للعادات اليومية التي يتبعها الأفراد تأثير كبير على صحتهم الجسدية خاصةً صحة الجهاز الهضمي، ومن بين المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن يعاني منها العديد منهم هي مشكلة انتفاخ البطن. يظهر انتفاخ البطن نتيجة مجموعة من العوامل، مثل: النمط الغذائي.
يلقي هذا المقال نظرة على بعض ممارسات وعادات يومية تسبب انتفاخ البطن وتؤثر بشكل كبير على صحة المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح والتوجيهات والبدائل الصحية التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من مشكلة انتفاخ البطن القيام بها لتعزيز صحتهم الهضمية.
عادات يومية تسبب انتفاخ البطن
يُعد انتفاخ البطن من الأعراض الشائعة للعديد من الاضطرابات الهضمية والمعوية، والتي يصاحبها الشعور بالإمساك، وآلام البطن، وإطلاق الغازات، والتجشؤ، وغيرها، ويحدث انتفاخ البطن نتيجة وجود حالة صحية، مثل: متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome, IBS)، وحساسية اللاكتوز، ومرض السيلياك، والإصابة بجرثومة المعدة، بالإضافة إلى بعض الأدوية والعقاقير، والتوتر، والتأثيرات الهرمونية خاصة قبل فترة الحيض أو خلال فترة انقطاع الطمث. [1]
اقرأ المزيد: كيف يمكن علاج انتفاخ البطن؟
تعزى الأسباب الأخرى لانتفاخ البطن إلى النمط الغذائي والعادات اليومية التي يقوم بها الفرد، ومن الجدير بالذكر أنه يجب تلقي الرعاية الطبية إذا ترافق انتفاخ البطن مع أعراض أخرى قد تكون إشارة لمشكلات صحية أكبر، مثل: وجود دم في البراز، وفقدان الوزن غير المبرر، وآلام البطن المستمرة، وفقدان الشهية، والشعور بالشبع بسرعة، وتشمل عادات يومية تسبب انتفاخ البطن الآتي: [1][2]
عادات تناول الطعام الخاطئة
تُعد عادات تناول الطعام الخاطئة من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى انتفاخ البطن، وهي تشمل: [1][2][3]
- إن تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة قد يعرض الجهاز الهضمي لضغط زائد، مما يُؤثر على عملية الهضم ويسبب تكون غازات البطن.
- إن تناول الطعام بسرعة يمكن أن يؤدي إلى ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، مما يسبب انتفاخ البطن، ولتجنب هذه المشكلة ينصح بتناول وجبات صغيرة على مدار اليوم والأكل ببطء لتلافي حدوث هذه الاضطرابات الهضمية.
- يؤدي تناول المشروبات الغازية، ومضغ العلكة باستمرار إلى ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، مما يزيد من انتفاخ البطن وتراكم الغازات.
- التركيز على الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والتي قد لا تهضمها المعدة والأمعاء الدقيقة بشكل كامل، بالإضافة إلى منتجات الألبان والبقوليات في النظام الغذائي اليومي للفرد، في المقابل ثبت أن تضمين المكملات الطبيعية والأعشاب والخضروات الورقية والأطعمة المخللة الغنية بالبروبيوتيك يساعد على التخلص من هذه المشكلة وتخفيف أعراضها.
- الإكثار من شرب المشروبات المحلاة، وعصائر الفواكه، ومشروبات الطاقة التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة غازات البطن.
قلة شرب الماء
يعد قلة شرب الماء بكميات وفيرة من عادات يومية تسبب انتفاخ البطن، حيث يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم والجفاف، ويعد الجفاف من العوامل الرئيسة المسببة للإمساك وقلة حركة الأمعاء المرتبطة باضطرابات هضمية عدة، مثل: انتفاخ البطن، والغازات، وآلام المعدة.
وعلى الرغم من أن احتياج الجسم للماء يختلف من شخص إلى آخر، إلا أنه ينصح بشرب 3 لترات من الماء يوميًا للرجال و2.2 لتر للنساء على مدار اليوم. [3][4]
عدم ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة البدنية
يؤثر نمط الحياة السلبي وقلة ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة البدنية على صحة الجهاز الهضمي، وتشمل هذه التأثيرات على الآتي:[5]
- يؤدي قلة ممارسة النشاط البدني تغير في توازن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء واضراب في وظائفها الحيوية، بما في ذلك دعم المناعة وعمليات الأيض والصحة العقلية.
- ترتبط قلة النشاط البدني أيضًا بالبدانة وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الهضمية في المعدة والقولون، مما يؤدي إلى انتفاخ البطن وتراكم الغازات وغيرها من الأعراض المرتبطة بالمشكلات الهضمية.
- يمكن أن تؤدي قلة النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية إلى زيادة زمن المرور عبر القولون، وهو الوقت الزمني الذي يحتاجه الطعام للمرور عبر الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تحرك الطعام بشكل أبطأ في الجهاز الهضمي، وبالتالي حدوث اضطرابات معوية، مثل: الإمساك، وآلام البطن، وزيادة إنتاج الغازات، وانتفاخ البطن. [5]
وللتخفيف من عادات يومية تسبب انتفاخ البطن هذه يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، خاصةً الرياضات التي تركز على عضلات البطن، وذلك لدورها في تقليل الوزن وتخفيف التوتر، بالإضافة إلى ممارسة المشي وغيرها من الأنشطة الرياضية بعد تناول الطعام، حيث يساعد ذلك في تحسين عملية الهضم والتخلص من انتفاخ البطن وتخفيف آلام المعدة الناتجة عن الغازات المحتجزة والمتراكمة في البطن. [1][4]
مع كثرة الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي، ما هي اخطر امراض الاعصاب؟
الضغوطات اليومية والتوتر
تؤثر الضغوطات اليومية والتوتر على وظائف وأعصاب الجهاز الهضمي، فعندما يكون الشخص تحت تأثير التوتر والقلق يؤدي ذلك إلى إبطاء حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان، وانتفاخ البطن، والتعب. يمكن أن يساهم التوتر أيضًا في حدوث الإمساك وغيرها من الاضطرابات الهضمية والمعوية.
وللتخلص من هذه المشكلة وتخفيف آثارها ينصح بممارسة التأمل، وتمارين اليوغا، وتمارين الاسترخاء والتنفس العميق، وتدليك البطن الذي يعد من التقنيات الآمنة والفعالة لتخفيف الغازات وانتفاخ البطن. [1][6]
التدخين
تضر المواد الكيميائية السامة في السجائر بصحة الجهاز الهضمي، مما يجعله من عادات يومية تسبب انتفاخ البطن، حيث تؤدي إلى التأثيرات الآتية:
- يُسبب التدخين زيادة احتمالية حدوث التهابات مزمنة في الأمعاء وآلام في المعدة.
- يرتبط التدخين بالعديد من الاضطرابات الهضمية، مثل: الارتداد المريئي، ومرض كرون، والقرحة الهضمية (بالإنجليزية: Peptic Ulcer)، ويعد انتفاخ البطن، والغازات، والتجشؤ، والشعور بالامتلاء من أبرز الأعراض التي تصاحب هذه الحالات. ومن الجدير ذكره أن التدخين يزيد من إنتاج الإنزيمات ويرفع من حموضة المعدة، مما يؤثر سلبًا على بطانة المعدة والاثني عشر وظهور القرح، وبالتالي إلى تفاقم هذه الأعراض. [7]
- يزيد التدخين من خطر الإصابة بجرثومة المعدة، والتي تعد من الأسباب الشائعة لتطور القرح الهضمية.
- يعمل التدخين على زيادة خطر تكون زوائد القولون (بالإنجليزية: Colon Polyps)، والتي غالبًا ما تكون أورام حميدة، ولكن من الممكن أن تتحول إلى أورام سرطانية تؤدي إلى حدوث انسداد في الأمعاء واضراب في حركتها، وبالتالي إلى آلام وانتفاخ في البطن وتراكم الغازات في القولون. [7]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج تطبل البطن بالاعشاب
نصيحة الطبي
يبرز انتفاخ البطن كأحد المشكلات الصحية الشائعة في العديد من الأفراد حول العالم، يعزى السبب في ذلك إلى النظام الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي وعادات يومية تسبب انتفاخ البطن. ينصح الطبي بتناول الطعام ببطء وعلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، وتجنب المشروبات الغازية، وتقليل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات ومنتجات الألبان والبقوليات التي تسبب الانتفاخ وتراكم الغازات، كما ينصح بالإقلاع عن التدخين والاسترخاء وممارسة التأمل والرياضة والأنشطة البدنية كالمشي التي تعمل على استرخاء عضلات البطن والتخفيف من الانتفاخ وتحسين الهضم.