تعرف قرحة الاستلقاء
أي ما يسمى أيضا بقرحة الضغط، بأنها إصابات تحدث للجلد نتيجة لتعرضه للضعط أو اﻻحتكاك المتواصل. وغالبا ما يكون مصابو هذه التقرحات من المرضى محدودي الحركة.

ويذكر أن هذه التقرحات تنشأ بسرعة، كما وأن علاجها عادة ما ﻻ يكون سهلا لذلك، فينصح باستخدام الأساليب الوقائية المتعددة لتجنب الإصابة بها.

وتفسر كيفية نشوء هذه التقرحات بأن الضغط على الجلد يقلل من تدفق الدم للمنطقة المضغوطة، ما قد يؤدي إلى موت الجلد ومن ثم نشوء التقرحات. وذلك غالبا ما يحدث لمصابي أمراض تمنعهم من تغيير وضعياتهم بسهولة، ما قد يجلهم يبقون في وضعية واحدة لمدة طويلة.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه التقرحات تتضمن ما يلي:

● الاستلقاء في السرير أو الجلوس على كرسي متحرك لمدة طويلة.

● عدم القدرة على تحريك جزء أو طرف من الجسم من دون مساعدة، وذلك عادة ما ينجم عن التعرض لإصابة في العمود الفقري أو الدماغ أو وجود مرض يؤثر على القدرة على الحركة، وتتضمن تلك الأمراض التصلب اللويحي المتعدد.

● الإصابة بمرض يؤثر سلبا على تدفق الدم. وتتضمن هذه الأمراض وجود مشاكل معينة في الأوعية الدموية والإصابة بمرض السكري.

● ضعف الجلد ورقته.

● الإصابة بسلس البول أو سلس البراز.

● سوء التغذية.

● كبر السن.

ويذكر أن أهم أعراض هذه الحالة هي احمرار الجلد مع نشوء نفطة على المنطقة المصابة، حيث قد تتحول هذه النفطة إلى تقرح مفتوح.

تصنف التقرحات بناء على شدتها كما يلي:

الدرجة الأولى، والتي تعد أبسط الدرجات: يكون لون المنطقة الجلدية المصابة أحمرا ولا يتحول إلى اللون الأبيض عند الضغط عليه. وتعد هذه إشارة على بدء تكون قرحة اﻻستلقاء.

الدرجة الثانية: يتنفط الجلد المصاب أو تنشأ عليه قرحة مفتوحة. وقد يكون الجلد المحيط بالمكان المصاب أحمرا أو متهيجا.

الدرجة الثالثة: تنشأ "حفرة" مفتوحة وغائرة. وتصاب الأنسجة التي تقع أسفل الجلد بالأذى.

المرحلة الرابعة: تصبح القرحة أكثر عمقا، ما يؤدي إلى الإضرار بالعضلات والعظام، كما وقد تتضرر الأوتار والمفاصل.

ويشار إلى أنه عندما تكون الأنسجة التي تقع في قعر القرحة مغطاة بجلد ميت أصفر أو أخضر أو بني، فإنه ﻻ يجرى تصنيف لها كدرجة.

وعلى الرغم من أنه يجب استشارة الطبيب في حالة الإصابة بهذه التقرحات أو الاشتباه بها، إلا أنه ينصح بالقيام بما يسمى ب "الإسعافات الأولية" إلى حين تدخل الطبيب.

تتضمن هذه الإسعافات الإجراءات التالية:

إزالة الضغط عن المنطقة المصابة.

تجنب الإصابة بالمزيد من الأذى والاحتكاك، وذلك بوضع القليل من "البودرة" التي يختارها الصيدلاني على الملاءات التي ينام عليها المصاب. ويذكر أن هناك ملاءات جاهزة لهذا الغرض تباع بمحلات بيع الأجهزة والمستلزمات الطبية.

القيام بتنظيف التقرحات بناء على إرشادات الطبيب، حيث أن القيام بذلك بالشكل الصحيح يعد ضروريا لوقاية هذه التقرحات من الالتهاب.

● عادة ما ينصح بشطف المنطقة المصابة بمحلول ملحي للتعقيم والتخلص من الخلايا الميتة. بعد ذلك تتم تغطية التقرح بضمادة خاصة. لكن من الضروري القيام بذلك بعد استشارة الطبيب وطبقا لإرشاداته.

استخدام الأدوية التي تساعد على الالتئآم بعد استشارة الصيدلاني.

● الحصول على تغذية سليمة، إذ أن ذلك يساعد على الالتئآم.

تجنب تدليك التقرح وما يحيط به من جلد.

ويذكر أنه إن التهبت هذه التقرحات ووصلت إلى بقية الجسم فإنها تؤدي إلى مشكلة خطرة. لذلك، يجب على الطبيب متابعتها منذ بدايتها.

و تتضمن أعراض التهاب التقرحات انبعاث رائحة كريهة وخروج الصديد (القيح) منها واحمرار ما حولها وانتفاخه وارتفاع درجات حرارته.

أما أعراض وصول الالتهاب إلى الدم، فتتضمن ارتفاع درجات حرارة الجسم والشعور بالضعف والتشوش.

وللوقاية من هذه القرحة، فالنصيحة الأولى لمن يبقون في الفراش أو الكرسي المتحرك لفترات طويلة هي تفحص الجسم من الرأس حتى القدمين يوميا، وخصوصاً المناطق التي تعد الأكثر عرضة للإصابة بالتقرحات المذكورة. وتتضمن هذه المناطق تلك التي تغطي العظام البارزة. ويجرى أثناء التفحص البحث عن أي منطقة في الجلد تبدو مختلفة عن غيرها، خصوصا إن كانت محمرة ولا تتحول إلى بيضاء حين الضغط عليها أو عليها نفطات أو فوهات أو تقرحات. فإن ظهر أي تغير على الجلد، يجب اللجوء إلى الطبيب.

كما وتتضمن النصائح ما يلي:

● تغيير الموضع كل ساعتين على الأقل.

● استخدام الأدوات التي قد تخفف من الضغط والاحتكاك، منها الوسائد و "البودرات" طبية الخاصة بذلك.

● الحصول على غذاء متوازن وصحي.

● شرب الكثير من الماء، أي ما يصل إلى 8-10 أكواب في اليوم الواحد.

● الحفاظ على نظافة وجفاف الجلد، خصوصا بعد التبول والإخراج. كما وينصح بالاستفسار من الطبيب حول ما إن كان هناك كريمات خاصة لوقاية الجلد.