تحدثت البروفيسورة نجوى خوري عن جائحة كورونا (بالإنجليزية: Corona) في العالم العربي، وتحديداً عن التجربة الأردنية في مواجهة هذه الجائحة خلال مؤتمر "Chasing the sun" الذي تم تنظيمه من قبل جمعية الأمراض المعدية الأمريكية.
والدكتورة نجوى خوري هي أستاذة في الأمراض المعدية وأمراض الأطفال في الجامعة الأردنية، بالإضافة لكونها أستاذ مساعد في جامعة فانديربيلت (بالإنجليزية: Vanderbilt University).
مؤخراً، وبسبب انتشار جائحة كوفيد-19، تم تعيين الدكتورة نجوى كمستشار لدى المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن، حيث عملت على تقديم المساعدة للحكومة الأردنية لحل بعض القضايا المتعلقة بجائحة كوفيد-19.
يكاد الجميع يلاحظ أن فيروس كورونا المستجد قد ظهر فجأة بشكل غير متوقع في عام 2019؛ ولهذا السبب قد سمي بفيروس كوفيد-19. وقد سبب هذا الفيروس تفشي الالتهاب الرئوي بدايةً في الصين، ثم أصبح وباء عالمياً فيما بعد، وقد تم نشر العديد من المعلومات عنه، بما في ذلك تسلسل المورثات لهذا الفيروس.
ويعد فيروس كورونا من الفيروسات الخطيرة لأسباب كثيرة، وقد أصيب الطبيب الذي اكتشف الفيروس بالمرض وتوفي متأثراً بإصابته لاحقاً.
في الخامس من شهر يناير من عام 2020 (وهو التاريخ الذي بدأ فيه تعقب الفيروس حول العالم)، كانت أعداد المصابين حول العالم ضئيلة جداً، ولكن في شهر مارس أصبحت أعداد المصابين تزداد بشكل كبير، وما زالت هذه الزيادة في استمرار حتى اللحظة، سواء أكان ذلك في آسيا أو أوروبا أو أمريكا الشمالية والجنوبية أو افريقيا.
وقد وصلت أعداد المرضى المصابون بفيروس كورونا حول العالم حتى تاريخ الثامن من أكتوبر أكثر من 36 مليون مصاب، وقد توفي منهم أكثر من مليون مصاب. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن هذا الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة جداً في مدة زمنية قصيرة، كما أنه فيروس قاتل.
الأوبئة عبر التاريخ
وبالنظر إلى الأوبئة التي حدثت عبر التاريخ منذ عام 126 للميلاد وحتى يومنا هذا، نلاحظ أن عددها لم يكن كبيراً؛ حيث تم انتشار 20 وباء فقط منذ ذلك التاريخ، وأدت هذه الأوبئة إلى حصول 406 مليون حالة وفاة عبر العقود.
وقد كانت هذه الأوبئة كما يلي:
- الطاعون: وقد تسبب بحدوث 6 أوبئة، وأدى إلى حوالي 268 مليون حالة وفاة.
- الجدري: وقد تسبب بحدوث وبائين.
- الأنفلونزا: وقد تسبب بحدوث 5 أوبئة.
- الحمى الصفراء: تسبب بوباء واحد.
- الإيدز: وباء واحد (وهو مستمر حتى الآن).
- الإيبولا: وباء واحد، وقد تمت السيطرة عليه.
- الكوليرا: وباء واحد.
- الكورونا: وقد ظهرت فقط في القرن العشرين، وتسببت بحدوث 3 أوبئة وهي: السارس والميرس وكوفيد-19.
وقد تمت السيطرة على السارس والميرس بشكل سريع، ولم تتعدى عدد الوفيات الألف حالة لكل منهما، على عكس فيروس كوفيد-19.
ما هي خصائص فيروس كوفيد-19 التي أدت إلى تسببه في حدوث وباء؟
- يعتبر فيروس الكورونا فيروس مستجد، وليس لدى الأفراد مناعة ضده.
- يعد فيروس كورونا الجديد سهل الانتشار بين الأفراد.
- ينتقل فيروس كورونا المستجد عن طريق الرذاذ، بالإضافة إلى أنه يعيش على الأسطح، كما تبين أنه ينتقل عن طريق الهواء أيضاً.
- يعد الإنسان هو ضحية هذا الفيروس، مع ذلك فهو أيضاً وسيلة لنشر الفيروس حتى لو لم تظهر عليه أعراض المرض.
- تعتبر الأنشطة البشرية هي أساس انتشار الفيروس؛ حيث أن التجمعات الكبيرة قد تزيد من فرصة انتشار الفيروس في مكان التجمعات، وعلى سبيل المثال أدت بعض حفلات الزفاف في الأردن إلى آلاف الحالات.
- تسبب هذا الفيروس بحدوث وباء بسرعة كبيرة جداً، حيث تم اكتشافه في ديسمبر وتم إعلان حالة الطوارىء العالمية من قبل منظمة الصحة العالمية بسببه في غضون شهر ونصف فقط، وأصبح الجميع يعرف أن هذا الفيروس واقعاً يجب التعامل معه. وبالطبع فقد شملت تحذيرات منظمة الصحة العالمية الأردن.
الوضع الوبائي في شهر مارس في الدول العربية
في الشهر الثالث من انتشار الوباء الذي بدأ في الصين، كان الفيروس قد وصل حرفياً إلى كل مكان، بما في ذلك الجزر الصغيرة حول العالم؛ ولهذا فقد أصبح انتشار هذا الفيروس وباءاً في وقت قصير جداً.
أما فيما يتعلق بالدول العربية، فقد بدأ ظهور حالات الكورونا فيها في شهر مارس أيضاً، وعلى الرغم من أن عدد الحالات كان ضئيلاً في البداية (في أول 3 إلى 4 أسابيع)، ولكن سرعان ما أخذ هذا الفيروس بالانتشار السريع.
وينبغي الانتباه إلى أن هناك احتمال أن ينقل كل شخص مصاب العدوى إلى 3- 4 أشخاص آخرين، ومن ثم يقوم هؤلاء بنقل العدوى إلى أشخاص آخرين؛ وبالتالي تتضاعف أعداد المصابين، وهذا يبين مدى سهولة انتشار هذا الفيروس.
التجربة الأردنية في مواجهة فيروس كورونا
بالنسبة للتجربة الأردنية، فقد كانت استجابة الحكومة سريعة للغاية، حيث كان فريق التعامل مع الوباء بقيادة وزير الصحة نفسه، والذي قام بالتواصل مع أفراد الشعب بشكل يومي عبر شاشات التلفاز مما أدى إلى طمأنتهم.
وقد تضمن فريق العمل ممثلاً عن كل وزارة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ومكتب رئاسة الوزراء، والبلاط الملكي، حيث كان هؤلاء على علم بكافة الجهود المبذولة. وقد كانت كل هذه الجهود كون الفيروس كان مستجداً، بالإضافة إلى كونه قد تسبب بأزمة، لذا فقد حرصت الحكومة الأردنية على اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لإبقاء الوباء تحت السيطرة.
وقد أشركت الحكومة جميع القطاعات الأخرى ضمن اللجنة العليا للسيطرة على الوباء، حيث تم دعوة الدكتورة نجوى خوري للانضمام إلى هذه اللجنة، كما تضمنت اللجنة أعضاء آخرين من الأكاديميين، ومن المنظمات غير الحكومية، ومن منظمة الصحة العالمية، ومن مراكز السيطرة على الأمراض والعديد من اللجان المحلية. وقد ترأس هذه اللجنة رئيس الوزراء.
كما قد تمت هذه الجهود بمساعدة القوات المسلحة، وخاصة في بداية انتشار الوباء، حيث قامت القوات المسلحة ممثلة بقائد المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، بدور كبير تمثل بالتأكد من أن أمور الحظر والحجر الصحي تتم على ما يرام، كما قامت بالتأكد من عدم حصول أي مخالفات.
وتم تعيين الدكتورة نجوى خوري كمستشار في الأمراض المعدية لدى المركز.
هذا وقد تم وضع ومناقشة الخطة الوطنية لمكافحة الوباء من قبل رئاسة الوزراء، إلا أن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات كان أداة لتنسيق جميع الخطط الوطنية الأردنية المتعلقة بكوفيد-19، وتكمن أهمية هذا الأمر في أن هذا المركز كان قائماً بحد ذاته وذي جاهزية، كما أن أعضاؤه يتمتعون بالخبرة الكافية للتعامل مع الأزمات، بالإضافة إلى استماعهم للخبراء فيما يتعلق بأداء العمل.
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية في مواجهة وباء كورونا
اتخذت الحكومة الأردنية عدة خطوات لمنع دخول الوباء إلى الأردن، ومن ضمن هذه الخطوات:
- في 14 فبراير قامت الحكومة الأردنية بمنع السفر من وإلى الأردن ابتداءاً بالصين وإيران وكوريا الجنوبية.
- في 20 فبراير قامت الحكومة بالإيعاز إلى مصنعي الكمامات لزيادة إنتاجيتهم منها.
- في 23 فبراير أمرت الحكومة بإجراء فحص PCR للكشف عن فيروس كورونا في جميع النقاط والمعابر الحدودية.
- في 11 مارس تم إنشاء خلية الأزمة التابعة للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات (وهي الخلية التي انضمت إليها الدكتورة نجوى خوري).
- في 15 مارس قامت الحكومة بإعلان الحظر الشامل لمدة أسبوعين وذلك لمنع انتشار الفيروس جراء عودة الأردنيين القادمين من الخارج، كما قامت الحكومة بإغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى لمنع التجمعات.
بالإضافة إلى الخطوات السابقة قامت الحكومة الأردنية باتباع برنامج الفحص والتتبع والتقصي، كما تم إحضار الأدوية مثل المضادات الحيوية للتأكد من وجود المخزون الكافي منها. كما قامت الحكومة الأردنية بدعم جهود إيجاد لقاح عبر المشاركة في برنامج لقاح الكورونا.
أما بالنسبة لتشخيص الكورونا، فيجب التنبيه أن التشخيص السريري وحده لا يكفي للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، وذلك لكون هذا الفيروس مستجد ولا توجد أعراض فارقة تكفي لتشخيصه، ولذا كان لا بد من إجراء فحص كورونا كأساس لتشخيص الإصابة بالمرض.
وقد ازدادت أعداد الفحوصات التي تم إجراؤها في العالم العربي مع مرور الوقت.
الوضع الوبائي في الأردن منذ شهر مارس وحتى شهر حزيران
بالنسبة لأعداد المصابين بالفيروس، فقد كان الوضع جيداً في الأردن مع الإغلاقات والحظر الشامل، ولكن لسوء الحظ فقد بدأت حالات كوفيد-19 بالظهور في بدايات شهر مارس، وقد كانت الحالات في البداية معدودة وقليلة للغاية، ولكن ازدادت بشكل كبير جداً مع حدوث الانفتاح على المجتمعات الأخرى وفتح المطارات.
وحتى شهر حزيران، كانت الحالات مسيطراً عليها بشكل عام، حيث وصل العدد الأقصى إلى 300 حالة، وكانت الأعداد تزيد وتنقص في تلك الفترة، مع العلم أنه على الرغم من إيقاف العمل بالحظر الكامل، إلا أنه كان هناك حظر ليلي يبدأ في الساعة 11 ليلاً.
وقد كان عدد الحالات اليومي لا يتعدى 40 حالة طوال شهر حزيران، كما كانت أعداد الوفيات الكلية قليلة في ذلك الوقت، حيث أنها لم تتعدى 9 وفيات في اليوم الواحد.
أما عن الإجراءات الحكومية، فقد كانت تهدف طوال الوقت إلى زياد الوعي والمعرفة لدى المواطنين، وكان ذلك عبر القيام بمؤتمر صحفي بشكل يومي، كما قام جلالة الملك بترؤس اجتماع مجلس السياسات الوطنية وقام بتوجيه كلمة إلى جميع الأردنيين.
كما أنه يوجد في الأردن ما يعرف بقانون الدفاع، والذي يهدف بشكل أساسي إلى التعرف على المصابين بفيروس كورونا والتأكد من عدم تسببهم بنقل العدوى إلى الآخرين.
الإجراءات التخفيفية التي اتخذتها الحكومة الأردنية
قامت الحكومة الأردنية بإجراءات تخفيفية، وذلك لأن العديد من الأفراد فقدوا وظائفهم جراء الإغلاقات، وقد تم بذل العديد من الجهود لمساعدة الجميع، بما في ذلك إنشاء العديد من المنصات الرقمية مثل منصة درسك التعليمية التي تهدف إلى بث الدروس للطلاب بعد إغلاق المدارس، بالإضافة إلى بث الدروس عبر القنوات التلفزيونية للتأكد من مساعدة الطلاب في التعلم.
ومن المنصات الرقمية الأخرى أيضاً:
- منصة مونة.
- منصة حماية.
- تطبيق أمان؛ الذي يخبر مستخدمه في حال قام بمخالطته شخص مصاب بمرض الكورونا.
ومن ضمن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الحكومة الأردنية، أنها قامت بالتأكد من حصول المواطنين على المعلومات الصحيحة في جميع الأوقات، وعدم حصولهم على معلومات مضللة. إضافة إلى الدعم المالي وذلك عبر تخصيص مبلغ بسيط من المال للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم. كما قامت الحكومة بتسهيل عودة اللاجئين والعمالة الوافدة الذين يودون العودة إلى بلادهم.
كما قامت الحكومة كذلك بالتأكد من تفعيل لوحات المعلومات والحملات الإعلامية حتى يومنا هذا، وكذلك فقد قامت الحكومة بالسماح للعديد من الشركات بتفعيل خدمة توصيل منتجاتها إلى المنازل.
أما عن تطبيق التوصيات، فقد قامت الحكومة بتشكيل العديد من اللجان التي تهدف إلى متابعة تطبيق النصائح والإرشادات، وقد كانت هذه اللجان فاعلة في التأكد من أن جميع النصائح والإرشادات يتم تطبيقها، وقد حصلت هذه اللجان على التمويل اللازم لإتمام عملها.
ولعل من أهم هذه اللجان هي لجنة استمرارية العمل، ولجنة العودة إلى العمل وهي تعمل على مراقبة الاغلاقات وإعادة فتح المحلات، وعلى أية حال فقد كان لإنهاء الإغلاقات ثمن بالتأكيد.
وبالنسبة للدعم المادي، فقد تم إنشاء صندوق همة وطن الذي كان يهدف إلى دعم جهود وزارة الصحة، ويساعد في عودة الأردنيين القادمين من الخارج، وعلى الرغم من أن هذه الجهود تحتاج إلى الكثير من الأموال، إلا أن هذا الصندوق ساهم في منع تدهور المنظومة الصحية المحلية.
دور المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات
تم تأسيس هذا المركز في عام 2006، ويترأسه سمو الأمير علي ابن الحسين، والذي يتابع مجريات العمل عن بعد. وبما أن القوات الأمنية لا تعني فقط الجيش، وإنما هي تعنى بالخدمة المدنية، فقد قام المركز بالتأكد من أن الأردن قادر على تطبيق التوصيات والتأكد من أن العمل بها يتم بشكل فعال.
وقد عمل هذا المركز بمثابة خلية تنظيمية، حيث يقوم العديد من الوزراء ورئيس الوزراء بالاجتماع في المركز، والاطلاع على اللوحات التعليمية والمخططات البيانية، إضافة إلى الاطلاع على مجريات الأحداث في الدولة.
وقد كان لهذا المركز أهمية كبرى، حيث أنه بدلاً من عمل المراكز الحكومية كل على حدة، فقد وحد هذا المركز عمل المراكز الحكومية والوزارات في مكان واحد.
الوضع الوبائي في الدول العربية منذ شهر مارس وحتى شهر أكتوبر
خلال الفترة من مارس إلى أكتوبر، استمرت أعداد الحالات المؤكدة من كوفيد-19 بالازدياد، سواءً في الأردن أو في جميع الدول العربية الأخرى، وهو أمر لا بد من الانتباه إليه، فعلى الرغم من جميع الجهود التي تم بذلها، إلا أن انتشار الفيروس استمر.
وعلى صعيد آخر، فإن أعداد الوفيات أيضاً استمر بالإزدياد، وهو أمر لا بد من إيجاد سبل للحد منه، وذلك من خلال التعرف على الأسباب التي أدت إلى هذه الوفيات، والقيام بإجراءات تمنع حدوثه.
وقد كانت أعداد الوفيات في بعض الدول العربية كبيرة جداً، أما في الأردن فقد كان العدد محدوداً إلى حد ما. لكن وعلى أية حال، فإن العدد لا يزال في ازدياد، لذا، فإنه لا بد من توجيه الاهتمام نحو الأشخاص الذين هم بحاجة إلى العناية، وليس فقط منع انتقال العدوى.
وبالنظر إلى العدد اليومي المسجل لحالات كوفيد-19، فقد أصبحت الأعداد بالآلاف بدلاً من العشرات كما كانت في بداية الجائحة، وهي أعداد كبيرة للغاية.
كما أن عدد الحالات التراكمي في الأردن قد أصبح كبيراً جداً أيضاً (حيث وصل إلى أكثر من 23 ألفاً حتى شهر أكتوبر)، إضافة إلى أن أعداد الوفيات أيضاً آخذ بالازدياد، وهو أمر لا بد من الانتباه له، ولا بد من توجيه الاهتمام إلى المصابين الذين هم أكثر عرضة لخطر الوفاة جراء الإصابة بالفيروس.
وحتى شهر أكتوبر، تم تخصيص 4 مستشفيات للعناية بمرضى كوفيد-19، إحداها في الشمال ومستشفى لوزارة الصحة بالإضافة إلى مستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى في الجنوب. وتهدف هذه المستشفيات إلى حصول مرضى الكورونا على الرعاية اللازمة لهم، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي.
أما عن نسبة الوفيات بين الحالات، فهو يعد كبيراً إلى حد ما، حيث كانت النسبة من 4 إلى 5 بالمئة في معظم الدول العربية، أما بالنسبة لليمن فإن أعداد الوفيات كبيرة للغاية، وقد يعود السبب في ذلك ربما إلى الحرب الأهلية المندلعة هناك.
وبالنظر إلى متوسط عمر وفيات كوفيد-19، نلاحظ أنه ليس جميع الحالات من كبار السن، وهو يعد أمراً مقلقاً ويحتاج إلى المراقبة عن كثب لمعرفة أسبابه وتقليل حدة المرض.
تقييم الجهود المبذولة في الأردن لمواجهة كوفيد-19
- في حال كان مقياس نجاح التجربة هو تأخير ازدياد الحالات إلى حين التأكد من جاهزية الأردن للازدياد في الحالات، فقد كانت التجربة الأردنية ناجحة.
- في حال كانت التوقعات (كما في بداية الجائحة) هي منع انتشار فيروس كوفيد-19، فإن هذه التوقعات لا تتوافق مع ما نعرفه عن الفيروس حتى الآن، حيث أن بعض المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أي أعراض، لذا فإنه من الصعب جداً السيطرة على انتشار المرض. وعلى أية حال، فإنه لا بد من الاستمرار في بذل الجهود لمنع أو إيقاف انتشار الوباء، حيث يتضمن ذلك التأكيد على ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات الكبيرة مثل حفلات الزفاف.
- في حال استمرار أعداد الحالات بالازدياد، فإنه لا بد من التأكد من جاهزية الأردن بشكل كامل لتقديم الرعاية الصحية للمرضى في المستشفيات في جميع أنحاء الأردن، وليس فقط في المدن الكبرى أو المراكز المخصصة لمرضى الكورونا.
- على الرغم من جميع الإجراءات المتبعة لإيقاف انتشار الوباء، إلا أن أعداد الحالات تزداد بشكل كبير. ويعود السبب في ذلك بشكل جزئي إلى دخول الحالات عبر المعابر الحدودية، بما في ذلك سائقي الشاحنات، والمواطنين العائدين من الدول المجاورة.
- من الواضح أنه ليس بوسع أي دولة السيطرة على الوباء بنجاح دون التعاون المحلي من جميع المواطنين مهما كان عددهم قليلاً، وذلك لأن انتشار العدوى يمكن أن يحدث بمنتهى السهولة.
- تعتقد الدكتورة نجوى خوري أنه حان الوقت لإنشاء مركز عربي للسيطرة على الأمراض، وذلك بحسب مقال نشرته في صحيفة (The Jordan Times) في السابع من تموز، ويساعد مثل هذا المركز في تنظيم المعلومات، وتجميع المعلومات العلمية، وربما المساهمة في إنتاج اللقاحات، ووضع البروتوكولات العلاجية للأمراض. والدول العربية عددها كبير جداً، والعالم العربي منطقة كبيرة جداً من حيث المساحة، وتضم أكثر من 450 مليون مواطن، منهم العديد من العلماء وذوي الخبرات، ولا بد من مركز علمي يضم هذه الدول العربية، حيث أنه لا تستطيع أي دولة لوحدها السيطرة على الأوبئة دون تعاون مع الدول الأخرى.