قد تكون الرضاعة الطبيعية عملية مرهقة ومسببة للقلق لا سيما لدى الأمهات الجدد خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة؛ إذ يكون السؤال الرئيسي لديهن في هذه الفترة هل يكفي حليبي طفلي؟ في الغالب يبرز هذا التساؤل نتيجة عدم شعور الأم بامتلاء الثدي أو توقف تسرب الحليب من الحلمة، وقد يكون السبب في معظم الأحيان زيادة احتياجات الطفل، وحاجته إلى تكرار وجبات الرضاعة اليومية.
نتحدث في هذا المقال الحديث عن قلة ادرار الحليب عند المرضع، والمؤشرات الدالة على حصول طفلك على كمية كافية من الحليب، وأهم الطرق المتبعة في علاج نقص الحليب عند المرضعة.
أسباب قلة ادرار الحليب عند المرضع
تتمكن الأم المرضع في أغلب الحالات من تلبية احتياجات طفلها اليومية من الحليب؛ إذ أن معدل إنتاج الحليب في الثدي يعتمد على مقدار الرضاعة الطبيعية لدى الطفل؛ فكلما رضع طفلك أكثر كلما زاد إنتاج الحليب لديك حيث يساعد ذلك في تحفيز الثدي على إدرار المزيد من الحليب، إلا أن هناك العديد من أسباب قلة لبن الأم فجاة، ومنها ما يلي:
- عدم إرضاع الطفل بالطريقة الصحيحة والمنظمة: يحتاج حديث الولادة إلى الرضاعة الطبيعية كل 2 إلى 3 ساعات طوال الليل والنهار؛ إذ أن الرضاعة المكررة تحفز الثدي على إنتاج المزيد من الحليب، وهي من طرق علاج قلة ادرار الحليب عند المرضع لا سيما خلال الأسابيع الأولى من الولادة بما يضمن إمداد حاجات الطفل من الحليب، ويفضل:
- عدم إرضاع الطفل رضاعة طويلة وكافية: يتوجب عليك في كل مرة تقومين بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية إرضاعه لمدة عشر دقائق في كل جانب من جهتي الثدي، وفي حال كان طفلك يرضع لمدة تقل عن خمس دقائق في معظم وجبات الرضاعة اليومية، فإنه:
- عدم قدرة الطفل على الإمساك بحلمة الثدي: تحدث عادة نتيجة إصابة الطفل الرضيع بالشفة الأرنبية أو اللسان المربوط، وتعد من أهم اسباب قلة ادرار الحليب لدى الأم المرضع نتيجة عدم قدرة الطفل على سحب الحليب من الثدي، وكذلك قد تعاني بعض الأمهات المرضعات من وجود الحلمة المسطحة أو المقلوبة لديهن، والتي تتسبب في عدم قدرة الطفل على الإمساك بالثدي والرضاعة.
- إصابة الطفل باليرقان: يعد اليرقان أحد الأمراض الشائعة لدى حديثي الولادة، والذي يتسبب ببقاء الطفل نائماً معظم الوقت، وبالتالي قلة الرضاعة الطبيعية الأمر الذي ينتج عنه نقص ادرار الحليب لدى الأم لغياب وجود المحفز.
- تأخير الرضاعة الطبيعية بعد الولادة: يؤدي تأخير الرضاعة الطبيعية عند حديثي الولادة نتيجة انفصال الأم عن طفلها إما بسبب حاجة الطفل إلى حضانة الرعاية الخاصة، أو ما يعرف باسم الأطفال الخدج، أو لعدم قدرة الأم على الرضاعة لا سيما بعد عمليات الولادة الصعبة والطويلة، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض ادرار الحليب في الثدي.
- استخدام اللهاية: يعد استخدام اللهاية لا سيما خلال الأشهر الأولى من الرضاعة الطبيعية إلى تقليل فرص أو وجبات الرضاعة الطبيعية اليومية لدى الطفل، وكما ذكرنا سابقاً كلما قلت رضاعة الطفل كلما نقص حليب الام.
- جدولة وجبات الرضاعة اليومية لدى الطفل: يؤدي قيام الأم المرضع بجدولة تغذية طفلها، وعدم الاعتماد على علامات الجوع التي يظهرها الطفل إلى تقليل فرص الرضاعة لدى الطفل، وقلة ادرار الحليب عند المرضع، ومن اسباب نقص حليب الام أيضاً إعطاؤه المكملات الغذائية والحليب الصناعي.
- استخدام الأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية خلال فترة الرضاعة الطبيعية إلى قلة ادرار الحليب عند المرضع؛ لذلك يتوجب على الأم المرضعة مراجعة طبيبها المختص قبل تناول أي دواء للحفاظ على سلامة طفلها، والتأكد من عدم تأثير الدواء على عملية إدرار الحليب، ومن بين تلك الأدوية:
- الاضطرابات الهرمونية لدى الأم المرضعة: يمكن أن يكون من اسباب قلة حليب الام المرضع إصابتها بأحد المشاكل الطبية الناجمة عن خلل هرموني، والتي تؤثر على مستوى هرمون البرولاكتين المسؤول عن تصنيع الحليب في الجسم مثل:
- إجراء عمليات جراحية في الثدي: يمكن لذلك أن يؤدي إلى تقليل عدد قنوات الحليب عن الوضع الطبيعي، والتسبب في قلة ادرار الحليب عند المرضع.
- التدخين وشرب الكحول: يؤثر التدخين وشرب الكحول على كمية الحليب الذي تنتجه الغدد اللبنية في الثدي، ويمكن أن يؤدي إلى قلة حليب الام.
للمزيد: مع أم ضد استخدام اللهاية؟
مؤشرات تنفي قلة ادرار الحليب عند المرضع
لا تستطيع الأم التي تعتمد على الرضاعة الطبيعية في تغذية طفلها تحديد كمية الحليب التي يتناولها الطفل خلال اليوم على عكس استخدام زجاجة الرضاعة، إلا أن هناك علامات تظهر على الطفل، وتكون دالة على أنه يرضع جيداً، ويحصل على حاجته اللازمة للنمو الصحي، وتنفي قلة ادرار الحليب عند المرضع، ومنها:
- يزيد وزن الطفل بمعدل 150 غرام كل أسبوع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة، باستثناء الشهر الأول بعد الولادة حيث يميل وزن الطفل إلى الانخفاض؛ نتيجة فقدان السوائل المتجمعة نتيجة وجوده في الرحم.
- يرضع الطفل بما لا يقل عن 8-12 مرة خلال 24 ساعة.
- يشعر الطفل بالراحة، وينام جيداً بعد كل وجبة من الرضاعة.
- يبلل الطفل 2-3 حفاضات خلال 48 ساعة الأولى، ثم يزداد عدد الحفاضات المبللة اليومية بعد اليوم الخامس لتصل إلى 6-8 حفاضات في اليوم.
- يقوم الطفل بتمرير البراز الأصفر الذي يميل إلى لون الخردل بعد اليوم الخامس.
- تشعر الأم بنعومة الثدي، وقلة امتلائه بعد وجبة الرضاعة، كذلك يكون شكل الحلمة كما كان عليه قبل البدء بالرضاعة بحيث لا تكون غائرة أو بيضاء.
- يجب أن تكون الأم قادرة على سماع طفلها عندما يقوم ببلع الحليب، والتأكد من إطباق شفتيه على حلمة الثدي وإمساكه لها.
- يستيقظ الطفل من النوم نشيطاً، ويطلب المزيد من الحليب.
اقرأ أيضاً: طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة
علاج قلة ادرار الحليب عند المرضع
قد يساعد ما يلي في زيادة كمية الحليب، وعلاج قلة ادرار الحليب عند المرضع:
- قومي بإرضاع الطفل بشكل متكرر نحو 8-12 مرة خلال اليوم بما يشمل القيام بإرضاع الطفل ليلاً؛ إذ يساهم ذلك في تنشيط الهرمونات المسؤولة عن تصنيع الحليب في الثدي، وبالتالي علاج نقص ادرار الحليب.
- قومي بإرضاع الطفل بالتناوب بين كل جانب من الثدي مع التأكد من تفريغ الثدي بعد كل وجبة رضاعة للطفل.
- تجنبي مرور وقت طويل دون القيام بتفريغ الثدي، وذلك إما من خلال إرضاع طفلك أو استخدام مضخة الحليب؛ إذ يعمل ذلك كمحفز لإنتاج المزيد من الحليب، وكذلك يمكنك القيام باستخدام المضخة بين الوجبات كمحفز لإنتاج المزيد من الحليب قبل موعد وجبة الطفل اللاحقة، وعلاج نقص اللبن عند الام.
- تأكدي من قيامك بالضغط على الثدي عندما يرضع الطفل،؛ للمساعدة في تدفق الحليب وزيادة إدراره، وعلاج عدم ادرار الحليب.
- تناولي الغذاء الصحي المتوازن والمفيد لك ولطفلك مع ضرورة التأكيد على شرب كميات كافية من الماء، والتي تعد من أهم طرق علاج قلة ادرار الحليب عند المرضع.
اقرأ أيضاً: أفضل الأطعمة لزيادة ادرار الحليب