تزداد احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض خلال فصل الشتاء، بما فيها الإنفلونزا والزكام. ويعد كل من الرضع والأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض مقارنة بالكبار البالغين لأن المناعة لديهم لا تزال في مرحلة النمو والتطور.
هذا المقال يتناول الحديث حول أمراض الشتاء والأطفال، حيث أنه يذكر ما هي أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء، وكيف يمكن التعامل مع والوقاية من أمراض الشتاء عند الأطفال.
يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض أثناء فضل الشتاء، حيث يمكن أن يصاب الشخص البالغ بنزلات برد من مرتين إلى أربع مرات سنوياً، في حين يمكن أن يصاب الأطفال بثمانية إلى 12 نزلات برد خلال السنة.
وما يزيد من أهمية الحديث حول أمراض الأطفال في الشتاء هو إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة لدى الأطفال بعد الإصابة بأمراض الشتاء الشائعة، وذلك خاصة لدى الرضع الصغار جداً والأطفال الذين ولدوا مبكراً، أو الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرئة أو من أمراض القلب الخلقية.
إن الجيد في الأمر، هو أنه يمكن علاج معظم الأمراض التي تصيب الأطفال في الشتاء في المنزل، وذلك باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والراحة.
الأمراض الشائعة عند الأطفال في الشتاء
يوجد عدد من الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء على وجه الخصوص، ومنها:
نزلات البرد والزكام
والتي تتمثل بحدوث التهاب في الجهاز التنفسي العلوي بسبب أحد الفيروسات المختلفة، وهي من أكثر أمراض الشتاء التي تصيب الأطفال شيوعاً، حيث أن معظم حالات عدم الذهاب إلى المدرسة عند الأطفال تكون ناجمة عن الإصابة بنزلات البرد والزكام.
تستمر نزلات البرد والزكام من 7 - 10 أيام، وتسبب عدد من الأعراض المختلفة بما فيها:
- احتقان الأنف.
- سيلان الأنف.
- السعال.
- التهاب الحلق.
- العطس.
- الحمى الخفيفة.
التهاب القصيبات الهوائية
يؤدي التهاب القصيبات الهوائية إلى تراكم المخاط فيها، مما يسبب صعوبات في التنفس لدى الأطفال، وهو من الأمراض التي تصيب الأطفال في الشتاء بشكل شائع، وغالباً ما يحدث بسبب العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي، وهي عدوى تنفسية فيروسية شائعة عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنتين، ولكنها يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بفيروسات أخرى.
يسبب الفيروس المخلوي التنفسي عدد من الأعراض، بما فيها:
- أعراض تشبه أعراض البرد.
- الأزيز أو خروج صوت يشبه الصافرة عند التنفس.
- زيادة معدل التنفس.
- السعال المستمر.
كما يمكن أن يتسبب هذا الفيروس بانقطاع النفس عند حديثي الولادة خلال الشهر الأول من العمر.
تستمر العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي لمدة 1 - 2 أسبوع، كما يمكن أن يعد خطيراً في بعض الأحيان. ويجب التنويه إلى أن إصابة الرضيع الذي ولد مبكراً أو الذي ولد بمشاكل في الرئة أو القلب بالتهاب القصيبات يمكن أن يتطلب رعاية إضافية مقارنة بالأطفال الآخرين.
الانفلونزا
إن الإنفلونزا هي عدوى فيروسية شديدة تصيب الرئتين والمجاري التنفسية العلوية، والتي تسببها عدة أنواع من الفيروسات، وهي من الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء بشكل شائع جداً.
تستمر الإنلفونزا لمدة 3 إلى 7 أيام، وتسبب الأعراض التالية:
- ألم العضلات.
- حمى.
- صداع.
- إرهاق.
- سعال جاف.
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
التهاب الرئة
إن التهاب الرئة من الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء بعد الإصابة بنزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو أي مرض آخر. يمكن أن يحدث التهاب الرئة نتيجة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية، ويسبب الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال مع وجود بلغم لونه أصفر أو أخضر.
- الأزيز.
- سرعة التنفس.
- صعوبة التنفس.
- انتفاخ البطن.
- ألم الصدر.
التهاب الحلق
إن التهاب الحلق هو عدوى بكتيرية معدية، وهي من أمراض الشتاء التي تصيب الأطفال وخاصة لدى الذين تتراوح بين 5 - 15 عاماً، ويمكن أن تشمل أعراض التهاب الحلق ما يلي:
- ألم الحلق.
- صعوبة البلع.
- الحمى.
- ألم المعدة.
- صداع الراس.
يعد علاج التهاب الحلق سهل وسريع، وهو مهم جداً لمنع حدوث المضاعفات عند الطفل ومن ضمنها حدوث خراج الحلق أو خلف البلعوم.
انفلونزا المعدة
إن إنفلونزا المعدة هي التهاب فيروسي معدي جداً يحدث في المعدة والأمعاء، والذي يتم وصفه عادة بعسر الهضم، ويحدث نتيجة الإصابة بالنورافيروس، ويسبب عدد من الأعراض المختلفة بما فيها:
- القيء.
- الإسهال المائي.
- وجع البطن.
- الحمى الخفيفة.
- الصداع.
- الإعياء.
وتعد إنفلونزا المعدة من أمراض الشتاء التي تصيب الأطفال بشكل سريع بعد التعرض للفيروس المسبب لها، وتختلف الأعراض التي تسببها في مدتها، فمثلاً، عادة ما يستمر القيء من يوم إلى يومين، في حين يمكن أن تستمر بعض أعراض الجهاز الهضمي الأخرى لمدة تصل إلى أسبوع.
اقرأ أيضاً: كيفية حماية الطفل من برد الشتاء
علاج الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء
إن علاج الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء عادة ما يكون سهلاً، ومعظم هذه الأمراض هي فيروسية المنشأ، بالتالي فهي لا تحتاج إلى استخدام المضادات الحيوية.
وفيما يلي عدد من النصائح للتعامل من أمراض الشتاء التي تصيب الأطفال:
- إعطاء الطفل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) للتقليل من الحمى، وذلك بناء على الجرعة التي وصفها طبيب الأطفال.
- تناول جرعات صغيرة من محلول علاج الجفاف الفموي، والذي يساعد في الحفاظ على رطوبة جسم الطفل ومنع الجفاف الناجم عن القيء والإسهال.
- استخدام شفاط الأنف والقطرات الأنفية التي تحتوي على محلول ملحي وذلك للتخفيف من انسداد الأنف.
- استخدام التبخيرات التي تساعد الطفل على النوم بشكل أفضل في الليل، وذلك من خلال تخفيف المخاط في رئتيه وأنفه.
- تناول ملعقة صغيرة من العسل للأطفال الذي تجاوزت أعمارهم الـ 12 شهر، وذلك للتخفيف من التهاب الحلق.
- القيام بالغرغرة بالماء الدافئ المالح للتخفيف من ألم الحلق والتهابه لدى الأطفال الكبار.
- الحرص على تناول الشوربات الدافئة.
- القيام بحمام دافئ للطفل.
- استخدام القليل من المستحضرات التي تحتوي على المينثول للتخفيف من احتقان الصدر.
وفي حال ثبت أن سبب المرض عند الطفل، هو الإصابة بالعدوى البكتيرية، عندها يجب مراجعة الطبيب للحصول على المضاد الحيوي المناسب للطفل، كما يمكن الاستعانة بالنصائح السابقة للتخفيف من الأعراض.
الوقاية من الأمراض التي تصيب الأطفال في فصل الشتاء
نظراً لوجود العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال في الشتاء، فإنه ينصح بعدد من التدابير الوقائية للتخفيف من حدوث هذه الأمراض عند الطفل، ومنها:
- تشجيع الطفل على غسل يديه باستمرار بالماء والصابون.
- الحرص على أخذ الطفل لقسط من الراحة خلال اليوم.
- الحرص على تناول الطفل للغذاء الصحي وشربه لكميات وفيرة من المياه.
- إبعاد الطفل عن الأشخاص الذين لديهم أعراض واضحة تدل على إصابتهم بالزكام أو الأنفلونزا.
- إعطاء الطفل اللقاحات والمطاعيم، ومنها لقاح الإنفلونزا.
- الحرص على عدم اختلاط المولود الجديد أو الرضيع الأصغر سناً وتواجده في الأماكن التي تحتوي على الكثير من الأشخاص الآخرين.
- إعطاء الطفل زجاجة ماء خاصة به عند ذهابه إلى المدرسة، وذلك لتجنب استخدام نافورة مياه المدرسة التي يمكن أن تتلوث بالفيروسات والبكتيريا.
اقرأ أيضاً: التغذية في فصل الشتاء
كما يجب أخذ الحيطة والحذر من الإصابة بأمراض الشتاء عند الأطفال الذين يعانون من الربو والسعال المزمن، فهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى المزيد من الرعاية من أجل حمياتهم من أية مضاعفات يمكن أن تشكل خطراً على صحة المريض.
اقرأ أيضاً: طرق تهوية المنزل في الشتاء