الفحص الشامل للجسم، هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات الطبية الروتينية التي يوصى القيام بها بشكل دوري، والتي تتيح للطبيب التحقق من الصحة العامة للشخص والكشف عن عوامل الخطر للإصابة ببعض الأمراض والوقاية منها.
يشمل الفحص الشامل على التحاليل والفحوصات المخبرية، وفحوصات الأشعة التشخيصية، وغيرها من الإجراءات، ويتم اختيار ما هو مناسب للمريض وفقاً لعدة عوامل، كحالة المريض الصحية، وعمره، وجنسه، وعوامل أخرى.
ينصح بإجراء الفحص الشامل كل 5 سنوات للأشخاص البالغين من عمر 18-40، وكل سنة إلى ثلاث سنوات بعد سن الأربعين. وهناك مجموعة من الفحوصات التي ينصح بإجرائها كل عام، مثل فحص السكري التراكمي.
اهمية الفحص الشامل
يعتبر الفحص الشامل ذات أهمية بالغة، إذ يساعد في ما يلي:
- تشخيص حالة المريض.
- الكشف المبكر عن الأمراض، خاصةً تلك التي ليس لها أعراض ظاهرة حتى يتسنى للطبيب علاجها مبكراً.
- التحقق من وجود عوامل الخطر للإصابة بالأمراض المزمنة الشائعة، وتحديد خطة للوقاية من الإصابة.
- منع حدوث مضاعفات للحالة المرضية.
مكونات الفحص الشامل
يتضمن الفحص الشامل على العديد من الإجراءات والتي نذكر منها ما يلي:
التاريخ المرضي والعائلي
يتم طرح عدة أسئلة من قبل الطبيب كجزء من الفحص الشامل، وذلك لمعرفة التاريخ المرضي للمريض، وفيما يلي أبرز النقاط التي يتم الاستفسار عنها:
- مواعيد ونتائج التحاليل السابقة، مثل التطعيمات، واختبارات عنق الرحم، وتصوير الثدي بالأشعة السينية، ومستويات الكوليسترول، وقراءات ضغط الدم.
- التاريخ المرضي العائلي كاملاً، مما يساعد على معرفة الأمراض الشائعة لدى عائلة المريض.
- الأدوية التي يتناولها المريض والعمليات الجراحية السابقة التي خضع لها.
- الممارسات اليومية، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، والتدخين، والتمارين الرياضية، والممارسات الجنسية.
- وظائف الجسم الطبيعية، مثل طبيعة الأكل، والنوم، والتبول.
الفحص السريري
يعد الفحص السريري جزءاً من الفحص الشامل، ويعتبر مفيداً للغاية في تحديد طبيعة المرض لدى الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، ولكن غالباً ما يكون الفحص السريري ذا فائدة قليلة بالنسبة للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أية أعراض، ومن الفحوصات السريرية التي عادةً ما يقوم بها الطبيب:
- قياس العلامات الحيوية، مثل ضغط الدم، ومعدل التنفس، ومعدل النبض، ودرجة الحرارة، والطول، والوزن.
- قياس حدة البصر، كاختبار حدة أو وضوح الرؤية من مسافة بعيدة.
- فحص الرأس، والعينين، والأذنين، والأنف، والحنجرة.
- فحص الجهاز الهضمي.
- تقييم عمل القلب والأوعية الدموية.
- تقييم الجهاز التنفسي، والذي يشمل على قياس معدل التنفس، وسماع أصوات التنفس.
- تقييم قوة العضلات والعظام.
- الفحص العصبي، حيث يتم تقييم عمل الأعصاب، وردود الفعل، والتوازن، والحالة العقلية للمريض.
- فحص الجلد والغدد الليمفاوية.
- فحص منطقة البطن، حيث عادةً ما يقوم الطبيب بالنقر على بطن المريض لقياس حجم الكبد، أو للتحقق من وجود سوائل في البطن.
- فحص أطراف المريض، وذلك للتحقق من وجود أي ضعف، أو ضمور، أو شلل في وظيفة الساقين، أو القدمين، أو أصابع القدمين، أو الذراعين، أو اليدين.
اقرأ أيضاً: فحوصات دورية لكبار السن
تحاليل الفحص الشامل
يوجد العديد من التحاليل الطبية الهامة التي عادةً ما يطلب الطبيب إجراؤها بعد القيام بالفحص السريري، وذلك للمساعدة في تشخيص الحالة الصحية للمريض، وبعد ذلك يتم تحديد الإجراء الطبي المناسب له.
نذكر من تحاليل الفحص الشامل ما يلي:
- فحص الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count).
- فحص البول والبراز.
- تخطيط القلب.
- فحص وظائف الكلى.
- تحليل وظائف الكبد.
- الفحوصات المناعية.
- فحص نسبة السكر في الدم، حيث توصي جمعية السكري الأمريكية (بالإنجليزية: American Diabetes Association) بأن جميع البالغين ابتداءً من سن 45 يجب أن يخضعوا لفحص نسبة السكر في الدم بغض النظر عن أوزانهم.
- فحص وظائف الغدة الدرقية.
فحوصات الاشعة التشخيصية
يطلب الطبيب أحياناً فحوصات الأشعة عند القيام بالفحص الشامل، وذلك لتشخيص الإصابة ببعض الأمراض بطريقة غير مؤلمة، ومن ثم تقييم الخيارات العلاجية المتاحة، ومن تلك الفحوصات ما يلي:
- التصوير المقطعي (بالإنجليزية: Computed Tomography).
- التنظير التألقي (بالإنجليزية: Fluoroscopy).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي.
- الطب النووي (بالإنجليزية: Nuclear Medicine).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron Emission Tomography).
- الموجات فوق الصوتية.
الفحص الشامل للرجال
بالإضافة للفحوصات المذكورة أعلاه، قد يتضمن الفحص الشامل للرجال على ما يلي:
- فحص الكوليسترول
ينصح معظم الرجال بالبدء بالقيام بفحوصات الكوليسترول بانتظام ابتداءً من سن الخامسة والثلاثون، أما في حال وجود تاريخ عائلي مرضي لمرض السكري أو أمراض القلب، فينصح بإجرائه عند بلوغ سن الـ20.
- فحص الخصية
يمكن للطبيب فحص الخصية للتأكد من وجود كتل، أو تغيرات في الحجم، أو وجود أي ألم.
- فحص تمدد الشريان الأورطي البطني
ينصح بالقيام بفحص تمدد الشريان الأورطي البطني (بالإنجليزية: Abdominal Aortic Aneurysm Screening) لمرة واحدة من قبل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 - 75 عاماً، ويتم إجراؤه باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- فحص القضيب
قد يلجأ الطبيب أحياناً لفحص القضيب للتأكد من وجود أو غياب عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الثآليل، أو القرح على القضيب.
- فحص البروستاتا
يمكن فحص البروستاتا باستخدام اختبار مستضد البروستاتا النوعي (بالإنجليزية: Prostate-Specific Antigen Test)، أو فحص المستقيم الرقمي (بالإنجليزية: Digital Rectal Exam)، لذا ينصح دائماً بالتحدث للطبيب لاختيار الإجراء المناسب.
ينصح بإجراء فحص البروستاتا بشكل عام إبتداءً من سن ال 50، أما في حال وجود تاريخ مرضي عائلي لسرطان البروستاتا، فينصح بإجرائه ابتداءً من سن ال 40.
للمزيد: إجراء فحوص للبروستاتا في منتصف العمر قد يضر
الفحص الشامل للنساء
قد يشمل الفحص الشامل للنساء بالإضافة إلى الفحوصات السابقة ما يلي:
- الماموجرام.
- الفحص السريري للثدي.
- فحص منطقة الحوض.
- فحص الكشف عن هشاشة العظام.
- فحص الكشف عن سرطان عنق الرحم.
اقرأ أيضاً: الفحوصات الطبية التي تحتاجها كل امرأة
الاستعدادات للفحص الشامل
يوجد هناك مجموعة من الاستعدادات التي ينصح بالقيام بها قبل إجراء الفحص الشامل، وذلك من أجل ضمان الحصول على أفضل وأدق النتائج، ومن تلك الاستعدادات:
- تحديد موعد مسبق قبل القيام بإجراء الفحص الشامل.
- الحصول على ما يقارب 6 ساعات من النوم قبل القيام بالفحص الشامل، إذ يمكن أن تتسبب قلة النوم بظهور قراءات غير صحيحة عند قياس ضغط الدم، وضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم.
- ارتداء ملابس مريحة، وتجنب ارتداء أي مجوهرات قد تمنع الطبيب من القيام بالفحص الشامل بشكل سليم.
- إظهار نتائج الفحوصات التي قام بها الشخص خلال الأشهر ال 6 الأخيرة للطبيب، مع ضرورة إبلاغ الطبيب بأي عملية جراحية تم إجراؤها.
- الامتناع عن تناول الطعام قبل حوالي 8-10 ساعات من موعد إجراء الفحص الشامل، مع ضرورة التنويه إلى أنه يمكن تناول الماء بحرية، وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة المملحة والدسمة قبل 3 أيام من موعد الفحص الشامل، فمن الممكن أن يؤثر الملح والدهون على قراءات الكوليسترول وضغط الدم.
- الامتناع عن شرب الكحول لمدة 24 ساعة على الأقل قبل موعد الفحص الشامل.
- تجنب ممارسة الرياضات العنيفة قبل القيام بالفحص الشامل، لما للرياضة من قدرة على رفع معدل ضربات القلب وخفض مستويات البوتاسيوم.
- تجنب تناول المكملات الغذائية والفيتامينات قبل 48 ساعة من موعد الفحص الشامل، عدا ما يحدده الطبيب.
- تجنب شرب القهوة أو أي منتجات تحتوي على الكافيين لمدة ساعة على الأقل قبل الفحص الشامل، لما للكافيين من تأثير على عملية الهضم وعلى نتائج فحوصات الدم.
مخاطر الفحص الشامل
لا يوجد عادةً أي مخاطر على المريض من القيام بالفحص الشامل، وإنما قد تواجه بعض الفئات صعوبات تختلف باختلاف حالتهم الصحية العامة، مثل:
- الانزعاج والألم الخفيف أثناء القيام بفحص الدم، وذلك عند إدخال الإبرة في الوريد لسحب الدم.
- احتمالية ظهور كدمة صغيرة في مكان إدخال الإبرة بعد إزالتها، ولكن من المتوقع أن تختفي هذه الكدمة من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة.
- التعب الجسدي للبعض، وخاصة كبار السن.
- الحاجة للدخول إلى المستشفى في حال كانت الفحوصات كثيرة، مما يجعل المريض عرضةً للإصابة بالعدوى، وخاصة أصحاب المناعة الضعيفة.
- الاحتياطات المرتبطة ببعض صور الأشعة، على سبيل المثال ينصح بتجنب استخدام أي مستحضرات ترطيب، أو كريمات، أو عطور، أو مستحضرات تجميل، أو مزيلات العرق على المنطقة المعرضة للأشعة.
يجدر الذكر أن ارتفاع تكلفة بعض الإجراءات الطبية، وصور الأشعة، والأدوية، وتكاليف التنقل عبر وسائل النقل وصولاً إلى الطبيب قد تمنع البعض من القيام بالفحص الشامل.