يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة الشائع حدوثها لا سيما بين كبار السن، وتعود أسباب مرض السكري إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بالإضافة إلى العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة.
يتناول هذا المقال أسباب مرض السكري من النوع الأول والثاني، وعوامل الخطورة، وكذلك أسباب حدوث سكري الحمل.
أسباب مرض السكري النوع الأول
يعرف مرض السكري من النوع الأول (بالإنجليزية: Type 1 Diabetes) باسم سكري الأطفال أو السكري المعتمد على الإنسولين، وفي هذا النوع لا يفرز الجسم هرمون الإنسولين. [1]
تشمل أسباب مرض السكر من النوع الأول ما يلي:
التوقف عن إنتاج الإنسولين
يعمل الإنسولين على إدخال السكر الموجود في الدم إلى خلايا الجسم للاستفادة منه، ويحدث مرض السكر من النوع 1 عندما يهاجم جهاز المناعة بالخطأ خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن تصنيع هرمون الإنسولين ويدمرها، مما يؤدي إلى توقف إنتاج الإنسولين وعدم حصول الجسم على ما يكفي من الطاقة. [2]
بالرغم من أن السبب الدقيق وراء الإصابة غير معروف، ولكن هناك فرضيات حول أسباب مرض السكري عند الأطفال والتي تتضمن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. [3]
ومن أمثلة العوامل البيئية ما يلي: [3]
- الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.
- السموم الكيميائية في الطعام.
- دخول شيء أو مركب غريب أدى إلى رد فعل مناعي ذاتي.
العوامل الوراثية
ترجع أسباب مرض السكري من النوع الأول أيضاً إلى عوامل جينية، إذ تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بالسكري، حيث تظهر الإحصائيات وفقاً لجمعية السكري الأمريكية أن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول إذا كان أحد الأبوين أو الأشقاء مصاباً به. [4]
أسباب مرض السكري النوع الثاني
يعد مرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 Diabetes) هو النوع الأكثر شيوعاً، إذ أنه مسؤول عن 95% من حالات بمرض السكري، ويرتبط حدوثه إلى حد كبير بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني. [5]
تعود أسباب مرض السكري من النوع الثاني إلى أن خلايا بيتا في البنكرياس تفرز الإنسولين بكميات أقل من احتياجات الجسم، أو أن مستوى الإنسولين يكون طبيعياً أو مرتفعاً ولكن خلايا الجسم لا تستجيب له على نحو صحيح، وهو ما يطلق عليه مقاومة الإنسولين. [6]
يحدث مرض السكر نوع 2 نتيجة عوامل جينية وبيئية، ونذكر فيما يلي أسباب وعوامل خطر مرض السكري:
العوامل الوراثية
تعد الجينات من أسباب حدوث مرض السكري، حيث تزيد احتمالية إصابة الفرد بالسكري من النوع الثاني بمقدار 4 أضعاف تقريباً إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالسكري من النوع الثاني، بينما في حالة إصابة كلا الوالدين بالسكري فهناك احتمالية 50% لإصابة الشخص بالسكري؛ لذا يلاحظ انتشار مرض السكري بشكل أكبر بين العائلات وبعض المجموعات العرقية. [7]
مقاومة الأنسولين
تعود أسباب مرض السكري من النوع الثاني في بعض الحالات إلى عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الإنسولين بالرغم من إفرازه بكميات كافية من البنكرياس. يؤدي ذلك في البداية إلى إنتاج البنكرياس مزيداً من الإنسولين للتغلب على مقاومة الجسم، ولكن بمرور الوقت تُستنزف خلايا بيتا وتقل كمية الإنسولين التي تفرزها، وبذلك ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم. [4]
اقرأ أيضاً: اعتقادات خاطئة حول مرض السكري
زيادة الوزن والسمنة
يعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، نظراً لأن زيادة الوزن تسبب حدوث مقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى ذلك ترتبط مقاومة الإنسولين بزيادة دهون البطن. [2]
يشار أيضاً إلى أن السمنة أصبحت أحد أسباب مرض السكري عند الشباب مؤخراً، حيث لوحظ زيادة الإصابة بالسكري بين المراهقين والشباب بسبب ارتفاع معدلات السمنة. [8]
قلة النشاط البدني
تفيد ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المقاومة بانتظام في تحسين استجابة الأنسجة العضلية للإنسولين؛ ومن هذا المنطلق فإن قلة النشاط البدني قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري النوع 2. [4]
التقدم في العمر
يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 مع التقدم في العمر، إذ ترتفع مخاطر الإصابة به بعد سن 45 عاماً، ومع ذلك فإن الإصابة بالسكري ازدادت مؤخراً بشكل كبير بين الأطفال، والمراهقين، والشباب. [4]
عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
بالإضافة إلى أسباب مرض السكري النوع 2 فهناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة، منها: [6]
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم عن 150 ملغ/ ديسيلتر.
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد عن 40 ملغ/ ديسيلتر.
- أمراض القلب.
- نظام غذائي عالي الدهون والكربوهيدرات.
- الإفراط في شرب الكحول.
- متلازمة تكيس المبايض.
- بعض أنواع الأدوية، مثل التاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) والستيرويدات.
اقرأ أيضاً: طرق علاج مرض السكري النوع الثاني
أسباب مرض السكري عند الحامل
يحدث سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes) وهو نوع من مرض السكري يظهر أثناء فترة الحمل فقط، ومع ذلك فإن 50% تقريباً من النساء اللاتي عانين من سكري الحمل سوف يصابون بمرض السكري من النوع 2 فيما بعد، وذلك بحسب ما تشير إليه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. [1]
يعتقد العلماء أن سكري الحمل يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية في الحمل إلى جانب العوامل الوراثية ونمط الحياة. [2]
تتضمن أسباب مرض السكري عند الحامل ما يلي: [2] [9]
- مقاومة الإنسولين: تفرز المشيمة بعض الهرمونات التي تعمل على الحفاظ على الحمل والتي يعتقد أنها تتداخل مع استجابة الجسم للإنسولين؛ مما يؤدي إلى حدوث مقاومة الإنسولين في بعض الحالات والإصابة بسكري الحمل.
- التاريخ العائلي: تلعب الجينات دوراً في حدوث سكري الحمل؛ إذ يزيد وجود تاريخ عائلي لمرض السكري من احتمالية الإصابة بسكري الحمل.
تشمل عوامل خطر مرض السكري عند النساء الحوامل ما يلي: [3]
- زيادة الوزن أو السمنة.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- تاريخ من إنجاب طفل وزنه أكبر من 4 كغم.
اقرأ أيضاً: هل يؤثر مرض السكري على الحمل والإنجاب؟
أسباب مرض السكري الثانوي
يحدث السكري الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Diabetes) نتيجة الإصابة بحالات طبية أخرى، مثل الأمراض التي تصيب البنكرياس أو الغدد الصماء الأخرى. [10]
تشمل أسباب مرض السكري الثانوي ما يلي: [10]
- التليف الكيسي.
- داء ترسب الأصبغة الدموية.
- متلازمة تكيس المبايض.
- متلازمة كوشينغ.
- التهاب البنكرياس المزمن.
- سرطان البنكرياس.
- الورم الغلوكاغوني.
- استئصال البنكرياس.
اقرأ أيضاً: مضاعفات مرض السكري وطرق الوقاية منها