يعد العفن نوعاً من أنواع الفطريات التي تنمو في الأماكن الرطبة على شكل خيوط، ويتكاثر بواسطة أجسام خفيفة الوزن لا ترى بالعين المجردة تسمى الأبواغ أو الجراثيم (بالإنجليزية: Spores)، والتي يحملها الهواء مما يسهل عملية انتشارها. والأبواغ هي أجسام صلبة جداً تتحمل الظروف القاسية والتي قد لا ينجو منها العفن مثل البيئات شديدة الجفاف. تطفو الأبواغ سابحةً في الهواء حتى تجد سطحاً رطباً فتلتصق به لينمو العفن ويسبب دخولها مجرى الجهاز التنفسي عن طريق الأنف أنواعاً من الحساسية والربو.
للمزيد: كيفية السيطرة على مرض الربو أثناء فصل الشتاء
يعيش العفن في كل البيئات، داخل المنازل وخارجها في كل أيام وفصول السنة، ويزداد في المباني المهملة، والدافئة، وسيئة التهوية. يلعب العفن دوراً أساسياً وهاماً جداً في تحليل النباتات والأشجار الميتة، أما داخل المنازل فإنه يشكل خطراً جسيماً على الصحة ويفسد الأسطح التي ينمو عليها.
خطر عفن الجدران والأسقف على الصحة
ينمو العفن طوال العام، لذا فحساسية العفن ليست موسمية كباقي أنواع الحساسية، ولو أن الأعراض تزداد شدة بدايةً من منتصف فصل الصيف إلى بدايات الخريف، وخاصةً لدى سكان المناطق المطيرة. ويتواجد العفن بألوان كثيرة مثل: الأبيض، والأسود، والبرتقالي، والأخضر، والبنفسجي، أما عفن المنازل فغالباً ما يكون لونه أبيض أو رمادي.
ومن أشهر أنواع العفن المنزلي ما يعرف بالعفن الأسود، وكما يشير الاسم فإن لونه أسود يميل للاخضرار ونمو على الأسطح التي تحتوي على السليولوز مثل: الأخشاب، والجبس، والورق وهو غير الأنواع التي تنمو على الطعام والسجاد. تعد أبواغ العفن الأسود سامة وخطيرة جداً على الصحة.
أعراض حساسية العفن
يمكن أن يسبب استنشاق بوغ العفن أو أجزاء منه ردود أفعال تحسسية قوية والتهاب في المجرى الهوائي محدثاً عدداً من الأعراض نذكر منها:
- احتقان الأنف وسيلانه.
- العطاس.
- ضيق التنفس، أو التنفس بصوت له صفير.
- السعال.
- التهاب الحلق.
- احمرار وإدماع العين.
- حكاك بالجلد.
- نزيف من الأنف.
ويمكن أن يؤدي استنشاق بوغ العفن لفترة طويلة إلى انخفاض كفاءة الرئة مما قد يسبب الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو، ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بحساسية العفن نظراً لضعف المناعة لديهم وتواجدهم المستمر بالحدائق والملاعب خارج المنزل مما يزيد من فرص استنشاقهم لأبواغ العفن.
للمزيد: حساسية الجلد وتدابيرها العلاجية
أماكن نمو العفن بالمنازل
ينمو العفن بالمنزل دون أن يشعر به أحد، مثلاً، يمكن أن يؤدي وجود تسرب ما غير ملحوظ من أنابيب المياه أو من السقف إلى جعل المكان رطباً وهو ما يمثل بيئة خصبة لنمو العفن. من الممكن أن ينمو العفن أيضاً بالأدوار السفلية سيئة التهوية مثل القبو أو المخازن، أو قد نجده بالحمامات بين زوايا الحوائط، وتحت الأحواض، وحول أنابيب السباكة. ونرى العفن أيضاً في بقع معينة من الأرضية المغطاة بالسجاد والتي لا تصلها يد التنظيف، وعلى ورق الحائط، والأسطح الخشبية، والأسقف، وخلف الخزانات، وعلى أقمشة الأثاث.
اقرأ أيضاً: تعرفي الى مواقع غير مألوفة للجراثيم في المنزل
السيطرة على العفن في المنزل
من المستحيل التخلص من كل أنواع العفن طوال الوقت، ولكن يمكن الحد من معدل نموه، حيث لا تنمو الأبواغ إلا بوجود نسبة عالية من الرطوبة، وللسيطرة على الرطوبة يرجى اتباع النصائح التالية:
- اكتشاف وإصلاح أماكن تسريب الماء.
- تفقد أسطح المنازل في المناطق الممطرة لإصلاح الثقوب والشروخ التي تحدثها الأمطار.
- تنظيف وتجفيف الأماكن المبتلة وخاصة الأركان في خلال 24 ساعة مما لا يسمح بنمو الفطر.
- تتبع مصدر الرطوبة الذي أدى إلى نمو الفطر في بقعة ما من المنزل وإصلاحه.
- استخدام مكيفات الهواء أو المراوح في المواسم التي تزداد فيها رطوبة الجو.
- تركيب مراوح بالحمامات والمطابخ تدفع بالهواء خارجاً وليس للداخل وفتح النوافذ للتهوية ودخول الشمس.
- إزاحة الأثاث بعيداً عن الجدران وفتح الأبواب الداخلية للمنزل لزيادة معدل دوران الهواء.
- تجنب وضع السجاد بالحمامات، والمطابخ، والأقبية.
- عدم ترك الملابس الرطبة بعد غسلها بلا تجفيف.
- إضافة مادة مضادة للعفن إلى الدهانات.
- التخلص من السجاد المصاب بالعفن الذي لا يستجيب إلى التنظيف بالماء والصابون، أو المبيضات.
- الاستعانة بإحدى شركات النظافة إذا استفحل الأمر وخرج عن السيطرة.