تدور تساؤلات كثيرة حول إمكانية زواج ذوي الإعاقة، وتأثير ذلك على حياة كل منهما وكيفية تعاملهما مع الحياة الزوجية ومع إنجاب الأطفال تحديداً، في ظل وجود إعاقات جسدية أو لغوية أو عقلية أو غيرها من الإعاقات. وغالباً ما تكون نظرة الفتاة ذات الإعاقة أكثر نضجاً وواقعية عند اختيار الشريك المناسب من ذوي الإعاقة، بينما يطمح الشاب ذو الإعاقة للزواج من فتاة لا تمتلك إعاقة في أغلب الأحيان.
الضوابط التي تحكم زواج ذوي الإعاقة
في حال كان حدوث الزواج ضروري سواء كان الطرفان من ذوي الإعاقة أو كان أحد الطرفين فقط من ذوي الإعاقة، فكيف يمكن إنجاح هذا الزواج، وما هي الضوابط التي تضمن حق كل منهما وحق أولادهما فيما بعد في حياة كريمة وما المصاعب التي قد تواجههما؟
مبدئياً يجب الأخذ بعين الاعتبار الضوابط الشرعية والدينية في قضية الزواج، والتي لا خلاف عليها أو غنى عنها في حياة المعاقين وغير المعاقين، إلأ أنه يتم استفتاء أهل الثقة من الشيوخ في بعض الأمور الخاصة التي ربما تتعلق بحياة المعاقين الزوجية دون غيرهم.
أما من الناحية الاجتماعية، فيرى أهالي المعاقين الذين يلعبون دوراً أساسياً في نجاح الزواج أو فشله، فغالباً ما يرون زواج المعاق من فتاة لديها نفس إعاقته أو إعاقة مختلفة هو زواج متكافئ، كأن يكون هو معاق سمعياً وهي معاقة حركياً مثلاً، فهذا الأمر يساعد على التكافؤ في القدرات بحيث يقوم أحدهما بما يعجز عنه الآخر وتكون الحياة الزوجية تكاملية دون شعور أحدهما بالدونية أو العجز مع شريك حياته، كما يساعد ذلك على استمرار العلاقة الزوجية لفترة أطول نتيجة حاجة كل منهما للآخر في حياته.
المصاعب التي تواجه زواج ذوي الإعاقة
تبدأ المصاعب في الظهور مع الرغبة في الإنجاب، فلو كان اختيار الزوجين فيه تكافؤ وتراض فلا بأس، لكن الفجوة تظهر عند إنجاب الأطفال وظهور الصعوبات التالية:
- صعوبة اكتساب الأطفال السليمين لأبوين معاقين سمعياً، اللغة ومهارات التواصل الشفهي والكلام، وذلك لاستخدام الزوجين لغة الإشارة في التواصل.
- إن كان الشريكان من ذوي الإعاقات العقلية، فهذا قد يحدث فجوة بين الأبناء ووالديهم بعد نضوجهم، بحيث يصبحون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات أكثر من والديهم وأكثر ذكاءً وقدرة على التصرف السريع، وهو أمر خطير خاصة في سنوات المراهقة بحيث لا يكون للأب والأم سلطة على تصرف الأولاد، فقد لا يفهمون تصرفاتهم التي ربما تكون مؤذية لأنه لا توجد سلطة عليهم، وربما يؤدي هذا الأمر إلى احتقار الأبناء لوالديهم لعدم قدرتهم على استيعابهم أو التواصل معهم.
- شعور بالنقص عند كلا الزوجين، ولوم كل منهما نفسه على أي مشكلة قد تحدث بينهما، ويزداد هذا الشعور عندما يكون أحد الزوجين فقط من ذوي الإعاقة والآخر سليم، فقد يولد عدم التكافؤ هذا إلى تشكل العديد من الفجوات في علاقتهم.
- إن كان أحد الزوجين فقط يعاني من الإعاقة، فإنه قد يشعر بالعبء من تقديم الرعاية له، والشعور بالعبء الزائد من المسؤولية المترتبة على ذلك، وقد يشعر أحياناً بالذنب والعجز عن تقديم المساعدة الكافية.
- عبء مادي، وذلك لأن الإعاقة قد تؤثر على قدرتهم على العمل مهما كان، ومواصلتهم له لساعات طويلة، كما تزيد الإعاقة من النفقات الطبية، وخصوصاً عند الحاجة لمستلزمات خاصة كالكرسي المتحرك.
- قد تؤثر الإعاقة وخصوصاً إن كانت شديدة على العلاقة الجنسية للزوجين، إذ قد يتسبب عدم تقدير الذات، وقلة الثقة بالنفس وبشكل الجسم، بالاكتئاب، والقلق الذي يؤثر بشكل كبير على علاقة الزوجين.
لذا، من المهم وجود مراكز رعاية خاصة بتأهيل المعاقين للزواج والرعاية بأبنائهم، إن لم يكونوا من ذوي الإعاقات حتى لا يخرج الأمر عن سيطرة الوالدين.
اقرأ أيضاً: كيفية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع