تعد فوبيا أو رهاب أطباء الأسنان أحد أكثر أنواع الفوبيا (بالإنجليزية:Phobia) انتشاراً.
تشير الدراسات والإحصاءات الطبية إلى أن هناك أكثر من 4% من البشر يعانون من فوبيا أطباء الأسنان، وتختلف أسباب الإصابة بهذا الخوف المرضي باختلاف المصابين به.
أسباب فوبيا أطباء االأسنان
قد تشمل أسباب فوبيا أطباء الأسنان ما يلي:
- اعتقاد البعض أن العلاج قد يكون مؤلماً.
- ارتباط روائح وأصوات عيادات الأسنان بتجارب غير جيدة مر بها المصاب في مرحلة الطفولة.
- إدخال أجهزة وأدوات غريبة في الفم، والتي يستخدمها الطبيب في عمله، وكذلك إدخال يده، بالإضافة إلى الأفكار السلبية التي تظهر باستمرار عن معالجة الأسنان.
- رؤية المظهر الخارجي للطبيب، حيث يثير ذلك خوف وقلق البعض، بالذات عقب ارتدائه القفازات البيضاء والكمامة.
- جهل البعض بما ينتظره خلف باب حجرة طبيب الأسنان، ويخاف الشخص بصورة إجمالية من المجهول.
- معاناة البعض من مشاكل في التنفس من الأنف، والتي تؤدي إلى إصابتهم بخوف مرضي من عدم استطاعتهم التنفس خلال وجودهم عند طبيب الأسنان.
- خوف البعض من التخدير الموضعي؛ حيث تترك طبيعة التخدير الموضعي أثراً سلبياً عند المصاب بالخوف من طبيب الأسنان؛ حيث أن تخدير المريض أثناء العمليات الجراحية الأخرى يتم بشكل كلي، وبالتالي فإن المريض لا يشعر بما يدور حوله. يختلف الوضع في علاج الأسنان، حيث يشعر المريض بما يدور حوله، كما أنه في الماضي لم يكن بنج الأسنان متوافراً، وهو ما كان يتسبب في إجراء عمليات الأسنان دون تخدير.
- خوف الأطفال من طبيب الأسنان، وبالذات دون عمر المدرسة، وذلك نتيجة الاستماع إلى الحكايات والتجارب المؤلمة من الأقارب أو الأصدقاء، وكذلك ربما تعرض هو نفسه لتجربة سابقة مؤلمة مع طبيب الأسنان. ويمكن أن ترجع الإصابة إلى خوف الطفل بشكل عام من الحقن، وهو الخوف الذي يزيد عند رؤيته لحقنة البنج في يد الطبيب، وربما كان هناك حالة فوبيا من الأطباء بصفة عامة لديه.
نتائج فوبيا أطباء الأسنان
يتسبب رهاب أطباء الأسنان في تعرض بعض المصابين لحالات إغماء وفقدان للوعي. وأمثال هؤلاء يتجنبون الذهاب إلى عيادات الأسنان، مهما كانوا في حاجة إلى علاج.
علاج فوبيا أطباء الأسنان
المواجهة المبكرة ضرورية
يجب التعامل مع الخوف المرضي من طبيب الأسنان في سن مبكرة، حيث إن هذا النوع من الخوف يبدأ مع الكثيرين مبكراً ويزداد بمرور الوقت، وبالتالي فإن المواجهة المبكرة ستقضي عليه، ويصبح علاج الأسنان من الأمور اليسيرة.
ويجب على المصاب بفوبيا أطباء الأسنان أن يحدد السبب وراء هذا الخوف، والذي يبدأ من خوف عادي وينتهي بحدوث الرهاب، فمعرفة السبب تعتبر الخطوة الأولى على طريق العلاج لهذا الاضطراب والتعامل مع طبيب الأسنان بشكل طبيعي ودون قلق أو خوف.
الصبر واكتساب الثقة
ينصح علماء النفس أطباء الأسنان بالصبر بشكل كبير على المريض المصاب بهذا الخوف المرضي، لأن بعض حالات الهلع والخوف تكون حقيقية، أو تكون بسبب معاناة المريض من ألم الأسنان بصورة غير محتملة بالفعل، ولذلك يجب الالتزام بالهدوء وعدم إثارة توتر المريض بالتعنيف أو اللوم.
وعلى الطبيب أن يكون صاحب دعابة وذو حسٍّ فكاهي، وذلك بهدف التغلب على قلق المريض، وكذلك من أجل تقبله للإجراءات الطبية التي سيخضع لها.
ويُنصح أطباء الأسنان كذلك باكتساب ثقة المريض، من خلال جلسة الهدف منها إزالة الفوبيا لدى المصاب بها، وفي هذه الجلسة لا يتم استخدام أية أداة من أدوات الطبيب، ثم يمكن في الجلسات التالية استخدام الأدوات ببساطة شديدة ويمكن للمصاب بفوبيا أطباء الأسنان أن يذهب إلى عيادة الطبيب أولاً كزائر، وفي هذه الزيارة يقوم بالاطلاع على الأدوات والأجهزة، ويجري حواراً مع الطبيب عن الإجراءات الخاصة بحالته، ويقع هنا العبء الأكبر على الطبيب، من أجل إزالة قلق المريض حول عملية علاج الأسنان.
إعداد الطفل
يجب على الآباء إعداد أطفالهم قبل الشروع في الذهاب إلى طبيب الأسنان، وذلك من خلال توضيح دور الطبيب والهدف من الكشف الدوري للحفاظ على صحة الأسنان والوقاية من أمراض الأسنان واللثة والفم.
وينصح بالذهاب إلى عيادات الأسنان المخصصة للأطفال، أو التي يكون فيها قسم خاص بالأطفال، حيث يتوفر بها أشكال وألعاب مبهجة، وأفلام الصغار الجاذبة المتحركة. كما ينبغي أن يكون المتخصص لديه مهارة التعامل مع الصغار وتشجيعهم.
ويعتبر من أكبر صور إشعار الطفل بالأمان، إخفاء حقنة التخدير من أمامه، وذلك بالاعتماد على طرق الضحك واللعب، وأداء المهمة بسرعة قبل أن يشعر الصغير بأي وجع.
الصورة الذهنية الجيدة
يجب على الآباء التنبه بتجنب الحديث بصورة سلبية عن أطباء الأسنان أمام أطفالهم، وذلك حتى لا يترسخ انطباع ذهني سيئ لديهم عن أن طبيب الأسنان منبع للوجع، وبالتالي يتولد لديهم شعور بالخوف من الذهاب إليه، وعلى العكس يجب رسم صورة جيدة، والتحدث معهم عن دوره في العناية بالأسنان وأهمية ذلك.
ويجوز إعطاء حوافز تشجيعية للطفل عندما يزور طبيب الأسنان ويلتزم فيها بتعليماته، كما يجوز له أن يحضر لعبته المفضلة معه إلى العيادة.
ويستحب عند وجود أكثر من طفل في حاجة إلى الذهاب إلى عيادة الأسنان عدم الذهاب بهم معاً، وذلك حتى لا ينتقل خوف الطفل إلى أخيه.
ويشير الأطباء إلى أنه من النادر اللجوء إلى التخدير الكلي في علاج أسنان الأطفال، ولا يتم هذا الأمر إلاّ في بعض الحالات الخاصة، على سبيل المثال، تلك التي تحتاج إلى علاج مطول، وبالتالي فإن الطفل سيشعر فيها بالألم بشكل أكبر.
خط اتصالات المساعدة في التغلب على فوبيا الأسنان
توفر بعض الدول خط اتصالات للمساعدة السنية، ودور هذا الخط هو تلقي المكالمات المتعلقة بالخوف أو الرهبة من دكتور الأسنان، حيث يتصل المصابين بفوبيا أطباء الأسنان مع هذا الخط طلبا للمساعدة، وذلك بعد أن أصبح مظهر أسنانهم مقززاً ونفد صبرهم، أو أنهم شعروا بأن ألم أسنانهم لم يعد يطاق.
ويشير القائمون على هذا الخط أن هناك بالفعل بعض المصابين برهاب أطباء الأسنان لم يذهبوا إلى المتخصص منذ عدة سنوات.
القبضة السنية
أدى التطور التكنولوجي الذي لحق بعلاج الأسنان إلى إزالة الكثير من المخاوف والقلق الذي يعاني منه المصاب بفوبيا أطباء الأسنان.
ويعتبر من صور التطور التكنولوجي القبضة السنية، وهي نظام حقن إلكتروني يبدو مثل القلم، ويوصل المخدر بشكل بطيء، وبذلك يكون الألم معدوماً. وتعتبر هذه الآلية ممتازة للمصابين بهذا الخوف المرضي.
كما يمكن استخدام الجل المخدر لتخدير اللثة قبل الحقن، وبذلك لا يشعر المريض بوخز الحقنة.
إعداد: رياض العارف