تتعدد طرق التنمر التي يعاني منها العديد في المجتمعات العربية والأجنبية، مثل التنمر في المدارس، وفي عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، انتشر حديثاً التنمر الإلكتروني، فما هو التنمر الالكتروني وأثره على الصحة النفسية؟

ما هو التنمر الالكتروني؟

التنمر الإلكتروني (بالإنجليزية: Cyberbullying)، هو استخدام التكنولوجيا، والهواتف المحمولة، والأجهزة الذكية في مضايقة شخص، أو تهديده، أو إحراجه، من خلال:

  • نشر معلومات شخصية أو صور هدفها إيذاء شخص معين وإحراجه.
  • نشر معلومات كاذبة عن شخص معين.
  • إرسال التهديدات، أو التغريدات، أو المنشورات، أو الرسائل العدوانية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
  • انتحال شخصية شخص آخر، وإرسال رسائل مؤذية للآخرين نيابة عنه.
  • ما هي انواع التنمر الالكتروني؟

    تتعدد أنواع التنمر الإلكتروني، مثل:

    • التحرش (بالإنجليزية: Harassment)، وهي عملية إرسال رسالة مسيئة أو مؤذية للشخص الآخر، أو إرسال التعليقات السيئة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الألعاب.
    • التشويه (بالإنجليزية: Denigration)، وهي عملية إرسال معلومات ضارة وخاطئة عن شخص آخر، كما أن مشاركة صور شخص معين بهدف السخرية منه، وفي بعض الحالات قد يتم التغيير على الصور بهدف التنمر الإلكتروني.
    • انتحال الهوية الشخصية (بالإنجليزية: Impersonation)، وهي عملية اختراق البريد الإلكتروني أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدامها لإرسال رسائل محرجة للآخرين. بالإضافة إلى إنشاء حسابات وهمية واستخدامها لأغراض التنمر الإلكتروني.
    • المطاردة عبر الإنترنت (بالإنجليزية: Cyber Stalking)، وهي عملية إرسال رسائل تتضمن تهديدات أو رسائل تخويف تجعل الشخص يخاف على سلامته.
    • الاستبعاد (بالإنجليزية: Exclusion)، وهي عملية طرد أو إخراج شخص خارج مجموعات التواصل الاجتماعي أو عبر تطبيقات الإنترنت، ومن الممكن أن تكون إحدى طرق التنمر الاجتماعي في التعلم عن بعد.

    اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن ابني يتعرض للتنمر المدرسي؟

    كيف يمكن التمييز بين المزاح والتنمر الالكتروني؟

    يمزح الأصدقاء مع بعضهم، ولكن عندما يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص يمزح أو يتنمر إلكترونياً، فإن ذلك يدل على أن المزاح قد اتخذ منحى آخر، وقد يدل على التنمر الإلكتروني بين الأصدقاء، خصوصاً في حال الطلب من الشخص التوقف عن ذلك، ولكنه يرفض التوقف عن المزاح ويستمر في التنمر الإلكتروني، ويجب اتخاذ إجراءات مباشرة لإيقافه.

    مخاوف التنمر الإلكتروني تشتمل على:

    • مستمر، حيث أن وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة لمدة 24 ساعة في اليوم، لذلك قد يكون التنمر الإلكتروني للأطفال خصوصاً مشكلة كبيرة.
    • دائم، حيث أن التنمر الإلكتروني يكون أمام الجميع غالباً، وفي معظم الحالات لا يتم إزالته عن وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يسبب إساءة سمعة الشخص المتنمر عليه من قبل الآخرين.
    • غير ملحوظ، حيث أن الأطفال قد لا يظهروا لأولياء الأمور أو المعلمين أنه يتم التنمر عليهم، لذلك فمن الصعب ملاحظته.
    • من الصعب السيطرة عليه.
    • أسهل من أشكال التنمر الأخرى، حيث أن المتنمر لا يتوجب عليه مواجهة الشخص الآخر وجهاً لوجه.

    التنمر الالكتروني واثره على الصحة النفسية والجسدية

    قد يسبب التنمر الإلكتروني مشاكل طويلة الأمد، أما عن التنمر الإلكتروني وآثاره على الصحة النفسية، فإنه يسبب ما يلي:

    • الإصابة بالتوتر الناتج عن الخوف المستمر.
    • الإصابة باضطرابات في المزاج.
    • الإصابة باضطرابات النوم.
    • الإصابة باضطرابات في الشهية، مثل فقدان الشهية.
    • الإصابة بالحزن الشديد والاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، وفقدان الشغف والاهتمام بالأمور التي يحبها الشخص.
    • الشعور بالخجل.
    • في الحالات المتقدمة، قد يسبب الانتحار.

    أما عن آثار التنمر الإلكتروني الجسدية، فإنه يسبب آلام في المعدة والصداع الشديد الناتج عن القلق والخوف المستمر.

    كيف يمكن ايقاف التنمر الالكتروني؟

    يجب توعية المراهقين والأطفال حول التنمر الإلكتروني، والطرق التي يجب اللجوء إليها في حال التعرض له. وفي حال التعرض للتنمر الإلكتروني ينصح بما يلي:

    • التكلم مع شخص بالغ موثوق، مثل أحد الوالدين، أو المعلمين في المدرسة، ولكن قد يتردد المتعرضون للتنمر نتيجة للإحراج، أو عدم التأكد بشكل كامل من الشخص المتنمر، ولكن قد يزداد الأمر سوءاً مع مرور الوقت، كما أن في بعض الأحيان قد تتكن الشرطة من تتبع المتنمر المجهول.
    • تجاهل الرسائل المزعجة، وهي أفضل طريقة للتخلص من المشكلة، بحيث ينصح بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية لفترة من الوقت، ومحاولة صرف الانتباه لشيء آخر.

    ينصح أيضاً بتجنب الرد على الإساءة، حيث أنها قد تزيد الأمر سوءاً، لذلك تجاهل الرسائل المزعجة وأخذ فترة راحة هو أفضل حل.

    • الاحتفاظ بأدلة على التنمر، وذلك لإثبات التنمر الإلكتروني في حال تهرب المتنمر.
    • تقديم إبلاغ عن التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن مسؤولو الموقع قد يقوموا بمنع المتنمر من استخدام الموقع في المستقبل. كما يمكن حظر المتنمر إلكترونياً.
    • استخدام كلمات مرور مميزة، من خلال استخدام مجموعة من الأحرف والأرقام والرموز.
    • تجنب مشاركة كلمة المرور لمواقع التواصل الاجتماعي مع الآخرين، لتجنب نشر الصور والأخبار الكاذبة من قبل المتنمر إلكترونياً، والتي من الممكن أن يصعب حذفها. وفي حال استخدام أحد الأجهزة الإلكترونية العامة، يجب التأكد من تسجيل الخروج من مواقع التواصل الاجتماعي للحفاظ على الخصوصية.

    اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع المتنمرين وحماية أطفالنا منهم

    احصائيات التنمر الالكتروني في الوطن العربي

    تم إجراء إحصائيات ودراسات في بعض دول الوطن العربي لتقييم حجم المشكلة، وكانت النتائج كالتالي:

  • التنمر الإلكتروني في السعودية: بالنظر إلى أحدث الإحصائيات، فإن نسبة التنمر الإلكتروني في السعودية للأطفال والمراهقين تقارب 18%، وأن 7 من كل 10 أشخاص قد تعرضوا للتنمر الإلكتروني من جميع الفئات العمرية، وذلك حسب جريدة الشرق الأوسط.
  • التنمر الإلكتروني في الأردن: بحسب دراسة أجريت خلال جائحة كورونا فقط، وتحت إشراف منظمة اليونيسيف، فإن 68% من أطفال الأردن قد تعرضوا للتنمر الإلكتروني.
  • إن هذه النتائج تدل على أهمية السيطرة على هذه المشكلة، لتجنب الأضرار المحتملة وتأثيراتها على صحة الأطفال النفسية.