يعد مرض الاكتئآب العامل الأهم في تحديد الحالة الصحية لدى مصابي الشلل الرعاش، أي ما يسمى بداء باركينسون، وذلك بناء على ما بينته نتائج مبكرة لدراسة واسعة أجريت على مجموعة كبيرة من مصابي هذا الداء الذي يعرف بأنه مرض دماغي يؤثر على العضلات، حيث يؤدي إلى تصلبها، وذلك فضلا عن ما يسببه من أعراض وعلامات أخرى، منها الرجفان وبطء الحركة.
ويضاف أن الخبراء يرون أن ما يصل إلى نصف مصابي هذا الداء يواجهون أحد أشكال الاكتئآب في وقت ما من مرضهم. كما وأن الأبحاث قد أشارت إلى أن الاكتئآب والقلق هم أكثر شيوعا لديهم مقارنة بمصابي أي مرض مزمن آخر.
ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات قد وجدت أن الاكتئآب لا يشخص ولا يعالج لدى الكثيرين من مصابي هذا الداء بشكل كاف.
وتجدر الإشارة إلى أن النتائج المبكرة للدراسة المذكورة تشير إلى أن تأثير الاكتئآب على الحالة الصحية لمصابي الشلل الرعاش تصل إلى ضعف تأثير الأعراض الحركية المصاحبة له عليهم.
ويذكر أن الباحثين الذين قاموا بالدراسة المذكورة قد لاحظوا أن تشخيص مرض الاكتئآب لدى مصابي الشلل الرعاش كان أصعب مما عليه الحال لدى غيرهم، وذلك كون مصايي هذا الداء يكون لديهم، في بعض الأحيان، أعراض تخفي أعراض الاكتئآب والتغيرات المزاجية، منها الشعور بالتعب والجمود في تعبيرات الوجه.
وبناء على ما وجدته هذه الدراسة من ضرورة صحية من الناحيتين، الجسدية والنفسية، للكشف عن الاكتئآب لدى مصابي الداء المذكور، فقد أوصت المؤسسة الوطنية للباركينسون الأطباء بإجراء تقييم لمصابي هذا الداء لمرة واحدة على الأقل في كل عام للكشف عن وجود أعراض اكتئآبية لديهم أو عدمه.
كما وأوصت مصابي الداء المذكور بإعلام طبيبهم في حالة الشعور بتغيرات مزاجية أو أعراض أخرى تنم عن احتمالية كونهم مصابين بالاكتئآب، منها الشعور بآلام جسدية غير ناجمة عن سبب واضح.
ومن الجدير بالذكر أن يوصى أيضاً باصطحاب أحد أفراد عائلة المصاب أو أصدقائه المقربين معه عند زيارته للطبيب، وذلك ليقوم بإعلامه عن ملاحظته لوجود أعراض اكتئآبية أو غير ذلك على المصاب، إن وجدت..
أما عن الهدف وراء هذه الوصايا، فهو القيام بتشخيص مرض الاكتئآب، إن وجد، بأسرع وقت ممكن، حيث أن ذلك يزيد من فعالية العلاج.
وبناء على ما وجدته هذه الدراسة حول مدى تأثير الاكتئآب على الحالة الصحية لمصابي الشلل الرعاش، فقد علق الدكتور ماثيو ستيرن على ذلك مشيرا إلى أن علاج الاكتئآب لدى هذه الفئة يعد من ضمن الضرورات، وذلك من أجل التخفيف من وطأة الداء المذكور عليهم، فضلا عن تخليصهم من الاكتئآب.