الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي

على الرغم من تطور تشخيص الإصابة بمرض التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) في الآونة الأخيرة، إلا أنه قد تتشابه الأعراض السريرية ونتائج الفحوصات التصويرية مع أمراض أخرى، وقد أفادت بعض التقارير الصادرة عن مراكز التصلب اللويحي المتخصصة أن 30% من الحالات المصابة بالتصلب اللويحي قد تم تشخيصها بشكل خاطىء بأمراض أخرى، ومن الأمثلة على الأمراض والحالات المرضية التي تشابه التصلب اللويحي: الصداع النصفي، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، وألم العضلات الليفية، والعديد من الأمراض الالتهابية والمعدية والأيضية غير الشائعة، وسنتحدث في هذا النص بمزيد من التفصيل عن جميع الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي.

اقرأ أيضاً: الأشكال المتعددة لمرض التصلب اللويحي ومعلومات حولها

الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي

تكمن مشكلة التشخيص الخاطىء للتصلب اللويحي أنه لا يوجد اختبار محدد أو فحص واحد يؤكد الإصابة بالمرض، إضافة إلى أن الأعراض تتفاوت بشكل كبير بين المصابين، وتتشابه مع أعراض أمراض أخرى، وفيما يلي نستعرض أهم الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي:

مرض لايم

ينتج مرض لايم (بالإنجليزية: Lyme Disease) عن الإصابة بعدوى بكتيرية ينقلها قراد الأيل، وتتمثل أعراضه بالتعب العام، والحمى، والصداع، وآلام العضلات والمفاصل، وقد تشمل الأعراض المتقدمة الشعور بالخدران في اليدين والقدمين، مع مشاكل في الإدراك، كفقدان الذاكرة قصيرة المدى، وصعوبات في الكلام، وفي حال كان الشخص يعيش في بلد تنتشر به الإصابة بمرض لايم فإن الطبيب قد يرجح الإصابة به بعد القيام بالتشخيص.

الصداع النصفي

هو أحد أنواع الصداع الذي يسبب الشعور بألم شديد مع خفقان، وحساسية للضوء أو الأصوات أو الروائح، يرافقه القيء والغثيان، والدوخة وتشوش الرؤية، ويعد الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine) أحد الأمراض الشائعة التي تتشابه في التشخيص مع التصلب اللويحي.

متلازمة العزلة الإشعاعية

لا يعاني المصابون بمتلازمة العزلة الإشعاعية (بالإنجليزية: Radiologically Isolated Syndrome) من أعراض مرض التصلب اللويحي، لكن تظهر لديهم آفات في دماغهم تشابه الآفات الموجودة لدى مرضى التصلب اللويحي.

الاعتلال الفقاري

الاعتلال الفقاري (بالإنجليزية: Spondylopathies) هو مجموعة من الاعتلالات والالتهابات في الفقرات، ومن الأمثلة عليه التهاب الفقار المقسط (التهاب الفقار الروماتويدي) (بالإنجليزية: Ankylosing spondylitis)، وتتشابه أعراضه مع أعراض التصلب اللويحي، كآلام المفاصل والتعب العام.

الاعتلال العصبي

من الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي هو الاعتلال العصبي (بالإنجليزية: Neuropathy)؛ أو تلف الأعصاب، ومن الأمثلة عليه اعتلال الأعصاب الطرفية والذي يعد شائعاً عند مرضى السكري، إذ يصابون به نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يسبب تلفاً للأعصاب الطرفية، وتظهر الأعراض على شكل فقدان القدرة على التنسيق بين حركات الجسم، وضعف العضلات، وصعوبة المشي وتحريك الذراعين والساقين، ويوجد عدة أنواع للاعتلال العصبي؛ منها الحسّي، أو الحركي، أو اللاإرادي، وقد لا تتشابه الأعراض كلها مع أعراض التصلب اللويحي.

اضطرابات التحويل والاضطرابات النفسية

اضطرابات التحويل والاضطرابات النفسية (بالإنجليزية: Conversion and Psychogenic Disorders) هي الاضطرابات التي تحدث بسبب الإجهاد النفسي الذي يتحول فيما بعد إلى مرض جسدي؛ مثل العمى أو الشلل، فيصاب الشخص دون وجود تفسير طبي للإصابة، ويتم تشخيص الحالة في بعض الأحيان بالتصلب اللويحي، لأنها من الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي.

اضطراب طيف النخاع العصب البصري

وهو مرض التهابي يهاجم غمد الميالين (بالإنجليزية: Myelin Sheaths) وهي الطبقة التي تحيط بالألياف العصبية، ويعد من الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي، إذ يتشابه معه في كثير من الأعراض، وقد يسبب أيضاً فقدان البصر، والشعور بألم في إحدى أو كلتا العينين، مع الشعور بالخدران وفقدان الإحساس في الذراعين والساقين، مع صعوبة التحكم في المثانة والأمعاء، لكن من المهم الحصول على التشخيص الصحيح لاضطراب طيف النخاع العصب البصري (بالإنجليزية: Neuromyelitis Optica Spectrum Disorder)؛ فقد يشخص بشكل خاطىء على أنه تصلب لويحي؛ ومتابعة خطة علاجية بناء على ذلك؛ مما يزيد من وضع المريض سوءاً، وينبغي الخضوع لتحليل دم معين يعرف بNMO IgG antibody test الذي يفرق بين الحالتين.

الذئبة

تعد الذئبة (بالإنجليزية: Lupus) أحد أمراض المناعة الذاتية وهي أحد الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي، وتصيب النساء أكثر من الرجال، وقد تسبب آلاماً في العضلات، وتورم المفاصل، والتعب والصداع، مع ظهور طفح جلدي يشبه شكل الفراشة على الوجنتين والأنف، لكن فقط نصف المصابين بالذئبة يظهر عليهم هذا الطفح الجلدي.

السكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) عندما لا يحصل جزء من الدماغ على كمية كافية من الدم، وبالتالي لا يحصل على الأوكسجين والمواد المغذية التي يحتاجها، وتظهر أعراض السكتة الدماغية بصورة سريعة على شكل فقدان البصر، وفقدان الإحساس في جانب واحد من الأطراف، وصعوبة في المشي والكلام، وهي أعراض تتشابه مع تفاقم حالة التصلب اللويحي.

الألم العضلي الليفي

تتشابه الأعراض كثيراً بين الألم العضلي الليفي (بالإنجليزية: Fibromyalgia) والتصلب اللويحي مما يجعله أحد الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي الذي يشخص بشكل خاطىء، وتشمل أعراض الألم العضلي الليفي على شكل صداع، وألم المفاصل والعضلات، والشعور بخدران وتنميل في الأطراف، ومشاكل في الذاكرة، وتعب عام، لكن يمكن التفريق بينهما عن طريق تصوير الرنين المغناطيسي، الذي لا يظهر آفات على الدماغ لدى مرضى الألم العضلي الليفي بعكس الآفات التي تظهر لدى مرضى التصلب اللويحي.

متلازمة شوغرن

متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren s syndrome) هو أحد أمراض المناعة الذاتية ويعد من الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي، وتتشابه عموماً أعراضها مع أعراض أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

الالتهاب الوعائي

الالتهاب الوعائي (بالإنجليزية: Vasculitis) وهو التهاب الأوعية الدموية، وقد يسبب أعراضاً شبيهة بالتصلب اللويحي، مثل الآلام والخدران وضعف الأطراف، ومشاكل الإدراك وغيرها.

الوهن العضلي الوبيل

الوهن العضلي الوبيل (بالإنجليزية: Myasthenia Gravis) أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، يعد من الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي، يشعر المصاب بضعف العضلات لكن بشكل متقطع، مع صعوبة المشي والمضغ والبلع وصعوبة الكلام، وهي أعراض تتشابه مع أعراض التصلب اللويحي.

الساركويد

الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis) أحد أمراض المناعة الذاتية المشابهة للتصلب اللويحي، من أعراضه التعب العام وتراجع الرؤية، لكن الساركويد يهاجم أيضاً الرئيتين والعقد الليمفاوية والجلد، ومن أعراضه أيضاً السعال وتورم العقد الليمفاوية، وتغير لون مناطق محددة في الجلد.

نقص فيتامين ب12

قد يعاني المصاب بنقص فيتامين ب12 من أعراض مشابهة للتصلب اللويحي؛ مثل التعب العام، والتشوش الذهني، والخدران والتنميل في اليدين والقدمين، لكن يمكن الكشف عنه بسهولة بواسطة تحليل مخبري يقيس مستوى فيتامين ب12 في الدم.

التهاب الدماغ و النخاع المنتثر الحاد

التهاب الدماغ و النخاع المنتثر الحاد (بالإنجليزية: Acute disseminated encephalomyelitis) حالة مرضية تتمثل بالتهاب حاد للدماغ والنخاع، وتظهر الأعراض على شكل حمى، وتعب عام، وصداع، وغثيان، وقيء، وفقدان البصر، وصعوبة المشي، وهو أحد الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي، لكن التهاب الدماغ والنخاع يصيب الأطفال بنسب أكبر، بعكس التصلب اللويحي الذي يعد شائعاً عند البالغين.

الآثار المترتبة على التشخيص الخاطىء للتصلب اللويحي

تعد مشكلة التشخيص الخاطىء للتصلب اللويحي ذات آثار ونتائج سيئة على المرضى وعلى طاقم الرعاية الصحية أيضاً، فبينما تقدر حالات الإصابة ب1 مليون مصاب بالتصلب اللويحي في الولايات المتحدة الأميركية، ما يقارب 20% من هذه الحالات تم تشخيصها بشكل خاطىء، وخضعت لعلاج التصلب اللويحي لسنوات عديدة، ويعزى السبب في ذلك إلى صعوبة تشخيص مرض التصلب اللويحي، لتشابه الأعراض والنتائج التحليلية للفحوصات مع أمراض عديدة سبق ذكرها في هذا النص.

وذلك يعرض المصاب إلى الآثار الجانبية غير المرغوب بها من علاجات التصلب اللويحي، إضافة إلى تدهور حالته الصحية وتفاقم مرضه الرئيسي الذي يتشابه مع التصلب اللويحي، بالإضافة للتكلفة المادية للعلاجات التي تصرف في غير مكانها، مما يجعل هذه المشكلة مقلقة للجهات الصحية، وتحتاج إلى توجيهات وأبحاث أكثر لإيجاد حلاً لها.