تزويد الشخص المصاب بشراب مخصص يحتوي على السكر لرفع مستواه في الدم لتحفيز إفراز الإنسولين، وبعد ذلك يقوم الطبيب بفحص مستوى سكر الدم ومراقبة معدل الانخفاض على عدة مراحل خلال الخمس ساعات التالية من تناول الشراب.
- مراقبة ضغط الدم على مدى 24 ساعة: يتم ذلك عن طريق تثبيت جهاز ضغط دم محمول على الجسم، يقوم بقياس ضغط الدم عدة مرات بشكل متواصل خلال اليوم بما في ذلك أوقات تناول الطعام.
- فحص اختبار حساسية الجلد: ففي هذا الاختبار يتم حقن مسببات الحساسية الغذائية بكميات قليلة تحت الجلد ومراقبة رد الفعل التحسسي الظاهر على الجلد في مكان الحقن.
- فحص حساسية الدم: يتم قياس نوع محدد من الأجسام المضادة والتي تُسمى بالجلوبيولين المناعي من نوع E في الدم والذي ينطلق نتيجة رد فعل مناعي تجاه بروتينات محددة في أطعمة غذائية محددة.
- الحمية الغذائية المانعة (بالإنجليزية: Elimination diet): يقوم مبدأ هذه الحمية على إقصاء أنواع معينة من الأطعمة من النظام الغذائي على مدى محدد من الزمن ومن ثم إعادة هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي مرة أخرى بطريقة مدروسة لتحديد مسببات الحساسية منها عند ظهور أعراض رد فعل تحسسي تجاه أحدها.
علاج الدوخة بعد الإفطار في رمضان
كما ذكرنا سابقًا، قد يصاب الشخص بالدوخة بعد الإفطار في رمضان نتيجة تغيرات طبيعية في الجسم لا تحتاج إلى أي علاج طبي، ويجب على الشخص اتباع النصائح المتعلقة بالوقاية منها.
أما إذا كان سبب الإصابة بالدوخة مرضيًاـ فيعتمد العلاج في هذه الحالية على علاج السبب الكامن وراء الإصابة بها، وفيما يأتي توضيح لبعض هذه الحالات: [1]
- الدوخة الناتجة عن انخفاض مستوى السكر في الدم: يعتمد العلاج في هذه الحالة على تناول 15 إلى 20 غرامًا من الكربوهيدرات. ويمكن فعل ذلك من خلال شرب نصف كوب من عصير الفاكهة. ويساعد هذا الإجراء على استقرار مستوى السكر في الدم وتخفيف الأعراض بشكل سريع.
- انخفاض ضغط الدم بعد الأكل: يعتمد علاج الدوخة في هذه الحالة على اتباع بعض النصائح التي تساعد على التحكم في الأعراض أو التغلب عليها كالاستلقاء، وذلك لعدم وجود أي علاجات خاصة بها.
- الإصابة بالحساسية: يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين، مثل دواء اللوراتادين أو السيتيريزين على تخفيف أعراض الحساسية، بما في ذلك الدوخة. داخل الجسم.
الوقاية من الدوخة بعد الإفطار في رمضان
يمكن الوقاية من الشعور بالدوخة بعد الإفطار باتخاذ التدابير الاحتياطية التالية: [1][5]
- شرب الماء قبل تناول وجبة الإفطار أو خلالها: يُنصح بتناول 300-800 مل من الماء قبل تناول وجبة الطعام لتجنب انخفاض ضغط الدم بعد الأكل. كما يساعد شرب الماء خلال تناول وجبة الطعام على الوقاية من الإصابة بالدوخة بعد الإفطار في رمضان.
- تناول وجبات صغيرة متفرقة: يُنصح بتجزئة وجبة الإفطار على 6 حصص صغيرة متفرقة، بمعنى كل 2-3 ساعات، إذ إن تناول وجبة كبيرة من شأنه أن يُحفز انخفاض ضغط الدم بعد الأكل.
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب الجفاف: من أمثلتها الأطعمة الغنية بالصوديوم كالمخللات، والكافيين.
- تجنب الوقوف مباشرة بعد الإفطار: ينصح بعدم الوقوف لمدة تتراوح بين 30-60 دقيقة بعد تناول وجبة الإفطار، حيث يكون ضغط الدم منخفضاً خلال تلك الفترة عقب تناول الطعام، لذا يُنصح بالجلوس أو الاستلقاء لمدة ساعة بعد وجبة الإفطار.
- تقليل تناول الكربوهدرات البسيطة: يساهم التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في بعض الأطعمة كالخبز الأبيض والبطاطا, والأرز التي تمتاز بسهولة هضمها وبالتالي زيادة العرضة إلى انخفاض ضغط الدم بعد الأكل والاستعاضة بتناول الكربوهيدرات المعقدة كالحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية.
- تبني نمط حياة صحي: يشمل ذلك ممارسة الرياضة والالتزام بحمية غذائية صحية للسيطرة على الوزن وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المسببة للدوخة.
- السيطرة على الحالات المرضية المزمنة: يجب مراجعة الطبيب واستشارته فيما يتعلق بالوضع الصحي والخطة العلاجية والحاجة إلى تعديل العلاجات، وخاصة لمرضى الضغط والسكري.
اقرأ أيضًا: أهمية التوازن الغذائي في رمضان