تشكل أمراض القلب المسبب الأول للوفيات في العالم، أهمها أمراض القلب التاجية، واضطرابات نظم القلب. ومن ناحية أخرى تنتشر أمراض الجهاز الهضمي بين الناس بشكلٍ كبير، مثل الارتجاع المريئي وأمراض الأمعاء الالتهابية.

وتظهر العديد من الدراسات العلاقة الوثيقة بين الجهاز الهضمي والقلب، إذ غالباً ما تتشابه أعراض الإصابة بمشكلة في القلب مع أعراض أمراض الجهاز الهضمي. كما يمكن أن يصاب المريض بداءٍ في القلب ومشكلة في الجهاز الهضمي في نفس الوقت، مما قد يصعب عملية تشخيص المرضين معاً.

ومن المعروف أنه يوجد العديد من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي والتي قد تظهر أعراضاً قلبية، مثل ألم الصدر الذي يشابه ألم الذبحة الصدرية.

فما هي الأمراض القلبية والأمراض الهضمية التي قد تتشابه بالأعراض؟

النوبة القلبية

تحدث النوبة القلبية عند يتعرض أحد الشرايين التي تغذي عضلة القلب للانسداد، ما يؤدي إلى نقص التروية الدموية لعضلة القلب، وهذا ما يؤدي إلى الألم الشديد في عضلة القلب.

عادةً يكون الألم المرافق للنوبة القلبية حاداً، وشبيهاً بالشعور بالطعن، أو بالشعور بالضغط الكبير على الصدر.

كما قد تظهر الأعراض التالية على المريض:

  • قصر التنفس.
  • دوار.
  • تعرق بارد.
  • غثيان.
  • اضطراب أو تسارع ضربات القلب.
  • الشعور بالاختناق.
  • خدران في الذراع أو اليد.

تعتبر النوبة القلبية حالة طبية طارئة، ويجب التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى عند ظهور الأعراض لتجنب تلف عضلة القلب.

الذبحة الصدرية

الذبحة الصدرية هي قلة التروية الدموية لعضلة القلب، وهي ناتجة عن انسداد جزئي للشرايين التاجية التي تغذي القلب. يستمر الدم بالتدفق في هذه الشرايين، لكن بشكلٍ ضعيف.

يوصف الألم الناتج عن الذبحة الصدرية بالضغط الشديد، وكأن القلب يُعصر. كما قد يترافق الألم مع الأعراض التالية:

  • آلام أخرى في الجزء العلوي من الجسم.
  • دوار.

أحياناً قد تعتبر الذبحة الصدرية نوبة قلبية بالخطأ، لكن الذبحة الصدرية لا تسبب ضرراً دائماً لعضلة القلب. يوجد نوعان للذبحة الصدرية:

  • ذبحة صدرية ثابتة

وهي متعلقة ببذل الجهد الجسدي، أي تصيب المريض عندما يقوم بنشاط فيزيائي يتطلب ضح المزيد من الدم لعضلة القلب، وهي تزول عند الراحة.

  • ذبحة صدرية غير ثابتة

يمكن أن تصيب المريض دون سبب حتى أثناء الاسترخاء والراحة، وتعتبر أخطر من الذبحة الصدرية الثابتة، لأنها قد تزيد خطر الإصابة بالنوبة القلبية.

الارتجاع المعدي المريئي

الارتجاع المعدي المريئي هي حالة شائعة تحدث عندما تصل محتويات المعدة إلى المريء مسببةً تخريش المريء والشعور بالحرقة. والفرق بين حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي هو أن الارتجاع الحمضي المريئي أكثر سوءاً من حرقة المعدة، وعادةً يكون أيضاً حالة مستمرة وليست مؤقتة.

ويسبب الارتجاع المعدي المريئي أعراضاً مثل ألم الصدر، وشعور حارق في الصدر، بالإضافة للشعور بالاختناق وبوجود شيء في الحلق، وهي أعراض مشابهة جداً لأعراض النوبة القلبية، لكنها ليست حالة طبية طارئة ولا تحتاج تدخلاً طبياً مستعجلاً.

مع ذلك يجب استشارة طبيب بخصوص المرض، لأن التريض الحمضي لفترة طويلة قد يسبب مضاعفاتٍ خطيرة على الصحة.

حصوات المرارة

حصوات المرارة هي كتل صغيرة متصلبة من الكوليسترول أو البيليروبين، وهي تتكون في الحويصلة الصفراوية المسؤولة عن إفراز العصارة الصفراوية، التي تساعد في عملية الهضم.

وعندما تتسبب الحصوات بانسداد المرارة، يصاب المريض بألم حاد في الجزء العلوي من البطن، وقد ينتشر الألم إلى الصدر أيضاَ.

عادةً ما يشعر المريض بنوبات الألم بعد تناول وجبات كبيرة من الطعام. يجب على المريض استشارة طبيب فوراً عندما يستمر الألم لأكثر من ساعة أو ساعتين، وعندما يترافق الألم مع الأعراض التالية:

  • التقيؤ.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تغير لون البول أو لون البراز.

اعتلال عضلة القلب

اعتلال عضلة القلب هو مجموعة من الأمراض التي تؤثر على قوة عضلة القلب، فقد تتسبب هذه الأمراض إما بزيادة سماكة العضلة، أو بنقصان سماكتها، أو بتؤثر على القدرة الإنقباضية للعضلة، مما يؤثر على ضخ الدم.

قد يصاب المريض باعتلال عضلة القلب نتيجة الإصابة بمرض آخر، أو قد يكون المرض وراثياً.

تتضمن أعراض اعتلال عضلة القلب ما يلي:

  • قصر التنفس، خاصةً بعد بذل مجهود.
  • تورم القدمين والكاحلين.
  • ألم في الصدر، يزيد شدة بعد بذل مجهود أو بعد تناول وجبة دسمة.
  • خفقان القلب.
  • اضطراب نظم القلب.

التهاب البنكرياس

التهاب البنكرياس قد يكون حاداً أو مزمناً، إن كان حاداً فقد يبدأ بشكلٍ مفاجئ ويمكن شفاؤه، وإن كان مزمناً فقد يرافق المريض طوال حياته، ويسبب ضرراً دائماً لللبنكرياس.

اقرأ أيضاً: دور التغذية في علاج التهاب البنكرياس

وتتضمن أعراض التهاب البنكرياس الحاد والمزن ألماً في الجزء العلوي من البطن، ينتشر إلى الصدر والظهر. في حالة التهاب البنكرياس الحاد يستمر الألم لعدة أيام ويترافق مع التقيؤ، وارتفاع درجة الحرارة، وانتفاخ البطن.

في حالة التهاب البنكرياس المزمن يكون الألم ثابتاً ويزيد سوءاً بعد الوجبات، كما قد يعاني المريض أيضاً من التقيؤ والإسهال، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى فقدان الوزن.

هل تؤثر أمراض القلب على الجهاز الهضمي؟

يتأثر الجهاز الهضمي بشكلٍ مباشر بأمراض القلب، إذ أن القلب يضخ حوالي 20-25% من الدم المحمل بالأكسجين إلى الجهاز الهضمي، وبعد تناول الطعام قد تتضاعف هذه النسبة. في الوضع الطبيعي يتمكن القلب والجهاز الهضمي وباقي أعضاء الجسم من تنسيق هذه العملية دون مشاكل.

لكن في حالة الإصابة بتجمع اللوائح الدهنية في الشرايين التي تغذي الأمعاء، تتضيق هذه الشرايين وتقل التروية الدموية إلى الأمعاء، وهذه الحالة شبيهة بالذبحة الصدرية حين تتجمع الدهون في الشرايين المغذية للقلب.

عندما تقل التروية الدموية للأمعاد يصعب هضم الطعام، وقد تظهر الأعراض التالية على المريض في هذه الحالة:

  • ألم حاد يبدأ بد تناول الطعام أو بعد الوجبات، ويخف بعد ثلاثة ساعات تقريباً.
  • إسهال، وغثيان، وتقيؤ بعد تناول الطعام.

وتسمى هذه الحالة بالذبحة البطنية، أو الذبحة المعوية. اقرأ أيضاً: هل سمعت عن الذبحة المعوية؟