استطلاع: زهراء غريب

لم يكن في الحسبان بأن جرم صغير كفيروس كورونا المنطلق من مدينة ووهان الصينية، سيخرج عن السيطرة، وينتشر في نطاق دولي ليفتك بالبشر ويتسبب في وقوع مئات آلاف الإصابات وآلاف الوفيات؛ مما حدا بمنظمة الصحة العالمية لتصنيف تفشيه بـ "الجائحة". استنفرت الدول لاحتوائه وفي سبيل ذلك وظفت كل امكانياتها لتطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة كالعزل والحجر الصحي وإغلاق بعض المدن والمدارس والمجمعات وفرض حظر التجول.

مملكة البحرين لم تكن بمأمن عن هذا الفيروس الذي زارها وأصاب مواطنيها، لكنها قدمت وما زالت تقدم جهودًا جبارة عبر الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) جعلتها أنموذجًا يحتذى به في التصدي. وفي صدد قياس مدى تفاعل المواطنين البحرينيين مع الرسائل التوعوية التثقيفية المرتبطة بكورونا، استطلع الـــ" الطبي" آراء عدد منهم.

إجراءات كافية ومكثفة

يقول سعيد الحواج (66عامًا) الذي يحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، إن انتشار فيروس كورونا كالنار في الهشيم دفع معظم البلدان لاطلاق حملات تثقيفية وقائية من المرض، مشيرًا إلى "أن البحرين في حملتها التوعوية ضد الفيروس قامت بتطبيق اجراءات كافية ومكثفة سواء من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الصحة أو غيرها".

ويذكر الحواج أن أكثر القنوات التي تابعها لاستقاء المعلومات حول كورونا، هي الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي وتحديدًا الواتس آب، مبينًا أن "هناك اجتهادات كثيرة من أطباء ومتخصصين نشروا الكثير في القنوات الإخبارية والبرامج التلفزيونية التي توضح مدى انتشار الفيروس وإحصائيات حول المصابين وحالات الوفاة".

ويضيف: "كنتُ أتعامل مع ما يصلني من معلومات ورسائل إعلامية من تلك القنوات بحذر شديد؛ لأن فيها الغث والسمين، ولا يمكن تصديق كل ما ينشر بدون التحقق منه. علمًا بأن ذلك لا يخلو من الطرائف، فهناك الكثير من السذج الذين روجوا لاكتشافهم لقاح للقضاء على هذا الفيروس بسرعة سواء بالأدوية الشعبية أو غيرها".

اقرأ أيضاً: نصائح للسفر خلال كورونا

حملة مطمئنة

مهندس العمليات عمار جعفر الطيف (36 عاما) وصف حملة التثقيف الحكومية حول كورونا بأنها كافية ومطمئنة من حيث وضوح المعلومات والرسائل التوعوية الموجهة للمواطنين، مبينًا أنه يتابع وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل البيانات من القنوات الرسمية".

ويؤكد الطيف:"تعاملتُ مع الرسائل الإعلامية التي وصلتني من مختلف حسابات التواصل الاجتماعي بتوجس لأني وجدتُ في بعضها نوعًا من التلاعب والمبالغة".

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا

"تخاطب الجميع"

أما طبيب الأسنان، عباس محمد (25 عامًا)، فيرى أن الحملة الحكومية للتوعية إزاء كورونا "بسيطة ومفهومة فهي تخاطب الجميع بشكل واضح وسلس".

وبشأن القنوات التي اعتمد عليها بشكل أكبر في متابعته لأنباء المرض، يقول:"أكثر وسيلة تتبعتُ عبرها المعلومات حول كورونا هي تويتر، وكنتُ أتابع القنوات الرسمية فقط للحصول على تلك البيانات، وخلال متابعتي كنتُ أتأكد ما إن كانت مرتبطة بمصدر رسمي، فإن جاءت دون مصدر أتجاهلها".

"الأفضلُ عالميًا"

وتشير مصورة ومُعدة البرامج التلفزيونية، شهد فاضل إسحاق (23 عامًا)، إلى أن البحرين "أطلقت حملة تثقيفية جميلة وراقية لا تبعث في روح المواطنين والأشخاص الترويع والتخويف، تُقدم بصورة واضحة وسلسة ومفهومة لجميع الأعمار. لن أقارنها بدول الخليج وإنما بدول العالم فهي الأفضل".

وتذكر إسحاق في حديثها عن أكثر القنوات التي تابعتها لمعرفة مستجدات المرض:"تابعت وسائل التواصل الاجتماعي، وبعدها تأتي القنوات التلفزيونية ومنها خارجية كالـــ"العربية" والـــ "سي ان ان"، وغالبًا أتجاهل الرسائل الإعلامية التي تصلني من غير مصدر عبر الواتس آب وغيره من الوسائل، فقد حدث وأن وصلتني معلومات غير صحيحة وطريفة حول فيروس كورونا أبرزها أنه ينتقل عبر الجو لكني لم أعرها اهتمامًا ولم أتفاعل معها إطلاقًا".

اقرأ أيضاً: كيفية الرعاية المنزلية لمرضى فيروس كورونا

شطيرة "الملغوم" الشافية

وتلفت مصممة الجرافيك، أمينة إبراهيم رمضان (25 عامًا)، إلى أن حملة التثقيف الحكومية المرتبطة بكورونا جاءت متأخرة "فقد بدأت في فبراير ٢٠٢٠ على الرغم من ظهور الفيروس عام ٢٠١٩، لكنها كانت واضحة بأساليب تقليدية بعيدة عن الفيديوهات والأنيميشن والــ 3D وغيرها من التقنيات".

وبشأن القنوات التي تابعتها للإحاطة بمستجدات المرض، تفيد:"تابعتُ صحيفتي البلاد والأيام وحسابات الانستغرام الإخبارية الرسمية، وغير الرسمية التي كانت أحيانًا تصلني من خلالها بعض المعلومات الطريفة المرتبطة بالفيروس أطرفها تنوه بأن شطيرة "الملغوم" دواء شافٍ من الفيروس بناءًا على فيديو تم تناقله يظهر مصاب "الكورونا" الأول في البحرين والذي تعافى لاحقًا، يتناول تلك الشطيرة".

وتضيف رمضان:"وصلتني الكثير من الرسائل الإعلامية القادمة من مختلف القنوات كالواتس آب ومختلف حسابات التواصل الاجتماعي، لكني كنت أعود دائمًا إلى المصادر الرسمية للتأكد من مدى صحتها ودقتها".

اقرأ أيضاً: طرق الوقاية والعلاج لفيروس كورونا

بضائع الصين المعدية

وتؤكد طالبة بكالوريوس اللغة العربية وعلم الاجتماع، زينب عادل السماهيجي (22 عاما)، أننا "نعيش بهالة من الأخبار التي تصلنا عن فيروس كورونا، في البداية لم يكن هذا الفيروس واضحًا بالنسبة لنا، ولم نرى سوى استنفار واسع في الصين ولكن ما إن وصل إلى عتبات دار بلادنا حتى رأينا تكاتف الجميع وتعاونهم في مواقع التواصل الاجتماعي بالذات والأخبار من صحف وتلفزيون".

وتضيف السماهيجي:"في الحقيقة لم أتابع سوى وزارة الصحة في معرفة كل الأمور المتعلقة بهذا الفيروس على مواقع التواصل الاجتماعي وتلفزيون البحرين، وأما بقية الحسابات والواتس آب بالذات كان مُعرض أكثر لنشر الشائعات والتهويل والتخويف؛ لذلك أتحاشى النظر لها وإذا فتحت مجموعة أغلقها فورًا دون قراءة الرسائل".

وعن أطرف المعلومات التي وصلتها فيما يتعلق بفيروس كورونا، تقول:"وصلتني معلومة تفيد بأننا سنصاب بالعدوى من البضائع التي يتم إرسالها من الصين، ولكني لا أتفاعل مع معلومات غير صحيحة، فالمعلومات ما لم تصدر من جهة رسمية وموثوقة هي بالطبع لا صحة لها".

أنجزت الاستطلاع لصالح مجلة "الطبي" التابعة لشركة daily public relations للعلاقات العامة والإعلام في البحرين، وبإشراف محمد المغني.