يفقد الجسم السوائل باستمرار عن طريق التعرق أو التبول، وفي المقابل تدخل إليه السوائل عند الشرب أو تناول الطعام المحتوي على الماء.

في الحالات الطبيعية، يبقى الجسم في اتزان بين فقدان السوائل واكتسابها. لكن عند خسارة كميات من السوائل أكبر مما يكتسب، حينها يدخل الجسم في مرحلة الجفاف.

في هذا المقال سنقدم أهم المعلومات حول جفاف الجسم من السوائل، وعن مدى خطورة هذه الظاهرة وكيفية علاجها.

جفاف الجسم من السوائل - نظرة عامة

يدخل الجسم في حالة من الجفاف عند عدم تعويض السوائل التي يفقدها، ويكون ذلك إما بسبب التقصير في شرب الماء؛ أو بسبب خسارة الجسم لكميات كبيرة من السوائل بشكل مفاجئ كالحالات التالية: [1]

  • التعرق الزائد.
  • القيء.
  • الإسهال الشديد.

يوصى بشرب ما لا يقل عن 11.5 كوبًا من الماء يوميًا للنساء، في مقابل 15.5 كوبًا من الماء للرجال. كما يجب على الرياضيين زيادة هذه الكمية إذ أنهم يخسرون المزيد من السوائل؛ وذلك لتجنب الدخول في حالة جفاف.

من الممكن أن يكون جفاف الجسم من السوائل حادًا أو بسيطًا، فأما البسيط فيمكن علاجه بالممارسات المنزلية بسهولة، وأما جفاف الجسم من السوائل الحاد، فهو عادة حالة طارئة تتطلب الذهاب إلى المستشفى. [2]

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف

بعض الأشخاص هم أكثر عرضة من غيرهم للدخول في حالات جفاف الجسم من السوائل، ومنهم: [1] [3]

  • الأشخاص الذين يعملون لفترات طويلة في أماكن معرضة لحرارة الشمس المباشرة.
  • كبار السن: يضعف الجسم عند التقدم في العمر ويصبح أقل قدرة على حفظ الماء، وبالتالي تزداد فرصة الإصابة بالجفاف.
  • الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل داء السكري وأمراض الكلى.
  • الرياضيون مثل العدائين وراكبي الدراجات ولاعبي كرة القدم.
  • الرضع والأطفال الصغار، وهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف نظرًا لأنهم الأكثر احتمالية للإصابة بأكثر أسباب جفاف الجسم من السوائل شيوعًا، وهو الإسهال.
  • المقيمون في المناطق المرتفعة.

أسباب جفاف الجسم من السوائل

للتعرف على حالة مرضية ما، يجب أن نفهم أسبابها جيدًا، وعادة ما يكمن علاج الحالة في إزالة المسبب. [3]

فيما يلي أهم أسباب جفاف الجسم من السوائل:

  • عدم شرب الماء بكميات كافية: على الرغم من كونه أمرًا في غاية البساطة، لكن كثيرًا من الناس يغفل عنه. التقصير في شرب الماء يعني عدم تعويض السوائل التي يفقدها الجسم، وبالتالي الدخول في حالة الجفاف. لمعرفة الكمية اللازمة من الماء التي تحتاجها، جرب استعمال حاسبة الماء المقدمة من موقع الطبي.
  • الإسهال الحاد أو القيء: يتسبب الإسهال وخصوصًا الإسهال الحاد في فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح بشكل مفاجئ وسريع، لا سيما إن كان مصحوبًا بنوبات القيء، في هذه الحالة فإن الشخص المصاب يكون عرضة للجفاف.
  • درجة حرارة الجسم: كقاعدة عامة، كلما زادت درجة الحرارة، زادت احتمالية التعرض إلى الجفاف. يزداد الأمر سوءًا عندما يصحب ارتفاع درجة الحرارة الإسهال أو القيء.
  • التعرق الزائد: عند التعرق بشدة لفترة طويلة، تزداد احتمالية الإصابة بخطر جفاف الجسم من السوائل.
  • التبول الزائد: وهذه الحالة تحصل عادة نتيجة مرض السكري، أو تناول أدوية إدرار البول، أو بعض أدوية الضغط المرتفع.

اقرأ أيضًا: أسباب جفاف العين وطرق علاجه

أعراض جفاف الجسم من السوائل

تعتمد أعراض الجفاف على حدة الحالة، وأشهر تلك الأعراض وأولها ظهورًا العطش الشديد، وهو آلية يحثك بها الجسد على زيادة كمية الماء الداخلة إلى الجسم. [4]

تشمل أعراض الجفاف الأخرى ما يلي:

  • الدوار.
  • الصداع الخفيف.
  • الإرهاق العام.
  • جفاف الفم والشفاه والعيون.
  • انخفاض كمية البول وعدد مرات التبول.
  • الضعف وعدم القدرة على بذل الجهد.

في أغلب الحالات، لا زال من الممكن في هذه المرحلة أن تقاوم الجفاف بشرب المزيد من السوائل. أما إذا استمر الجفاف دون علاج، فيصبح الشخص معرضًا للإصابة بمضاعفات الجفاف الخطيرة مثل حصوات الكلى والإمساك.

يتحول الجفاف إلى حالة طوارئ تستلزم الذهاب إلى المستشفى إذا وصل الأمر إلى مرحلة الجفاف الشديد. يجب نقل الشخص المصاب إلى المشفى عند ظهور أحد الأعراض التالية: [4]

  • إرهاق شديد وتشوش في التفكير.
  • دوار قوي عند الوقوف، يختفي في غضون لحظات.
  • مرور أكثر من 8 ساعات دون تبول.
  • ضعف وعدم انتظام ضربات القلب.
  • تشنجات.

اقرأ أيضًا: أعراض الجفاف وعلاماته المبكرة

أعراض الجفاف عند الرضع

يمكن الاشتباه بأن الرضيع دخل في حالة جفاف عند ظهور العلامات التالية: [4]

  • بكاء الرضيع دون دموع.
  • جفاف الفم.
  • انخفاض كمية البول.
  • دوار.
  • ضربات قلب سريعة.
  • برودة الأطراف.

المضاعفات المترتبة على الجفاف

ترك الجفاف دون علاج يتسبب في تطور الحالة وظهور المضاعفات الخطيرة مثل: [3]

  • فرط الحرارة الذي يتراوح حدته من تشنجات بسيطة إلى سكتات قلبية مميتة.
  • اضطرابات الكلى والجهاز البولي، مثل الحصوات أو عدوى الجهاز البولي أو الفشل الكلوي.
  • التشنجات الناتجة عن فقدان الجسم للأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم المسؤولان بشكل كبير عن انقباض وانبساط العضلات.
  • الإمساك.
  • جفاف الجلد والأنسجة الرخوة.
  • صدمة نقص حجم الدم.

علاج جفاف الجسم من السوائل

يتمثل العلاج الأمثل لحالة فقدان السوائل في تعويضها. تعويض هذه السوائل يكون عبر تناول كميات مناسبة من الماء أو العصائر المخففة واستعمال محلول الجفاف. في الفقرات التالية سنتناول علاج جفاف الجسم من السوائل في كل فئة على حدة.

جفاف الجسم من السوائل عند الرضع

يزداد الجفاف خطورة في حالة الرضع، في هذه الحالة أن يجب التوجه المباشر إلى المشفى، حيث سيتعامل الطاقم الطبي هناك بالشكل المناسب. [3] [4]

يمكن تحسين الحالة عبر إعطاء الرضيع بعض السوائل مثل لبن الرضاعة أو اللبن الصناعي والأفضل أن تعطيهم كميات قليلة على فترات متعددة.

لا ينصح بتخفيف الحليب الصناعي في حالة استعماله، ولا ينبغي تقديم عصيرات الفواكه خاصة في حالات الإسهال والقيء.

يوصى باستعمال محاليل الإماهة الفموية وإعطاء الرضيع بضع رشفات كل ساعة؛ لتعويض ما فقد من الأملاح.

الأطفال الصغار

يتشابه أسلوب التعامل في هذه الحالة مع الحالة السابقة، إذ ينصح أيضًا بإعطائهم محلول الجفاف بالجرعات المناسبة. في ذات الوقت، لا ينصح بمنحهم الماء فقط، لأنه قد يخفف مستوى الأملاح المتدني في الأساس بسبب الإسهال أو القيء. [3] [4]

اقرأ أيضًا: الجفاف عند الأطفال، كل ما تود معرفته

البالغون

يصبح الأمر أقل خطورة عند البالغين مقارنة بالأطفال، ويمكن أن يكون شرب المزيد من الماء وحده أو بعض العصائر كاف إن لم يكن الجفاف شديدًا.

كما يمكن استعمال المشروبات الرياضية التي تحتوي على الإلكتروليتات والكربوهيدرات إذا كان الجفاف بسبب التمارين العنيفة في طقس حار أو جاف. [3] [4]

الجفاف الشديد

حالة الجفاف الشديد هي حالة طوارئ يجب الذهاب بها إلى المشفى فورًا، خاصة ما إذا كان المصاب طفلًا صغيرًا أو كبيرًا في السن، حيث تعوض السوائل والأملاح عن طريق المحاليل الوريدية المناسبة أو عن طريق الأنابيب الأنفية. [3] [4]

الوقاية من الجفاف

الوقاية خير من العلاج، يبقيك وعيك بأهمية شرب السوائل وتناول الغذاء الصحي المتوازن من الجفاف، وفيما يلي بعض النصائح الإضافية لمنع الإصابة بالجفاف: [5]

  • التنبه عند التعرض لما يسبب فقدان الكثير من السوائل مثل التعرق الزائد، والعمل على تعويضها سريعًا.
  • عدم انتظار الشعور بالعطش لنشرب، بل ينبغي تقسيم الكمية اليومية التي تهدف لشربها من الماء على مدار اليوم مع وضع جدول للتذكير بها.
  • ترشيد استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين.
  • شرب كوب من الماء قبل التمرين ب 4 ساعات، ونصف كوب كل 10 إلى 15 دقيقة أثناءه.

اقرأ أيضًا: تأثير الأطعمة على الجفاف

نصيحة الطبي

احرص دائمًا على إمداد الجسم بالكميات التي يحتاجها من الماء، لتتجنب الجفاف وأعراضه المزعجة، وحتى تستطيع ممارسة يومك بكل نشاط وبأعلى مستويات طاقتك وتركيزك.